مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكتراث

أبو زيد عبد الرحمن الكلالي ( ت1001هـ ) ومنظومته في إيمان المقلد

سابعا: مؤلفاته.

جاء في نشر المثاني: “له معرفة بالفقه، وله أجوبة وغير ذلك”[29].

ومما وقفت عليه من مؤلفاته ما يلي:

   1- نظم قواعد مالك[30]، (وهو نظم لإيضاح المسالك لأبي العباس أحمد الونشريسي).

قال – رحمه الله – في مطلعه:

    يَقُول راجي العفو والغفران
 
**    ناظمُه العُبيد للرَّحمان
  
    هُوَ ابن عيسى يُدعى بِالجيلال
 
**    أصلح ربِي جُملةَ الأحوال
  

 

  2- النظائر الفقهية والمسائل العلمية[31].

جاء في مقدمة هذا الكتاب بعد حمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يقول عبيد الله وشاكره على الذي أولاه، عبد الرحمان بن عيسى بن إبراهيم بن عمر المزياتي ثم الجيلالي، رزقه الله هداه ومنحه تقواه، ولطف به في كل قضاء قضاه، وأجزل نواه في دنيا وفي أخراه:

إن صاحبنا الأحب الفقيه الجليل العالم العلامة الحاذق النبيل أبا عبد الله محمد بن أحمد بن علي الوزروالي ثم القاسمي عُرف بالغلام[32]، بلغه الله القصد والمراد في دنياه وفي دار السلام، لم يزل يلح علي أن أجمع له من النظائر الفقهية والمسائل العلمية، مما تقرر لدي حفظه، أو أمعنتني مطالعته حسبما تلقينا ذلك عن شيوخنا، مما هو من نظمهم أو أخبرونا به أو وقفنا عليه لغيرهم، وكذلك مما هو من نظمنا، مبينا كل أبيات لقائلها إن علمناه حسب الإمكان، فأجبته بعد الاستخارة، مقرا بعدم أهلية ذلك،…”[33].

وقد أكثر فيه المؤلف من نقل المسائل الفقهية نظما ونثرا عن فقهاء المالكية وعلى رأسهم شيخه عبد الواحد الونشريسي، كما أنه ينظم في بعض الأحيان ما نقله عنهم.

    3- النظائر الفقهية والمسائل العلمية والنكت الوعظية والألغاز البديعية[34].

يتميز هذا الكتاب عن سابقه بأنه يشتمل على مسائل منظومة منها ما هو من نظم المؤلف ومنها ما نقله عن فقهاء المالكية شملت الفقه وغيره، وهو يعتبر شبيها بكتب الأشباه والنظائر عند فقهاء الحنفية والشافعية.

جاء في مقدمته بعد البسملة والحمدلة والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فقد جمعت ما أمكنني من النظائر الفقهية والمسائل العلمية والنكت الوعظية والألغاز البديعية، رأيت الآن اختصار ذلك بإسقاط المكرر منها طلبا للاختصار وتقريبا على المبتدئين الصغار، والله يبلغ القصد والمراد ويهدي إلى طريق الرشاد “[35].

   4- طرر وتذييل على نظم عبد الواحد الونشريسي لإيضاح المسالك[36].

ذيل أبو زيد عبد الرحمن الكلالي نظم شيخه أبي محمد عبد الواحد الونشريسي لقواعد أبيه (إيضاح المسالك إلى قواعد الإمام مالك) الموسوم ب “النور المقتبس في نظم قواعد مالك بن أنس”، وهذه الطرر هي بمثابة توثيق للفروع الفقهية الواردة في النظم وتوضيحها كما تعقبه في العديد من المواطن منها.

   5- تقييد في زيارة أولياء الله الصالحين[37].

قال ناسخه بعد الحمدلة والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم: “وجدت فِي بعض التقاييد ما نصه: “يقول عبيد الله وأقل عبيده عبد الرحمن بن عيسى الجلالي – أصلح الله حاله بمنه ولطفه -: أن أخا لي في الله قد ألح علي أن أرتب له ما جرت به عادتي زيارة أولياء الله الصالحين الأموات، أدبا وذكرا وتلاوة ودعاء من بداية ذلك إلى نهايته حسبما نظر إلى ذلك أئمتنا رضي الله تعالى عنهم ونفعنا ببركتهم، فأقول مستعينا بالله ومعتمدا عليه”.

وتضمن هذا التقييد ما يلي: آداب الزيارة، وما يقرأ من القرآن عند الزيارة، بالإضافة إلى حكم زيارة أولياء الله الصالحين والتوسل بهم وجملة من آداب ذلك.

وختم المؤلف هذا التقييد بتوسل لشيخه عبد الواحد الونشريسي، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه الكرام.

6- منظومة في إيمان المقلد، وهي محور بحثنا في المبحث الثاني.

الصفحة السابقة 1 2 3 4الصفحة التالية

ذ. أنيس سالم

باحث مشارك في الدراسات الفقهية والأصولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق