مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويمعالم

أطلال مدينة لمطاطة

الدكتور مصطفى مختار

باحث بمركز علم وعمران

 عثرنا خلال تصفحنا كثيرا من المراجع على إشارات تهم أطلال مدينة لمطاطة (نول لمطة القديمة) التي يمكن أن تشكل موادَّ مقدمةٍ متواضعة للحديث عن معمارها العتيق، خلال ما يأتي:

  معاينة أطلال مدينة لمطاطة:

 عاينت إحدى الباحثات آثارا بئيسة لمدينة نول لمطة القديمة، بواحة أسرير، ضواحي مدينة كليميم، مسجلة امتعاضها مما آلت إليه المدينة المذكورة[1].

   أطلال مدينة لمطة خلال الرواية الشفهية:

 تسمي الرواية الشفهية مقبرة أسرير القديمة باسم مدينة نول لمطة[2]. وتثير الانتباه إلى مسجد قصبة أكَويدير أسرير الذي يبدو أنه بني على جزء من قصبة عسكرية كبيرة قديمة، بموقع مهم[3]. ويحدد أحد الباحثين مركز نول لمطة ببقايا تيشيشت، بديار أيت مسعود، بتيغمرت، اعتمادا على الرواية الشفهية[4].        

  التحريات العسكرية الفرنسية عن أطلال مدينة لمطاطة:

 أكدت التحريات العسكرية الفرنسية خلال النصف الأول من القرن العشرين أن مدشري أسرير، وتيشيشت، بتغمرت، تواجدت أنقاضهما على مآثر مدينة لمطاطة القديمة[5].

   التنقيبات الأولية عن بقايا مدينة لمطاطة:

 تحدث امبارك رشيد عن حفريات طالت آثار مدينة نول لمطة القديمة. حيث أكد أن الحفريات ما زالت قائمة في قرية أسرير وحواليها[6].

   بعض بقايا مدينة لمطاطة:

 أشار مصطفى ناعمي إلى بعض بقايا مدينة لمطاطة القديمة. حيث تحدث عن بقايا مقبرة كبيرة لمدينة قديمة ما زلت تعرف باسم “مدينة لمطة”، بنيت فوقها قرية آسرير الكبرى. مثل ما أشار إلى آثار تحصين قديم ، جاثم على إحدى الهضبتين المحيطتين بمدخل أسرير، ودال على قيمة الموقع العسكرية. وقد جعله من بقايا نول لمطة[7].

 وإلى جانب ذلك، يرجح الباحث المذكور امتداد العمران القديم من أعلى الهضبة إلى أسفلها. حيث يدل الشكل الهندسي (السور العريض- الحصن المراقِب- المعمار الطيني) على تجمع سكني مهم جدا[8].

   بقايا النظام المائي القديم:

 نبه الباحث نفسه إلى أهمية نظام السقي عبر الخطارات الخاص بمدينة نول لمطة الذي تم تحويله إلى شبكة مائية تقليدية رابطة بين أسرير وتغمرت ووعرون وتكَاوصت وتسكَنان، محتملا تأثيرا فينيقيا على هذا النظام المائي، ومؤكدا أن البحث الميداني والتنقيب هما الكفيلان بالإجابة عن هذا الاحتمال[9].

 ولعل المعطيات السابقة تشكل تحفيزا للسلطات المختصة والمهتمين بالشأن الثقافي المحلي والجهوي لمباشرة تنقيبات أثرية يمكن أن تكشف الكثير من تاريخ مدينة لمطاطة القديمة.

  والله الموفق للصواب والمعين عليه.

الإحالات:

[1] دار السكة نول لمطة، حنان التوزاني، في: التراث الحساني والإقلاع التنموي بالأقاليم الصحراوية، فاس، مطبعة الكتاب، 2014 م، ص157.

[2] الصحراء من خلال بلاد تكنة، مصطفى ناعمي، الرباط، مطبعة المعارف الجديدة، 2017 م، ص39.

[3] مادة أسرير، مصطفى ناعمي، في: معلمة المغرب، ج2، مطابع سلا، 1989 م، ص410.

[4] مادة تيغمرت، مصطفى ناعمي، في: معلمة المغرب، ج8، مطابع سلا، 1995 م، ص2716؛ وج26، الرباط، دار الأمان، 2014 م، ص205- 206؛ ومادة تغمرت، في: معلمة الصحراء، عبد العزيز بنعبد الله، المحمدية، مطبعة فضالة، 1976 م، ص67.

[5] مادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص409.

[6] المدرسة البنعمرية اللمطية العتيقة بأسرير أزوافيط، امبارك رشيد، مطبعة Safigraphe، 2015 م، ص8، وص9. واستأنس بـ: الصحراء من خلال بلاد تكنة، ص39؛ ومادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص409.

[7] الصحراء من خلال بلاد تكنة، ص39. واستأنس بـ: مادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص410.

[8] الصحراء من خلال بلاد تكنة، ص39.

[9] مادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص409. استأنس بـ: الصحراء من خلال بلاد تكنة، ص39. وبخصوص الشبكة المائية الثانية راجع: أولياء وصلحاء الصحراء، إدريس نقوري، مطبعة DIMAGRAF، 2018 م، ص222؛ وآيت لحسن القبيلة- التاريخ- المواقف، إدريس نقوري، الدار البيضاء، مطبعة النجاح الجديدة، 2007 م، ص297؛ والأولياء والقداسة بواحة أسرير، أحمد جوماني، في: واحات وادي نون بوابة الصحراء، الرباط، مطبعة الهلال العربية للطباعة والنشر، 1999 م، ص333- 334، وص342، التعليق بعد رقم 82؛ والأولياء بمجال قبيلة آزوافيط، محجوب كماز، في: أبحاث ودراسات حول الصحراء، الرباط، طوب بريس، 2009 م، ص39؛ ومادة أسرير، في: معلمة المغرب، ج2، ص409؛ ومادة تيغمرت، في: معلمة المغرب، ج8، ص2717؛ وج26، ص207.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق