مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةدراسات عامة

أقوال علماء السنة في شرعية الاحتفال بمولد سيد الأمة عليه السلام

دة. ربيعة سحنون

باحثة بمركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة

  الاحتفال بالمولد النبوي الشريف مشروع، وإحياء ذكرى بزوغ نوره عليه السلام غير ممنوع، بل هو تعبير عن الفرح بالرحمة المهداة ومحبته عليه السلام، وفيه تعظيمٌ لشعائر الله تعالى، وتثبيتٌ لقلوب المؤمنين، ومناسبةٌ لاستحضار الأخلاق والمعجزات والشمائل المحمدية الواجبِ الاقتداء بها، ولا أدلّ على ذلك من المصنفات التي ألفت في هذا الموضوع، والأقوال التي أُثِرت عن العلماء: قدماء ومحدثين، مجيزين إحياء ليلة مولده عليه السلام بقراءة القرآن، وذكر الله عز وجل، وقراءة شمائله ومناقبه عليه السلام، تعبيرا منهم عن الشكر لله عز وجل الذي أنعم عليهم بهذا النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه.

فالمولد فيه اجتماع على طاعة الله تعالى، اجتماع على حب الله وحب رسوله صلى الله عليه سلم، اجتماع على ذكر الله وذكر شيء من سيرة رسول الله عليه السلام ونسبه الشريف، وشيء من صفاته الخَلقية والخُلُقية، وفيه إطعام الطعام لوجه الله تبارك وتعالى.

    والمولد سنة حسنة، وأول من عمل به المسلمون، وليس كما قيل إن أصله هو أن أناسا كانوا يحتفلون بوفاته صلى الله عليه وسلم.

    المولد سنة حسنة ولا يقال عنه لو كان خيرا لدل الرسول صلى الله عليه وسلم أمته عليه، فجمع المصحف ونقطه وشكله عمل خير، مع أنه صلى الله عليه وسلم ما نص عليه ولا عمله، فهؤلاء الذين يمنعون عمل المولد بدعوى أنه لو كان خيرا لدلنا الرسول عليه السلام عليه، وهم أنفسهم يشتغلون في شكل المصحف وتنقيطه، يقعون في أحد أمرين: فإما أن يقولوا إن نقط المصحف وشكله ليس عمل خير، لأن الرسول عليه السلام ما فعله ولم يدل الأمة عليه، ومع ذلك نحن نعمله، وإما أن يقولوا إن نقط المصحف وشكله عمل خير، لو لم يفعله الرسول عليه السلام ولم يدل الأمة عليه لذلك نحن نعمله، وفي كلا الحالين ناقضوا أنفسهم.

    المولد سنة حسنة، وليس فيه إشارة إلى أن الدين لم يكتمل، ولا تكذيبا لقوله تعالى: ﴿اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾،[1] لأن معناها أن قواعد الدين تمت، قال القرطبي في تفسيره: “وقال الجمهور: المراد معظم الفرائض والتحليل والتحريم، قالوا: وقد نزل بعد ذلك قرآن كثير، ونزلت آية الربا، ونزلت آية الكلالة، إلى غير ذلك“.[2]

            ثم إن هذه الآية ليست هي آخر آية نزلت من القرآن، بل آخر آية نزلت هي قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فيهِ إِلى اللهِ ثُمَّ تُوفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُون﴾.[3]

   وهذه بعض أقوال علماء السنة عن شرعية الاحتفال بمولد خير الأنام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام:

من القدماء

◄ قال أبو شامة (شيخ النووي)، (المتوفى سنة 665ھ): “ومن أحسن ما ابتُدع في زماننا من هذا القبيل ما كان يفعل بمدينة إربل جبرها الله تعالى كل عام في اليوم الموافق ليوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مع ما فيه من الإحسان إلى الفقراء مُشعِر بمحبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وجلالته في قلب فاعله، وشكر الله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين صلى الله عليه وسلم وعلى جميع المرسلين”.[4]

◄ ويقول ابن الحاج أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري الفاسي المالكي (ت737ھ)، صاحب كتاب المدخل: “… فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير شكرا للمولى سبحانه وتعالى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئا من العبادات، وما ذاك إلا لرحمته عليه السلام بأمته ورفقه بهم، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته، رحمة منه بهم، كما وصفه المولى سبحانه وتعالى في كتابه حيث قال: ﴿بالمومنين رؤوف رحيم﴾. لكن أشار عليه الصلاة والسلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله عليه الصلاة والسلام للسائل الذي سأله عن صوم يوم الاثنين، فقال له عليه الصلاة والسلام: ذلك يوم ولدت فيه؛ فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه. فينبغي أن نحترمه حق الاحترام ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة، وهذا منها”.[5]

◄ أما ابن حجر العسقلاني (ت852ھ)، فقد جعل: “أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرّى في عملها المحاسن وتجنب ضِدها، كان بدعة حسنة، وإلا فلا…، وأما ما يعمل فيه فينبغي أن يقتصر فيه على ما يُفْهِمُ الشكرَ لله تعالى…، من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة…، فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام، ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات…”.[6]

◄ وذهب شمس الدين السخاوي (ت902ھ) إلى أنه: “لو لم يكن في ذلك إلا إرغام الشيطان وسرور أهل الإيمان من المسلمين لكفى، وإذا كان أهل الصليب اتخذوا مولد نبيهم عيدا أكبر، فأهل الإسلام أولى بالتكريم وأجدر…”.[7]

◄ وقال جلال الدين السيوطي (ت911ھ): “… فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول، ما حكمه من حيث الشرع؟ وهل هو محمود أو مذموم؟ وهل يثاب فاعله أو لا؟

والجواب عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس، وقراءة ما تيسر من القرآن، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي عليه السلام، وما وقع في مولده من الآيات، ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك، هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها، لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف”.[8] [والسِّماطُ ما يُمَدُّ لِيُوضَعَ عليه الطعامُ في المآدبِ ونحوِها].

◄ أما القسطلاني ( ت923ھ)، (شارح صحيح البخاري) فيقول: “ولا زال أهل الإسلام يحتفلون بشهر مولده عليه السلام، ويعملون الولائم، ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات، ويظهرون السرور، ويزيدون في المبرات، ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم. ومما جُرِّب من خواصه أنه أمان في ذلك العام، وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام، فرحم الله امرءا اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعيادا…”.[9]

◄ ورأى أحمد بن زيني دحلان (ت1304ھ) أنه: “من تعظيمه صلى الله عليه وسلم الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد، والقيام عند ذكر ولادته صلى الله عليه وسلم، وإطعام الطعام، وغير ذلك مما يعتاد الناس فعله من أنواع البر، فإن ذلك كله من تعظيمه صلى الله عليه وسلم..”.[10]

ومن المحدثين

علي جمعة: مفتي الديار المصرية يقول: “والاحتفال بذكرى مولده عليه السلام  من أفضل الأعمال وأعظم القربات، لأنه تعبير عن الفرح والحب له صلى الله عليه وسلم…، والاحتفال بمولده هو الاحتفاء به، والاحتفاء به صلى الله عليه وسلم أمر مقطوع بمشروعيته، لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى…”.[11]

الشيخ محمد متولي الشعراوي: “وإكراما لهذا المولد الكريم، فإنه يحق لنا أن نظهر معالم الفرح والابتهاج بهذه الذكرى الحبيبة لقلوبنا كل عام، وذلك بالاحتفال بها من وقتها”.[12]

راتب النابلسي: “… أن تجمع الناس في بيتك، أو أن تجمعهم في مسجد، وأن تأتي بإنسان تثق بعلمه وإخلاصه، فيحدث الناس عن هذا النبي الكريم، وعن أخلاقه، وعن شمائله، وعن منهجه…، فإن هذا من ضمن الدعوة إلى الله…، ومن ضمن حقيقة هذا الدين، ومن ضمن الدعوة إلى سيد المرسلين، ومن ضمن العمل الصالح…”.[13]

يوسف القرضاوي: “هناك من المسلمين من يعتبرون أي احتفاء أو أي اهتمام أو أي حديث بالذكريات الإسلامية، أو بالهجرة النبوية، أو بالإسراء والمعراج، أو بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم، أو بغزوة بدر الكبرى، أو بفتح مكة، أو بأي حدث من أحداث سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، أو أي حديث عن هذه الموضوعات يعتبرونه بدعة في الدين، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وهذا ليس بصحيح على إطلاقه…، ولكن إذا انتهزنا هذه الفرصة للتذكير بسيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبشخصية هذا النبي العظيم، وبرسالته العامة الخالدة التي جعلها الله رحمة للعالمين، فأي بدعة في هذا وأية ضلالة؟! إننا حينما نتحدث عن هذه الأحداث نُذكِّر الناس بنعمة عظيمة، والتذكير بالنعم مشروع ومحمود ومطلوب…”.[14]

محمد سعيد رمضان البوطي: “والاحتفال بذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم نشاط اجتماعي يُبتغى من خير ديني، فهو كالمؤتمرات والندوات الدينية التي تعقد في هذا العصر، ولم تكن معروفة من قبل…، ومن ثم لا ينطبق تعريف البدعة على الاحتفال بالمولد، كما لا ينطبق على الندوات والمؤتمرات الدينية”.[15]

   وقد ذكر الشيخ محمد بن علوي المالكي عددا من العلماء ممن ألفوا في المولد النبوي كتبا، قال: “الكتب المصنفة في هذا الباب كثيرة جدا، منها المنظوم، ومنها المنثور، ومنها المختصر والمطول، ولا نريد في هذه العجالة الموجزة أن نستوعب ذكر ذلك كله لكثرته وسعته…”؛ فذكر من هؤلاء:

–  عبد الرحيم العراقي (ت808ھ)، له مولد باسم: المورد الهني في المولد السني.

–  ابن كثير (ت774ھ)، وله مولد طبع بتحقيق صلاح الدين المنجد.

–  الحافظ السخاوي (ت902ھ)، وله مولد باسم: الفخر العلوي في المولد النبوي.

–  الحافظ ابن الجوزي (ت597ھ)، وله مولد باسم العروس، وقد طبع في مصر.

–  الحافظ أبو الخطاب المعروف بابن دحية الكلبي (ت633ھ)، وله مولد باسم التنوير في مولد البشير النذير.

–  شمس الدين ابن ناصر الدين الدمشقي (ت842ھ)، وله مولد باسم المورد الصاوي في مولد الهادي وجامع الآثار في مولد المختار، واللفظ الرائق في مولد خير الخلائق.

–  الإمام الحافظ شمس الدين ابن الجزري (ت660ھ)، إمام القراء، وله مولد باسم عرف التعريف بالمولد الشريف.

–  الإمام ابن حجر الهيتمي (ت974ھ)، وله مولد باسم إتمام النعمة على العالم بمولد سيد ولد آدم.[16] 

     وغيرهم كثير ممن أجاز الاحتفال بمولد خير البرية عليه من ربه أفضل الصلاة وأزكى السلام، احتفال يبتغى به رضا الباري سبحانه وتعالى، وبيان التعلق بالحضرة المحمدية، بالتذكير بخصوصيات هذا النبي الكريم، وإظهار البهجة والحبور، والفرح والسرور بمن “أنقذ الله على يديه الإنسانية الضالة، ورفع بيمن طالعه نير الاستعباد عنها، وفكّ بواسطته أغلال الاستبداد بها، وجعله سببا في استرداد خصائصها الصحيحة، ومزاياها السليمة، وأنار للإنسان بشريعته الخالدة سبل السلام إلى سيادته، وأوضح له مناهج الخير إلى سعادته”.[17]

فالمولد النبوي الشريف، يشتمل على ذكر مولده عليه السلام، ومعجزاته، وسيرته والتعريف به، أو لسنا مأمورين بمعرفته ومطالبين بالاقتداء به، والتأسي بأعماله، والإيمان بمعجزاته، والتصديق بآياته…

وعليه، فالاحتفال بمولد سيد الأمة عليه السلام واجب من واجبات المحبة ومقتضياتها، أجازه علماء السنة، فهو أمر استحسنوه في جميع البلاد، وجرى العمل به في كل قطر ومصر، فهو مطلوب شرعا، لأن ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحا فهو عند الله قبيح.

وخلاصة القول إن الاحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي لها أكبر الخطر في التاريخ، وأعظم الأثر في النفوس، إنما هو احتفال بذكرى بزوغ شمس الحق، وإشراق نور الحقيقة بمولد من أرسله الله رحمة للعالمين، وبَعَثَهُ إلى خلقه مُتمّماً لمكارم الأخلاق، مُشيِّداً لصرح العدالة، ناصباً معالم الهداية، حالاًّ ألغاز الكون، كاشفاً عن أسرار الحياة، ذلك عبد الله ورسوله وحبيبه وصفيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي لم يعرف التاريخ ولن يعرف له مثيلا من البشر في كمال خَلْقِه وخُلُقه، وفي الاتصاف بأرقى ما يتصوره العقل من صفات المخلوقين.

الهوامش


[1] سورة المائدة، آية 2.

[2] الجامع لأحكام القرآن، أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي، راجعه وضبطه وعلق عليه: محمد إبراهيم الحفناوي، خرج أحاديثه: محمود حامد عثمان، دار الحديث، القاهرة، د.ط، 1428ﮬ/2007م، 6/437.  

[3] سورة البقرة، 285

[4] الباعث على إنكار البدع والحوادث، شهاب الدين أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المعروف بأبي شامة (599-665ﮬ)، مطبعة النهضة الحديثة، مكة، ط2، 1401ﮬ/1981م، ص: 21 .

[5] المدخل، أبو عبد الله محمد بن محمد العبدري المالكي الفاسي (ت737ﮬ)، مكتبة دار التراث، القاهرة، د.ط، د.ت، 2/3.

[6] الحاوي للفتاوي في الفقه وعلوم التفسير والحديث والأصول والنحو والإعراب وسائر الفنون، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت911ﮬ)، ضبطه وصححه: عبد اللطيف حسن عبد الرحمن، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1421ﮬ/2000م، 1/188.

[7] تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي، 114.

[8] الحاوي للفتاوي، 1/182.

[9] المواهب اللدنية بالمنح المحمدية، أحمد بن محمد القسطلاني (851-923ﮬ)، تحقيق: صالح أحمد الشامي، المكتب الإسلامي، بيروت، ط2، 1425ﮬ/2004م، 1/78.

[10] الدرر السنية في الرد على الوهابية، أحمد بن السيد زيني دحلان، اعتنى به: جبريل حداد، دار غار حراء، مكتبة الأحباب، ط1، 1424ﮬ/2003م، ص: 20.

[11] البيان لما يشغل الأذهان (100 فتوى لرد أهم شبه الخارج ولمّ شمل الداخل، علي جمعة، المقطم للنشر والتوزيع، القاهرة، مصر، ط1، 1426ﮬ/2005م ، 1/114-115.

[12] على مائدة الفكر الإسلامي، محمد متولي الشعراوي، 295.

[13] خطبة جمعة حول ذكرى مولد النبي عليه السلام.

[14] الاحتفال بمولد النبي والمناسبات الإسلامية، فتاوى عامة.

[15] فتاوى عن المولد النبوي.

[16] حول الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، محمد بن علوي المالكي الحسني، المكتبة العصرية، صيدا، بيروت، د.ط، 1431ﮬ/2010م، ص ص: 87-95.

[17] تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي من عصر الإسلام الأول إلى عصر فاروق الأول، حسن السندوبي، مطبعة الاستقامة، ط1، 1367ﮬ/1948م، ص: 12.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق