الرابطة المحمدية للعلماء

إنجاز طبي كبير..التحليل المخبري للدم كفيل بتشخيص الإصابة بالتوحّد

يعتمد تشخيص مرض التوحد بشكل أساسي على فحوصات سلوكيّة خاصّة تختبر القدرات العقليّة للمريض، ويسعى الباحثون منذ زمن طويل إلى إيجاد طريقة سهلة ورخيصة تمكّن من تشخيص هذا المرض، وهو ما تقترحه دراسة حديثة أثبتت أنّه بات بالإمكان الكشف عن هذا المرض بصور الرنين المغناطيسي. فرغم اختلاف طرق تفكير العلماء، إلا أنّهم وباختصار يسعون جميعهم إلى التمكن من تشخيص هذا المرض، بفحص بسيط يجرى على عيّنة من دم المريض، أي بتحليل مخبري، سريع ورخيص، للدم.

وهو ما جاءت نتائجه في نشرة لمجلّة  Nature Translational Psychiatry تبين نجاح مجموعة من الباحثين بجامعة “أبسالا” بالتعاون مع مراكز بحثيّة مختلفة منها كليّة الطب في طهران، في تطوير تحليل لعيّنات الدم تمكّن من الكشف عن الإصابة بمرض التوحّد، من خلال تحديد مركّب كيميائي في الدم، يعتقد أنّه يرتبط بالإصابة بهذا المرض.

وتقوم الفكرة التي جاء بها هؤلاء المختصون، على كون الكثير من الأمراض تتسبّب بتعديلات في البروتينات في الجسم، يقوم العلماء عادة بدراسة هذه التعديلات في محاولة لفهم مسبّبات المرض، ومن جهة أخرى يمكن استخدام هذه البروتينات المعدّلة كمؤشّر حيوي ينبّئ بالإصابة بالمرض، حينما يتم تطوير طريقة تساعد في الكشف عنها.

وانطلاقا من هذه الفكرة، حاول العلماء دراسة التعديلات التي تطرأ على بعض أنواع البروتينات نتيجة الإصابة بالتوحّد، كما عملوا على تطوير فحص مخبري يمكّن من الكشف عن هذه البروتينات.

 وخلال الدراسة، تمكن العلماء من جمع عيّنات من الدم من أطفال مصابين بالتوحّد، ثم قاموا بإجراء تحليل مفصّل لأنواع البروتينات الموجودة فيها وقارنوها بعيّنات دم لأشخاص غير مصابين، فنجحوا في تحديد تغيّرات حصلت على جزء من أجزاء بروتين يسمّى C3، وهو بروتين يشكّل أحد مكوّنات الجهاز المناعي ويوجد في أجسادنا جميعاً، إلا أنّ تعديلات تطرأ عليه عند المرضى المصابين بالتوحّد، حسب ما توصلت إليه الدراسة.

وأكد أحد المشاركين في الدراسة على أن هذه الأخيرة، اعتمدت على عيّنات دموية من مجموعة قليلة من الأطفال، غير أن النتائج تبين مدى نجاح هذه الإستراتيجية التي اعتمدها فريق العمل، موضحا أن هناك ارتباط بين بروتين C3وبين الإصابة بالتوحّد.

وفي انتظار المزيد من الأبحاث الدقيقة في هذا المجال، فإن العلماء يطمحون إلى جعل تحليل مخبري رخيص وسريع، كفيل بتشخيص الإصابة بالتوحد، لمواجهة عجز الدول المتقدمة في الكشف عن هذا المرض في وقت مبكر.

فاطمة الزهراء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق