الرابطة المحمدية للعلماء

اختتام أشغال ندوة “المواطنة والوحدة الوطنية في الوطن العربي”

الدكتور أحمد الكبسي: “الوحدة الوطنية فريضة شرعية”

انتهت فعاليات الندوة العلمية (13-14 مارس 2009 ) التي نظمتها كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، جامعة القاضي عياض بمراكش/ “مركز الدراسات الدستورية والسياسية” بالاشتراك مع “الجمعية العربية للعلوم السياسية”، حول موضوع “المواطنة والوحدة الوطنية في الوطن العربي”، وذلك بمشاركة باحثين من اليمن، والأردن، ومصر، ولبنان،وسوريا، والسودان، وتونس،  والجزائر، فضلا عن المغرب.

وقد اهتمت الندوة بتحديد مفهوم المواطنة وإبراز مختلف أبعادها القانونية والاجتماعية والسياسية، وكذا إبراز علاقتها بجملة المفاهيم ذات الصلة القوية بها؛ كالعلاقة بين المواطنة والديمقراطية، والمواطنة والوحدة، والمواطنة والولاء الوطني، المواطنة والهوية، المواطنة والإسلام، والمواطنة والتوازن بين الحقوق والوجبات، والمواطنة بين الشرعية والمشروعية، والمواطنة ومركزية فكرة الدولة، والمواطنة وحقوق الإنسان بوجه عام وحقوق الأقليات وحقوق المرأة بوجه خاص،ودور القانون في تدعيم المواطنة،  والمواطنة في خطاب الحركات الإسلامية، والمواطنة والتنوع الثقافي..

وقد انطلقت الندوة من الوعي بأن المستوى الحضاري للشعوب أمسى يقاس بمدى التشبع والالتزام بقيم المواطنة وحقوق الإنسان..كما انطلقت من الوعي بأن المواطنة تتشكل في كنف الجماعة وفي ظل ثقافتها وقيمها ومرجعيتها.

 وفي هذا الإطار أبرز الدكتور أحمد الكبسي رئيس الجمعية العربية للعلوم السياسية، من خلال استحضاره للعديد من النصوص من القرآن والسنة النبوية، أن “الوحدة الوطنية فريضة شرعية”وأن المسلمين سادوا العالم بفضل العلم والوحدة في إطار إسلام جامع وليس إسلام الطوائف والعشائر..

أما الدكتور سعيد الحسن فقد ربط المواطنة بالمدركات الجماعية للأمة أكثر من ربطها بالدولة..كما تساءل عن مدى إمكانية جعل المواطنة قائمة على علاقات التراحم لا على علاقات تعاقدية باردة.. وهو هنا يذكرنا بأطروحة المرحوم عبد الوهاب المسيري بهذا الخصوص.. كما يلتقي مع الدكتور عدنان السيد حسين الذي اعتبر بدوره أن الإسلام أعطى الأولوية للأمة والجماعة أكثر من الدولة.. وهي الدولة التي لا يتصورها الإسلام إلا مدنية.. مؤكدا أن دولة الشريعة هي دولة الصالح العام ودولة العقل، وداعيا إلى ضرورة العمل على تأصيل مفهوم المواطنة في الإسلام..

في حين ركز الدكتور عبد المالك الوزاني على دور اللغة في تشكيل الهوية، وبالتالي في تعزيز الوحدة الوطنية.. مبرزا أن مفهوم المواطنة مثله مثل مفهوم الهوية مفهومان تاريخيان تتطور دلالتهما بتطور التجارب التاريخية للمجتمعات..
ومن جهته فقد عمل الدكتور امحمد مالكي على إبراز أهم المفارقات والتناقضات التي تحكم موقف الحركات الإسلامية الاحتجاجية الرافضة بصدد خلطها بين الطابع التوقيفي القطعي، الثابت والمطلق للعقيدة الإسلامية، وبين الطابع النسبي التاريخي والاجتهادي للسياسة انسجاما مع روح الإسلام نفسه.. مستخلصا أنه لا مستقبل سياسي لأية حركة إسلامية بالمغرب إذا لم تسلم وتعترف اعترافا مبدئيا بالتواثب الدستورية للبلاد والمتمثلة في شعار (الله الوطن الملك).

وبالنسبة للدكتورة حرية مجاهد فقد دللت على أن المرأة قد حظيت في ظل الإسلام على حقوق لم تنلها المرأة الغربية إلى وقت قريب؛ من قبيل استقلال ذمتها المالية، وحقها في استقلال شخصيتها وعدم تبعية اسمها لاسم زوجها..
وقد تميزت هذه الندوة العلمية بنقاش علمي رصين تفاعل فيه طلبة الدراسات العليا بوجه خاص، وعموم الحضور المتابع لأشغالها، مع الأساتذة المحاضرين بشكل نموذجي..

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق