الرابطة المحمدية للعلماء

أسلوب علاجي مبتكر من الخلايا لمحاربة الإيدز القاتل

في أول تجربة بشرية، تم زرع الخلايا الجذعية كجزء من العلاج لأحد أشكال السرطان المعروفة بالأورام الليمفاوية.

في أول تجربة بشرية، تم زرع الخلايا الجذعية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية في خمسة أشخاص يخضعون لعملية استبدال نخاع العظام، كجزء من العلاج لأحد أشكال السرطان المعروفة بالأورام الليمفاوية. وتكون كميات ضئيلة من الخلايا الجذعية التي تم زراعتها قادرة على النمو وإفراز خلايا دم بيضاء جديدة تقاوم فيروس (HIV) ، ما يؤدي إلى حدوث تحسن في أحوال الشخص المريض.
وقالت تقارير صحافية إنه سوف يتم عرض نتائج تلك التجربة في الملتقي العالمي للخلايا الجذعية في بالم سبرينغز، بكاليفورنيا. وأشارت التقارير إلى أن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى نحو عشرة أعوام قبل أن يتم استخدام العلاج السريري الفعال على نطاق واسع. ومن المعروف أن هناك ما يقرب من 40 مليون شخص حول العالم مصابين بفيروس (HIV)، كما أن هناك تقديرات بأن ما يقرب من ثلاثة مليون شخص يموتون كل عام بسبب هذا الفيروس.

وقال دكتور دافيد ديغيستو، مدير قسم علاجات خلايا الدم في مركز أمل المدينة الطبي بديورتي في كاليفورنيا، حيث تم إجراء البحث :” نحاول منع حدوث نقص المناعة الذي ينتج عن الإصابة بعدوى فيروس (HIV). وحتى اللحظة ، ما زال هذا الأسلوب العلاجي أسلوبًا تجريبيًا، لكننا نأمل في نهاية الأمر بأن نتمكن من إعطاء المرضي المصابين بالإيدز مجرد عملية زرع وحيدة وهو ما سيوفر لهم الحماية مدي الحياة.

وأوضح الباحثون في الوقت ذاته أن نخاع العظام يحتوي على خلايا جذعية قادرة على تكوين جميع أنواع خلايا الدم التي من بينها خلايا الدم البيضاء التي تشكل جزء من الجهاز المناعي.

ووجد الباحثون أن بإمكانهم وضع ثلاث جينات يمكنها أن تحمي الخلايا من التعرض لهجوم بواسطة الفيروس في هذه الخلايا الجذعية في الدم بداخل المختبر. وعن طريق إعطاء المرضي تلك الخلايا الجذعية التي تحمل تلك الجينات المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية، تكون أجسام المرضى قادرة على إفراز خلايا دم بيضاء جديدة التي تكون قادرة علي مقاومة الهجوم من جانب الفيروس ومن ثم تكون قادرة على الدفاع عن الجسم من باقي أنواع الإصابات المعدية.  ويستعد الباحثون الآن لإجراء تجربة أكبر وعلي نطاق أوسع حيث سيتلقي المرضى تركيزات أعلى  من الخلايا الجذعية المضادة للفيروس في محاولة لإنقاذهم من الخطر.

كما يأمل الباحثون أن ينجحوا في التوصل لعلاج وسيط جديد يسمح للمرضى المصابين بالإيدز بأن يحصلوا من خلاله على حقن تقوية من خلايا الدم البيضاء المقاومة لفيروس نقص المناعة، وهي الحقن التي ستساعد في تحسين قدراتهم على محاربة العدوي. هذا وقد لاقت نتائج تلك التجربة المثيرة قبولا كبيرا من جانب الجمعيات الخيرية المتخصصة في محاربة الإيدز وفيروس نقص المناعة البشرية، التي وصفت التجربة بـ “الواعدة”.  ومن المنتظر أن تحظى تلك النتائج باهتمام طبي كبير في جميع الأوساط الطبية خلال الفترة المقبلة.
(عن جريدة إيلاف بتصرف طفيف)

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق