الرابطة المحمدية للعلماء

آفاق البحث العلمي والتجمع التكنولوجي في الدول العربية

دعوة إلى ربط البحث العلمي بالتنمية الاقتصادية وجعله من المحاور الأساسية للمجتمع

اختتمت بفاس أشغال التجمع العلمي الخامس الذي نظمته المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، في الفترة ما بين 25 ـ 30 أكتوبر 2008، تحت عنوان: “آفاق البحث العلمي والتجمع التكنولوجي في الدول العربية”، والذي عقد تحت شعار “الإبداع العلمي والتنمية الحضارية”، بمناسبة مشاركة المملكة المغربية احتفالاتها الخاصة بمرور 12 مئوية على تأسيس مدينة فاس العاصمة العلمية والروحية والثقافية للمملكة، وتأسيس جامع القرويين الذي لعب دورا في التواصل الحضاري بين الأمم، حيث انتقلت منه الأرقام العربية إلى أوربا.

في هذا السياق، قال الدكتور عبد الله عبد العزيز النجار رئيس التجمع العلمي الخامس، ورئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا ـ حسب ما نقله عالم برس ـ: أتوجه بكل الشكر والتقدير إلى جلالة الملك محمد السادس، حفظه الله، ملك المملكة المغربية، على الرعاية السامية التي أولاها لتجمعنا العلمي هذا. كما أشكر كل الجهات الداعمة والممولة لهذا الحدث العالمي، وكذلك السلطات المغربية الوطنية والجهوية في فاس على التسهيلات التي قدموها لنا. ولا يفوتني أن أشكركم، وسائل الإعلام، على دوركم المهم والحيوي، في تغطية فعاليات هذا الحدث العالمي، ومساعدتنا لزيادة الوعي العربي بأهمية العلوم والتكنولوجيا لخدمة التنمية المستدامة في مجتمعنا العربي.

وأشار النجار إلى أن هذا التجمع الخامس ولأول مرة يضم 18 حدثا علميا، منها 16 مؤتمرا، شارك في جلساتها أكثر من 1300 عالم وباحث عربي وأجنبي من داخل وخارج الوطن العربي، قدموا أكثر من 1000 ورقة علمية، ونظموا 20 ورشة عمل تدريبية. وتم تلقي 1650 ورقة علمية، و1900 طلب مشاركة، تمكن 1300 عالم وباحث من الحضور. مؤكدا أن المؤسسة تعمل على الإعلان عن مشروعات قابلة للتطبيق على أرض الواقع، وليس مجرد توصيات نخرج بها. وقال رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا إن أو هذه المشروعات هو إطلاق أول وكالة أخبار علمية عربية على الإنترنتwww.arabsn.net ، تهدف إلى زيادة الوعي بأهمية دور العلوم والتكنولوجيا في تلبية الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية. ومن خلال التركيز على علمائنا وباحثينا داخل الدول العربية وخارجها. سنبني جسور التواصل والثقة المتبادلة مع كل من صانعي القرار والمستثمرين والرأي العام، لأن المجتمع والاقتصاد لن يتقدما كثيرا دون الاستفادة من خبرات ومهارات علمائنا. والمشروع الثاني خاص بـ نقل التكنولوجيا من المؤسسات الأكاديمية العربية إلى القطاعات الصناعية والاستثمارية. موضحا أن: المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا تقوم بتنفيذ مشروع طموح وواقعي بشأن رصد براءات الاختراع حبيسة الأدراج في المؤسسات الأكاديمية العربية، وإعادة تقييمها من خلال فريق من الخبراء العرب والغربيين، لتسويق البراءات القابلة للتوظيف الاستثماري والصناعي، من خلال توفير التمويل اللازم والتواصل مع الشركات الراغبة في الاستثمار في هذه البراءات. وهدفنا الأساسي هنا، الاستثمار في براءات اختراع تعمل على زيادة القدرة التنافسية للاقتصاديات العربية، وتوفير منتجات بأسعار أقل وجودة أعلى، وهو الأمر الذي سيساهم في جذب المزيد من الاستثمارات للمنطقة العربية.

وأضاف النجار أن المشروع الثالث الذي نعلن عنه في التجمع العلمي الخامس الذي تحتضنه مدينة فاس العريقة، فهو مشروع الوقف العلمي والتكنولوجي، الذي يسعى نحو تأسيس وقف مالي يستخدم لأغراض تحقيق تقدم علمي وتكنولوجي، ويعمل على دعم المشاريع والصناعات، التي تؤدي إلى تنمية اجتماعية واقتصادية للمجتمع. ويهدف المشروع إلى دعم برامج ومشاريع المؤسسة التنموية، ودعم بحوث تطوير منتجات صناعية، ودعم المشاريع العلمية ذات الجدوى الاقتصادية، وتمويل المشاريع الصناعية ذات الجدوى الاقتصادية والمتعثرة بسبب قلة التمويل، وذلك من أجل دفع عجلة التنمية الشاملة في الدول الإسلامية العربية. وهنا ندعو الجهات والشخصيات العربية والإسلامية المشاركة في دعم هذا الوقف العلمي، للارتقاء بمجتمعنا العربي الذي هو قلب الأمة الإسلامية، لمواكبة حركة التطوير الكبيرة التي تشهدها مجتمعات المعرفة في الدول الغربية. هذا وقد حصلت المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا على عدد من الفتاوى الشرعية من شخصيات دينية معروفة، تجيز التبرع بالأموال لهذا الوقف العلمي والتكنولوجي وكذلك المؤسسة، من أموال الصدقات والزكاة، لخدمة التنمية في مجتمعاتنا، حيث يتم تحويل نتاج البحث العلمي الى أعمال ذات عائد اقتصادي لأبناء الوطن وتخلق فرص عمل لهم.

وأوضح رئيس المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا أن تنظيم التجمع العلمي السادس سيتم في أبريل 2010، حيث تخطط من الآن المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا للتجمع العلمي السادس، والذي يحظى برعاية وأهمية متميزة، نظرا لكونه سيعقد –إن شاء الله تعالى- مواكبنا لاحتفالات المؤسسة بمرور 10 سنوات على تأسيسها، حيث ظهرت المؤسسة للنور في أبريل 2000، في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة.

في جانب أخر، قال الدكتور فخري الدين كرالي، أستاذ علوم الكمبيوتر بجامعة واترلو بكندا ورئيس اللجنة العلمية لتجمع مؤتمرات فاس، إن هناك عدد من التوصيات التي توصلت إليها المؤتمرات المتخصصة تمثلت في: تأكيد ضرورة التعامل مع الباحثين والعلماء ليقدموا بحوثا تلبي احتياجات واقتصاديات المجتمعات العربية، وتكثيف البحوث التعاونية خاصة وأن هناك العديد من العلماء تشابهت نتائج أبحاثهم من داخل وخارج الوطن العربي، وتنسيق الجهود المبذولة في برامج البحوث الجديدة في مجالات منها النانوتكنولوجي، وربط البحث العلمي بالتنمية الاقتصادية وجعله من المحاور الأساسية للمجتمع، وزيادة عدد الشبكات العلمية المتخصصة وتحفيز العلماء علي التواصل فيما بينهم ومع المجتمع، في ظل الحاجة الماسة لمراجعة رسالة الإعلام العربي ليشمل جعل العلوم والتكنولوجيا ضمن الاهتمامات الأساسية للمواطن العربي، مع انتشار الحضانات والواحات التكنولوجية بسبب الحاجة إليها، ومن ثم فهناك حاجة لتشكيل شبكة افتراضية تربط هذه الحاضنات ببعضها وتقدم الدعم التخصصي والتسويقي.

وأكد الدكتور فخري الدين كراي أن هناك خطة مشتركة بين الإعلاميين والمؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، خاصة وأن المؤسسة ترعي رابطة الإعلاميين العلميين العرب، كما أنها أطلقت من فاس أول وكالة أخبار علمية على الإنترنت. وتم الاتفاق مع العديد من رؤساء المؤتمرات المتخصصة في التجمع العلمي الخامس، التحضير والإعداد للتجمع العلمي السادس الذي سيعقد في أبريل 2010، وستكون مناسبة متميزة لأنه سيواطب الاحتفال بمرور 10 سنوات على تأسيس المؤسسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق