الرابطة المحمدية للعلماء

اختتام أعمال المنتدى العربي الخامس للتربية والتعلم

الاهتمام بقطاع التعليم هو المنفذ الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي

اختتمت مساء يوم السبت 4أبريل 2008م بمدينة الصخيرات المغربية أشغال المنتدى العربي الخامس للتربية والتعليم الذي أشرفت على تنظيمه مؤسسة الفكر العربي تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.وقد أكد المتدخلون بالمنتدى الذي تواصل على مدى ثلاثة أيام ضرورة الاهتمام بقطاع التعليم باعتباره المنفذ الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة في الوطن العربي.

كما أكدوا على ضرورة العمل الجاد من أجل إصلاح الخلل الذي يعتري المنظومة التعليمية لمواكبة التطورات التكنولوجية المتلاحقة والاستجابة لمتطلبات العولمة، مؤكدين في الوقت ذاته على أهمية مراجعة السياسات الوطنية في مجال التعليم في كل قطر عربي وتشجيع البحث العلمي.

وفي هذا السياق أكد المدير العام للمنظمة العربية الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسسيسكو) عبد العزيز التويجري، على “الأخطار التي تواجه العالم الإسلامي في الوقت الراهن، وفي مقدمتها نقض البنيات التحتية في مجالات التربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة والمعلوميات وقصور الوسائل والموارد والإمكانات المتاحة عن بلوغ المستويات المطلوبة من النمو المتوازن المتكامل في هذه الحقول”
ولتجاوز هذه الأوضاع التي يعرفها مجال التربية والتعليم بالعالم العربي في جميع مستوياتها، أكد التويجري على ضرورة اعتماد مجموعة من الإصلاحات ترتكز في نظره عل” معالجة الخلل في النظم التعليمية وإعادة النظر في السياسات الوطنية التي تتبناها الدول العربية في هذا المجال الحيوي كل منها في نطاقها الوطني”.

من جانبه تحدث نصر محمد عارف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة،في مداخلته حول موضوع” التعليم ذو البعد الواحد” عن مدى إمكانية تحقيق نقلة نوعية حقيقية في المنظومة التعليمية الحديثة تستفيد من إمكانية عصر العولمة بدون أن يكون ثمن ذلك هو الهوية والإنسان والذات الحضارية والمستقبل.
وانتقد نصر عارف نظم التعليم الجامعي في العالم العربي التي أصبحتـ في نظره ـ في ظل العولمة منهمكة بصورة كاملة في تعليم المهارات الفنية والأدائية واللغوية، بدون الاهتمام بالقدر نفسه بالمحتوى الفكري والنظري والفلسفي، معتبرا أن هذا الأمر سيؤدي على المدى المتوسط والبعيد إلى إنتاج جيل غير قار على تحقيق التنمية المستقلة، وإنما بارع في أن يكون وكيلا للاقتصاد العالمي ومروجا لمنتجاته.

وفي نفس السياق اعتبر محمد القابسي الأمين العام للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، أن تطوير المنظومات التربوية والتعليمية العربية سيمكن من تحقيق” التنمية البشرية والمعرفية التي غدت تمثل قوة تتعالى في كثير من الحالات عن الاقتصاد المادي” زد على ذلك” الحفاظ على الهوية والثقافة العربية وتطويرهما لتحققا التعايش مع الآخر من موقع الندية وليس من كموقع التبعية”.

وفي هذا الصدد أكد خالد قباني وزير التربية اللبناني أن القضية الأساسية التي تطرحها سياسات العولمة ليست مسألة اتخاذ مواقف مؤيدة أو مناهضة، وإنما الاستمرار في البناء والتنمية وتعزيز فرص وإمكانات النجاح في ذلك، مضيفا” يحسن بنا ويتحتم علينا السعي للمشاركة في صياغتها وتطويرها، انطلاقا من ضرورة حالة من التكافؤ والندية والتوازن ضمن أية منظومة للعلاقات والتبادل، تمكن من تحويلها من علاقات غلبة أو فرض إكراهات إلى علاقات احترام واعتراف بوجود الآخر ولمصالحه المادية والمعنوية”.

أما السيد علي عبد الخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربية لدول الخليج فقد استغرض في مداخلته المتغيرات التي يشهدها عالم الإعلام والاتصال والتطورات المتسارعة في هذا الجانب، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالعلوم التطبيقية والتقنية للارتقاء بها إلى مستوى الاهتمامات الإيديولوجية والفكرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق