الرابطة المحمدية للعلماء

أكاديميون يبرزون دور الأديان في تعزيز قيم المعرفة

من أهداف الملتقى: تعميق الحوار الحضاري وتفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا التي تهم البشرية

انطلقت أمس الأربعاء بالقنيطرة أشغال المؤتمر الدولي حول “دور الأديان في تعزيز قيم المعرفة، الواقع والمأمول” بحضور نخبة من رجال الدين والعلم.

وتهدف هذه التظاهرة التي ينظمها “مختبر اللغة والإبداع والوسائط الجديدة ” التابع لجامعة ابن طفيل بشراكة مع “مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان” بقطر على مدى يومين، إلى تفعيل دور الأديان في تعزيز قيم المعرفة ودمجها في برامج التعليم والإرشاد والمجتمع المدني، ودعم جهود الدول والمنظمات والهيئات العربية والإسلامية والدولية في تعزيز قيم المعرفة المساهمة في خلق حوار بين الأديان والثقافات والحضارات وتبادل الرؤى والخبرات حول العلاقة التكاملية بين الدين والعلم.

وأكد رئيس الجامعة السيد عبد الرحمن طنكول في كلمة بالمناسبة، أن هذا اللقاء يسعى إلى إبراز المعرفة بالرجوع للنصوص المؤسسة لثقافة الإنسان ومعرفته من خلال طرح قضية المعرفة لكون المجتمع اليوم باختلاف مكوناته يهدف إلى الرقي باقتصاد المعرفة.

وأضاف أن هذه التظاهرة تخرج عن المسار الذي عرفته الكثير من الندوات العلمية التي احتضنتها الجامعة، إذ توجه السؤال حول المعرفة وبناء مجتمع المعرفة انطلاقا من دور الديانات في المجتمع الحديث.

وشدد السيد طنكول على ضرورة الرجوع إلى أصل المعرفة وهو ما تتضمنه النصوص المؤسسة للأديان لمساعدة الإنسانية على صناعة المستقبل، موضحا أن هذه التظاهرة تسعى إلى توسيع دائرة المعرفة التي تخدم العلم الذي يحقق الرفاهية للإنسان بانتصاره لقيم الإنسان.

من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان السيد إبراهيم صالح النعيمي في كلمة تلاها بالنيابة عنه الدكتور حسن السيد عميد كلية القانون بجامعة قطر، أن البشرية بحاجة إلى حل الخلافات ومواجهة القضايا والهموم المشتركة التي تمس الجميع مثل الأمراض والفقر والحروب والقضايا البيئية وقضايا فهم الأخر من خلال معرفة التفاصيل الدقيقة عن الأديان لمعرفة الأخر، ووضع استراتيجيات وخطط طويلة الأمد وعدم التعامل بردود الأفعال والآراء الشاذة والمتطرفة، والتعامل مع رأي الأغلبية وترسيخ مبدأ أن الأديان تحث على الحوار.

وشدد على أهمية تعزيز قيم المعرفة من المنظور الديني لكون الدين يشكل العمود الفقري للشخصية المسلمة في العالم الإسلامي والعربي مهما تغيرت الأنظمة أو الايديولوجيات السياسية والفكرية.

من جانبه أكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية السيد عبد الحنين بلحاج أن هذا الملتقى يسعى إلى تعميق الحوار الحضاري وتفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا التي تهم البشرية، مبرزا أهمية الاديان كجوهر حضاري يفتح المجال لحوارات مشتركة ويساهم في بناء مجتمع متكامل ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا.

من جانبها أكدت رئيسة مختبر اللغة والإبداع والوسائط الجديدة السيدة زهور كرام، أن هذا اللقاء يندرج في إطار الإستراتيجية التي راهن عليها المغرب الحديث لإصلاح منظومة التربية والتكوين، مبرزة أن هذا المؤتمر يندرج أيضا في إطار انفتاح الجامعة على الحياة والمجتمع والإنسان وعلى قضايا الدين والمعرفة والسياسة والاقتصاد بأسلوب الحوار البناء.

وبعد أن شددت على أهمية انفتاح الجامعة على المعرفة من خلال الانفتاح الفعلي على المنظمات العربية والدولية ذات الصلة، أكدت السيدة كرام أن رجال الدين مدعوون اليوم ولاسيما في المجتمعات العربية والإسلامية في ظل تحديات المتغيرات المتنامية للإسهام في تربية جيل ثورة الوسائط الجديدة لتمكين الأفراد من تعزيز قيم المعرفة والديمقراطية والمواطنة والسلم والتعايش والأمن الفكري والنفسي والاجتماعي الذي رسخت مبادئه التشريعات الدينية.

وسينكب المؤتمر الذي يعرف مشاركة عدد من الأساتذة والمهتمين، مغاربة وأجانب، خلال جلسات علمية على دراسة محاور ” العلاقة بين المعرفة الدينية والمعرفة العلمية ” و ” صور الأديان في تعزيز المعرفة ” و ” الدين وقيم المعرفة والمجتمع المدني” و “استشراف مستقبل المعرفة في ظل الخطابات الدينية والعلمية “.

تجدر الإشارة إلى أن مختبر اللغة والإبداع والوسائط الجديدة التابع لجامعة ابن طفيل يهدف إلى خلق فضاء جامعي لحوار الأفكار والثقافات بأسلوب علمي والمساهمة في ترسيخ قيم الجمال والأمن الفكري والروحي وإعادة الاعتبار للجامعة باعتبارها فضاء لإنتاج المعرفة.

أما مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان الذي أحدث سنة 2008 فيهدف إلى أن يكون منتدى لتعزيز ثقافة التعايش السلمي وقبول الأخر وتفعيل القيم الدينية لمعالجة القضايا التي تهم البشرية وتوسيع مضمون الحوار ليشمل الجوانب الحياتية المتفاعلة مع الدين.

عن و.م.ع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق