مركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة العطرةدراسات عامة

أحاديث في فضل العلم والمتعلمين

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

وبعد؛

فإن العلم والتعلم في حياة الإنسان له منزلة ومكانة ودرجة رفيعة، فبه يعرف ربه ونفسه والكون الذي يعيش فيه، قال الله عز وجل: (وعلمك ما لم تكن تعلم)[1]، ويرفع درجته في الدنيا والآخرة،  قال الله سبحانه وتعالى: (والذين أوتوا العلم درجات)[2]، وقال الله تعالى: (نرفع درجات من نشاء) [3]. قال مالك : بالعلم، قيل له : من حدثك ؟ قال : زعم ذلك زيد بن أسلم[4].

وقال الله سبحانه وتعالى : (فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين)[5]، وقال الله عز وجل: (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين

لا يعلمون) [6] وقال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء)[7]، فحصر سبحانه خشيته فيهم وأعظم بها شرفا، وقال تعالى (وقل رب زدني علما)[8].

قال ابن حجر في فتح الباري: “في هذه الآية أوضح الدلالة على فضل العلم ؛ لأن الله تعالى لم يأمر نبيه بطلب الازدياد إلا من العلم”[9].

وفي فضل العلم والمتعلمين وردت أحاديث وآثار كثيرة أذكر منها ما يلي:

* أخرج  الإمام الطبراني عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “إذا أتى علي يوم لا أزدادُ فيه علما يقربني إلى الله عز وجل، فلا بُورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم”[10].

* وأخرج أبو نعيم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ويلهمه رشده”[11]، فيؤخذ من هذا الحديث أن من لم يتفقه في الدين فقد حرم الخير.

*وروى البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأبي ذر رضي الله عنه قالا: “لباب من العلم يتعلمه الرجل أحب إلي من ألف ركعة وقالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جاء الموت، -أو كلمة نحوها- لطالب العلم، وهو على هذه الحال مات، وهو شهيد”[12].

 *وروى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من خرج في طلب العلم، فهو في سبيل الله حتى يرجع”[13].

*وقال صلى الله عليه وسلم: “فضل العالم على العابد، كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب”[14].

*وقال عليه الصلاة والسلام: “موت قبيلة أيسر من موت عالم”[15].

* وروى الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم”. ثم قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير “[16].

* وروى الإمام أحمد بسند حسن مرفوعا: “ليس من أمتي من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا ويعرف لعالمنا حقه[17].

* وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سلك طريقا يبتغي فيه علما  سلك الله به طريقا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد، كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم، فمن أخذ به أخذ بحظ وافر”[18].

***********************

هوامش المقال:

[1]  سورة النساء: 113.

[2]  سورة المجادلة الآية: 11.

[3]  سورة يوسف الآية: 76.

[4]  شرح السنة للإمام البغوي(1/272).

[5]  سورة التوبة الآية: 122.

[6]  سورة الزمر الآية: 9.

[7]  سورة  فاطر الآية:  28.

[8]  سورة  طه الآية:  111.

[9]  فتح الباري(1/141).

[10]  أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط، رقم: (6636) (/6/367).

[11]  حلية الأولياء وطبقات الأصفياء(4/107).

[12]  أخرجه البزار في مسنده، مسند أبي حمزة أنس بن مالك، رقم: (8574)(15/191).

[13]  أخرجه الترمذي في كتاب العلم، باب فضل طلب العلم، رقم: (2647)(4/325). وقال: حديث حسن غريب.

[14]  أخرجه أبو داود في سننه، كتاب العلم، باب الحث على طلب العلم، رقم: (3641)(5/485).

[15]  أخرجه البيهقي في شعب الإيمان، رقم: (1699) (2/263)، وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله، باب ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك وما كان في مثل معناه، رقم: (179) (1/170).

[16]   أخرجه الإمام الترمذي في سننه، أبواب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، رقم (2685) (5/50).

[17]  أخرجه أحمد في مسنده رقم: (22755) (37/416).

[18]   أخرجه الإمام الترمذي في سننه، أبواب العلم، باب ما جاء في فضل الفقه على العبادة، رقم (2682) (5/48).

**************************

جريدة المصادر والمراجع:

  • البحر الزخار (مسند البزار) لأبي بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد الله العتكي البزار، تحقيق: محفوظ الرحمن زين الله، وعادل بن سعد، وصبري عبد الخالق الشافعي. مكتبة العلوم والحكم ـ المدينة المنورة.
  • جامع بيان العلم وفضله، لأبي عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري، تحقيق: أبي الأشبال الزهيري. دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، ط1، 1414 هـ – 1994م.
  • حلية الأولياء وطبقات الأصفياء،  لأبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني.  السعادة – بجوار محافظة مصر، 1394هـ – 1974م.
  • سنن أبي داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير بن شداد بن عمرو الأزدي السِّجِسْتاني.تحقيق: شعَيب الأرنؤوط ـ محمد كامِل قره بللي.دار الرسالة العالمية، 1430 هـ ـ 2009 م.
  • سنن الترمذي، لمحمد بن عيسى بن سَوْرة بن موسى بن الضحاك، الترمذي، أبي عيسى. تحقيق وتعليق: أحمد محمد شاكر، ومحمد فؤاد عبد الباقي، وإبراهيم عطوة عوض. مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي ـ مصر، ط2 1395 هـ ـ 1975 م.
  • شعب الإيمان، لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق: محمد السعيد بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية ـ بيروت، ط1، 1410هـ.
  • ط2،  1420هـ ، 1999م.
  • مسند الإمام أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون، مؤسسة الرسالة.

*راجع المقال الباحث: محمد إليولو

Science

عبد الفتاح مغفور

  • أستاذ باحث مؤهل بمركز ابن القطان للدراسات والأبحاث في الحديث الشريف والسيرة النبوية العطرة بالعرائش، التابع للرابطة المحمدية للعلماء بالرباط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق