مركز الدراسات القرآنيةأعلام

أبو عبد الله محمد المغربي ت1094هـ

أبو عبد الله محمد بن محمد بن سليمان بن الفاسي وهو اسم له لا نسبة إلى فاس، ابن طاهر السوسي الروداني المغربي المالكي، نزيل الحرمين الإمام الجليل المحدث المفنن فرد الدنيا في العلوم كلها، الجامع بين منطوقها ومفهومها، والمالك لمجهولها ومعلومها.

 ولد في سنة سبع وثلاثين وألف بـ«تارودنت»؛ قرية بسوس الأقصى، وقرأ بالمغرب على كبار المشايخ من أجلهم قاضي القضاة فتى مراكش ومحققها أبو مهدي عيسى السكاني، والعلامة محمد بن سعيد المربغني المراكشي، ومحمد بن أبي بكر الدلائي، وشيخ الإسلام سعيد أبي إبراهيم المعروف بقدروه مفتى الجزائر؛ وهو أجل مشايخه، ومنه تلقن الذكر، ولبس الخرقة، ولازم العلامة أبا عبد الله محمد بن ناصر الدرعي أربعة أعوام في التفسير والحديث والفقه والتصوف وغيرها، وصحبه وتخرج به.

 ثم رحل إلى المشرق ودخل مصر، وأخذ عمن بها من أعيان العلماء كالنور الأجهوري والشهابين الخفاجي والقليوبي، والمسند المعمر محمد بن أحمد الشوبري، والشيخ سلطان وغيرهم وأجازوه، ثم رحل إلى الحرمين وجاور بمكة والمدينة سنين عديدة وهو مكب على التصنيف والإقراء، ثم توجه إلى الروم في سنة إحدى وثمانين وألف صحبة مصطفى بيك أخي الوزير الفاضل، ومرّ بطريقه على الرّملة وأخذ بها عن شيخ الحنفية خير الدين الرملي، وبدمشق عن نقيب الشام وعالمها السيد محمد بن حمزة والمسند المعمر محمد بن بدر الدين بن بلبان الحنبلي، ولما وصل إلى الروم حظي عند الوزير، ومن دونه ومكث ثمة نحو سنة ورجع إلى مكة المشرفة مجللا، وحصلت له الرياسة العظيمة التي لم يعهد مثلها وفوض إليه النظر في أمور الحرمين مدة حتى صار شريف مكة لا يصدر إلا عن رأيه وأنيطت به الأمور العامة والخاصة إلى أن مات الوزير فرق حاله، وتنزل عما كان فيه، ثم ورد أمر السلطان إلى مكة سنة ثلاث وتسعين وألف بإخراجه منها إلى بيت المقدس،.. ثم توجه صحبة الركب الشامي وأبقى أهله بمكة وأقام في دمشق في دار نقيب الأشراف سيدنا عبد الكريم بن حمزة، واستمر بدمشق مدة منفردا بنفسه لا يجتمع إلا بما قل من الناس واشتغل مدة إقامته بالتأليف. وقد أخذه عنه بمكة والمدينة والروم خلق ومدحه جماعة وأثنوا عليه.

له تآليف منها: «مختصر التحرير وشرحه» في أصول الحنفية لابن الهمام شاهد بتبحره ودقة نظره، و«مختصر تلخيص المفتاح وشرحه»، و«حاشية على التسهيل في النحو»..، قال المحبي: «وكان له في التفسير وأسماء الرجال وما يتعلق به يد طائلة».

وكانت وفاته رحمه الله بدمشق يوم الأحد عاشر ذي القعدة سنة أربع وتسعين وألف، ودفن بالترية المعروفة بالايجية بسفح قاسيون بوصية منه، ورثاه الشيخ عبد القادر بن عبد الهادي رحمه الله تعالى بقصيدة طويلة مطلعها قوله:

صَبْراً فَكُل الأَنامِ يُفْقَدُ … لاَ أَحَد هَهُنا يَخْلُدُ

المصادر المعتمدة:

  • خلاصة الأثر (204/4).
  • هدية العارفين (298/2).
  • الأعلام (294/7).
  • فهرس الفهارس (317/1).
  • شجرة النور الزكية (ص: 457).
  • معجم المفسرين (ص:805).

إنجاز: رضوان غزالي
مركز الدراسات القرآنية
Science

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق