مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكشذور

أهمية السند العملي

لقد اعتنى العلماء عناية بالغة بسند الأعمال اعتناءهم بسند الأقوال،  وذلك لأن الأعمال تتناقل بالوراثة العملية مثلما تتوارث الأقوال بالرواية، وهكذا نجد الإمام الشاطبي مثلا يشير إلى اتصال سند المصافحة عنده في كتابه الإفادات والإنشادات حيث يقول فيه: “صافحت الشيخ الفقيه القاضي أبا عبد الله المقري في تمام سبعة وخمسين وسبعمائة بمصافحته الفقيه الصالح أبا محمد عبد الله بن عبد الواحد بن إبراهيم المجاصي بمصافحته الشيخ أبا عبد الله زيان بمصافحته أبا سعيد عثمان بن عطية الصعيدي بمصافحته أبا العباس أحمد الملثم بمصافحته لعمر بمصافحته رسول الله صلى الله عليه وسلم” الإفادات والإشادات، ص 99.

كما ذكر في هذا الكتاب أيضا سنده في المشابكة وذلك في الإفادة التاسعة التي جاء فيها: “شبك بأصابعي الشيخ الفقيه القاضي أبو بكر بن عمر  القرشي –أبقاه الله في الحادي عشر من شوال عام سبعة وخمسين وسبعمائة قال: شبك بأصابعي الشيخ الصالح البقية الفاضلة أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله بن سلمون الكناني قال: شبك بأصابعي الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن عبد الله  الكناني الضرير شهر بابن الخضار، في شهر رجب عام اثنين وسبعين وستمائة، بمدينة سبتة قال:  شبك بأصابعي الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي الحاتمي الطائي،  قال شبك بأصابعي الشيخ أحمد بن مسعود بن شداد المقري الموصلي وشبك الشيخ أحمد بن مسعود أصابعه بأصابع الشيخ علي بن محمد الباجياري،  وشبك الشيخ علي بن محمد أصابعه بأصابع أبي الحسن علي الباغوزاري خطيب باجيار، وقال الباغوزاري: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وقال: يا علي شابكني،  فمن شابكني دخل الجنة ومن شابك من شابكني دخل الجنة، ومازال يعد حتى انتهى إلى سبعة. قال الراوي فشبكت أصابعي بأصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما واستيقظت، والحمد لله على هذه النعمة.  قلت:  وأنا وإن كنت ثامن القوم، فأنا أرجو بركة الانتظام في سلكهم جعلنا الله منهم”، ص 90-91.

كما ذكر الشاطبي أيضا سنده في التلقيم في الإفادة الواحدة والستين من كتابه المذكور، ص 140.

الإفادات والانشادات، لأبي إسحاق الشاطبي،

دراسة وتحقيق الدكتور محمد أبو الأجفان،

 الطبعة الثالثة، 1988، مؤسسة الرسالة، بيروت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق