الرابطة المحمدية للعلماءأخبار متنوعة

افتتاح المؤتمر العالمي الرابع للباحثين في القرآن الكريم وعلومه بفاس

التأم علماء مغاربة ومن بلدان عربية وإسلامية ، أمس الخميس بالعاصمة العلمية للمملكة، فاس، في إطار المؤتمر العالمي الرابع للباحثين في القرآن الكريم، لتدارس علوم كتاب الله الحكيم ومفاتيحه التنويرية.

ويهدف المؤتمر الذي تنظمه مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع ) إلى غاية 15 أبريل الجاري حول موضوع “المصطلح القرآني وعلاقته بمختلف العلوم”، إلى تسليط الضوء على بيان مركزية القرآن الكريم في جهود نهضة الأمة وحضوره في مختلف العلوم التي راكمتها الأمة الإسلامية.

كما يروم اللقاء الذي ينظم بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء وبتعاون وتنسيق مع مجموعة من الهيئات والمنظمات الإسلامية، تحفيز الباحثين والمتخصصين على المساهمة والتعاون في إنجاز المعجم المفهومي لكتاب الله الحكيم.

وأثنى الأستاذ عباس الجراري في الجلسة الافتتاحية للقاء على القيمة العلمية لهذا المؤتمر الذي يجمع صفوة من أهل العلم من بلدان مختلفة “لتوحيد الصفوف وخدمة كتاب الله تعالى باعتباره لب كلام العرب ومعتمد الأمة الإسلامية في جميع مناحي الحياة”.

وتوقف السيد الجراري عند أهداف المؤتمر، مبرزا أن علماء الأمة لم ينفكوا منذ 13 قرنا عن تفسير كتاب الله عز وجل محاولة منهم فك مقاصده وتبيان معاصرة مضامينه ومواكبتها لتحولات العصر.

وأكد أن القران الكريم كتاب جامع بأحكامه وشرائعه وقيمه وعلومه الكونية والعقلية الدقيقة وبما يتضمن من قصص وأخبار الأمم السابقة واللاحقة، ملاحظا أن الإعجاز البياني للذكر الحكيم يستدعي من العلماء بذل المزيد من الجهد للبحث والدراسة في تفاسيره وتسهيل تدبره من قبل الناس.

ومن جهته، أكد الأمين العام لمؤسسة البحوث والدراسات العلمية الشاهد البوشيخي أن “بعث الأمة الإسلامية من جديد وإقامة الدين على الوجه الصحيح وتحقيق نهضة حضارية مزدهرة مرتبط بحل إشكال المصطلح القرآني وإقامة المصطلح الأصل الذي به وعليه وله قامت الأمة الإسلامية وكانت به خير أمة أخرجت للناس”.

واعتبر السيد البوشيخي أن الإشكال المصطلحي لا يفهم قدره إلا الراسخون في العلم الذين يتشبثون بتسمية الأسماء بمسمياتها ويحافظون على تثبيت المفاهيم والمصطلحات الأساسية التي يقوم عليها التصور الصحيح للكون والحياة والإنسان، ويضبطون أيضا كلمات الله عز وجل لكي لا يعتريها تبديل أو تغيير.

وقال “إن إقامة المصطلح الأصل تعني بالدرجة الأولى أن يكون لفظه هو المستعمل في التواصل بين الناس بيانا وتبينا، به يعبرون وإياه يتدبرون، لم يهملوه في معجمهم الحي ولم يعوضوه بشيء ولدوه أو استوردوه”، مبرزا أن الله عز وجل اختار المصطلح القرآني لعلمه بالألفاظ والمعاني والألسن والأجناس والأعصر، وأن “من هجر هذه المصطلحات فقد هجر كتاب الله”.

وبدوره، بين رئيس المجلس العلمي المحلي بفاس عبد الحي عمور أن هذا الملتقى الثقافي والفكري بتدارسه للمصطلح القرآني وعلاقته بالعلوم “باعتبار كتاب الله عز وجل هو المرجعية الأساسية الأولى للثقافة والعلوم للأمة الإسلامية”، إنما يهدف إلى الاستلهام من القرآن الكريم “كخارطة طريق ورؤية مستقبلية واسعة وربانية لخدمة المسلمين في جميع بقاع العالم”.

وسجل السيد عمور أن المؤتمر العالمي الرابع للباحثين في القرآن الكريم وعلومه يصبو إلى استخلاص تصور قرآني من خلال المحاضرات والبحوث والدراسات التي ستقدم طيلة أيامه الثلاثة، لتكون هذه الأعمال الثقافية والدينية في خدمة ومساعدة المسلمين حيث ما وجدوا.

وأجمعت باقي المداخلات أن المسلمين غفلوا في الوقت الحاضر عن تدبر كتاب الله الحكيم والاقتداء بتعاليمه، مضيفين أن هذه التظاهرة العلمية فرصة مواتية لتبادل الرأي والإصغاء لعلماء مختصين في المجال لتنوير وتأكيد المقاصد السمحة للقرآن الكريم.

ودعت أهل العلم والفقه إلى تكثيف الجهود للنهوض بالرسالة النبيلة الملقاة على عاتقهم، و”قطع الطريق على المتلاعبين بالدين الإسلامي وناشري الأفكار الهدامة والمتطرفة، لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن الإسلام”.

ويناقش المشاركون في هذا الملتقى الدولي مجموعة من المحاور منها على الخصوص “المصطلح القرآني وعلاقته بالعلوم الشرعية”، و”معالم النهوض الحضاري بين الأصل والعصر”، و”المصطلح القرآني وعلاقته بالعلوم الإنسانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق