مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةأعلام

أبو اسحاق إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق الأوسي المالقي المعرووف “بابن المرأة” ت.611هـ

 

اسمه ونسبه وكنيته:1
هو إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق الأوسي المالقي، يكنى أبا إسحاق، ويعرف بابن المرأة، سكن مالقة دهراً طويلا، وكان يتجر بسوق الغزل، ثم انتقل إلى مرسية، باستدعاء المحدث أبي الفضل المرسي، والقاضي أبي بكر بن محرز… وقرأ بها علم الكلام وكانت العامة حزبه2.
شيوخه:
روى الموطأ عن أبي الحسن ابن حنين، وأبي الحسن علي ابن اسماعيل بن حرزهم3، وأخذ عن أبي عبد الله الشوذي الإشبيلي المعروف بالحلوي صاحب المدرسة الشوذية في التصوف، وذلك بتلمسان بمسجد الذي بخندق عين الكسور من المنية التي بخارج باب القرمدين، قال ابن المرأة متحدثا عن لقائه بالشيخ وقراءته عليه: “فخرجت إليه من الغذ فوجدته جالسا بالمسجد لوعدي، فسلمت عليه وجلست بين يديه، فقال: ما الذي تريد قراءته؟، فقلت: ما ألهمك الله إليه. قال: اقرأ كتاب الله العزيز أولا فهو أحق أن يفتتح به، فتعوذت بالله من الشيطان الرجيم وقرأت بسم الله الرحمن الرحيم فتكلم في فضلها عشرة أيام، ثم قرأت عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شيئا من الأدب، قال المخبر عنه فكل ما تسمعونه من أدب مني فمنه استفدته وعنه أخذته في مدة حولين كاملين”4. 
ويعتبر أبو اسحاق ابن دهاق من أبرز تلاميذ المدرسة الشوذية في التصوف الأندلسي.
تلاميذه:
أخذ عنه جمع غفير من الطلبة وكانت العامة حزبه كما ذكرت كتب التراجم، فممن أخذ عنه:
1- الامام العلامة البارع القدوة المفسر المحدث النحوي ذو الفنون شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي المرسي الأندلسي(ت.655هـ)…ارتحل إلى مالقة سنة تسعين، فقرأ على أبي إسحاق بن إبراهيم بن يوسف بن دهاق5.
2- أبو عبد الله بن أحلى، ذكره لسان الدين ابن الخطيب فيمن روى عنه6. 
3- أبو محمد عبد الرحمن بن وصلة، ذكره لسان الدين ابن الخطيب أيضا فيمن روى عنه7.
4- وروى عنه أبو محمد بن الحق بن برطلة وغيره8.
5- وأما ما ذكر من تتلمذ ابن سبعين على ابن دهاق” فالظاهر أن ابن سبعين لم يتتلمذ على ابن دهاق بالأخذ عنه مباشرة لأن ابن سبعين ولد سنة (614هـ) وكانت وفاة ابن دهاق سنة (611هـ)، ويبدوا أن ما ذكره المترجمون لابن سبعين عن أخذه عن ابن دهاق، يعني تتلمذه على كتبه، أو أخذه عن بعض تلاميذ ابن دهاق كابن أحلى، إذ يذكر الفاسي في “العقد الثمين” أن ما ظهر به ابن سبعين مأخوذ من عقيدة ابن دهاق وابن أحلى…”9.
وذكر ابن الخطيب في الإحاطة أن ابن سبعين: “…نظر في العلوم العقلية، وأخذ التحقيق عن أبي إسحاق بن دهاق، وبرع في طريقة الشّوذية”10، وهو كما ذكر أبو الوفا الغنيمي تتلمذ وتحقيق على الكتب والمشاركة في الانتماء إلى المدرسة الشوذية في التصوف وليس تتلمذا مباشرا.
مصنفاته:
ألف ابن المرأة تواليف نافعة في أبوابها، حسنة الرصف والمباني منها11:
– شرحه كتاب الإرشاد لأبي المعالي الجويني، وكان يعلقه من حفظه من غير زيادة وامتداد، في أربع مجلدات.
– شرح الأسماء الحسنى. 
– ألف جزءا في إجماع الفقهاء. 
– شرح “محاسن المجالس” لأبي العباس أحمد بن العريف. 
– نكت الإرشاد في الاعتقاد12.
وألف غير ذلك.
مكانته العلمية:
قال عنه ابن الأبار: “كان فقيها حافظا للرأي مشاورا يشارك في الأدب، وغلب عليه علم الكلام فرأس فيه واشتهر، وتجول أحيانا ودرس في غير ما بلد، وكانت العامة حزبه، ولم يزل بمرسية يناظر عليه ويتخلف إليه إلى أن توفي بها”13.
وقال عنه لسان الدين ابن الخطيب: “كان متقدماً في علم الكلام، حافظا ذاكراً للحديث والتفسير، والفقه والتاريخ، وغير ذلك. وكان الكلام أغلب عليه، فصيح اللسان والقلم، ذاكراً لكلام أهل التصوف، يطرز مجالسه بأخبارهم. وكان بحراً للجمهور بمالقة ومرسية، بارعاً في ذلك متفنناً له، متقدماً فيه، حسن الفهم لما يلقيه، له وثوب على التمثيل والتشبيه، فيما يقرب للفهم، مؤثراً للخمول، قريباً من كل أحد، حسن العشرة، مؤثراً بما لديه. وكان بمالقة يتجر بسوق الغزل”14.
وقال عنه الصفدي: “كان فقيهاً حافظاً للرأي ورأسا في علم الكلام”15.
وكتب إليه شرف الدين أبو عبد الله المرسي: 
يا أيها العلم المرفع قدره * أنت الذي فوق السماك حلوله 
أنت الصباح المستنير لمبتغغي * علم الحقائق أنت أنت دليله
 بك يا أبا إسحاق يتضح الهدى * بك تستبين فروعه وأصوله 
من يزعم التحقيق غيرك إنه * مثل المجوز ما العقول تحيله16.
ومن المعاصرين يذهب الأستاذ “يوسف احنانة” في الحديث عن شروح الإرشاد في الغرب الإسلامي وأثرها في تطور المذهب الأشعري إلى القول بأن:”نصوص ابن دهاق من شرح الإرشاد حاضرة حضورا قويا في الكتب العقدية لمفكري الغرب الإسلامي التي جاءت بعده، وتبدوا من خلالها شخصيته الثقافية الفذة، وما يزكي طرحنا هذا (وهذا اختيار ابن دهاق) و(هذا ما ذهب إليه ابن دهاق) وغيرها من العبارات التي تفيد التميز والتفرد أمام آراء الآخرين”17.
تجريح العلماء لابن المرأة:
قال ابن الخطيب في الإحاطة: قال الأستاذ أبو جعفر وقد وصمه: وكان صاحب حيل ونوادر مستظرفة، يلهي بها أصحابه، ويؤنسهم، ومتطلّعا على أشياء غريبة من الخواص وغيرها، فتن بها بعض الحلبة، واطّلع كثير ممّن شاهده على بعض ذلك، وشاهد منه بعضهم ما يمنعه الشرع من المرتكبات الشّنيعة، فنافره وباعده بعد الاختلاف إليه، منهم شيخنا القاضي العدل المسمّى الفاضل، أبو بكر بن المرابط، رحمه الله؛ أخبرني من ذلك بما شاهد مما يقبح ذكره، وتبرّأ منه من كان سعى في انتقاله إلى مرسية، والله أعلم بغيبه وضميره”18.
وقال ابن حجر في لسان الميزان في ترجمته لابن المرأة:”…ذكره أبو حيان في زنادقة أهل الأندلس”19.
فكان هذا التجريح بسبب ما صدر عن ابن المرأة مما يعده أهل الأندلس من الفقهاء من خوارم المروؤة في الدين، أو بسبب اشتغاله بعلم الكلام، وانتمائه لمدرسة أبي عبد الله الشوذي في التصوف، إذ أن: “أبرز ما يميز المدرسة الشوذية أنها كانت تمزج التصوف بالفلسفة، فكان الشوذي وابن دهاق وابن أحلى وابن سبعين، وطائفة أخرى من صوفية الأندلس في عصرهم، من القائلين بالوحدة، على اختلاف بينهم في تفاصيل هذه الوحدة، وهذا هو الذي دعا فقهاء الأندلس إلى الحملة عليهم حملة شديدة، ولم يميزوا أحيانا بينهم”20.
وفاته
توفي رحمه الله بمرسية سنة (611هـ) أحد عشر وستمائة21، كما في الإحاطة والوافي بالوفيات، وذكر في هدية العارفين أنه توفي سنة (616هـ) ست عشرة وستمائة22.
معرفة الله تعالى عند الإمام ابن دهاق المعروف بابن المرأة:
قال ابن المرأة: قال أهل التحقيق: قد كُلِّفنا بان نعرف الله سبحانه، فلو كان العلم به ممتنعا لكان تكليفا بما لا يطاق، وهو غير واقع؛ ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ [البقرة:286] والعلم بالله سبحانه على وجهين:
    علم بوجوده سبحانه وتعالى، وذلك معلوم بضرورة العقل، فما رئي في العقلاء من قال: ليس للعالم ربٌّ يستند إليه ويصدر عنه وجود الخلق، ولكنهم اضطربوا في معلومات تستدرك بزائد على ضرورة العقل من النظر الصحيح في الأدلة القاطعة، وخرج به الغلط عن الجاهلين بالحق على ثلاثة طرق:
    ـ أحدها: في كيفية صدور الخلق عنه. فذهبت الملحدة إلى أن الخلق صدروا عنه صدور المعلول عن علته. وهذا يناقض حدوث المعلول، ويفضي إلى قدمه لقدم علته على أصلهم، أو إلى حدوث العلة بحدوث المعلول. فمن تبيّن له وجوب حدوث العالم ووجوب قدم وجوده تعالى علم بأن صدور العالم عن الله سبحانه صدور اختيار واقتدار.
    والطريقة الثانية من وجوه الغلط: هو ما تخيلوه أن موجودا لا داخل العالم ولا خارجا عنه مستحيل، فصاروا إلى القول بالتجسيم في حق الباري سبحانه وتعالى عن قول المغضوب عليهم علوا كبيرا. وربما تمسكوا بألفاظ لم يحيطوا بمعانيها في اللغة من ذكر يد أو ساق أو وجه أو عين، وتركوا العلم بحدوث العالم من جهة الاستدلال، واكتفوا بمجرّد القول بأن العالم فعل الله تعالى، ولم يتأملوا دلائل الافتقار في العالم بأسره، فورّطهم ذلك الحمل على الظاهر في الجسمية والمكان والجهة.
    ولو تأملوا دلائل الافتقار في العالم لعلموا أن المتصف بهذه الصفات هو كفرد من أفراد العالم يجب حدوثه وعجزه كسائر العالم؛ ﴿وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ﴾[طه:127] ، فهؤلاء عرفوا الله من جهة القول، لا من جهة الدليل، وليس لهم به حقيقة العلم بما يجب ويجوز ويستحيل عليه سبحانه وتعالى؛ ﴿وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾[الأنعام:91]، أي: ما عرفوا الله حق معرفته. فما نفى عنهم المعرفة بالكلية، ولكنه قال: وما عرفوا الله حق معرفته، أي عرفوا وجوده ولم يعلموا الفرق بين وجوده ووجود الحوادث بأدلة الحدوث في خلقه.
    والطريقة الثالثة الشرك والعدد والحكم بأن الآلهة كثيرة. وهذا الشرك على أربعة أصناف:
    ـ شرك تعدد في ذات الله سبحانه. وذلك شرك النصارى في ثبوت أقانيمها وأنها ثلاثة تخلق بثلاثتها، وهي ثلاثة في واحد. نعوذ بالله من الضلالة.
    ـ والصنف الآخر من الشرك إثبات آلهة تقرّب إليه من عبدها وعظّمها. وهذا هو شرك عبدة الأوثان والملائكة.
    ـ وصنف آخر من الشرك وهو إضافة الفعل لغير الله سبحانه. وهذا الصنف على ثلاثة أنواع:
    * أحدها: إضافة الفعل إلى الأفلاك وأنها تؤثر في العالم السفلي تأثيرات في الأجسام والنبات والمركبات، وأن البعض يتولد من البعض. وهذا النوع يختص به الفيلسوفي ومن تابعه من عامتهم عمي القلوب، عموا عن كل فائدة لأنهم كفروا بالله تقليدا.
    * الثاني: [ما] أضيف من بعض الأفعال إلى بعض من أن النار تحرق والطعام يشبع والثوب يستر إلى غير ذلك من ربط المعتادات حتى ظنوها واجبة. وتلك ضلالة تبع الفيلسوفيَّ فيها كثيرٌ من عامة المسلمين، وهم فيها على اعتقادات فمن قال بطبعها تفعل فلا خلاف في كفره، ومن قال تفعل بقوة جعلها الله تعالى فيها كان مبتدعا، وقد اختلف في كفره، ومن قال أن الأكل مثلا دليل عقلي على الشبع دون أن يكون معتادا كان جاهلا بمعنى الدلالة العقلية، ومن علم أن الله سبحانه ربط بين أفعاله ببعض أفعاله، فكلما فعل الله تعالى سبحانه هذا فعل هذا الآخر باختياره جل وعز، وإذا شاء خرق هذه العادة، فهذا هو المؤمن الذي سلم من هذه الآفة بفضل الله سبحانه.
    * النوع الثالث مما أضيف الفعل [فيه] إلى غير الله تعالى ما ذهب إليه المعتزلة من أن العبد يخترع أفعال نفسه، وقالوا: لو كلفه الله تعالى بما لا يخترعه العبد لكان جورا وظلما.
    وقد اختلف أهل السنة في تكفيرهم، والأظهر أنهم كافرون، ومذهب القاضي أبو بكر ابن الطيب تكفير من يؤول به قوله إلى الكفر لقوله عليه الصلاة والسلام: «لعنت القدرية على لسان سبعين نبيئا»، ولتكذيبهم قوله تعالى: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾[فاطر:3].
    فهذه أصناف الضلالة، فمن سلم منها فقد عرف ربّه حق معرفته، فإن من لم يشبه ذاته كما فعلت اليهود والمجسمة، ولم ينف صفاته كما فعلت الفلاسفة، ولم يشرك معه إلها آخر كما فعلت النصارى والجاهلية، ولم يضف فعلا إلى سواه كما فعلت القدرية ومن تبعهم من كثير من الجهلة فقد نوّر الله قلبه وأذهب العمى عن بصره وبصيرته ، وعلم وجوده وقدمه وانفراده بالملك وثبوت الجلال والعظمة له سبحانه، واستبداده بالخلق والأمر، ونفي النقائص عنه وأنه لا كيفية له سبحانه، وهذه نهاية المعرفة به سبحانه وتعالى.
    جعلنا الله ممن يعرف ربه، ولا سلبنا حقيقة الإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره بفضله ورحمته، وكما ذكرناه يعلم الله تعالى نفسه.
    ومن قال من الباطنية أن له كيفية لا يعلمها إلا هو فقد جهل أمر ربه، ولم يتحقق اليقين من قلبه، ولو وقع السؤال عن تلك الكيفية أهي في ذاته فيكون ذا شكل وهذا يبطل الوحدانية في حقه، وإن كانت في صفاته فإن الصفات إنما كيفيتها تجنيسها وتنويعها، والقديم ليس جنسا لشيء ولا نوعا من جنس، تبارك الله رب العالمين، والمخلوقات إنما تتكيف إذا ائتلفت وتشكلت، ولهذا الجوهر الفرد لا كيف له؛ إذ لا طول له ولا عرض ولا شكل، ومن ثبتت وحدانيته وجبت استحالة كيفيته. انتهى23.
الهوامش:
  الإحاطة في أخبار غرناطة (1/ 66) 
2 نفسه، (1/ 66)
3 انظر التكملة لكتاب الصلة، لابن الأبار، المطبعة الشرقية للأخوين فونطانا الجزائر، 1919م، (ص: 200)، ترجمة رقم: 429
  ترجمة: 429، و الوافي بالوفيات (2/ 278).
4 البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم، تحقيق محمد بن يوسف القاضي، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة الأولى 1431هـ/2010م، (ص:86)
5 سير أعلام النبلاء (23/ 315) 
6 الإحاطة في أخبار غرناطة (1/ 66)
7 نفسه، (1/66)
8 انظر الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، لابن فرحون المالكي، ترجمة رقم:17 ، (ص: 248)
9  المدرسة الشوذية في التصوف الأندلسي،أبو الفا الغنيمي التفتازاني، مجلة المعهد المصری للدراسات الاسلامیة مدرید، السنة 1985 – العدد:23 (ص:175-176)
10 الإحاطة في أخبار غرناطة (4/ 21)
11 الإحاطة في أخبار غرناطة (1/ 66) 
12 هدية العارفين (1/ 5) ولعله هو نفسه شرح الإرشاد، انظر: تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي يوسف احنانة، نشر وزارة الأوقاف المغربية،1424هـ/2003م، (ص:137)
13 التكملة لكتاب الصلة، لابن الأبار ، (ص: 200)، ترجمة رقم: 429
14 نفسه، (1/ 66)
15 الوافي بالوفيات (2/ 278) 
16 سير أعلام النبلاء (23/ 316) 
17 تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي، يوسف احنانة، (ص:138)
1 الإحاطة في أخبار غرناطة (1/ 168)
19 لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، الطبعة: الأولى، 2002م، (1/390)
20  المدرسة الشوذية في التصوف الأندلسي،أبو الفا الغنيمي التفتازاني، (ص: 176)
21 الإحاطة في أخبار غرناطة (1/ 66) الوافي بالوفيات (2/ 278) 
22 هدية العارفين (1/ 5) 
23 شرح العقيدة الوسطى، للإمام السنوسي، ص: 248، طبعة دار الكتب العلمية.

اسمه ونسبه وكنيته:1

هو إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق الأوسي المالقي، يكنى أبا إسحاق، ويعرف بابن المرأة، سكن مالقة دهراً طويلا، وكان يتجر بسوق الغزل، ثم انتقل إلى مرسية، باستدعاء المحدث أبي الفضل المرسي، والقاضي أبي بكر بن محرز… وقرأ بها علم الكلام وكانت العامة حزبه2.

شيوخه:

روى الموطأ عن أبي الحسن ابن حنين، وأبي الحسن علي ابن اسماعيل بن حرزهم3، وأخذ عن أبي عبد الله الشوذي الإشبيلي المعروف بالحلوي صاحب المدرسة الشوذية في التصوف، وذلك بتلمسان بمسجد الذي بخندق عين الكسور من المنية التي بخارج باب القرمدين، قال ابن المرأة متحدثا عن لقائه بالشيخ وقراءته عليه: “فخرجت إليه من الغذ فوجدته جالسا بالمسجد لوعدي، فسلمت عليه وجلست بين يديه، فقال: ما الذي تريد قراءته؟، فقلت: ما ألهمك الله إليه. قال: اقرأ كتاب الله العزيز أولا فهو أحق أن يفتتح به، فتعوذت بالله من الشيطان الرجيم وقرأت بسم الله الرحمن الرحيم فتكلم في فضلها عشرة أيام، ثم قرأت عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم شيئا من الأدب، قال المخبر عنه فكل ما تسمعونه من أدب مني فمنه استفدته وعنه أخذته في مدة حولين كاملين”4. 

ويعتبر أبو اسحاق ابن دهاق من أبرز تلاميذ المدرسة الشوذية في التصوف الأندلسي.

تلاميذه:

أخذ عنه جمع غفير من الطلبة وكانت العامة حزبه كما ذكرت كتب التراجم، فممن أخذ عنه:

1- الامام العلامة البارع القدوة المفسر المحدث النحوي ذو الفنون شرف الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي الفضل السلمي المرسي الأندلسي(ت.655هـ)…ارتحل إلى مالقة سنة تسعين، فقرأ على أبي إسحاق بن إبراهيم بن يوسف بن دهاق5.

2- أبو عبد الله بن أحلى، ذكره لسان الدين ابن الخطيب فيمن روى عنه6. 

3- أبو محمد عبد الرحمن بن وصلة، ذكره لسان الدين ابن الخطيب أيضا فيمن روى عنه7.

4- وروى عنه أبو محمد بن الحق بن برطلة وغيره8.

5- وأما ما ذكر من تتلمذ ابن سبعين على ابن دهاق” فالظاهر أن ابن سبعين لم يتتلمذ على ابن دهاق بالأخذ عنه مباشرة لأن ابن سبعين ولد سنة (614هـ) وكانت وفاة ابن دهاق سنة (611هـ)، ويبدوا أن ما ذكره المترجمون لابن سبعين عن أخذه عن ابن دهاق، يعني تتلمذه على كتبه، أو أخذه عن بعض تلاميذ ابن دهاق كابن أحلى، إذ يذكر الفاسي في “العقد الثمين” أن ما ظهر به ابن سبعين مأخوذ من عقيدة ابن دهاق وابن أحلى…”9.

وذكر ابن الخطيب في الإحاطة أن ابن سبعين: “…نظر في العلوم العقلية، وأخذ التحقيق عن أبي إسحاق بن دهاق، وبرع في طريقة الشّوذية”10، وهو كما ذكر أبو الوفا الغنيمي تتلمذ وتحقيق على الكتب والمشاركة في الانتماء إلى المدرسة الشوذية في التصوف وليس تتلمذا مباشرا.

مصنفاته:

ألف ابن المرأة تواليف نافعة في أبوابها، حسنة الرصف والمباني منها11:

– شرحه كتاب الإرشاد لأبي المعالي الجويني، وكان يعلقه من حفظه من غير زيادة وامتداد، في أربع مجلدات.

– شرح الأسماء الحسنى. 

– ألف جزءا في إجماع الفقهاء. 

– شرح “محاسن المجالس” لأبي العباس أحمد بن العريف. 

– نكت الإرشاد في الاعتقاد12.

وألف غير ذلك.

مكانته العلمية:

قال عنه ابن الأبار: “كان فقيها حافظا للرأي مشاورا يشارك في الأدب، وغلب عليه علم الكلام فرأس فيه واشتهر، وتجول أحيانا ودرس في غير ما بلد، وكانت العامة حزبه، ولم يزل بمرسية يناظر عليه ويتخلف إليه إلى أن توفي بها”13.

وقال عنه لسان الدين ابن الخطيب: “كان متقدماً في علم الكلام، حافظا ذاكراً للحديث والتفسير، والفقه والتاريخ، وغير ذلك. وكان الكلام أغلب عليه، فصيح اللسان والقلم، ذاكراً لكلام أهل التصوف، يطرز مجالسه بأخبارهم. وكان بحراً للجمهور بمالقة ومرسية، بارعاً في ذلك متفنناً له، متقدماً فيه، حسن الفهم لما يلقيه، له وثوب على التمثيل والتشبيه، فيما يقرب للفهم، مؤثراً للخمول، قريباً من كل أحد، حسن العشرة، مؤثراً بما لديه. وكان بمالقة يتجر بسوق الغزل”14.

وقال عنه الصفدي: “كان فقيهاً حافظاً للرأي ورأسا في علم الكلام”15.

وكتب إليه شرف الدين أبو عبد الله المرسي: 

يا أيها العلم المرفع قدره * أنت الذي فوق السماك حلوله 

أنت الصباح المستنير لمبتغغي * علم الحقائق أنت أنت دليله

 بك يا أبا إسحاق يتضح الهدى * بك تستبين فروعه وأصوله 

من يزعم التحقيق غيرك إنه * مثل المجوز ما العقول تحيله16.

ومن المعاصرين يذهب الأستاذ “يوسف احنانة” في الحديث عن شروح الإرشاد في الغرب الإسلامي وأثرها في تطور المذهب الأشعري إلى القول بأن:”نصوص ابن دهاق من شرح الإرشاد حاضرة حضورا قويا في الكتب العقدية لمفكري الغرب الإسلامي التي جاءت بعده، وتبدوا من خلالها شخصيته الثقافية الفذة، وما يزكي طرحنا هذا (وهذا اختيار ابن دهاق) و(هذا ما ذهب إليه ابن دهاق) وغيرها من العبارات التي تفيد التميز والتفرد أمام آراء الآخرين”17.

تجريح العلماء لابن المرأة:

قال ابن الخطيب في الإحاطة: قال الأستاذ أبو جعفر وقد وصمه: وكان صاحب حيل ونوادر مستظرفة، يلهي بها أصحابه، ويؤنسهم، ومتطلّعا على أشياء غريبة من الخواص وغيرها، فتن بها بعض الحلبة، واطّلع كثير ممّن شاهده على بعض ذلك، وشاهد منه بعضهم ما يمنعه الشرع من المرتكبات الشّنيعة، فنافره وباعده بعد الاختلاف إليه، منهم شيخنا القاضي العدل المسمّى الفاضل، أبو بكر بن المرابط، رحمه الله؛ أخبرني من ذلك بما شاهد مما يقبح ذكره، وتبرّأ منه من كان سعى في انتقاله إلى مرسية، والله أعلم بغيبه وضميره”18.

وقال ابن حجر في لسان الميزان في ترجمته لابن المرأة:”…ذكره أبو حيان في زنادقة أهل الأندلس”19.

فكان هذا التجريح بسبب ما صدر عن ابن المرأة مما يعده أهل الأندلس من الفقهاء من خوارم المروؤة في الدين، أو بسبب اشتغاله بعلم الكلام، وانتمائه لمدرسة أبي عبد الله الشوذي في التصوف، إذ أن: “أبرز ما يميز المدرسة الشوذية أنها كانت تمزج التصوف بالفلسفة، فكان الشوذي وابن دهاق وابن أحلى وابن سبعين، وطائفة أخرى من صوفية الأندلس في عصرهم، من القائلين بالوحدة، على اختلاف بينهم في تفاصيل هذه الوحدة، وهذا هو الذي دعا فقهاء الأندلس إلى الحملة عليهم حملة شديدة، ولم يميزوا أحيانا بينهم”20.

وفاته

توفي رحمه الله بمرسية سنة (611هـ) أحد عشر وستمائة21، كما في الإحاطة والوافي بالوفيات، وذكر في هدية العارفين أنه توفي سنة (616هـ) ست عشرة وستمائة22.

معرفة الله تعالى عند الإمام ابن دهاق المعروف بابن المرأة:

قال ابن المرأة: قال أهل التحقيق: قد كُلِّفنا بان نعرف الله سبحانه، فلو كان العلم به ممتنعا لكان تكليفا بما لا يطاق، وهو غير واقع؛ ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا ﴾ [البقرة:286] والعلم بالله سبحانه على وجهين:

    علم بوجوده سبحانه وتعالى، وذلك معلوم بضرورة العقل، فما رئي في العقلاء من قال: ليس للعالم ربٌّ يستند إليه ويصدر عنه وجود الخلق، ولكنهم اضطربوا في معلومات تستدرك بزائد على ضرورة العقل من النظر الصحيح في الأدلة القاطعة، وخرج به الغلط عن الجاهلين بالحق على ثلاثة طرق:

    ـ أحدها: في كيفية صدور الخلق عنه. فذهبت الملحدة إلى أن الخلق صدروا عنه صدور المعلول عن علته. وهذا يناقض حدوث المعلول، ويفضي إلى قدمه لقدم علته على أصلهم، أو إلى حدوث العلة بحدوث المعلول. فمن تبيّن له وجوب حدوث العالم ووجوب قدم وجوده تعالى علم بأن صدور العالم عن الله سبحانه صدور اختيار واقتدار.

    والطريقة الثانية من وجوه الغلط: هو ما تخيلوه أن موجودا لا داخل العالم ولا خارجا عنه مستحيل، فصاروا إلى القول بالتجسيم في حق الباري سبحانه وتعالى عن قول المغضوب عليهم علوا كبيرا. وربما تمسكوا بألفاظ لم يحيطوا بمعانيها في اللغة من ذكر يد أو ساق أو وجه أو عين، وتركوا العلم بحدوث العالم من جهة الاستدلال، واكتفوا بمجرّد القول بأن العالم فعل الله تعالى، ولم يتأملوا دلائل الافتقار في العالم بأسره، فورّطهم ذلك الحمل على الظاهر في الجسمية والمكان والجهة.

    ولو تأملوا دلائل الافتقار في العالم لعلموا أن المتصف بهذه الصفات هو كفرد من أفراد العالم يجب حدوثه وعجزه كسائر العالم؛ ﴿وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ ﴾[طه:127] ، فهؤلاء عرفوا الله من جهة القول، لا من جهة الدليل، وليس لهم به حقيقة العلم بما يجب ويجوز ويستحيل عليه سبحانه وتعالى؛ ﴿وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾[الأنعام:91]، أي: ما عرفوا الله حق معرفته. فما نفى عنهم المعرفة بالكلية، ولكنه قال: وما عرفوا الله حق معرفته، أي عرفوا وجوده ولم يعلموا الفرق بين وجوده ووجود الحوادث بأدلة الحدوث في خلقه.

    والطريقة الثالثة الشرك والعدد والحكم بأن الآلهة كثيرة. وهذا الشرك على أربعة أصناف:

    ـ شرك تعدد في ذات الله سبحانه. وذلك شرك النصارى في ثبوت أقانيمها وأنها ثلاثة تخلق بثلاثتها، وهي ثلاثة في واحد. نعوذ بالله من الضلالة.

    ـ والصنف الآخر من الشرك إثبات آلهة تقرّب إليه من عبدها وعظّمها. وهذا هو شرك عبدة الأوثان والملائكة.

    ـ وصنف آخر من الشرك وهو إضافة الفعل لغير الله سبحانه. وهذا الصنف على ثلاثة أنواع:

    * أحدها: إضافة الفعل إلى الأفلاك وأنها تؤثر في العالم السفلي تأثيرات في الأجسام والنبات والمركبات، وأن البعض يتولد من البعض. وهذا النوع يختص به الفيلسوفي ومن تابعه من عامتهم عمي القلوب، عموا عن كل فائدة لأنهم كفروا بالله تقليدا.

    * الثاني: [ما] أضيف من بعض الأفعال إلى بعض من أن النار تحرق والطعام يشبع والثوب يستر إلى غير ذلك من ربط المعتادات حتى ظنوها واجبة. وتلك ضلالة تبع الفيلسوفيَّ فيها كثيرٌ من عامة المسلمين، وهم فيها على اعتقادات فمن قال بطبعها تفعل فلا خلاف في كفره، ومن قال تفعل بقوة جعلها الله تعالى فيها كان مبتدعا، وقد اختلف في كفره، ومن قال أن الأكل مثلا دليل عقلي على الشبع دون أن يكون معتادا كان جاهلا بمعنى الدلالة العقلية، ومن علم أن الله سبحانه ربط بين أفعاله ببعض أفعاله، فكلما فعل الله تعالى سبحانه هذا فعل هذا الآخر باختياره جل وعز، وإذا شاء خرق هذه العادة، فهذا هو المؤمن الذي سلم من هذه الآفة بفضل الله سبحانه.

    * النوع الثالث مما أضيف الفعل [فيه] إلى غير الله تعالى ما ذهب إليه المعتزلة من أن العبد يخترع أفعال نفسه، وقالوا: لو كلفه الله تعالى بما لا يخترعه العبد لكان جورا وظلما.

    وقد اختلف أهل السنة في تكفيرهم، والأظهر أنهم كافرون، ومذهب القاضي أبو بكر ابن الطيب تكفير من يؤول به قوله إلى الكفر لقوله عليه الصلاة والسلام: «لعنت القدرية على لسان سبعين نبيئا»، ولتكذيبهم قوله تعالى: ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾[فاطر:3].

    فهذه أصناف الضلالة، فمن سلم منها فقد عرف ربّه حق معرفته، فإن من لم يشبه ذاته كما فعلت اليهود والمجسمة، ولم ينف صفاته كما فعلت الفلاسفة، ولم يشرك معه إلها آخر كما فعلت النصارى والجاهلية، ولم يضف فعلا إلى سواه كما فعلت القدرية ومن تبعهم من كثير من الجهلة فقد نوّر الله قلبه وأذهب العمى عن بصره وبصيرته ، وعلم وجوده وقدمه وانفراده بالملك وثبوت الجلال والعظمة له سبحانه، واستبداده بالخلق والأمر، ونفي النقائص عنه وأنه لا كيفية له سبحانه، وهذه نهاية المعرفة به سبحانه وتعالى.

    جعلنا الله ممن يعرف ربه، ولا سلبنا حقيقة الإيمان به وبملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره بفضله ورحمته، وكما ذكرناه يعلم الله تعالى نفسه.

    ومن قال من الباطنية أن له كيفية لا يعلمها إلا هو فقد جهل أمر ربه، ولم يتحقق اليقين من قلبه، ولو وقع السؤال عن تلك الكيفية أهي في ذاته فيكون ذا شكل وهذا يبطل الوحدانية في حقه، وإن كانت في صفاته فإن الصفات إنما كيفيتها تجنيسها وتنويعها، والقديم ليس جنسا لشيء ولا نوعا من جنس، تبارك الله رب العالمين، والمخلوقات إنما تتكيف إذا ائتلفت وتشكلت، ولهذا الجوهر الفرد لا كيف له؛ إذ لا طول له ولا عرض ولا شكل، ومن ثبتت وحدانيته وجبت استحالة كيفيته. انتهى23.

 

 

الهوامش:

 

1 الإحاطة في أخبار غرناطة (1/ 66) 

2 نفسه، (1/ 66)

3 انظر التكملة لكتاب الصلة، لابن الأبار، المطبعة الشرقية للأخوين فونطانا الجزائر، 1919م، (ص: 200)، ترجمة رقم: 429

  ترجمة: 429، و الوافي بالوفيات (2/ 278).

4 البستان في ذكر الأولياء والعلماء بتلمسان لابن مريم، تحقيق محمد بن يوسف القاضي، مكتبة الثقافة الدينية، الطبعة الأولى 1431هـ/2010م، (ص:86)

5 سير أعلام النبلاء (23/ 315) 

6 الإحاطة في أخبار غرناطة (1/ 66)

7 نفسه، (1/66)

8 انظر الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب، لابن فرحون المالكي، ترجمة رقم:17 ، (ص: 248)

9  المدرسة الشوذية في التصوف الأندلسي،أبو الفا الغنيمي التفتازاني، مجلة المعهد المصری للدراسات الاسلامیة مدرید، السنة 1985 – العدد:23 (ص:175-176)

10 الإحاطة في أخبار غرناطة (4/ 21)

11 الإحاطة في أخبار غرناطة (1/ 66) 

12 هدية العارفين (1/ 5) ولعله هو نفسه شرح الإرشاد، انظر: تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي يوسف احنانة، نشر وزارة الأوقاف المغربية،1424هـ/2003م، (ص:137)

13 التكملة لكتاب الصلة، لابن الأبار ، (ص: 200)، ترجمة رقم: 429

14 نفسه، (1/ 66)

15 الوافي بالوفيات (2/ 278) 

16 سير أعلام النبلاء (23/ 316) 

17 تطور المذهب الأشعري في الغرب الإسلامي، يوسف احنانة، (ص:138)

1 الإحاطة في أخبار غرناطة (1/ 168)

19 لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني، تحقيق: عبد الفتاح أبو غدة، دار البشائر الإسلامية، الطبعة: الأولى، 2002م، (1/390)

20  المدرسة الشوذية في التصوف الأندلسي،أبو الفا الغنيمي التفتازاني، (ص: 176)

21 الإحاطة في أخبار غرناطة (1/ 66) الوافي بالوفيات (2/ 278) 

22 هدية العارفين (1/ 5) 

23 شرح العقيدة الوسطى، للإمام السنوسي، ص: 248، طبعة دار الكتب العلمية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق