الرابطة المحمدية للعلماء

“أمة سويسرا” خطوة لتوحيد أصوات الجاليات المسلمة والدفاع عن حقوقها

يبدو أن الظروف الصعبة التي يعيشها المهاجرون من أصول إسلامية بأوروبا، وتزايد الحملات العنصرية ضد الأقليات العربية والمسلمة، خاصة عشية كل انتخابات حيث يتسارع السياسيون على استعمال ورقة التخويف من الإسلام والمسلمين، أو ما يسمى بـ”الإسلاموفوبيا”، كل ذلك جعل ممثلي الجاليات المسلمة يعملون على توحيد أصواتهم لإسماعها إلى المسؤولين.

في هذا السياق وتحت عنوان: “أمة سويسرا”، تُدشن “تنسيقية المنظمات الإسلامية” و”فدرالية المنظمات الإسلامية” برلمانًا يجمع كافة المسلمين الذين يعيشون على التراب السويسري، في إطار سعيهم للحصول على اعتراف أقوى بالدين الإسلامي في البلاد.

وحسب ما صرح به القائمون على برلمان “أمة سويسرا”، وفق ما نقله موقع إسلام توداي مؤخرا، فإن هذه المنظمة ستستمد مبادئها من الشريعة الإسلامية، وستقع مقراتها في مدينة بازل السويسرية، مع ممثلين عن جميع الكانتونات أو ولايات سويسرا. كما أنه من المقرر أن يعقد التصويت الأول لبرلمان “أمة سويسرا” في أواخر السنة الجارية، ويبدأ أعماله بشكل كامل بحلول العام المقبل 2013.

ومن المنتظر أن يوحد برلمان “أمة سويسرا” أصوات المسلمين بهذه البلاد الأوروبية، بما يتيح إيصال مطالبهم إلى الهيئات السياسية في البلاد، وتحسين فهم السلطات والسكان الأصليين للقضايا المتعلقة بالجالية المسلمة، وتطوير سبل التعاون مع المؤسسات السويسرية الرسمية في العديد من الفعاليات خلال عمليات التصويت والاستفتاءات.

وفي تعليقه على الحدث قال فرهارد أفشار، رئيس “تنسيقية المنظمات الإسلامية” في سويسرا؛ “هدفنا هو خلق مجتمع قائم على شرعية ديمقراطية يمثل جميع مسلمي سويسرا”، مضيفا “أن البرلمان سيكون أيضا خطوة هامة نحو الاعتراف الرسمي بالإسلام كديانة رسمية، حيث ما زالت هناك مسألة أننا لسنا منظمين بشكل ديمقراطي وأن مجموعاتنا لا تمثل (مختلف) الجاليات المسلمة السويسرية، ومن ثم يمكن لـ(أمة سويسرا) التحدث عن المسلمين جميعا بصوت واحد”.

وقال رئيس “فيدرالية المنظمات الإسلامية”، هشام ميزر، “نريد إنشاء هيئة ممثلة للأقلية المسلمة المقيمة في البلاد؛ بهدف الاعتراف بالمجتمع الإسلامي كمؤسسة عامة”، موضحا أن “وجود المسلمين في أوروبا يعود لسنوات عديدة، ولم يعد من اللائق التصرف وكأن المسلمين غير موجودين في سويسرا، بل إنهم كغيرهم يقدمون مساهمات لخدمة المجتمع”.

وأضاف ميزر؛ “نريد أن تكون المنظمة الجديدة أداة للسلام بين الأديان، كما ينبغي أن يتفق البرلمان على المسائل الاجتماعية والسياسية التي تهم المسلمين حتى نتمكن من التحدث بصوت واحد”، موضحا أن الهيئة الجديدة ستكون مفتوحة لجميع مسلمي سويسرا”.

جدير بالذكر أنه يوجد في الوقت الراهن أكثر من 300 جمعية تابعة لمسلمي سويسرا، والعديد من المنظمات الراعية، لكن لا يوجد ما يمكن اعتباره كيانا ممثلا للمسلمين جميعا، بينما تتضاعف أعداد المسلمين في سويسرا لأكثر من خمسة أضعاف منذ الثمانيات؛ حيث تقدر أعدادهم في الوقت الحالي بحوالي 400 ألف أو بما يمثل 5 بالمائة من السكان، معظمهم من تركيا والبلقان وكوسوفا والبوسنة، وأقلية صغيرة من العالم العربي، كما أن أغلبيتهم تقريبا من الجيل الثاني والثالث للمهاجرين.

وتأتي جهود توحيد المسلمين في سويسرا وسط دعوات منظمة الأمن والتعاون في أوربا بإنشاء مظلة رسمية راعية لكل مسلمي سويسرا لمكافحة التمييز، وذلك بعدما أرسلت المنظمة الأوربية مراقبين إلى هناك في نوفمبر 2011، وحذرت من استغلال “تشويه” المسلمين في سويسرا بواسطة “اليمين المتطرف والأحزاب الشعبوية”.

كما ذكرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حسب نسخة مقدمة من تقرير مبعوثيها (بث عبر هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسري)، أن المسلمين في سويسرا يميلون للوحدة بشكل متزايد عندما يتعلق الأمر بهويتهم الدينية، مشيرة إلى “أن البوسنيين والألبان كانوا يتجهون للوحدة من قبل حسب عرقهم، أما الآن فقد يميلون إلى هويتهم الدينية أكثر”.

عبد الله توفيق-الإسلام اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق