الرابطة المحمدية للعلماء

أدباء ونقاد يحتفون بصدور الأعمال الكاملة للأديب مبارك ربيع

احتفت وزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس أخيرا، بصدور “الأعمال الكاملة” للكاتب المغربي مبارك ربيع٬ في لقاء تميز بتقديم شهادات ومقاربات نقدية في أعمال الكاتب من طرف نخبة من النقاد والمبدعين.

وأوضح الناقد المغربي محمد معتصم أن التجربة الأدبية لمبارك ربيع٬ تتزامن مع مرحلة تأسيس الخصوصية المغربية في الكتابة٬ مع نهاية فترة الحماية الفرنسية وبداية مرحلة بناء الدولة المستقلة، وقال “إن هذه المرحلة تميزت بسيادة تيارين أساسيين في الكتابة٬ أولاهما تيار محافظ تمسك بالأشكال التقليدية وهو تيار واقعي “وطني” يدافع عن القيم العليا للمغرب دون الالتفات إلى القضايا المستجدة٬ وتيار يمكن وصفه بالواقعية الاجتماعية أو الواقعية الاجتماعية الانتقادية”، معتبرا أن تجربة مبارك ربيع الروائية نموذج جيد لاستجلاء خصوصية التيارين معا في آن واحد٬ لأن بعض رواياته غلبت الواقعية الوطنية “المحلية” فاستضمرت القيم العليا للمغرب التليد وجاء خطابها حماسيا٬ وبعضها الآخر انتصر لفكرة جديدة متمثلة في أن للشكل الخارجي للكتابة أهميته٬ وبأن المضمون ليس هو الرواية بل يقتضي شكلا تعبيريا مناسبا.

وركز على رواية “أيام جبلية” (2003)٬ متحدثا عن تعدد المحكيات٬ من المحكي الإطار ثم المحكي الصغير فالمحكي الأصغر٬ مشيرا إلى أن الشخصيتين الرئيسيتين “محمود” و”حبيبة” لا يستطيعان العثور على حقيقة السر الدفين الذي اتفق أهالي رأس الجبل على عدم إطلاع الغرباء عليه.

وأشار الناقد إلى الأنماط اللغوية المستعملة في رواية “أيام جبلية”٬ فضلا عن تعدد الخطابات التي تعضد الخطاب السردي والوصفي٬ وأهمها القصاصة الخبرية والتقرير الصحافي والاعتراف أو الشهادة ثم الرسالة٬ ليؤكد أن تعدد الخطابات يبين أن جنس الرواية قادر على احتواء كل أشكال القول والخطاب.

من جهته٬ تناول الناقد مصطفى يعلى التجربة القصصية لربيع٬ في مداخلة تحمل عنوان “الثقافة الشعبية رافدا لقصص مبارك ربيع”٬ قائلا إن هذا الأخير يتأسف لاندثار المجتمع الفلاحي٬ بتكاثر سكان الوسط الحضري٬ فكأنه يريد تسجيل ما هو آيل للانقراض من ثقافة فلاحية مغربية، واعتبر أن مبارك يتناول الموروث الشعبي بشقيه المادي واللامادي مشيرا إلى نصوص من مثل حكاية سيدي قدور أو عايشة الغميضة أو الصراعات الكيدية بين النساء والرجال كالفتى ولد زيان وبنت الشيخ اللذين يذكران بحكاية ولد السلطان وعايشة بنت النجار٬ وغيرها من الحكايات الشعبية.

وقدم الروائي والكاتب شعيب حليفي شهادة حميمة عن مبارك ربيع٬ الذي يعتبر في نظره مؤسسا للرواية المغربية، مبرزا أن مبارك يعتبر بمثابة النهر الذي يخترق الزمن المغربي٬ ولد في قرية صغيرة في شعاب الشاوية٬ بدأ حياته باحثا في الفلسفة وعلم النفس وأصدر كتبا نظرية مثل “عواطف الطفل” و”مخاوف الأطفال وعلاقتها بالوسط الاجتماعي” و”التربية والتحديث”٬ وما لم يفصح عنه فكريا٬ يستعمل الخيال للإفصاح عنه.

وأعرب حليفي خلال الحفل الذي شهد حضورا نوعيا للنخبة الأدبية والفكرية والفنية عن أسفه لكون السينما المغربية لم تنتبه إلى كتب مبارك ربيع لتحويلها إلى سيناريوهات أفلام.

ميدل إيست أونلاين بتصرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق