الرابطة المحمدية للعلماء

إصدار جديد يحمل عنوان “شعراء تغلب في الجاهلية.. أخبارهم وأشعارهم”

صدر عن قطاع المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة أخيرا، كتاب وديوان “شعراء تغلب في الجاهلية .. أخبارهم وأشعارهم” من تأليف الدكتور علي أبوزيد، وذلك في إطار سلسلة من الكتب التراثية والتاريخية التي تتناول وتوثق للأدب العربي وللشعر العربي على وجه الخصوص منذ الجاهلية، حيث سبق للمكتبة الوطنية بأبوظبي إصدار مجموعة جديدة ونادرة من الدواوين الشعرية والكتب البحثية في اللغة العربية وآدابها، والتي لم تكن تتوافر من قبل في المكتبة العربية.

وقد ضمّ ديوان هذا الإصدار الجديد مجموع ما وصل لليوم من شعر قبيلة تغلب، ولم يدخل في الديوان إلا شعر من ثبت أنه جاهلي أو مخضرم.. ورتبت الأشعار بالنظر إلى كثرة شعر الشاعر وشهرته، فتم البدء بعمرو بن كلثوم، وصولا لأصحاب البيت الواحد، ثم ذكر ما روي لشواعر تغلب من شعر، وهو في مجمله لا يعدو أن يكون أبياتا قالتها أخوات كليب ومهلهل أو بناتهما.

وتناول الكتاب نسب تغلب وعلاقاتها بجوارها (ربيعة، كندة، الحيرة، الغساسنة، الفرس، ومن ثم الفتوحات الإسلامية)، وكذلك أيام تغلب وحروبها ووقائعها ومنها حرب البسوس وأيامها، كما تحدث الكتاب عن مصادر شعر تغلب وضياعه، والموضوعات التي تناولها شعراء تغلب كالفخر والوصف والرثاء والمدح والهجاء والحكمة والغزل، والخصائص الفنية المعنوية والأسلوبية لأشعارهم.

واختتم الكتاب بشجرة نسب (تغلب بن وائل) كما ذكره ابن الكلبي في جمهرة النسب، وكذلك كما أورده ابن حزم في جمهرة أنساب العرب، فضلا عن فهرس تفصيلي لنسب بني تغلب وعليه أشهر شعرائهم ورجالاتهم، ويرتفع نسب تغلب بن وائل إلى ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان، كما ضمّ الكتاب فهارس للشعراء، الأشعار، الأعلام، القبائل، الأماكن، الأيام، وفهرس المصادر التي ناهزت الـ350 مرجعا موثقا.

وجاء في مقدمة الإصدار للمؤلف، أنّ العلماء القدماء الغيورين على اللغة العربية والتراث العربي، قد شغفوا بجمع ما تناثر من مفردات اللغة وشواهدها، ونشطت حركة تدوين كبيرة قامت على أيدي رجال أخلصوا النية، وصدقوا العمل، واستسهلوا الصعب في سبيل إنجاز ما صبوا إليه.

وكان من جملة اهتمامهم جمع أشعار القبائل في دواوين خاصة، فعكف طائفة من العلماء على صنع دواوين القبائل، حتى إن بعضهم جمع دواوين 80 قبيلة ونيف، بيد أن عاديات الدهر وغوائل الزمن أتت على ما صنعه هؤلاء، فغيّبته عنّا، ولم يسلم لنا من ذلك كلّه إلا ديوان أشعار هذيل، فكانت الخسارة ثمينة والفقدان غاليا.

وقد هبّ عدد من الباحثين يدعون إلى استدراك النقص وسدّ الخلل، وظهرت بوادر اتجاه إلى إعادة جمع دواوين القبائل من جديد، ولم شعثها من بطون الكتب، ما توفر منها وسلم، بعد أن كانت تؤخذ من أفواه الرجال، وكان من ذلك أن رأينا عددا من الباحثين يخرجون للناس أشعار عدد من القبائل كديوان شعر بني تميم، وعبد القيس، وطيئ، وهمدان، وبكر بن وائل، وغيرها.

ميدل إيست أونلاين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق