الرابطة المحمدية للعلماء

اختتام أشغال الندوة الدولية حول “أزمة العلوم الإسلامية”

د. سيف الدين عبد الفتاح:”الرابطة المحمدية للعلماء من المؤسسات الحضارية المعنية بسؤال النهوض الحضاري”

اختتمت  بمدينة أكادير، فعاليات الندوة الدولية التي نظمتها الرابطة المحمدية للعلماء، تحت الرعاية السامية لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في موضوع “العلوم الإسلامية.. أزمة منهج أم أزمة تنزيل”، والتي عقدت طيلة يومي الثلاثاء والأربعاء 13 و14 ربيع الثاني 1431 هـ ، الموافق لـ 30 و31 مارس الماضي.

وألقى الدكتور سيف الدين عبد الفتاح كلمة باسم المشاركين، في الجلسة الختامية التي ترأسها فضيلة الدكتور أحمد عبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، أكد فيها أن مؤسسة الرابطة المحمدية للعلماء، عبر تنظيمها لهذا اللقاء، “قامت بعمل متراكم وغاية في الأهمية فيما يتعلق بالعلوم الإسلامية، سياقا ومنهجا”، معتبرا أن تناول موضوع أزمة العلوم الإسلامية، يبقى من مهام ما وصفه بـ”المؤسسات الحضارية”، مصنفا الرابطة المحمدية للعلماء ضمن خانة هذه “المؤسسات التي تشكل رافعة للنهوض الحضاري، تأسيسا على الانتصار لقيم العلم والمعرفة، وعلى قاعدة علم نافع وعمل صالح، بالصيغة التي يقوم بها الدكتور أحمد عبادي”، يضيف سيف الدين عبد الفتاح.

وأضاف المتدخل أن المؤسسة “آثرت أن تقدم فعل القراءة البصيرة للعلوم والمعارف، وتصل كل ذلك بالواقع الحضاري، والقدرة على وصل العلم بالعمل، وهي في هذا، “تتغيّا مسألة مهمة، مؤسَّسة بدورها على ثلاثية: الاستجابة والمرجعية والإحياء”.

واختتم سيف الدين عبد الفتاح كلمته، بالتذكير بأن “المغرب بلد المقاصد”، وأن “نهضة الأمة لن تكون إلا بالتأسيس على علوم المقاصد”، ووصف الندوة العلمية الدولية المنعقدة بأكادير، أنها “كانت مختبرا للاتجاهات المتعددة والمتنوعة والاستشكالات القيمية”.

وتمحورت مداخلة الأستاذ عبد السلام طويل، رئيس تحرير فصلية “الإحياء”، باسم اللجنة التنظيمية على استعراض أهم التوصيات التي خلصت إليها الندوة.

وقد ازدانت أعمال هذه الجلسة الختامية بقراءة قصيدة شعرية عميقة للدكتور عبد الهادي حميتو، حول واقع العلوم الإسلامية، وما تعانيه من اختلالات.

وقد اختتمت أشغال الندوة تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، كما تميزت الندوة بحضور العديد من الشخصيات الرسمية عن جهة سوس ماسة درعة في مقدمتهم السيد والي صاحب الجلالة، السيد محمد بوسعيد.

جدير بالذكر، أن أشغال ندوة “العلوم الإسلامية.. أزمة منهج أم أزمة تنزيل؟”، توزعت  على أربع جلسات في المواضيع التالية: نحو منهجية لتجديد البارديغمات الكامنة وراء العلوم الإسلامية وقياس مدى قرآنيتها، العلاقة بين العلوم الإسلامية والوحي: الحوار والتفاعل المطلوب وآفاق التجديد، العلوم الإسلامية: من فقه النص إلى فقه التنزيل، وأخيرا: العلوم الإسلامية: سبل تجاوز الإشكالات وآفاق التجديد، وتميزت أيضا بمشاركة نخبة متميزة من المفكرين والباحثين من أرجاء الوطن العربي.

وقد خلصت الندوة إلى جملة من النتائج والتوصيات أهمها:

ـ الاتفاق بين عموم الباحثين المشاركين على ضرورة الاستمرار في البحث الجاد والرصين في العلوم الإسلامية لاستبانة مجالات التجديد المسؤول والمتزن في جوانبها النظرية والمنهجية والتنزيلية.

ـ تجلي حقيقة أن العلوم الإسلامية تأتي أهميتها من حيث هي تجل معرفي لواقع عمراني يعاني من جملة من المشاكل الفكرية والتواصلية وجب التشمير لتجاوزها.

ـ التأكيد على ضرورة الاجتهاد في تحصيل العلوم الإسلامية واستيعاب دقائقها وتفاصيلها في ارتباطها الوثيق بالنص المؤسس قبل أي تجديد منشود في أفق  

الإجابة على الأسئلة التي تطرحها نظرية المعرفة ومقتضياتها من جهة، وطبائع العمران وأسسه الموضوعية من جهة أخرى.

ـ ولتجاوز الاقتصار على المقاربة التأصيلية جرت الدعوة إلى اعتماد مقاربة تأويلية في تفاعل منهجي مع السياقات التاريخية المختلفة..

ـ التنويه بأهمية استيعاب البارديغمات التي تؤطر العلوم الإسلامية في أفق تجديدها انطلاقا من دراسة نسقية للبنائية القرآنية..

ـ طبع أعمال الندوة في كتاب..

ـ تشكيل لجنة علمية لتعميق النظر في منهجيات التأويل في تجاوز لمنهج التأصيل كما جرى تداوله..

  

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق