وحدة المملكة المغربية علم وعمرانأعلام

أبو العباس أحمد بن يحيى والزهرا الرباطي ( ت 1357 هـ )

هو العلامة الفقيه المدرس  أحمد بن يحيى والزهرا الرباطي،  لازم الشيخ العكاري مدة من الزمان حتى أجازه عام 1108 هــ، وأخذ عن كبار شيوخ بلده الرباط ، وكان عالما بارعا مشاركا في جل العلوم كالفقه والأصول والبلاغة وغيرها…

       وأصله من الأندلس، وجده كان من وجهاء الأندلسيين أهل الحل والعقد بالرباط، أواخر الدولة السعدية، ولم يزل بيته من أوجه البيوتات الرباطية إلى اليوم[1].

وكان من العلماء الأجلة، الطالعين في أوج المعارف كالأهلة، له مشاركة في جل العلوم، منطوقها والمفهوم، وإلمام بعلمي المعقول والمنقول، والفروع والأصول، وأخذ عن الشيخ أحمد بن يعقوب الولالي، والعلامة أبي الوليد عبد الملك بن محمد التجموعتي السجلماسي، ولازم الشيخ العكاري في الرباط إلى أن سمع منه معظم الأمهات من المتون في كثير من الفنون… [2].

ويعتبر من أعيان الرباط وعلمائها وخاصة الشيخ العكاري، ومن لازمه وأكثر الأخذ عنه، وقد أجازه الشيخ المذكور[3].

 وهذا نص إجازة العكاري لمولانا المترجم قال” حمدا لمن فضل الأمة المحمدية بالرواية والإسناد، وصلاة وسلاما على من هو للعباد عماد وسناد، وعلى الآل والأصحاب الذين هم القدوة في كل محضر وناد[4].

هذا والإجازة لها موقع في الدين جسيم وخطر عظيم، وكانت منذ قديم، من مثال المهرة الفحول في الفروع والأصول، قد طالما رفعت في أنديتهم راياتها، وتسوبقت في ميادينهم غاياتها، وأنه قد سلك ذلك المنهج وانطوى في مفاوز ذلك، المدرج الفقيه الفاضل البارع الماهر أبو العباس أحمد بن يحيى والزهرا، فسألني أرشده الله أن أجيزه، وأشايع تبريزه، وذلك بعد أن لازمنا برهة من الزمان وأخذ عنا  معظم الفنون من فقه وأصول، وبلاغة وكلام معقول، وغير ذلك مما يطول، وسمع منا في جمع من نجباء الطلبة معظم الأمهات المتداولة سماع بحث وتنقير، تحقيق وتحرير، كما أخذت ذلك عن أعيان فقهاء العصر كالفقيه النحوي السيد سعيد الهوزالي، والفقيه القاضي السيد أبي القاسم الدرعي، والشيخ المحدث أبي عبد الله صاحب “المقنع”، والشيخ الحافظ أبي علي السوسي… إلى أن قال “و أجزته –  في ذلك من كل ما سمعه مني، أو بلغه عني من كتب مقروءات أو مسائل مقررات أو رسائل مستظرفات، أو فوائد ملتقطات، وأذنت له أن يروي من جميع ذلك عني، ماصح عنده أنه مني، وأن يشيع ما تحرر عنده بين المسلمين، ويمنحه صدور المتعلمين على الشرط المعتاد عند المهرة النقاد، وأوصيه بتحري الصدق، وتتبع الحق، واتهام النفس، والتأني في مواطن اللبس، وتزيين القول بالعمل…” [5].

 وفقه الله – إجازة تامة، مطلقة” وكان تاريخ هذه الإجازة في الحادي والعشرين من رمضان عام ثمانية ومائة وألف [6]

وقال عبد السلام بن عبد القادر بن سودة في الإتحاف “أحمد بن يحيى والزهراء الرباطي، من علماء الرباط، له المشاركة في جل العلوم، ومن مآثره بناء مدرسة سكنى الطلبة تحمل اسمه داخل درب والزهراء، وقد حولت أخيرا كزاوية لطائفة الحراقيين [7].، ودفن ببلده الرباط”. [8].

[1] – الإغتباط بتراجم أعلام الرباط ص202  الطبعة الثانية 2014م، دار النشر الدولي المملكة العربية السعودية.

[2] – الإغتباط بتراجم أعلام الرباط ص202  الطبعة الثانية 2014م، دار النشر الدولي المملكة العربية السعودية.

[3] – الإتحاف الوجيز في تاريخ العدوتين ص 125الطبعة الثانية 1996م، مطبعة المعارف الجديدة.

[4] – الإغتباط بتراجم أعلام الرباط ص204 الطبعة الثانية 2014م، دار النشر الدولي المملكة العربية السعودية.

[5] – الإغتباط بتراجم أعلام الرباط ص204 الطبعة الثانية 2014م، دار النشر الدولي المملكة العربية السعودية.

[6] – الإتحاف الوجيز في تاريخ العدوتين ص 125الطبعة الثانية 1996م، مطبعة المعارف الجديدة.

[7] – أنظر مقال الزاوية الحراقية للدكتور جمال  بامي نشر  بموقع المملكة المغربية علم وعمران.

[8] – إتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع ج 1ص 81 دار

الغرب الإسلامي.

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق