مركز علم وعمران للدراسات والأبحاث وإحياء التراث الصحراويغير مصنف

منتزه أخنيفيس

يقع «منتزه أخنيفيس» على الساحل المحيطي ما بين مدينتي «طانطان» و«طرفاية»، وهو تابع لجماعة «أخفنير» التابعة لإقليم «طرفاية» «جهة العيون ـ بوجدور ـ الساقية الحمراء»، ويغطي مساحة قدرها 185000هكتار.

وفي سنة 1980م تم تصنيفه ضمن الاتفاقية الدولية للمناطق الرطبة المعروفة باتفاقية رامسار، كما صنف سنة 2006م من المنتزهات الوطنية ذات فائدة بيولوجية وإيكولوجية.

ويعتبر «منتزه أخنيفيس» منطقة محمية فريدة من نوعها في العالم؛ لأنه يجمع بين ثلاثة أنظمة إيكولوجية رئيسية في فضاء واحد:

ـ الشريط الساحل.

ـ منطقة البحيرة.

ـ المنطقة الصحراوية الشاسعة.

هذه النظم الإيكولوجية الرئيسية الثلاث ترتبط بعضها ارتباطا وثيقا، مما يساعد على الحفاظ على التنوع البيولوجي لكل منهما.

ويخترق هذا المنتزه مجموعة من الوديان، ويضم أراضي خصبة تسمى محليا «لكراير»، ومناطق مستوية ذات علو منخفض عن مستوى البحر تسمى «السبخات»كـ«سبخة تاسرة»، والهضاب الساحلية، كما يعتبر ملتقى حقيقي للنباتات ذات أصول وتاريخ مختلفين، حيث يحتوي على 82صنف من النباتات منها 15نوع من الأنواع المستوطنة و14نادرة ومهددة بالانقراض.

وكذا أنواع هامة من الحيوانات البحرية اللافقرية التي توفر للطيور المهاجرة مع الأسماك الغذاء الذي تقتات عليه، ولهذا تتجمع الطيور بكثرة في هذا الموقع البيو ـ حيوي، وقد يصل عددها في الشهور الباردة إلى ما يفوق 20000طائر، ومن هذه الطيور نذكر: الحذف الرخامي Sarcelle Marbréeمن فصيلة البط، والبجع الكبير أو الغاق Le Grand Cormoran، والنورس البحري Goéland d’Audouin، والحبار Outarde Oubara، والشهرمان Tadorne de Casarca، وهي كذلك من فصيلة البط الوحشي.

وتوفر بحيرة أخنيفيس ومحيطها فضاءات هامة، وأماكن لتوالد وتسمين الأحياء البرية والبحرية، وكذا مأوى لبعض الأنواع المهددة بالانقراض على المستوى الدولي مثل: السلاحف البحرية.

فـ«منتزه أخنيفيس» موطن لعدد من الحيوانات الرمزية مثل: النحام الوردي Flamant rose، وأبو ملعقة الأبيض Spatule Blanche، والنسر الذهبي Vautour fauve، وكوبرا  Cobra d’afrique du nord، ولكن عددها ينخفض في بعض الأحيان ليصل إلى أقل حد.

تنتمي أحياء الموقع من ثدييات وطيور وزواحف إلى أربع مناطق بيوجغرافية أورو-متوسطية، متوسطية، منطقة هندو- صحراوية وإثيوبية.

كما تحوي المنطقة بقايا أركيولوجية تتمثل في «حصن أكويدير»، وكذا بعض المواقع لما قبل التاريخ، والتي اكتشف فيها عدة أدوات حجرية من السيلكس، وبعض بقايا من بيض النعام والحلي المصنوع منها(1).

إعداد: حسناء بوتوادي


 (1)مولاي إدريس شداد، (مادة المحميات الطبيعية بالصحراء)، معلمة المغرب، نشر دار الأمان، الرباط، الطبعة الأولى 1435هـ/2014م، ملحق (ج4)، (27/623) بتصرف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق