الرابطة المحمدية للعلماء

أهمية الإعلام البيئي في رهان التنمية

خبراء البيئة يحذرون من أن ثلث سكان العالم من المتوقع أن يعانوا من نقص المياه خلال الـ25 عاما المقبلة

كشفت ورشات المجلس العربي للمياه وبرنامج الأمم المتحدة لمقاومة التصحر المنعقدة مؤخر بالقاهرة أن مشكلات البيئة تتزايد بشكل يهدد مستقبل العديد من الدول العربية وركزت على أهمية الإعلام البيئي في رهان التنمية.

ومكنت ورشة عمل لتنمية قدرات الإعلاميين والصحفيين في البلدان العربية حول المياه والأرض المشاركين من الإطلاع على مختلف المستجدات والمعطيات في مجال الموارد المائية والطبيعية والإجراءات المتخذة من الجهات المعنية للحد من التدهور المتزايد والحيلولة دون تقهقر الأراضي وندرة المياه.

وقد تبادل من خلالها المشاركون وجهات النظر بشأن الآثار المترتبة على تدهور الأراضي والمياه في الدول العربية وضرورة إطلاع الرأي العام من خلال وسائل الإعلام.

وأكد وزير الموارد المائية والري المصري الدكتور محمود أبو زيد، أن أكثر من ثلث سكان العالم من المتوقع أن يعانوا من نقص المياه خلال الـ25 عاما المقبلة، ذلك أن الإحصاءات تشير إلى أن العالم يستهلك الآن نحو 54 بالمائة من المياه العذبة المتاحة وأن هذه النسبة قد تصل إلى 70 بالمائة بحلول العام 2025 نتيجة لزيادة عدد السكان.

وأضاف الدكتور أبو زيد الذي يرأس المجلس العربي للمياه أيضا، خلال الجلسة الافتتاحية للورشة التكوينية، أن تزايد الطلب على المياه لتوفير متطلبات الزراعة والشرب والصناعة أدت إلى جعل عملية التوازن بين الموارد والاحتياجات مشكلة خطيرة في العديد من الدول العربية خاصة وان أكثر من نصف الموارد المائية العربية سطحية وتأتي من خارج حدود العالم العربي وأن معظم المياه الجوفية في العالم العربي غير متجددة.

واعتبر الدكتور أبو زيد أن ندرة المياه في العالم العربي ليست أمرا جديدا على المنطقة، فقد بدأت بوادر هذه الندرة منذ أكثر من خمسين عاما واستمرت في الزيادة المطردة بنسبة موازية لزيادة تعداد السكان.

وأبرز الدكتور رؤوف درويش عن المجلس العربي للمياه إكراهات المشهد البيئي العربي خصوصا جانب المياه وإشكالياتها المتشعبة وما تطرحه من تحديات جسيمة على حاضر ومستقبل الإنسان.

وأضاف السيد رضا أردخان مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة لتنمية القدرات والأراضي أن تنمية القدرات في مجال المياه والأراضي لمختلف الإدارات والمؤسسات الإعلامية وسيلة أساسية للتأثير المباشر على توعية الجمهور وخلق عقلية جديدة من الوعي.

وحدد منسق برنامج الأمم المتحدة لتنمية القدرات الدكتور خوسيه مارتن، دواعي وسياق هذه الورشة التي تعد الرابعة على مستوى العالم والأولى على مستوى الوطن العربي، والتي تروم من خلالها الأمم المتحدة رفع مستوى كفاءة وقدرات الإعلاميين بالمنطقة العربية بقضايا وتحديات المياه والتصحر، وفق شراكة متميزة مع المختصين والمهتمين بقضايا المياه وصانعي القرار في البلدان العربية. وتندرج ورشة قدرات الإعلاميين والصحفيين في البلدان العربية حول المياه والأرض وفق رؤية نشر الوعي بين العاملين في وسائط الإعلام بأهمية المياه وإدارة موارد الأراضي.

واستعرض ماركوس مسؤول الاتصال ببرنامج الأمم المتحدة لمقاومة التصحر الوضعية المتفاقمة لمظاهر التصحر وانعكاسها الخطير على مستوى الجوع والعطش والفقر والأمراض وما يرافق ذلك من صراعات وهجرة .إذ تقدر الأراضي المتدهورة بعوامل التصحر، مند عام 1950، بما يناهز مليار هكتار في أنحاء العالم.

وأكد رئيس المستشارين الفنيين، برنامج المياه للمدن الآسيوية بالأمم المتحدة للمستوطنات البشرية الدكتور كولونت سينك أن أكثر من بليون شخص يعانون من مشكل الوصول إلى الماء الشروب والنظيف كما أن 2.6 مليار شخص أو 38٪ من سكان العالم لا يتوفرون على جودة مرافق الصرف الصحي ،من ضمنهم حوالي 1.8 مليار في آسيا.

وتحدث إسماعيل الباكوري عن مفهوم ومؤشرات التصحر وعوامله وسبل متابعة وتقييم التقنيات المتطلبة كعملية مستمرة تتطلب أنشطة مستمرة في محاربته ودعا في معرض مداخلته العلمية إلى تبني استراتيجية محلية لكل بلد حسب خصوصياته المناسبة لظروفه وخلفيته البشرية المختلفة.

وتناول الدكتور صالح عابدين مجال سوء استخدام الموارد الطبيعية وتدهور التربة وتحديات ندرة المياه وتفشي الملوحة في التربة في المنطقة العربيةِ.

وأكد الدكتور صالح أن المنطقة العربية تعاني حاليا من نقص حاد في مصادرِ المياه ويتوقع استمرار انخفاضها الى حدود 25 سنة القادمة وطالب بممارسة الحمايةِ والإدارةِ الصارمتين للموارد المائية مع تطوير سياساتِ وطنية ومحليةِ حكيمةِ واستراتيجياتِ رشيدة وإدارةِ خططِ عمل.

من جهته تناول الدكتور حمو العمراني بالشرح والتحليل إشكالية الاستخدام المسؤول للمياه المعتمد على التكنولوجيا والسياسة والسلوك، مبرزا دور الإعلام كمرشد ومؤثر في تغيير سلوك الناس وصناع القرار من خلال اعتماد وسائل الإعلام للفعالية والاستدامة .

وأشار الدكتور العمراني الى ضرورة مقاربة قضايا المياه بأجناس صحفية أخرى أكثر نفاذا وتأثيرا ووجوب اعتماد التناول التحليلي بدل التقريري المتداول عموما في الخطاب الإعلامي وذلك بتوفير المعلومة الدقيقة مع الشفافية والمساءلة الضروريتين.

وأكد الدكتور ديك دي يونغ مسؤول الإعلام والاتصال بالمركز الدولي للمياه والصرف الصحي أن تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الحالية يصعب، دون دعم مستمر من قبل وسائل الإعلام.

ويشار إلى أن المشاركين قاموا بزيارة ميدانية إلى الطريق الصحراوي المصري للوقوف على بعض مظاهر التصحر وأمثلة على مختلف الأساليب الزراعية من قبيل مزارع الموز و الزيتون والنخيل والمزارع التي تدعم التنمية المستدامة في الأراضي الصحراوية المستصلحة.

وفي نهاية الورشة، قدم المشاركون مجموعة من التوصيات بشأن الإجراءات في المستقبل من بينها إنشاء شبكة من الصحفيين العرب حول المياه والأراضي.
(عن ميدل إيست أون لاين)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق