مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكشذور

نص اليوسي في الفهرسة :

 

[رابعا: علم أصول الدين] 

 

وإن كان نظرا في استنباط الأحكام الأصلية الاعتقادية منه فذلك علم أصول الدين، وهو علم التوحيد وعلم الكلام ففي كتاب الله تعالى بحمد الله، ما يُحتاج إليه من إثبات العقائد وسائر السمعيات، والاستدلال على ذلك والردّ على الخصوم، ما يكفي ويُغني عن نقل العلم الإلهي من الفلسفة إلى الملّة.

وذلك أن حاصل هذا العلم ثلاثة أنواع: إلهيات، ونبويات، وسمعيات، وهي كلها مذكورة في القرآن بأبلغ وجهٍ، مع ما يحتاج إليه الأول من الأدلة، كحدوث العالم المُشار إليه بخلق السماوات والأرض، وخلْق النفوس، وغير ذلك، وهو مبسوط في مواضع كثيرة منه.

وما يحتاج إليه الثاني من ذكر أدلة النبوءة، كانشقاق القمر والتحدّي بالقرآن وغير ذلك وهو كثير.

وأما القسم الثالث فيكفي فيه الإخبار وهو مذكور، وما أنكرته الخصوم من ذلك إمكانا أو وجودا كالمعاد استدلّ عليه كقوله تعالى: “كما بدأنا أوّل خلق نُعيده”، وقوله تعالى: “قل يُحييها الذي أنشأها أول مرة”، إلى آخرها.

فكتاب الله جلّ جلاله هو الشِّفاءُ من كل سقام والنجاة من كل هلاك، والهُدى من كل ضلال، نسأل الله تعالى أن يرزقنا فهمه والتمسك به حتى نلقاه إنه أرحم الراحمين.

 


[i]  ـ فهرسة اليوسي، للإمام أبي المواهب الحسن بن مسعود اليوسي (ت1102هـ)، تقديم وتحقيق: حميد حماني اليوسي، 2004، صفحات: 68ـ69ـ70ـ71ـ72ـ73.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق