الرابطة المحمدية للعلماء

اختتام أشغال الدورة الثالثة للندوة الدولية حول الحكامة العالمية

ناقش المشاركون عددا من القضايا المرتبطة ب”الانخراط في مجال حكامة القضايا المتعلقة بالمناخ والسكان والصحة”

 دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، إلى تشجيع قيام ما يمكن تسميته “التنوع البيولوجي للعولمة” مبرزا أن من شأن تقاسم رؤية خلاقة للعلاقات عبر الأطلسية جنوب-جنوب، تُقرِّب التجمعات الإقليمية الإفريقية من مثيلاتها في أمريكا اللاتينية أن تفتح آفاقا جديدة لنقل الكفاءات .

وقال صاحب الجلالة في خطاب وجهه إلى المشاركين في أشغال المؤتمر الثالث للسياسة العالمية، الذي انطلقت أشغاله السبت بمدينة مراكش ” إن من شأن تقاسم رؤية خلاقة للعلاقات عبر الأطلسية جنوب-جنوب، تُقرِّب التجمعات الإقليمية الإفريقية من مثيلاتها في أمريكا اللاتينية، أن تفتح آفاقا جديدة لنقل الكفاءات ؛ معلنة بذلك عن تحول عميق في ميزان القوى السياسية، وقواعد المبادلات الاقتصادية، وحركية الأفكار”.

ولتحقيق ذلك، يقول صاحب الجلالة ، يتعين القيام بتحديد أدق للأدوار التي يجب أن تضطلع بها الفضاءات الجهوية الرئيسية واعتماد وسائل مبتكرة في مجال الحكامة ؛ هدفها مساهمة تشاركية في تحديد معالم حكامة عالمية فعالة.

وأوضح أن أهمية اعتماد هذه المقاربة، التي لا محيد عنها، تكمن في كونها ” خيارنا الذي يتيح الوصول إلى الكوني انطلاقا من الجهوي والمتفرد. وبعبارة أخرى، يتعين تشجيع قيام ما يمكن تسميته “التنوع البيولوجي للعولمة”.

وقال جلالة الملك، في هذا الصدد، “لذا، يحدونا أمل كبير، في أن ينكب مؤتمركم على تدارس إصلاح جذري للآليات العامة للحكامة الكونية، وذلك قصد إعطاء مكانة أكبر للمجموعات الجهوية، خاصة الإفريقية منها، والتي هي محط آمالنا في هذا المجال.

ودعا جلالة الملك، بهذا الخصوص ، إلى اعتبار الجهات بصفة عامة، والإفريقية منها بصفة خاصة، كشريك قائم الذات في العولمة ، موضحا أنه ، لبلوغ هذا الهدف، يجب العمل على وضع الآليات اللازمة، التي من شأنها ضمان الاستقرار السياسي ومبادلات اقتصادية منصفة، فضلا عن احترام الثقافات والهويات الإقليمية.

وأوضح جلالته أن “مشروعا من هذا القبيل، لا يجب أن ينفذ كتعليمات تُفرَض مجددا من فوق، من قبل مراكز نفوذ وقوى ظاهرة أو باطنة، وأحيانا لوبيات مصالح ومضاربات ؛ بل يتعين تفعيل هذا المشروع المصيري، كمسار عضوي سياسي وحضاري، من شأنه ضمان سلام دائم، قوامه إرادة سياسية حقيقية والحق في مبادلات متوازنة واحترام التنوع الثقافي والعقائدي”.
 
يشار أن أشغال الندوة الدولية حول الحكامة العالمية (وورلد بوليسي)، اختتمت أشغالها مساء أمس الأحد بمراكش، وقد عرفت مشاركة 150 شخصية وازنة من عالم السياسة الدولية والاقتصاد ومسؤولي منظمات دولية ورؤساء كبريات الشركات وخبراء وباحثين.

وخلال هذا اللقاء، الذي استمر ثلاثة أيام، ناقش المشاركون عددا من القضايا المرتبطة ب”الانخراط في مجال حكامة القضايا المتعلقة بالمناخ والسكان والصحة” و”الحكامة النقدية والمالية” و”الحكامة الاقتصادية والمالية” و”حكامة الفضاء المعلوماتي” و”حكامة القوى الصاعدة” و”الحكامة العالمية” و”مجموعة ال20 ومستقبلها”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق