الرابطة المحمدية للعلماء

آفاق الدرس الفلسفي في ندوة علمية بالرباط

أكاديميون يناقشون عمل الجابري في إغناء ونشر الدرس الفلسفي من خلال مشروعه الفكري

أكد المشاركون في ندوة فكرية أمس الخميس بالرباط، أن المفكر الراحل محمد عابد الجابري عمل على إغناء ونشر الدرس الفلسفي، وذلك انطلاقا من المشروع الفكري الذي كان يتبناه.

وأبرز المتدخلون في الجلسة العلمية الثانية لندوة “التجربة الفكرية لمحمد عابد الجابري وآفاق الدرس الفلسفي”، التي نظمتها النقابة الوطنية للتعليم العالي بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة إهداء لروح الراحل ، أن الجابري أعطى نموذجا للأستاذ الجامعي المفكر الذي يلقي درسه الفلسفي انطلاقا من مشروعه الفكري المتمثل في نقد العقل العربي.

وأوضح الأستاذ محمد الدكالي، في مداخلة حول “الدرس الفلسفي”، أن الراحل تمكن من خلال أعماله وشخصه ودرسه الفلسفي من إحداث، بدرجات متفاوتة، الوقع الذي تتوخى الفلسفة إحداثه، والمتمثل أساسا في تحرير الفكر من طغيان العادة وزلزلة اليقينيات.

وتطرق الأستاذ عبد السلام بنعبد العالي، في مداخلة حول “سياسة التراث”، ل “مفعول تدخل الجابري”، سواء مفعوله في التراث عبر إعادة تصنيف حقول المعرفة داخل الثقافة العربية انطلاقا من الفكر الخلدوني، أو مفعوله على التراث، حيث خلص الجابري التراث من أسره وأعطى للجميع الحق في تملكه وتأويله بعد أن كان محسوبا ضمن الخفايا والذخائر النفيسة.

من جانبه، أبرز الأستاذ محمد وقيدي، في مداخلة حول “الجابري ونقد العقل العملي الإسلامي”، الحضور الخفي لفلسفة إيمانويل كانط في منهجية نقد العقل العربي الذي قام به الجابري، موضحا أن الراحل زاوج في دراسته للعقل السياسي بين مفاهيم آتية من الثقافة الغربية وأخرى من التراث.

من جهته، أشار الأستاذ نور الدين أفاية، في مداخلة حول “الفلسفة وسؤال التفكير اليوم”، إلى أن التراث الفلسفي العالمي يزخر بأفكار ومفاهيم يمكن أن تسعف في فهم وإعادة صياغة القضايا الراهنة بطرق جديدة وأن الفلسفة والديمقراطية تشتركان معا في القدرة على النقد الذاتي، وفي مستويات الكلام والمساواة والشك والتأسيس الذاتي، مبرزا أن الجابري كان يميز بين أمرين من خلال الهيمنة السائدة لثقافة الإدراك على حساب ثقافة الوعي والتفكير.

أما الأستاذ عز العرب لحكيم بناني فأكد أن الجابري ركز على أطروحة وجود قطيعة إبستيمولوجية بين الفلسفة المشرقية والفلسفة الأندلسية المغربية التي عرفت تطورا للعقل البرهاني، المؤسس للعقلانية الغربية، تم إقباره بفعل التوظيف السياسي للمعرفة آنذاك، مشيرا إلى أن الجابري كان حريصا في مشروعه الفلسفي على إصلاح العقل البياني العربي عبر إعادة بناء ماضيه من خلال المستقبل.

من جهته، تناول الأستاذ محمد قشيقش إسهامات الجابري في قراءة وفهم فلسفة الفارابي من خلال تحديد هوية “منزلة كتاب التنبيه على سبيل السعادة” ما إن كان كتابا في المنطق، أم نصا في الأخلاق الإسلامية والفلسفة السياسية.

يذكر أن السيد حفيظ بوطالب رئيس جامعة محمد الخامس قد أعلن في الجلسة الافتتاحية لهذه الندوة عن إطلاق اسم محمد عابد الجابري على إحدى قاعات كلية الآداب، مشيرا إلى أن خزانة جامعة محمد الخامس ستحمل بدورها اسم المفكر المغربي وذلك بعد مصادقة مجلس الجامعة على هذا القرار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق