مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

مَعاني الأدَوات في سورَة المطفّفين : اسْتِقْراء ودِراسَة

 

الأنموذج السابع من الأدوات في السورة ” إِنَّ” وهذا بيانها:
1 – قال تعالى : ” إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ …” إن حرف توكيد ونصب ،  ولقد أكد الله سبحانه وتعالى ، أن كتاب أعمال الأشقياء الفجار وصحائف أعمالهم ، لفي مكان ضيق في أسفل السافلين.
2- قال تعالى : ” ..إِنَّهُمْ عَن رَّ بِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمـَحْجُوبُونَ ” إن حرف توكيد ونصب, ومعنى : ” كلا إنهم ” أي تأكيدا وحقا وصدقا ( إنهم ) يعني الكفار، هم في الآخرة محجوبون عن رؤية المولى جل وعلى فلا يرونه، قال الإمام الشافعي : وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يوم القيامة.
3- قال تعالى: ” إِنَّهُمْ لَصَالُواْ الْجَحِيمِ ” : إن حرف توكيد ونصب, ولقد أكدت الآية إنهم بعد كونهم محجوبين عن ربهم لداخلون النار.
4- قال تعالى: ” إِنَّ كِتَابَ الاَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ” أي حقا وصدقا وتأكيدا ( إن كتاب الأبرار):  أي ما كتب من أعمالهم،  والأبرار: هم المطيعون الذين لا يطففون ، ويؤمنون بالبعث، لأنه ذكر في مقابلة الفجار. ( لفي عليين) أي: في مكان عال مشرف في أعلى الجنة، ولفظ ( عليين) للمبالغة ، وهو مشتق من العلو؛ لأنه سبب في ارتفاع الدرجات في الجنة.
5- قال تعالى: ” إِنَّ الاَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ” إن حرف توكيد ونصب, والمعنى : إن المطيعين لله في الجنات الوارفة، والظلال الممتدة ، يتنعمون في نعيم مقيم، وفضل عميم.
 6- قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا…” إن في الآية حرف توكيد ونصب ، والمعنى : إن المجرمين الذين من طبيعتهم الإجرام وارتكاب الآثام، كانوا في الدنيا يضحكون من المؤمنين استهزاء بهم، والمراد بهم في الآية رؤساء قريش من أهل الشرك.
7- قال تعالى : ” إِنَّ هَؤُلاَءِ لَضَالُّونَ…” إن هنا في الآية حرف توكيد ونصب ، والمعنى : أي وإذا رأى الكفار المؤمنين قالوا : في زعمهم وتأكيدهم : إن هؤلاء لضالون، لإيمانهم بمحمد، وتركهم شهوات الحياة واللذات، لما يرجونه في الآخرة من الكرامات، فقد تركوا الحقيقة بالخيال، وهذا هو عين الضلال… فرد الله عليهم.
الأنموذج الثامن من الأدوات في سورة المطففين ” ما” وهذا بيانها مفصلة:  
1 -2 – قال تعالى : ” وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ” ما في الآية في كِلاَ الموضعين للاستفهام في محل رفع مبتدأ، والاستفهام هنا : للتعظيم والتهويل ، أي هل تعلم ماهو سجين؟ قال الإمام ابن عطية الأندلسي -صاحب كتاب المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز- في الآية ” ويحتمل أن يكون تقرير استفهام ، أي هذا مما لم يكن يعرفه الوحي”.
3 – قال تعالى: ” وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ” : ما في الآية حرف نفي،   ومعنى الآية:  (ما) أي والحال أنه ما ( يكذب) أي: يوقع التكذيب به فهو جاهل بحكمة الله في خلق الله وتكليفهم؛ إذ الحكمة من خلق الناس تقتضي تحسين أعمالهم وحفظ نظامهم : فلذلك جاءتهم الشرائع آمرة بالصلاح ، وناهية عن الفساد .ورتب لهم الجزاء على أعمالهم الصالحة بالثواب والكرامة، وعلى أعمالهم السيئة بالعذاب والإهانة.
وقيل في معنى الآية أيضا : أي وما يكذب بيوم الحساب والجزاء إلا كل متجاوز الحد في الكفر والضلال ، مبالغ في العصيان والطغيان كثير الآثام.
4-5 – قال تعالى: ” وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ” “ما” في الآية في كلا الموضعين للاستفهام، في محل رفع مبتدأ .ومعنى الآية : أي ما أعلمك يا محمد أي شيء عليون؟ على جهة التفخيم والتعظيم له في المنزلة الرفيعة.
6 – قال تعالى: ” وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ” ما هنا في الآية حرف نفي مبني على السكون.والمعنى أي : وما أرسل الكفار حافظين على المؤمنين يحفظون أعمالهم ويشهدون برشدهم أو ضلالهم ، وفيه تهكم وسخرية بالكفار كأنه يقول: أنا ما أرسلتهم رقباء، ولا وكلتهم بحفظ أعمال عبادي المؤمنين ، حتى يرشدوهم إلى مصالحهم، فَلِمَ يَشْغَلون أنفسَهُم فيما لا يعنيهم؟.
الأنموذج التاسع من الأدوات في السورة ” الْبَاء ” وهذا بيانها بالتفصيل:
1 – قال تعالى: ” بِيَوْمِ الدِّينِ…” الباء ” هنا في الآية: حرف جر, ومعناها: الإلصاق ، والمعنى : أي يكذبون، من كفار قريش بيوم الحساب والجزاء،  والمراد به الوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وأبو جهل ونظراؤهم.
2 – قال تعالى : ” بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ” الباء في ” به” حرف جر مبني على الكسر ، وتفيد الإلصاق .والمعنى: وما يكذب بذلك اليوم إلا كل فاجر، مجاوز للحد، معتد على الخلق في معاملته إياهم، وعلى نفسه، وهو أثيم في ترك أمر الله، وقيل هذا في الوليد بن المغيرة؛ لقوله تعالى : ( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين).
3 – قال تعالى : ” بِهِ تُكَذِّبُونَ…” الباء هنا أيضا: مفيدة للإلصاق، ومعنى الآية : ثم تقول لهم خزنة جهنم : هذا العذاب الذي كنتم تكذبون به رسل الله في الدنيا.
4-  قال تعالى : ” يَشْرَبُ بِهَا الْمـُقَرَّ بُونَ ” الباء في ” بها ” حرف جرومعناها : التبعيض، والمعنى : قال ابن كثير: ( أي يشرب بها المقربون صرفا، وتمزج لأصحاب اليمين مزجا، وقال الألوسي في روح المعاني: والباء : إما زائدة – صلة تأدبا- أي يشربها، أو بمعنى من،  أي: يشرب منها، وقال ابن قتيبة، في تأويل مشكل القرآن: تقول العرب: شربت بماء كذا وكذا، أي من ماء كذا.. ويكون المعنى: يشرب منها، ص: 513. 
5 – قال تعالى: ” بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ..” الباء هنا جر مبني على الكسر، ومعناها الاستعلاء؛ كما قال الإمام ابن هشام في مغنى اللبيب، في مسرد الأدوات؛ في مورد حرف الباء المفردة، ص: 142 والـمعنى : وإذا مر هؤلاء المؤمنون بالكفار ، غمز بعضهم بعضا بأعينهم سخرية واستعلاء، واستهزاء بهم، أي محتقرين لهم، وقال السيوطي في الإتقان: إن الباء هنا للإلصاق المجازي، ومعنى ( إذا مروا بهم ): أي بمكان يقربون منه.
الأنموذج العاشر من الأدوات في السورة ” إِلاَّ ” وهذا بيانها: 
1 – قال تعالى: ” إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ” : إلا هنا حرف يدل على الحصر، ومعنى الآية ( إلا كل معتد): أي مجاوز للحد ( أثيم) أي : مكتسب للإثم، قال ابن كثير: أي معتد في أفعاله من تعاطي الحرام والمجاوزة في تناول المباح، والأثيم في أقواله إن حدث كذب، وإن وعد أخلف، وإن خاصم فجر.
الأنموذج الحادي عشر من الأدوات في السورة ”  في ” وهذا بيانها:
1- قال تعالى: ” لَفِي سِجِّينٍ” في هنا في الآية معناها ظرفية مجازية، وهي حرف جر، ومعنى ( لفي سجين): لفي حبس وضيق شديد، فِعِّيل من السجن، أي أن كتب أعمال الفجارمودعة في مكان اسمه سجين، جعل ذلك دليلا على خساسة منزلتهم، أو لأنه يحل من الإعراض عنه، و الإبعاد له محل الزجر والهوان.
2-  قال تعالى: ” لَفِي عِلِّيِّينَ ” في حرف جر وهي هنا ظرفية مجازية، ومعنى ( لفي عليين) معناه علو مضاعف، كأنه لا غاية له،  وهو للمبالغة، مشتق من العلوّ؛  لأنه سبب في ارتفاع الدرجات في الجنة، أو لأنه في مكان علي رفيع تحت العرش.
3- قال تعالى: ” لَفِي نَعِيمٍ” في حرف جر، وهي هنا أيضا ظرفية مجازية،  والمعنى : إن المطيعين لله في الجنات يتنعمون.
4 – قال تعالى: ” فِي وُجُوهِهِمْ ” في هنا في الآية بمعنى “على” : وهي حرف جر ومعنى الآية:  إذا رأيت هؤلاء الأبرار تعرف أنهم أهل نعمة، لما ترى على وجوههم من النور، والبياض والحسن، ومن بهجة السرور ورونقه.
5- قال تعالى: ” وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ” : في حرف جر، وهي هنا ظرفية مجازية؛ قال الإمام الطاهرابن عاشور: واعلم أن نظم التركيب في هذه الجملة دقيق يحتاج إلى بيان، وذلك أن نجعل الواو اعتراضية، فقوله ( وفي ذلك ) هو مبدأ الجملة. وتقديم المجرور لإفادة الحصر، أي وفي ذلك الرحيق فليتنافس الناس لا في رحيق الدنيا الذي يتنافس فيه أهل البذخ، ويجلبونه من أقاصي البلاد، وينفقون فيه الأموال. ولما كانت الواو اعتراضية لم يكن إشكال في وقوع الجواب بعدها. والفاء إما أن تكون فصيحة، والتقدير: إذا علمتم الأوصاف لهذا الرحيق، فليتنافس فيه المتنا فسون، أو التقدير: وفي ذلك فلتتنافسوا فليتنافس فيه المتنا فسون، فتكون الجملة في قوة التذييل؛ لأن المقدر هو تنافس المخاطبين، والمصرح به تنا فس جميع المتنا فسين، فهو تعميم بعد تخصيص.. ” التحرير والتنوير، ص: 209- 207،  وقال الإمام القرطبي: وقيل الفاء بمعنى “إلى” والمعنى : وفي الذي وصفناه من أمر الجنة، فليتبادر المتبادرون في العمل،  وليتسابق المتسابقون إلى طاعة الله. 

الأنموذج السابع من الأدوات في السورة ” إِنَّ” وهذا بيانها:

1 – قال تعالى : ” إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ …” إن حرف توكيد ونصب ،  ولقد أكد الله سبحانه وتعالى ، أن كتاب أعمال الأشقياء الفجار وصحائف أعمالهم ، لفي مكان ضيق في أسفل السافلين.

2- قال تعالى : ” ..إِنَّهُمْ عَن رَّ بِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمـَحْجُوبُونَ ” إن حرف توكيد ونصب, ومعنى : ” كلا إنهم ” أي تأكيدا وحقا وصدقا ( إنهم ) يعني الكفار، هم في الآخرة محجوبون عن رؤية المولى جل وعلى فلا يرونه، قال الإمام الشافعي : وفي هذه الآية دليل على أن المؤمنين يرونه عز وجل يوم القيامة.

3- قال تعالى: ” إِنَّهُمْ لَصَالُواْ الْجَحِيمِ ” : إن حرف توكيد ونصب, ولقد أكدت الآية إنهم بعد كونهم محجوبين عن ربهم لداخلون النار.

4- قال تعالى: ” إِنَّ كِتَابَ الاَبْرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ ” أي حقا وصدقا وتأكيدا ( إن كتاب الأبرار):  أي ما كتب من أعمالهم،  والأبرار: هم المطيعون الذين لا يطففون ، ويؤمنون بالبعث، لأنه ذكر في مقابلة الفجار. ( لفي عليين) أي: في مكان عال مشرف في أعلى الجنة، ولفظ ( عليين) للمبالغة ، وهو مشتق من العلو؛ لأنه سبب في ارتفاع الدرجات في الجنة.

5- قال تعالى: ” إِنَّ الاَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ” إن حرف توكيد ونصب, والمعنى : إن المطيعين لله في الجنات الوارفة، والظلال الممتدة ، يتنعمون في نعيم مقيم، وفضل عميم. 

6- قال تعالى: ” إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا…” إن في الآية حرف توكيد ونصب ، والمعنى : إن المجرمين الذين من طبيعتهم الإجرام وارتكاب الآثام، كانوا في الدنيا يضحكون من المؤمنين استهزاء بهم، والمراد بهم في الآية رؤساء قريش من أهل الشرك.

7- قال تعالى : ” إِنَّ هَؤُلاَءِ لَضَالُّونَ…” إن هنا في الآية حرف توكيد ونصب ، والمعنى : أي وإذا رأى الكفار المؤمنين قالوا : في زعمهم وتأكيدهم : إن هؤلاء لضالون، لإيمانهم بمحمد، وتركهم شهوات الحياة واللذات، لما يرجونه في الآخرة من الكرامات، فقد تركوا الحقيقة بالخيال، وهذا هو عين الضلال… فرد الله عليهم.

الأنموذج الثامن من الأدوات في سورة المطففين ” ما” وهذا بيانها مفصلة:  

1 -2 – قال تعالى : ” وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ” ما في الآية في كِلاَ الموضعين للاستفهام في محل رفع مبتدأ، والاستفهام هنا : للتعظيم والتهويل ، أي هل تعلم ماهو سجين؟ قال الإمام ابن عطية الأندلسي -صاحب كتاب المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز- في الآية ” ويحتمل أن يكون تقرير استفهام ، أي هذا مما لم يكن يعرفه الوحي”.

3 – قال تعالى: ” وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ” : ما في الآية حرف نفي،   ومعنى الآية:  (ما) أي والحال أنه ما ( يكذب) أي: يوقع التكذيب به فهو جاهل بحكمة الله في خلق الله وتكليفهم؛ إذ الحكمة من خلق الناس تقتضي تحسين أعمالهم وحفظ نظامهم : فلذلك جاءتهم الشرائع آمرة بالصلاح ، وناهية عن الفساد .ورتب لهم الجزاء على أعمالهم الصالحة بالثواب والكرامة، وعلى أعمالهم السيئة بالعذاب والإهانة.وقيل في معنى الآية أيضا : أي وما يكذب بيوم الحساب والجزاء إلا كل متجاوز الحد في الكفر والضلال ، مبالغ في العصيان والطغيان كثير الآثام.

4-5 – قال تعالى: ” وَمَا أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ” “ما” في الآية في كلا الموضعين للاستفهام، في محل رفع مبتدأ .ومعنى الآية : أي ما أعلمك يا محمد أي شيء عليون؟ على جهة التفخيم والتعظيم له في المنزلة الرفيعة.

6 – قال تعالى: ” وَمَا أُرْسِلُوا عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ ” ما هنا في الآية حرف نفي مبني على السكون.والمعنى أي : وما أرسل الكفار حافظين على المؤمنين يحفظون أعمالهم ويشهدون برشدهم أو ضلالهم ، وفيه تهكم وسخرية بالكفار كأنه يقول: أنا ما أرسلتهم رقباء، ولا وكلتهم بحفظ أعمال عبادي المؤمنين ، حتى يرشدوهم إلى مصالحهم، فَلِمَ يَشْغَلون أنفسَهُم فيما لا يعنيهم؟.

الأنموذج التاسع من الأدوات في السورة ” الْبَاء ” وهذا بيانها بالتفصيل:

1 – قال تعالى: ” بِيَوْمِ الدِّينِ…” الباء ” هنا في الآية: حرف جر, ومعناها: الإلصاق ، والمعنى : أي يكذبون، من كفار قريش بيوم الحساب والجزاء،  والمراد به الوليد بن المغيرة والنضر بن الحارث وأبو جهل ونظراؤهم.

2 – قال تعالى : ” بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ” الباء في ” به” حرف جر مبني على الكسر ، وتفيد الإلصاق .والمعنى: وما يكذب بذلك اليوم إلا كل فاجر، مجاوز للحد، معتد على الخلق في معاملته إياهم، وعلى نفسه، وهو أثيم في ترك أمر الله، وقيل هذا في الوليد بن المغيرة؛ لقوله تعالى : ( إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين).

3 – قال تعالى : ” بِهِ تُكَذِّبُونَ…” الباء هنا أيضا: مفيدة للإلصاق، ومعنى الآية : ثم تقول لهم خزنة جهنم : هذا العذاب الذي كنتم تكذبون به رسل الله في الدنيا.

4-  قال تعالى : ” يَشْرَبُ بِهَا الْمـُقَرَّ بُونَ ” الباء في ” بها ” حرف جرومعناها : التبعيض، والمعنى : قال ابن كثير: ( أي يشرب بها المقربون صرفا، وتمزج لأصحاب اليمين مزجا، وقال الألوسي في روح المعاني: والباء : إما زائدة – صلة تأدبا- أي يشربها، أو بمعنى من،  أي: يشرب منها، وقال ابن قتيبة، في تأويل مشكل القرآن: تقول العرب: شربت بماء كذا وكذا، أي من ماء كذا.. ويكون المعنى: يشرب منها، ص: 513. 

5 – قال تعالى: ” بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ..” الباء هنا جر مبني على الكسر، ومعناها الاستعلاء؛ كما قال الإمام ابن هشام في مغنى اللبيب، في مسرد الأدوات؛ في مورد حرف الباء المفردة، ص: 142 والـمعنى : وإذا مر هؤلاء المؤمنون بالكفار ، غمز بعضهم بعضا بأعينهم سخرية واستعلاء، واستهزاء بهم، أي محتقرين لهم، وقال السيوطي في الإتقان: إن الباء هنا للإلصاق المجازي، ومعنى ( إذا مروا بهم ): أي بمكان يقربون منه.

الأنموذج العاشر من الأدوات في السورة ” إِلاَّ ” وهذا بيانها: 

1 – قال تعالى: ” إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ” : إلا هنا حرف يدل على الحصر، ومعنى الآية ( إلا كل معتد): أي مجاوز للحد ( أثيم) أي : مكتسب للإثم، قال ابن كثير: أي معتد في أفعاله من تعاطي الحرام والمجاوزة في تناول المباح، والأثيم في أقواله إن حدث كذب، وإن وعد أخلف، وإن خاصم فجر.

الأنموذج الحادي عشر من الأدوات في السورة ”  في ” وهذا بيانها:

1- قال تعالى: ” لَفِي سِجِّينٍ” في هنا في الآية معناها ظرفية مجازية، وهي حرف جر، ومعنى ( لفي سجين): لفي حبس وضيق شديد، فِعِّيل من السجن، أي أن كتب أعمال الفجارمودعة في مكان اسمه سجين، جعل ذلك دليلا على خساسة منزلتهم، أو لأنه يحل من الإعراض عنه، و الإبعاد له محل الزجر والهوان.

2-  قال تعالى: ” لَفِي عِلِّيِّينَ ” في حرف جر وهي هنا ظرفية مجازية، ومعنى ( لفي عليين) معناه علو مضاعف، كأنه لا غاية له،  وهو للمبالغة، مشتق من العلوّ؛  لأنه سبب في ارتفاع الدرجات في الجنة، أو لأنه في مكان علي رفيع تحت العرش.

3- قال تعالى: ” لَفِي نَعِيمٍ” في حرف جر، وهي هنا أيضا ظرفية مجازية،  والمعنى : إن المطيعين لله في الجنات يتنعمون.

4 – قال تعالى: ” فِي وُجُوهِهِمْ ” في هنا في الآية بمعنى “على” : وهي حرف جر ومعنى الآية:  إذا رأيت هؤلاء الأبرار تعرف أنهم أهل نعمة، لما ترى على وجوههم من النور، والبياض والحسن، ومن بهجة السرور ورونقه.

5- قال تعالى: ” وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ” : في حرف جر، وهي هنا ظرفية مجازية؛ قال الإمام الطاهرابن عاشور: واعلم أن نظم التركيب في هذه الجملة دقيق يحتاج إلى بيان، وذلك أن نجعل الواو اعتراضية، فقوله ( وفي ذلك ) هو مبدأ الجملة. وتقديم المجرور لإفادة الحصر، أي وفي ذلك الرحيق فليتنافس الناس لا في رحيق الدنيا الذي يتنافس فيه أهل البذخ، ويجلبونه من أقاصي البلاد، وينفقون فيه الأموال. ولما كانت الواو اعتراضية لم يكن إشكال في وقوع الجواب بعدها. والفاء إما أن تكون فصيحة، والتقدير: إذا علمتم الأوصاف لهذا الرحيق، فليتنافس فيه المتنا فسون، أو التقدير: وفي ذلك فلتتنافسوا فليتنافس فيه المتنا فسون، فتكون الجملة في قوة التذييل؛ لأن المقدر هو تنافس المخاطبين، والمصرح به تنا فس جميع المتنا فسين، فهو تعميم بعد تخصيص.. ” التحرير والتنوير، ص: 209- 207،  وقال الإمام القرطبي: وقيل الفاء بمعنى “إلى” والمعنى : وفي الذي وصفناه من أمر الجنة، فليتبادر المتبادرون في العمل،  وليتسابق المتسابقون إلى طاعة الله. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق