الرابطة المحمدية للعلماء

نحو امتلاك آليات أفعل لفهم مجتمعاتنا

د. محسن الأحمادي: الدولة المغربية تحاول إصلاح الوضعية المتأزمة لعلم الاجتماع وتشجيع مراكز البحث العلمي للاستفادة منها

أكد د. محسن الأحمادي، أستاذ علم الاجتماع السياسي بكلية الحقوق بجامعة القاضي عياض بمراكش، في حوار مباشر أجراه معه موقع الرابطة المحمدية مساء الخميس 05 فبراير 2009، أن الدولة المغربية تحاول في الفترة الراهنة إصلاح قدر المستطاع الوضعية المتأزمة لعلم الاجتماع، وذلك برفع الحجر عن شعب الفلسفة وعلم الاجتماع، وبتشجيع مراكز البحث العلمي على غرار ما هو موجود في الدول الغربية الديمقراطية.

وبالرغم من هذه المحاولات ـ يضيف ضيف الحوار ـ التي تهدف إلى تمكين صناع القرار من الاستنارة بنتائج البحوث الميدانية، فإن الهوة ما زالت شاسعة بين الواقع الراهن لعلم الاجتماع ومراكز القرار السياسي.
وحول الأسباب التي أدت إلى انحسار العلوم الاجتماعية في المغرب في القرن الماضي، يرى د. محسن الأحمادي، أن الحركة الوطنية، التي أخذت على عاتقها تحرير المغرب من السيطرة الاستعمارية، لم تستطع التمييز بين التوظيف الإيديولوجي لعلم الاجتماع وبعده المعرفي، مما أدى فيما بعد إلى محاربة هذا العلم الناشئ، وتهميشه كمنظومة نظرية توفر مجموعة من الآليات الفكرية لفهم أعمق لطبيعة المجتمع المغربي.

وإذا كان موضوع تطور العلوم الاجتماعية بالمغرب له علاقة كبيرة بالإصلاح التعليمي بالمغرب، فإن ضيف الحوار الحي يؤكد على “أهمية إصلاح المؤسسات التربوية والتعليمية ابتداء من دور الحضانة وانتهاء بالمؤسسات الجامعية من أجل ترويج القيم العلمية، التي تشجع على الخلق والابتكار وعلى بزوغ الوعي الفردي والجماعي التحرري، كما تساعد على تشجيع ملكة الفهم والنقد المتحرر من كل أشكال الدوغمائيات”.

وحسب د. محسن الأحمادي، وهو أيضا أستاذ زائر بجامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، فإن العوامل التي قد تساعد على النهوض بالنظام التعليمي تكمن في ضرورة إعادة النظر في الأسس الإبسيتيمية للعملية التربوية والتعليمية في المغرب الراهن، والخروج من ثقافة الحفظ والاستذكار عن ظهر قلب عبر تشجيع نمط تعلمي جديد يرتكز على العقل، والفهم، والتحليل، ومساءلة اليقينيات.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق