مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةأعلام

أبو القاسم القشيري المتوفى سنة 465هـ

ترجمته:
عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد النيسابوري الأستاذ أبو القاسم القشيري النيسابوري الملقب زين الإسلام[2]، الزاهد الصوفي شيخ خراسان وأستاذ الجماعة ومقدم الطائفة[3]، الفقيه الشافعي، كان علامة في الفقه والتفسير والحديث والأصول والأدب والشعر والكتابة وعلم التصوف، جمع بين الشريعة والحقيقة[4].
ولادته ونشأته:
ولد أبو القاسم القشيري في ربيع الأول سنة ست وسبعين وثلاثمائة (376 هـ) [5]، وها هو يخبر عن نفسه حينما سأل عن يوم ولادته  فقال: في ربيع الأول، من سنة ست وسبعين وثلاث مئة (376 هـ)[6].
ويرجع أصله إلى ناحية أستوا من العرب الذين قدموا خراسان[7] ، الذين سكنوا النواحي، فهو قشيري الأب سلمي الأم[8].
بعد أخذه للعلوم في بلده الأم خرج “إلى الحج في رفقة فيها أبو محمد الجويني وأحمد البيهقي وجماعة من المشاهير فسمع معهم ببغداد والحجاز مثل أبي الحسين بن بشران وأبي الحسين ابن الفضل ببغداد وأبي محمد جناح بن نذير بالكوفة وابن نظيف بمكة وعاد إلى نيسابور، وقد سمع قبل خروجه من الخفاف وسمع مسند أبي عوانة عن أبي نعيم وسمع مسند أبي داود عن ابن فورك وسمع من السيد أبي الحسن العلوي ثم عن أصحاب الأصم بعد الزيادي وابن يوسف وأبي القاسم بن حبيب والقاضي أبي زيد ثم عن الطبقة الثانية مثل ابن باكويه”[9].
 شيوخه:
أخذ أبو القاسم القشيري العلم والتصوف على يد شيوخ زمانه، وكان من المكثيرين للشيوخ، ومن بينهم :
ـ محمد بن عبد الله بن عبيدالله بن احمد الشيرازي، أبو عبد الله ابن باكويه، صوفي، من كبار المشايخ في عصره المتوفى سنة 428 هـ[10].
ـ  أبو الحسين أحمد بن محمد الخفاف .
ـ أبوبكر محمد بن أحمد بن عبدوس المزكي .
ـ أبو بكر محمد بن الحسن بن فورك .
ـ أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم.
ـ أبو الحسين بن بشران .
ـ أبو الحسين ابن الفضل.
ـ أبو محمد جناح بن نذير .
ـ ابن نظيف .
ـ السيد أبو الحسن العلوي .
ـ أبو القاسم بن حبيب.
ـ الحافظ أبو عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بابن البيع الحاكم.
ـ أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي.
ـ أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد بن عمر الزاهد.
ـ  أبو نعيم عبد الملك بن الحسن بن محمد بن إسحاق الأزهري الإسفراييني.
ـ الشيخ عبد الرحمن بن إبراهيم المزكي.
ـ أبو الحسن علي بن الحافظ أحمد بن عبدان بن محمد بن الفرج الأهوازي.
ـ أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن باكويه، الشيرازي.
ـ أبو بكر محمد بن أبي بكر الطوسي.
ـ أبو إسحاق الإسفراييني.
 تلاميذه:
تخرج من مدرسة أبي القاسم القشيري ثلة من التلاميذ، الذين تفوقوا على أقرانهم، حتى أجازهم برواية علومه، من بينهم:
ـ زاهر بن طاهر ابن محمد بن محمد بن أحمد الشحامي النيسابوري.
ـ وجيه بن طاهر ابن محمد بن محمد بن أحمد أبو بكر الشحامي النيسابوري.
ـ الوزير العادل المعروف بنظام الملك، الحسن بن علي بن إسحق بن العباس  أبو علي الطوسي، المعروف بخواجا بَزْرُك.
ـ أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي.
ـ أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أبي العباس الصاعدي الفراوي النيسابوري الشافعي.
ـ ابن عبد الله، النيسابوري الشاذياخي الخرزي.
ـ أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح.
ـ أبو المظفر بن القشيري.
ـ أبو القاسم زاهر بن طاهر.
ـ أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الفرحان السمناني.
تصوفه:
إن منهج التصوف عند علمائنا الكبار، كان منصبا في تهذيب الروح وصقلها من كادورات الدنيا، من كبر وحسد وبغض ونفاق، كي تخلص إلى  عبادة ربها، وتجتهد في العمل الذي يساهم في بناء الأرض وعمارتها، لهذا سطروا مجموعة من الآداب والمبادئ، التي أوجبت على السالكين التأدب بها، لتتعهد نفوسهم عليها، حتى تنقلب أعيانهم ويصيروا عبادا للرحمان صالحين في مجتمعاتهم.
 وها هو أبو القاسم القشيري، يحدثنا نقلا عن شيخه أبي علي الدقاق، عن تلكم الآداب المرضية، والأخلاق السنية، والتي يجب على كل سالك طريق التصوف أن يلتزم بها، يقول: “سمعت الأستاذ ـ شيخه ـ أبا علي الدقاق يقول: ” من استهان بأدب من آداب الإسلام عوقب بحرمان السنة، ومن ترك سنة عوقب بحرمان الفريضة، ومن استهان بالفرائض قيض الله له مبتدعا يذكر عنده باطلا فيوقع في قلبه شبهة”[11].
لهذا اشترطوا وجوب الاتباع وترك ونبذ الابتداع، حتى يكون العمل صحيحا ومقبولا، ويتحقق ذلك في أن يجمع طالب الحق بين الشريعة والحقيقة، وهما خطان متلازمان في حياة المسلم، بحيث لا يغلب أحدهما على الآخر، فيكون صاحبهما  متجمدا في فروع الشريعة السمحاء، ولا خرافيا في متاهات النفس الآمارة بالسوء، يصدق كل ما يقال له، لا يفرق بين الحق والباطل بهدى من نور، وبعلم يكشف شبهات الأمور، يقول القشيري في ذلك: “اتبع ولا تبتدع، واقتد  بما نأمرك به، ولا تهتد باختيار غير ما نختار لك، ولا تعرج في أوطان الكسل ولا تجنح إلى ناحية التواني، وكن لنا لا لك[12]، وقم بنا لا بك”[13].
ويرد على من يسمون أنفسهم من الصوفية في عصره، وهم يتنصلون من التكاليف الشرعية بحجة أنهم من الخصوص الذين رفعت عنهم التكاليف، وأنها لا تليق بهم بل ما شرعت إلا للعوام والعبيد، ويبين أن هذا المعنى خطأ لا يقول به إلا جاهل، بقوله: ” ثم لم يرضوا بما تعاطوه من سوء هذه الأفعال، حتى أشاروا إلى أعلى الحقائق والأحوال، وادعوا أنهم تحرروا من رق الأغلال وتحققوا بحقائق الوصال، وأنهم قائمون بالحق، تجرى عليهم أحكامه، وهم محو[14]، وليس لله عليهم فيما يؤثرونه أو يذرونه عقب ولا لوم، وأنهم كوشفوا، بأسرار الأحدية، واختطفوا عنهم بالكلية، وزالت عنهم أحكام البشرية، وبقوا بعد فنائهم عنهم بأنوار الصمدية، والقائل عنهم غيرهم إذا نطقوا، والغائب عنهم سواهم فيما تصرفوا، بل صرفوا”[15].
مصنفاته:
صنف القشيري العديد من الكتب و الرسائل، وتذكر مصادر التاريخ أن بعضها فقد، ومن أهمها:
ـ الرسالة القشيرية في التصوف.
ـ لطائف الإشارات، تفسير للقرآن الكريم.
ـ كتاب “نحو القلوب”[16].
ـ شكاية أحكام السماع.
ـ شكاية أهل السنة.
ـ ناسخ الحديث و منسوخه.
ـ ديوان شعر.
ـ القصيدة الصوفية.
ـ الحقائق و الرقائق[17].
ـ آداب الصوفية.
ـ كتاب الجواهر .
ـ كتاب المناجاة .
ـ رسالة ترتيب السلوك[18].
ـ بُلغة القاصد.
ـ منثور الخطاب في مشهور الأبواب[19].
ـ المنشور في الكلام على أبواب التصوف[20].
ـ عيون الأجوبة في أصول الأسئلة.
ـ التحبير في التذكير، وهو عبارة عن شرح لأسماء الله الحسنى[21].
ثناء العلماء عليه:
ـ قال الحافظ الخطيب البغدادي: “حدث ببغداد وكتبنا عنه وكان ثقة، وكان يعظ وكان حسن المواعظ مليح الإشارة، وكان يعرف الأصول على مذهب الأشعري، والفروع على مذهب الشافعي”[22].
ـ قال ابن الصلاح: ” الفقيه الصوفي، المفتنُّ في العلوم”[23].
ـ قال ابن خلكان: “كان علامة في الفقه والتفسير والحديث والأصول والأدب والشعر والكتابة وعلم التصوف، جمع بين الشريعة والحقيقة”[24].
ـ قال أبو سعد السمعاني: ” كل من أتى بعده بنكتة أو أعجوبة في علم التصوف فهو مسروق من كلامه، يوجد متفرقا في أطراف كلامه”[25].
ـ وقال أيضا : “لم ير أبو القاسم مثل نفسه في كماله وبراعته جمع بين الشريعة والحقيقة”[26].
ـ وقال الذهبي :”الإمام الزاهد القدوة الأستاذ”[27].
ـ وقال أيضا: “كان عديم النظير في السلوك والتذكير، لطيف العبارة، طيب الأخلاق، غواصا على المعاني”[28].
ـ قال علي بن الحسن في “دمية القصر”: “جامع لأنواع المحاسن، تنقاد له صعابها ذلل المراسن، فلو قرع الصخر بسوط تحذيره لذاب، ولو ارتبط إبليس في مجلس تذكيره لتاب، وله فصل الخطاب في فضل النطق المستطاب، ماهر في التكلم على مذهب الأشعري، ….كلماته كلها ـ رضي الله عنه ـ للمستفدين فوائد وفرائد، وعتبات منبره للعارفين وسائد. ثم إذا عقد بين مشايخ الصوفية حبوته ورأو قربته من الحق وخطوته تضاءلوا بين يديه، وتلاشوا بالإضافة إليه، وطواهم بساطه في حواشيه، وانقسموا بين النظر إليه والتفكير فيه”[29].
ـ ووصفه صاحب “الإكمال” علي بن هبة الله بن أبي نصر بن ماكولا، عند ترجمته له: “أبو القاسم القشيري عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة أبو القاسم القشيري إمام الصوفية، وصاحب الرسالة القشيرية في علم التصوف، ومن كبار العلماء في الفقه والتفسير والحديث والأصول والأدب والشعر، (376 هـ – 465 هـ)، الملقب بـ “زين الإسلام”[30].
ـ وقال فيه أبو إسحاق الصيرفيني: “الإمام مطلقا الفقيه المتكلم الأصولي المفسر الأديب النحوي الكاتب الشاعر لسان عصره وسيد وقته وسر الله بين خلقه شيخ المشايخ وأستاذ الجماعة ومقدم الطائفة ومقصود سالكي الطريقة وبندار الحقيقة وعين السعادة وقطب السيادة وحقيقة الملاحة لم ير مثل نفسه ولا رأى الراؤن مثله من كماله وبراعته جمع بين علمي الشريعة والحقيقة”[31].
ـ وقال عنه تقي الدين ابن الصلاح: ” كان إماماً، فقيهاً، متكلماً، أصولياً، مفسراً، محدثاً، أديباً، نحوياً، كتاباً، شاعراً، وكان لسان عصره، وسيد وقته، شيخ”[32].
 وفاته:
بعد هذا المشوار العلمي والأخلاقي الذي قطعه شيخنا أبو القاسم القشيري، وما تركه من مصنفات كثيرة، كانت وفاته يوم الأحد سادس عشر ربيع الآخر سنة خمس وستين وأربعمائة 465هـ  [33]، بنيسابور[34].
آراؤه العقدية:
كان أبو القاسم القشيري أشعري العقيدة، والذي يقرأ كتابه “الرسالة”، وبعض كتبه الأخرى، يعرف مدى أشعريته الممزوجة بأقوال الصوفية، ويؤكد هذا الاتجاه أنه ألف كتابا سماه “شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة”، جعله ردا على من انتقد الإمام أبو الحسن الأشعري، وذكر فيه أنهم ما نقموا من أبي الحسن الأشعري إلا أنه قال بإثبات القدر وإثبات صفات الجلال لله من قدرته وعلمه وحياته وسمعه وبصره ووجهه ويده، وأن القرآن كلامه غير مخلوق”[35].
 ويشهد على توجهه الأشعري ومنافحته ودفاعه الشديد على الأشاعرة، ما نقله ابن تيمية في قوله: ” فصل فيما ذكره الشيخ أبو القاسم القشيري في رسالته المشهورة من اعتقاد مشايخ الصوفية فإنه ذكر من متفرقات كلامهم ما يستدل به على أنهم كانوا يوافقون اعتقاد كثير من المتكلمين الأشعرية، وذلك هو اعتقاد أبي القاسم الذي تلقاه عن أبي بكر بن فورك وأبي إسحاق الإسفراييني، وهذا الاعتقاد غالبه موافق لأصول السلف وأهل السنة والجماعة…” [36].
وعند تبين عقيدة الرجل نأتي على بعض آرائه العقدية، في علم الكلام والصفات الإلهية، والقضاء والقدر، والنبوات، فهو تكلم تقريبا في جميع أبواب ومسائل العقيدة التي أفردها علماء الكلام في كتبهم، وأهمهما والتي شغل حيزا كبيرا في نقاشهمن هي قضية وجوب النظر وعدم التقليد، والتي اتفق عليها الأشاعرة في أنه :” يجب على العاقل البالغ باستكمال سن البلوغ أو الحلم شرعا، القصد إلى النظر الصحيح المفضي إلى العلم بحدث العالم، والنظر في اصطلاح الموحدين وهو الفكر الذي يطلب به من قام به علما أو غلبة ظن”[37].
والقشيري كغيره من المتكلمين الأشاعرة، يرى أن المقلد كبني إسرائيل الذين وصفهم الله تعالى في كتابه الكريم:” مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا”[38]، فيقول في ذلك: ويلحق بهؤلاء في الوعيد ـ من حيث الإشارة ـ الموسومون بالتقليد في أي معنى شئت في علم الأصول، مما طريقة أدلة العقول، وفي هذه الطريقة مما طريقة المنازلات”[39].
ويشتبه عند قول القشيري وسائر الأشاعرة بوجوب النظر وعدم التقليد، أنه يكفر في الجهة المعاكسة عامة المسلمين من العوام، الذين هم من أهل الإيمان، وإن لم يتوفر عندهم شرط معرفة علم الكلام، ولم يكن لهم نصيب منه، وهو ما حدث في عصره من الهجوم الذي شنه الخصوم على المذهب الأشعري، لهذا ذكر في كتابه الشكاية :”جميع أهل التحصيل من أهل القبلة يقولون يجب على المقلد أن يعرف الصانع المعبود بدلائله التي نصبها على توحيده واستحقاق تفوق الربوبية”[40].
أما رأيه في التشبيه والتعطيل فهو لم يخرج على ما كان عليه السلف، في مسألة الصفات الإلهية، كونه سبحانه وتعالى “ليس كمثله شيء..”[41]، ويظهر موقفه من المشبهة والمعطلة بوضوح حينما يقول: “قد وقع في تشبيه ذاته بذات المخلوقين، فوصفوه بالحد والنهاية والكون في المكان، وأقبح قولا منهم من وصفوه بالجوارح والآلات، فظنوا أن بصره في حدقة، وسمعه في عضو، وقدرته في يد .. إلى غير ذلك، وقوم قاسوا حكمه على حكم عباده، فقالوا: ما يكون من الخلق قبيحا فمنه قبيح، وما يكون من الخلق حسنا فمنه حسن، وهؤلاء كلهم أصحاب التشبيه ـ والحق مستحق للتنزيه دون التشبيه، مستحق للتوحيد دون التحديد، مستحق للتحصيل دون التعطيل والتمثيل”[42].
ويرى أن أسماء الله الحسنى هي أسماء تعبدنا الله بها، ومذكور فضائلها في الكتاب والسنة، قال تعالى: “ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ودروا الذين يلحدون في أسمائه”[43]، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ” إن لله تسعة وتسعون إسما من أحصاها دخل الجنة”[44]، وقد وقع عليها الإجماع،  يقول القشيري في ذلك: ( الأسماء تؤخذ توقيفا من الكتاب والسنة والإجماع، فكل اسم ورد فيها وجب إطلاقه في وصفه، وما لم يرد لم يجز ولو صح معناه )[45].
ويقول في خلق أفعال العباد :”إن الله خالق اكساب العبد والعبد مكتسب لأفعاله، الدين ليس بجبر وقدر للعبد قدرة هي استطاعة تصلح للكسب ولا تصلح للخلق والابداع، فالله خالق غير مكتسب، والعبد مكتسب ليس بخالق”[46]، وهذا الرأي يرد به على المعتزلة الذين اتفقوا على أن العبد خالق لأفعاله خيرها وشرها.
وفي مفهوم عصمة الأنبياء يذهب كما غيره من الأشاعرة، إلى أنه يجوز على الأنبياء صدور الذنب منهم بعد البعثة، وهو  ما يسمونهم بترك الأولى، مع عدم الإصرار، ويستشهدون بقوله تعالى:”إلا من ظلم ثم بدل حسنا بعد سوء فإني غفور رحيم”[47]، وفي هذا الشأن يقول: “وهذا يدل على جواز الذنب على الأنبياء عليهم السلام فيما لا يتعالق بتبليغ الرسالة بشرط ترك الإصرار، وبين أنها عبارة عن ترك الأولى ولله أن يعاتبه فيه”[48].
ويرى في موضوع الإمامة أنه يحتاج إلى وضع شروط معينة لأهميتها، ويلخص لنا هذه الشروط بكلمة جامعة، فيقول: “الإمام مقدم القوم، واستحقاق رتبة الإمامة باستجماع الخصال المحمودة التي في الأمة فيه، فمن لم تتجمع فيه متفرقات الخصال المحمودة لم يستحق منزلة الإمامة” ويقول أيضا:” هو الذي يصح الاقتداء به ويتبع ولا يبتدع”[49].

 

                                                                   إعداد: الباحث عبد الله بلحاج

 

الهوامش:

[1] ـ مصادر ترجمته:  الأسنوي 2: 313، ابن قاضي شهبة: 111، البداية والنهاية 12: 107، مرآة الجنان 3: 91، وفيات الأعيان – (7 / 319)، تاريخ بغداد 11: 83 ودمية القصر: 194 وتبيين كذب المفتري: 271 والمنتظم 8: 280 واللباب (قشيري) وتاريخ ابن الأثير 10: 88 وانباه الرواة 2: 193 وطبقات السبكي 3: 243 والنجوم الزاهرة 5: 91 وطبقات المفسرين: 31 والشذرات 3: 319 وعبر الذهبي 3: 259.
[2] ـ  طبقات الشافعية الكبرى – (5 / 153).
[3]  ـ  طبقات المفسرين – الأدنروي – (1 / 125).
[4]  ـ وفيات الأعيان – (3 / 205).
[5]  ـ  طبقات الشافعية الكبرى – (5 / 153).
[6]  ـ  طبقات الفقهاء الشافعية – (2 / 569)، التقييد – (1 / 366).
[7] ـ  وفيات الأعيان – (3 / 205).
[8] ـ  المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور – (1 / 365).
[9]  ـ  المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور – (1 / 365).
[10]  ـ  الأعلام للزركلي – (6 / 227).
[11] ـ  طبقات الشافعية الكبرى – (4 / 330).
[12]  ـ  قد يفهم البعض في عبارة القشيري (وكن لنا لا لك)، أن شيوخ التصوف وأربابه يوجبون على المريدين أن يغيبوا عقولهم، وأن ينقادوا إلى شيوخهم  انقيادا أعمى، وهذا خطأ محض، لم يقل به شيخ تنور بأنوار الشريعة وتخلق بالأخلاق النبوية، لأنه ما من شيخ إلا ويربي تلميذه على خصلة مهمة قلَّ من يتفطن لها، وهي عندهم ضروريات تحصيل العلم والتأدب بآدابه، ألا وهي عدم التسرع والعجلة في إصدارالأحكام، وتهيئة الطلاب إلى زمان يصبحون فيه شيوخا، ليتعلموا الحلم والأناة مع غيرهم، ولا يتسرعون في الرد متى سئلوا، سواء كان عندهم الجواب حاضرا على المسائل، أو كانت عندهم الحلول لكل المشاكل، وهذا المعنى يفهمه علماء النفس وأرباب القلوب.
[13] ـ مصادر ترجمته في نيل الابتهاج 59 بهامشه،الإعلام بمن حل بأغمات ومراكش من الأعلام 1:339.
[14] ـ أي أنهم لا وجود لهم على الحقيقة، بقولهم هذا الكلام الذي سولت به أنفسهم وأملاته عليهم أهواءهم، قال تعالى في سورة النساء: [ لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا ( 172 ) فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا ( 173 )].
[15] ـ  القشيري: الرسالة القشيرية، مصدر سابق، 1/23،22.
[16] ـ  جاء في طبقات الشافعية الكبرى – (7 / 292)، عند ترجمة محمود بن محمد بن عبد الواحد بن منصور بن أحمد بن علي بن محمد ابن أحمد بن ماشادة قال السبكي :”وقد صنف شيخا أبو طالب المكي قوت القلوب وصنف شيخنا أبو القاسم القشيري نحو القلوب وهذا فقه القلوب إن شاء الله”.
[17] ـ  مخطوط بمكتبة جيستر بيتي (دبلن) أيرلندة رقم 3052.
[18] ـ ظهرت مترجمة بالألمانية سنة 1962 م بقلم فرتزماير Fritz Meier بمجلة Oriens. و توجد مخطوطة بالخزانة الملكية بالرباط.
[19]  ـ مخطوط بالخزانة الملكية بالرباط.
[20] ـ مخطوط بالخزانة الملكية بالرباط.
[21] ـ حققه د/ إبراهيم بسيوني، وطبع بدار الكاتب العربي، 1968م.
[22] ـ  تاريخ بغداد (11/83)، طبقات الفقهاء الشافعية – (2 / 569).
[23] ـ  طبقات ابن الصلاح: 2/562.
[24] ـ وفيات الأعيان – (3 / 205).
[25] ـ  طبقات الشافعية لابن الصلاح: 2/565.
[26] ـ  طبقات المفسرين – السيوطي – (1 / 61).
[27] ـ  سير أعلام النبلاء: 18/227.
[28] ـ  سير أعلام النبلاء: 18/229.
[29] ـ دمية القصر (2/ 993 ـ 998).
[30] ـ الإكمال – (1 / 439).
[31] ـ  المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور – (1 / 365).
[32] ـ  طبقات الفقهاء الشافعية – (2 / 562).
[33] ـ  طبقات المفسرين- السيوطي- (1 / 61)، طبقات الصوفية- (1 /6).
[34] ـ  التقييد – (1 / 366).
[35] ـ  شكاية أهل السنة، ضمن الرسائل القشيرية: ص 9، نقلها ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: ص 111.
[36] ـ الاستقامة: ج1 ص 81.
[37] ـ  الجويني: الإرشاد، ص 25، تحقيق أسعد تميم، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، لبنان، طبعة أولى، سنة 1985م،  انظر الآراء الكلامية والصوفية عند القشيري، ص 29.
[38] ـ سورة الجمعة آية 5.
[39] ـ القشيري ـ اللطائف 3/583، 584، الاسفرائيني ـ التبصير، 180 ـ 181، تحقيق د/ كمال الحوت، طبع عالم الكتب، بيروت، لبنان، طبعة أولى، 1403هـ – 1983م.
[40] ـ  القشيري ـ الشكاية، ص 45، الإيجي ـ المواقف، ص32.
[41] ـ مصادر ترجمته في نيل الابتهاج 59 بهامشه،الإعلام بمن حل بأغمات ومراكش من الأعلام 1:339.
[42] ـ  القشيري ـ اللطائف، 3/345.
[43] ـ  سورة الأعراف آية (180).
[44] ـ  الراوي: أبو هريرة، المحدث: ابن حجر العسقلاني، المصدر: لسان الميزان – الصفحة أو الرقم5/20، خلاصة حكم المحدث (فيه عبد العزيز بن الحصين، ذكر من جرحه).
[45] ـ  أسماء الله الحسنى – (34 / 8).
[46] ـ  القشيري: اللطائف، 1/788، وانظر 3/283، والرسالة القشيرية، ط: 3،  ص38، والشهرستاني: نهاية الأقدام:ص 255 ـ 256، والآمدي: غاية المرام، ص 65 ـ 66، والبغدادي : الفرق بين الفرق، ص 338.
[47] ـ  سورة النور الآية 11.
[48] ـ القشيري: اللطائف، مصدر سابق، 1/253، 457، 3/27، والرسالة القشيرية 2/665.
[49] ـ القشيري: اللطائف 1/510، 121، 2/652.

 

مصادر الترجمة:

ـ طبقات الشافعية الكبري، تاج الدين عبد الوهاب بن علي السبكي، تحقيق محمود الطنجاوي وعبد الفتاح الحلو، دار احياء الكتب العربية، سنة 1413هـ
ـ طبقات المفسرين، المؤلف : أحمد بن محمد الأدنروي، تحقيق : سليمان بن صالح الخزي، الناشر : مكتبة العلوم والحكم -المدينة المنورة الطبعة الأولى ، 1997م.
وفيات الأعيان، المؤلف : أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان، المحقق : إحسان عباس، الناشر : دار صادر – بيروت، الطبعة : 0 ، 1900
ـ طبقات الفقهاء الشافعية، تقي الدين أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن ابن الصلاح، تحقيق محيي الدين علي نجيب، الناشر دار البشائر الإسلامية، مكان النشر بيروت، سنة النشر 1992م
ـ  أبو إسحاق الصيرفيني ـ المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور، تحقيق خالد حيدرطبعة دار الفكر للطباعة والنشر التوزيع، سنة النشر 1414هـ – (1 / 158).
ـ  الأعلام ، قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستغربين والمستشرقين ، لخير الدين الزركلي ، ط10- 1413هـ، دار العلم للملايين ، بيروت.
ـ القشيري ـ الرسالة القشيرية، تحقيق د/ عبد الحليم محمود، ومحمود الشريف، دار الكتب الحديقة، القاهرة، 1972م.
ـ مخطوط بمكتبة جيستر بيتي (دبلن) أيرلندة رقم 3052.
ـ تاريخ بغداد المؤلف : أحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي، الناشر : دار الكتب العلمية، بيروت.
ـ طبقات المفسرين، المؤلف : عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، تحقيق : علي محمد عمر، الناشر : مكتبة وهبة – القاهرة، الطبعة الأولى ، 1396هـ.
ـ سير أعلام النبلاء، شمس الدين الذهبي، تحقيق شعيب الأرنؤوط و محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، سنة 1405هـ ـ 1985م.
ـ دمية القصر وعصرة أهل العصر، المؤلف : الباخرزي، نسخة الشاملة غير موافقة للمطبوع.
ـ الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى، المؤلف : علي بن هبة الله بن أبي نصر بن ماكولا، الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولى ، 1411م
ـ طبقات الصوفية، المؤلف : أبو عبد الرحمن السلمي، تحقيق د/ نور الدين شريبة، دار الكتاب العربي بمصر، الطبعة الأولى، 1372هـ/1953م.
ـ التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد، محمد بن عبد الغني البغدادي أبو بكر، تحقيق كمال يوسف الحوت، الناشر دار الكتب العلمية، مكان النشر بيروت، سنة النشر 1408م.
ـ شكاية أهل السنة، ضمن الرسائل القشيرية، تحقيق/ ير حسن علي “رسائل القشيري” دراسة وتحقيق، وتوجد ضمن طبقات الشافعية الكبرى للسبكي بتحقيق الطنجاوي والحلو.
ـ الإستقامة،  المؤلف: أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، تحقيق : د. محمد رشاد سالم، الناشر : جامعة الإمام محمد بن سعود – المدينة المنورة، الطبعة الأولى ، 1403م.
ـ الجويني: الإرشاد، ص 25، تحقيق أسعد تميم، طبعة مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، لبنان، طبعة أولى، سنة 1985م .
ـ القشيري ـ لطائف الإشارات (تفسير صوفي للقرآن الكريم في ثلاث مجلدات)، تحقيق د/ إبراهيم بسيوني، طبع الهيئة المصرية العامة للكتاب، بمصر، 1971م.
ـ الاسفرائيني ـ التبصير، 180 ـ 181، تحقيق د/ كمال الحوت، طبع عالم الكتب، بيروت، لبنان، طبعة أولى، 1403هـ – 1983م.
ـ الإيجي ـ المواقف، وطبعة عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع، دار سعد الدين، سنة 1999م.
ـ منهج السلف في فهم الأسماء الحسنى، نسخة الشاملة.
ـ الشهرستاني: نهاية الأقدام، حرره وصححه الفرد جيوم، مكتبة المتنبي بمصر.
ـالآمدي: غاية المرام في علم الكلام، تحقيق حسن محمود عبد اللطيف، طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة، سنة 1971م.
ـ البغدادي : الفرق بين الفرق، تحقيق محمد محيى الدين عبد الحميد، مكتبة التراث.
ـ الآراء الكلامية والصوفية عند القشيري، تأليف: الدكتور إمام حنفي سيد عبد الله، مكتبة الثقافة الدينية، 1426هـ/2006م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق