مركز عقبة بن نافع للدراسات والأبحاث حول الصحابة والتابعينأعلام

أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطّاب رَضيَ الله عنهما

اسمها ونسبها وولادتها:

هي أمّ المؤمنين، زوج أفضل المخلوقين، سيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام، حفصةُ بنتُ عمر بن الخطاب، بن نُفَيل، بن عبد العُزَّى، بن رِيَاح، بن عبد الله، بن قُرْط، بن رَزَاح، بن عَدِي، بن كعب بن لؤي. وأمُّها زينب بنت مَظْعُون بن حبيب بن وهب بن حُذافة بن جُمَح أخت عثمان بن مظعون[1]. وهي أخت عبد الله، وعبد الرحمن لأم[2].

وعن ميلادها يقول والدها عن عمر بن الخطّاب: «ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بخمس سنين»[3].

زواجها من رسول الله صلَّى الله عليه وسلم:

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حفصة بعد عائشة رَضِي الله عنهما، وكانت قبل أن يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم عند خنيس بن حذافة، وكان ممن شهد بدرا، ومات بالمدينة. فعن أبي الحويرث قال: «تزوج خنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم حفصة بنت عمر بن الخطاب فكانت عنده وهاجرت معه إلى المدينة فمات عنها بعد الهجرة مقدم النبي صلى الله عليه وسلم من بدر»[4].

وبعد وفات زوجها خُنيس المذكور، تزوجها رسولُ الله عليه وسَلّم، فقد روى عبد الله بن عمر قال: «لمّا تأيّمت حفصة، لقي عمر عثمان فعرضها عليه فقال عثمان: ما لي في النساء حاجة. فلقيَ أبا بكر فعرضها عليه فسكت، فغضب على أبي بكر، فإذا رسول الله قد خطبها فتزوجها، فلقي عمر أبا بكر فقال: إنّي عرضتُ على عثمان ابنتي فردَّني، وعرضتُ عليك فسكَتَّ، فلأنا كنت أشد غضباً حين سكت مني على عثمان وقد ردني، فقال أبو بكر: إنه قد كان النبي صلى الله عليه وسلم ذكر منها شيئاً، وكان سرّاً فكرهت أن أفشي السّرّ»[5].

وعن الحسن، أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت بعض بناته عند عثمان فتوفيت، فلقيه عمر فرآه حزينا ورأى من جزعه فقال له وعرض عليه حفصة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لقيت عثمان فرأيت من جزعه فعرضت عليه حفصة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أدلك على ختن هو خير من عثمان وأدل عثمان على ختن هو خير له منك؟» قال: بلى يا رسول الله، فتزوج النبي حفصة وزوج بنتا له عثمان»[6].  وقيل تزوجها صلى الله عليه وَسلّم في شعبان سنة ثلاث[7]. وقال أبو عبيدة: تزوجها سنة اثنتين من التاريخ[8].

روايتها للحديث النبوي الشريف:

كان السيّدة حفصة أم المؤمنين ممن روت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، كما روت أيضاً عن أبيها، وممن روى عنها: أخوها عبد الله بن عمر، وابنه حمزة، وزوجته صفية بنت أبي عبيد، وأم بِشر الأنصارية، والمطلب بن أبي وداعة، وحارثة بن وهب، وشتير بن شكل، وعبد الله بن صفوان بن أمية، وسواء الخزاعي، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والمسيّب بن رافع، وأبو مجلز وجماعة[9].

وفاتها ومقبرها:

توفي حفصة بنت عمر بن الخطاب رَضيَ الله هنها لما بايع الحسن معاوية، وذلك في جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين، وقيل: بل بقيت إلى سنة خمس وأربعين. وقيل: ماتت سنة سبع وعشرين[10].

——————————————————

[1]  الطبقات الكبرى لابن سعد:8/81.

[2]  معرفة الصحابة لابن منده:1/947.

[3]  أخرجه ابن سعد في الطبقات:8/81.

[4]  أخرجه ابن سعد في الطبقات:8/81.

[5]  أخرجه ابن سعد في الطبقات:8/81. وانظر الإصابة:8/85.

[6]  أخرجه ابن سعد في الطبقات:8/83.

[7]  أسد الغابة:1/40.

[8]  الاستيعاب:4/1811.

[9]  تهذيب التهذيب:12/410.

[10]  الإصابة:8/87.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق