مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةدراسات عامة

أشاعرة الغرب الإسلامي: محمد الأمين بلغيث

في مداخلة شارك بها في ملتقى بسكرة عبر العصور، أيام 21-22 -23 ديسمبر 2004م، يقول الدكتور: محمد الأمين بلغيث، الأستاذ المحاضر بجامعة الجزائر تحت عنوان: المنطق والفكر العقدي من أبي عبد الله يوسف بن محمد السنوسي إلى عبد الرحمن الأخضري (قراءة في الدرس المنطقي والأصولي) في إحدى فقراته تحت عنوان: “التمهيد للثورة المنهجية لأشاعرة الغرب الإسلامي”:
 «لقد اكتسب الدرس الأصولي أولا مدرسة متكاملة هي المدرسة الأشعرية ممثلة في أقطابها المشارقة، الأشعري، الأسفرايييني، الباقلاني المالكي الواسطة الأولى لأقطاب المغاربة، أبي عمران الفاسي، أبي الحسن القابسي، المرادي القيرواني وتلاميذه، والضرير (أبو الحجاج يوسف بن موسى الكلبي السرقسطي (ت.520هـ/1126م) صاحب المنظومة الشهيرة”(التنبيه والإرشاد في علم الاعتقاد)وغيره، وعلم الدرس الأصولي الأندلسي الباجي، ثم أخيرًا سفير الثقافة المشرقية إلى الغرب الإسلامي محمد بن العربي المعافري صاحب العواصم من القواصم، ومثل تيار الأشاعرة بالغرب الإسلامي مجموعة من الأسماء اللامعة في الفقه وأصوله ومنهم محمد بن خلف بن موسى الإلبيري وهو من المتكلمين المتحققين، وعبد الحق بن محمد بن هارون السهمي القرشي الصقلي، ومحمد بن علي التميمي المازري الفقيه النظار(536هـ/). وبقيت إلى هذا العهد العقيدة الرسمية قبل قيام دولة الموحدين، كانت هي عقيدة أهل التسليم والتفويض، ولقد ارتبطت هذه العقيدة بدخول المذهب المالكي، وتفشت وانتشرت بانتشاره وتفشيه، وعندما قامت دولة المرابطين بقي المذهب العقدي لهذه الدولة هو مذهب أهل التسليم والتفويض، وكان من شأن هذا المذهب أن يجعل سكان المغرب” بمعزل عن أتباعهم في التأويل، والأخذ برأيهم فيهم اقتداء بالسلف في ترك التأويل، وإقرار المتشابهات كما جاءت، حسب تعبير العلامة عبد الرحمن بن خلدون [1]. وبالجملة فإن على المتمسكين بالعقيدة الأشعرية أن يتسلحوا بالأدوات المنهجية الناجعة، وكان من موجبات ترسيم المذهب الأشعري بالغرب الإسلامي اتخذ طابعًا سياسيا فقد كان يعني في هذه المرحلة بالذات القضاء على دولة المرابطين السلفية، التي كرست عقيدة أهل السنة والسلف عقيدة رسمية لها، ولأجل هذا فقد أخذت عملية نشر المذهب الأشعري في هذه الفترة طابع المعارضة النظرية أولا.
أجل فقد كانت المعارضة السياسية للمرابطين عرفت أوجهاً متعددة ومن أبرزها المعارضة النظرية وهي معارضة تقوم على اختيار عقيدة مخالفة ومعارضة للعقيدة الرسمية لدولة المرابطين، واتهامهم بالتجسيم والتشبيه تبعًا لذلك، والتشهير بهم، وتشويه سمعتهم العقدية وإسقاطهم في الكفر لأنهم لا يوحدون الله ولا ينزهونه التنزيه المطلوب، فكانت هذه معارضة النخبة من أولئك الذين كرسوا مجهوداتهم الفكرية في تثبيت وترسيم هذه العقيدة الجديدة ويتعلق الأمر بمجموعة كبيرة من المفكرين نذكر منهم على سبيل المثال: أبو الحجاج الضرير والمهدي بن تومرت وأبو بكر بن العربي وأبو عمرو عثمان السلالجي(574هـ)[2] .
    وأصبحت الأشعرية وأعلامها موضع سؤال أمير المسلمين علي بن يوسف،حيث كتب إلى ابن رشد الجد من مدينة فاس يسأل عن الأشعرية ومن انتحل طريقتهم وسمى له فيه جماعة منهم.
جاء في وصية أبي الوليد الباجي لولديه حول علم الكلام فقال:” وإياكما وقراءة شيء من المنطق وكلام الفلاسفة، فإن ذلك مبني على الكفر والإلحاد، والبعد عن الشريعة والإبعاد” والمراد هنا من علم المنطق المشوب بكلام الفلاسفة وعقائدهم، أما المنطق نفسُهُ مجردًا عن هذه العقائد فعلم نافع ولا شك ويلزم طالب العلم درسُه وفهمه، فهو مقدمة لكل العلوم شرعية وغيرها [3] .
والحقيقة أن الجو لم يكن مهيئًا لأشاعرة الغرب الإسلامي كي يبسطوا سلطاتهم وينشروا مبادئ مذهبهم بسهولة، بل إنهم وجدوا مواجهة قوية ومنظمة، فلم يكن المذهب السابق يعدم منظريه والمدافعين عنه، فهناك لائحة طويلة بمجموعة ممن كانت لهم اليد الطولى في الدفاع عن هذا المذهب والاستماتة في ذلك ومنهم: ابن رشد الجد والقاضي ابن حمدين وابن أبي زمنين، وعبد الرحمن بن عتاب وغيرهم كثير. إذْ كلهم كرسوا مجهوداتهم الفكرية للدفاع عن عقيدة أهل التسليم والتفويض، والتصدي للأشاعرة ما وسعهم في ذلك جهدهم، وحتى تتضح أمامنا الصورة فإن نظرة عابرة على عقيدة عرفت شهرتها في هذه الفترة وزامن ظهورها في هذه المرحلة من الصراع المحتدم بين المذهبين، ويتعلق الأمر بعقيدة “شفاء الصدور” لعبد الرحمن بن عتاب(520هـ/1126م)، وهي عقيدة متضمنة في كتابه “شفاء الصدور في الوصايا والمواعظ، والتذكير وجمل من الفرائض والفضائل والقرب إلى الله عز وجل والوسائل”[4]. والمتتبع لهذا الكتاب يرى أن ابن عتاب ظل وفيا لمذهبه في الاعتقاد ولمنهجه في الاستدلال، وهذا بنصوص من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين، أو أقوال رجال المذهب المالكي، مع الابتعاد المطلق عن الاستدلال العقلي، أو قياس الغائب على الشاهد أو التأويل أو ما أشبه ذلك من الأمور التي تميز منهجية خصومهم الأشاعرة، وابن عتاب وأضرابه ممن اشتهروا في هذه الفترة، ومع فقهاء قرطبة الذين يشكلون السلطة العلمية والفقهية وعلى رأسهم القاضي الشهير ابن حمدين هم ممن أفتوا بحرق كتاب الإحياء للغزالي…
وتبرز شخصية الضرير(أبو الحجاج يوسف بن موسى الكلبي السرقسطي (ت520هـ/1126م) من خلال منظومته التعليمية، ومحاورها المعروفة هي التأويل العقلي الذي لا يخرج عن موقف الأشاعرة في التأويل، ووضع شروطًا صارمة في قضايا استدلال الشاهد على الغائب، فإذا خرج عن هذه الشروط اعتبر باطلا، وتحدث عن النبوات والإمامة وغيرها، وظلت منظومة الضرير”التنبيه والإرشاد” مجال الدرس المنطقي الأصولي بالغرب الإسلامي، وكثر شراحها إلى القرن التاسع الهجري أي إلى عصر الظاهرة العجيبة محمد بن يوسف التلمساني صاحب العقائد وأم البراهين وصغرى الصغرى وغيرها. والشخصية الثانية التي تركت أثرًا كبيرا في ترسيم المذهب الأشعري هو الثائر الموحدي محمد بن تومرت السوسي صاحب “المرشدة” الذي رسخ المذهب وأطلق عنان العمل بقواعد الأشاعرة الأصولية في الاعتقاد، أما آراؤه الشيعية أو غيرها فإن تأثيرها على مسيرة الفكر الأشعري بالغرب الإسلامي ظل مغمورًا وباهتًا، حتى رفض الساسة من دولته هذه الأفكار وتمردوا عليها أمثال المنصور، والمأمون، والرشيد وصرحوا برفضهم للميول الشيعية لمهدي الموحدين وبخاصة للقول بالمهدوية والعصمة، ظلت عملية الرفض والإنكار متوالية في أوساط الساسة والمفكرين الكبار..
وعلى الرغم من صغر حجم عقيدة المرشدة؛ فإنها لاقت اهتمامًا كبيرًا في الوسط الأشعري لأنهم كانوا يرونها عقيدة تعكس أشعرية المهدي بن تومرت، فقد أجمعت الأئمة على حب هذه العقيدة ولا غير، وإنها مرشدة رشيدة لم يترك المهدي أحسن منها وسيلة، وهذا هو السبب الذي جعل مجموعة من الشارحين يتهافتون على شرحها في فترات زمنية مختلفة وفي أماكن من الغرب الإسلامي متباينة من الأندلس والمغرب والجزائر، وتونس وليبيا والسودان..».
– ظاهرة محمد بن يوسف السنوسي وهيمنته على سلك التعليم والدرس الأصولي بالغرب الإسلامي:
وتحدث الباحث تحت هذا العنوان فقال: «لقد تميز عصر السنوسي بنجاح الفكر الأشعري في مستويات عديدة، ونجح فقهاء نظار في ربط فن المنطق بالتخريج الفقهي، وقد مثل كتاب الحدود لابن عرفة الورفجومي نقطة تحول كبيرة عند علماء الفقه والأصول شبيهة بما وجده كتاب “الإرشاد” للجويني عند علماء الغرب الإسلامي من القبول والتفنن في شرحه ونظمه كما فعل الضرير السرقسطي في منظومته التعليمية “التنبيه والإرشاد”، كما قام المازري بتقعيد وشرح برهان الأصول للجويني من ذاكرته، وهي دلالة على عمق الجويني في الاعتماد على كبار الأشاعرة[6].
إن المظهر الذي ظهرت به عقائد السنوسي في هذه المرحلة بوأها مكانة عالية في عملية تعليم العقيدة الأشعرية، وتكريسها عقيدة رسمية للبلاد، وذلك نظرًا لبساطة مضامينها ومراعاتها للشروط الموضوعية لهذه الفترة، اجتماعيا، وفكريا، فكانت بحق مرآة تعكس مستوى التطور العقدي الذي عرفه الغرب الإسلامي في هذه المرحلة والذي طبعه تقهقر وتراجع نوعي، إذ ما قورن بالمرحلة السابقة لا سيما في مرحلة الترسيم والتغلغل، فأصبحت عقائد السنوسي إلزامية في المدارس والجوامع وقام المدرسون بتكريسها عن طريق تدريسها للصغار والكبار، وكانت الصغرى إلزامية فتلقن للصغار لحفظها عن ظهر قلب، وهذا دليل على هيمنة هذه العقيدة بالضبط على النظام التعليمي بالغرب الإسلامي، لم يسبق لعقيدة أن مارستها فيما قبل.
وأصبح السنوسي ظاهرة في كل الغرب الإسلامي وفي العالم السني الأشعري حتى غدت المرجعية الكلامية وينتصر لها الشراح إذا اختلفوا في أمر يخص علوم التوحيد.
ويمكن القول إجمالا إن كل ما كان يحوم حول العقيدة الأشعرية وتعليمها وتكريسها في هذه المرحلة كان يجد مرجعيته في أقوال السنوسي وتوجهاته، ولهذا السبب أخذ هذا الرجل صفة الإمام من طرف جميع من جاء بعده وهذه صفة لا يأخذها في المذهب الأشعري إلا من وصل مرتبة عالية في الإطلاع والاجتهاد داخل المذهب[7]».
– كلمة ختام حول الدرس العقدي وهيمنة السلك السنوسي: ثم ختم مداخلته بالقول:
 «لقد رأينا سابقًا أن الإمام السنوسي أكد على ثابت أشعري مغربي هو: نبذ التقليد، ووجوب النظر العقلي في العقائد على العموم، وتعميم المعرفة الكلامية على مجموع أفراد المجتمع عامتهم وخاصتهم واعتبار ذلك شرطا أساسيا في الإيمان، وجاء من جاء بعده في هذه المرحلة ليسير في نفس الاتجاه، وكان من شأن ذلك أن يخلق نقاشات كلامية، تقارعت فيها الحجج والأدلة، وتباينت في تفاصيلها الأفهام والآراء، ولعل أحسن مثال يمكن أن يعكس بوضوح مدى ما عرفته هذه النقاشات من حرارة عالية حول معنى كلمة الإخلاص، وبنفس عالة هو مثال النقاش الذي دار واحتدم في القرن العاشر بفاس بين ثلاثة من مشايخ النظر في هذه المرحلة وهم أبو عبد الله محمد بن علي الخروبي الطرابلسي نزيل الجزائر(963هـ) وأبو عبد الله محمد بن أحمد اليستثني(959هـ) وأبو محمد عبد الله الهبطي(963هـ) حول كلمة الإخلاص”لا إله إلا الله” و ما اصطلح على تسميته بنقاش الهيللة، أو كلمة التوحيد، أو الكلمة المشرفة[8].
     وخلاصة ما نقول حول هيمنة الدرس الأصولي والعقدي في هذا العصر لأن محمد بن يوسف السنوسي كان معلما من معالم تطور المذهب الأشعري في الأصول، وما ألفه في هذا المجال، خير دليل على ذلك فكتابه أم البراهين، لا يشد انتباه الباحث برأي طريف، أو فكرة جديدة، أو طرح جديد لقضية من قضايا الأصول، وإنما بالمنهج المدرسي الذي اتبعه السنوسي باقتدار، وأصبح علامة من علامات الفترة التاريخية التي عاشها السنوسي، أو سبقته بقليل، وما لحقها من فترات، كما أن مختصر السنوسي في المنطق يعد ظاهرة عند معاصريه في اختصار هذا الفن، وما يدل على أهمية مختصر السنوسي في الدرس المنطقي إضافة إلى هيمنة عقائد السنوسي دون مبالغة؛ أن المختصر كان مجال اختصار وشرح العلماء بتلمسان وفاس، فقد قام عبد الرزاق بن حمادوش الطبيب الرحالة الجزائري بشرحه واختصاره في رسالة بعنوان “الدرر على المختصر”، وكان ابن حمادوش قد قرأ مختصر السنوسي حينما كان بالمغرب على الشيخ أحمد بن المبارك، وأجازه به، كما صححه في الجزائر على العالم المغربي أحمد الورززي عند زيارة هذا الأخير للجزائر سنة 1159هـ، وقد أعطاه الورززي شهادة بذلك تدل على براعة ابن حمادوش في معالجة هذا الموضوع[9]…».
[المنطق والفكر العقدي من أبي عبد الله يوسف بن محمد السنوسي إلى عبد الرحمن الأخضري (قراءة في الدرس المنطقي والأصولي). مداخلها شارك بها الباحث في ملتقى بسكرة عبر العصور، أيام 21-22 -23 ديسمبر 2004م.]

الهوامش:

[1] الأستاذ يوسف احنانة، تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي، المملكة المغربية، منشورات وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، 1424هـ/ 2003م.ص:79.
[2] د.محمد الأمين بلغيث، الحياة الفكرية بالأندلس في عصر المرابطين، المجلد الأول، أطروحة دكتوراه الدولة مخطوطة، إشراف أ.د.عبد الحميد حاجيات، قسم التاريخ، كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، جامعة الجزائر، 1423-1424هـ/2002-2003م.ص:260.
[3] وصية الإمام الحافظ أبي الوليد الباجي لولديه رحمهم الله أجمعين،اعتنى بها جلال علي الجهان، بيروت، مؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزع ،1416هـ /1996م. ص:38 هامش رقم:2.
[4] توجد نسخة مخطوطة من هذا الكتاب بخزانة يوسف بمراكش تحت رقم 461. والنسخة مع الأسف كما وصفها الباحث يوسف أحنانة غير مرقمة كما أن أوراقها غير مرتبة مما يعسر التوثيق بصفحاتها وأرقامها.انظر: أحنانة، تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي، المرجع السابق، ص:81 هامش رقم:5.
[5] أبو عبد الله محمد بن خليل السكوني، شرح مرشدة ابن تومرت، تحقيق محمد أحنانة، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1993م.عمر السكوني، عيون المناظرات، تحقيق المرحوم الدكتور سعد غراب، تونس، منشورات الجامعة التونسية، 1976م.ص:290.
[6] التنبيه الإرشاد منظومة كاملة للمفكر الأشعري أبي الحجاج محمد بن موسى الكلبي الضرير السرقسطي المراكشي، وهي رجز في 1600 بيت كلها على عقيدة الأشعري-انظر: أحنانة، تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي ، ص:83.
[7] نفسه-ص:207
[8] أبو عبد الله السنوسي، شرح أم البراهين في علم الكلام، تحقيق وتعليق مصطفى محمد الغماري، الجزائر، المؤسسة الوطنية للكتاب، 1989م.ص:80 وما بعدها.
[9] د.أبو القاسم سعد الله، تاريخ الجزار الثقافي(1500-1830)،الجزء الثاني، بيروت، دار الغرب الإسلامي، 1998م.ص:152.

                                                           إعداد الباحث: منتصر الخطيب

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. نشكر الدكتور وأستاذنا على هذا المقال القيم. إلا أنني ألاحظ أن أحد المؤرخين الجزائريين وهو عبد العزيز فيلالي الذي يقول أن عقيدة المرابطين هي التجسيم. وهذا خطئ بل عقيدة المرابطين التفويض.

  2. اعتقد بعض الباحثين في حكمهم على عقيدة المرابطين بالتجسيم، على كتب المؤرخين في الفترة الموحدية، وخصوصا، "المعجب" للمراكشي، ولم يذكر القاضي عياض لأحد من قادة المرابطين ميلا إلى التجسيم في تراجمه، وجاء هذا النفي أيضا في تاريخ ابن خلدون والاستقصا للناصري، والبث في الموضوع هو مشروع بحث لاحق بإذن الله.

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق