مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلامأخبار متنوعة

مناقشة أطروحة الدكتوراه للباحث إلياس بوزغاية حول المساواة بين الجنسين والتماسك الأسري بين القيم الإسلامية والأجندات النسائية

إلياس بوزغاية

 

برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، تمت مناقشة أطروحة الطالب والباحث بالرابطة المحمدية للعلماء إلياس بوزغاية يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2020. وقد حملت الأطروحة التي تم إعدادها باللغة الإنجليزية عنوان: المساواة بين الجنسين والتماسك الأسري بين القيم الإسلامية والأجندات النسائية. دراسة الحالة بمنطقة الرباط”  (Gender Equality and Family Solidarity between Islamic Values and Feminist Agendas. Rabat Region as a Case Study)، وقد حظيت الأطروحة بإشادة لجنة المناقشة وتوجت بميزة مشرف جدا.

وتحاول الأطروحة، التي تعد امتدادا لأطروحة الماجستير، فهم ودراسة مفهومين أساسيين مستمدان من خطاب الحركات النسائية بالمغرب، وهما المساواة بين الجنسين، كما يروِّج لها التيار النسائي العلماني والتماسك الأسري، كما تتبناه معظم التيارات النسائية الإسلامية. وتسعى الأطروحة إلى تسليط الضوء على جدلية التماسك الأسري والمساواة بين الجنسين، باعتبارهما قيمتين تعرفان توترات وتفاعلات داخل البيوت المغربية، اعتمادا على ثلاثة أطر نظرية هي: نظرية البنيوية الوظيفية، ونظرية الصراع، ونظرية الرمزية التفاعلية.

وتشكل هذه النظريات إطارا مفاهيميا لوصف وتفسير ديناميات العلاقة بين الجنسين في سياق الأسرة المغربية، مع استحضار الدور المحوري الذي تلعبه القيم الإسلامية في علاقتها بالحركات النسائية في تشكيل نقط الالتقاء والاختلاف بين الباراديغمات والخطابات، الداعمة تارة للتماسك الأسري وتارة للمساواة بين الجنسين.

وقد جمعت الأطروحة بين المنهجين الكمي والكيفي في البحث، حيث استقت آراء اثني عشر مستجوبا من مختلف التيارات النسائية المغربية حول مدى وكيفية التوافق أو التعارض بين قيمتي التماسك والمساواة في الأسرة. ومن جهة أخرى، اعتمد البحث على دراسة ميدانية على مستوى جهة الرباط سلا القنيطرة، شمل 180 مشاركا، من أجل استطلاع مختلف التصورات التي يحملها المغاربة للمفهومين.

وقد أظهرت نتائج البحث أن هناك مقدارا من التوتر أحيانا، ومن التوافق أحيانا أخرى، بين القيم الإسلامية والأجندات النسائية، حيث يشترك التيار النسائي العلماني مع التيار الإسلامي في هدف تعزيز المساواة بين الجنسين والحفاظ على التماسك الأسري، لكن بأولويات ومرجعيات ومقاربات مختلفة.

على المستوى السوسيولوجي، تبين النتائج أن البنية والوظيفة والقيم الأسرية المغربية ما زالت، في معظمها، تتميز بالتراتبية والتوزيع التقليدي للأدوار، وهو ما يصطدم مع الفهم المساواتي للعلاقة بين الجنسين، وما يؤكد ذلك هو تسجيل معظم المشاركين في البحث، تَحَفُّظهم على مفهوم المساواة الكاملة، واستبدالها بمفاهيم كالإنصاف والعدالة والتكامل.

وفي الوقت الذي وجد فيه البحث أن التفاوض والسعي إلى إيجاد نَمط منصف ومتوازن لتنظيم العلاقات بين الجنسين يبقى هو التوجه السائد بين معظم الأزواج، فإنه سجل أيضا، ضعفا في نسبة تأثير الفاعلين في قضايا المرأة والأسرة على اتجاهات التغيير الاجتماعي، ليبقى المجال مفتوحا لمزيد من التفاعلات الاجتماعية المتأثرة بجدلية التقليد والحداثة، كمفاهيم وممارسات مركبة وغير منضبطة لنمط مغلق وموحد.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق