مركز الدراسات القرآنيةأعلام

أبو موسى الأشعري 44هـ

عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب، أبو موسى الأشعري التميمي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من فقهاء الصحابة وعلمائهم.

أمه ظبية بنت وهب، أسلمت وماتت بالمدينة، من أولاده: أبو بردة، وأبو بكر، وموسى، وإبراهيم، ومحمد.

كان رضي الله عنه أثط أي: خفيف اللحية، قصيرا، خفيف الجسم. أسلم بمكة، وهاجر إلى الحبشة، وقَدِم ليالي فتح خيبر، وغزا وجاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وحمل عنه علما كثيرا.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمر بن الخطاب، وروى عنه أبو سعيد، وأبو هريرة، وابن الدرداء، وأبو أمامة، وأنس بن مالك، وأسامة بن شريك، وطارق بن شهاب، وسعيد بن المسيب، وطاوس، وأبو عثمان النهدي، وابناه: أبو بردة وأبو بكر، وغيرهم كثير.

وكان رضي الله عنه أحد عمال النبي صلى الله عليه وسلم؛ استعمله ومعاذا على زبيد وعدن، واستعمله عمر على الكوفة والبصرة، واستعمله عثمان بن عفان على الكوفة، وولاه علي بن أبي طالب تحكيم الحكمين.

ورد في الصحيحين، عن أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما» [1].

وعن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: خرجنا من اليمن في بضع وخمسين من قومي، ونحن ثلاثة إخوة: أنا وأبو رهم وأبو عامر، فأخرجتنا سفينتنا إلى النجاشي، وعنده جعفر وأصحابه، فأقبلنا حين افتتحت خيبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكم الهجرة مرتين، هاجرتم إلى النجاشي، وهاجرتم إلي» [2].

وعن حُمَيْد، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم»[3]، فقدم الأشعريون، فلما دنوا جعلوا يرتجزون:

غدا نلقى الأحبه محمدا وحزبه

فلما أن قدموا تصافحوا، فكانوا أول من أحدث المصافحة.

لم يكن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحسن صوتا منه؛ روى أبو سلمة، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لقد أعطي أبو موسى من مزامير داود»[4].

وعن أنس، أن أبا موسى قام ذات ليلة فقرأ، فجاء أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يستمعن، فلما أخبر بذلك قال: “لو شعرت لحبرتكن تحبيرا، ولشوقتكن تشويقا” [5].

وعن أنس أيضا أنه قال: بعثني الأشعري إلى عمر، فقال عمر: كيف تركت الأشعري؟ فقلت له: تركته يعلم الناس القرآن، فقال: أما إنه كبير ولا تسمعها إياه.

قال مسروق: كان القضاء في الصحابة إلى ستة: عمر، وعلي، وابن مسعود، وأبيّ وزيد، وأبي موسى. وقال الشعبي: يؤخذ العلم عن ستة: عمر، وعبد الله، وزيد، يشبه علمهم بعضه بعضا، وكان علي وأبيّ وأبو موسى يشبه علمهم بعضه بعضا، يقتبس بعضهم من بعض.

وعن قتادة، أن أبا موسى قال: لا ينبغي للقاضي أن يقضي حتى يتبين له الحق كما يتبين الليل من النهار، فبلغ ذلك عمر فقال: صدق أبو موسى.

وله رضي الله عنه في الصحيحين تسعة وأربعون حديثا؛ تفرد البخاري بأربعة أحاديث، ومسلم بخمسة عشر حديثا.

وكان قبل موته رضي الله عنه يجتهد اجتهادا شديدا، فقيل له: لو أمسكت ورفقت بنفسك، قال: “إن الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مُجراها أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك” [6].

اختلف في وفاته وقبره؛ وذكر الذهبي أن وفاته كانت في ذي الحجة، سنة أربع وأربعين على الصحيح.

الهوامش :

[1] أخرجه البخاري في صحيحه, كتاب المغازي, باب: غزوة أوطاس, رقم الحديث: (4323), ومسلم في صحيحه, كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم, باب: من فضائل أبي موسى وأبي عامر الأشعريين رضي الله تعالى عنهما , رقم الحديث: (2498).
[2] أخرجه الروياني في مسنده ما روى أبو بردة بن أبي موسى عن أبيه رقم الحديث: (468).
[3] Il y a 3 mois [3] Partager sur Facebook Partager sur Pinterest من الصحابة من الصحابة من الصحابة:
[4] À propos de مسنده مسند المكثرين من الصحابة مسندأبيوهريرة رضي الله عنه ، رقم الحدي: (8646).
[5] أخرجه أبو عوانة في مستخرجه, كتاب الحج, باب: بيان نزول الملائكة لقراءة سورة البقرة ودنوها من القارئ , وفضل البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة على غيره , رقم الحديث: (3924).
[6].)

مصادر ترجمته :

  • الطبقات الكبرى (344 / 2-345) و (105 / 4-116)
  • التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (961 / 2-964)
  • تاريخ دمشق لابن عساكر (14/32-102)
  • سير أعلام النبلاء  (14/32) -402).
  •  التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (961/2-964)، تاريخ دمشق لابن عساكر ، سير أعلام النبلاء (380/2-402).
إنجاز: ذ. شوقي محسن
مركز الدراسات القرآنية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق