الرابطة المحمدية للعلماءأخبار متنوعة

ملف “المقاصد والقيم الإنسانية” جديد سلسلة “قضايا مقاصدية”

أصدرت جمعية البحث في الفكر المقاصدي بالمغرب جديد سلسلتها “قضايا مقاصدية”: بشراكة مع مؤسسة عقول الثقافة وبتعاون مع مركز معارف وكذا دار المقاصد. تمثلت في العددين الثالث والرابع من السلسلة المقاصدية. أما الثالث فقضيته “المقاصد والقيم الإنسانية، رؤى فقهية أصولية” . وأما الرابع فقضيته “المقاصد والقيم الإنسانية، رؤى تربوية ومعرفية.

الكتاب الثالث “المقاصدُ، والقيمُ الإنسانيةُ: رؤىً فقهيةٌ، أصولية”

لقد أضحى البحث في المقاصد الشرعية مناط عناية واهتمام واسعين في الأوساط العلمية والشرعية، ومما يفسر به ذلك؛ مزاحمةُ القضايا والمسائل غير المتناهية في مواقع الوجود الإنساني لما هو متناه من النصوص الشرعية في مظان الكتاب والسنة، كما يبين عن ضرورات استثمار العقل الأصولي بما فيه المقاصدي لآليات النظر ومناهج البحث للإجابة عن تلك الأسئلة والنوازل الفروعية أو الكلية أو الحضارية.

وقد سبق للعدد الثاني من السلسلة أن اشتغل على واحدة من تلك القضايا، ذات الحساسية والوقوع، علها تسهم قدر الإمكان في عرض أسئلة مقلقة، ورسم معالم ورؤى في الإجابة عنها، فتكفل باحثوها الفضلاء بالنظر في الفكر السياسي المعاصر بنفس مقاصدي، وهاهي اليوم توثق عهدا جديدا بواحدة من تلك النوازل الحضارية، وهي “سؤال القيم بأنظار فقهية وأصولية”، وهو الموضوع الذي بات يفرض نفسه ويلح في عرض إشكالاته المتصلة بالإنسان والكون.

لذلك؛ اجتهدت قضايا مقاصدية في طرق الموضوع، وكلها أمل في الباحثين وأهل الاهتمام المشترك، وذوي الاختصاص المؤرق، في تطوير منتجها وأعمالها بما يحقق المطلوب باستكمال هذا الملف الذي يظل مفتوحا للبحث والنظر المقاصدي، وقد جاء العدد مقسما إلى أقسام أربعة:

فبعد القسم الأول المتعلق بكلمة التحرير تلاه القسم الثاني ملف العدد، الذي استهللناه بدراسة ماتعة لفضيلة الدكتور فريد شكري “الأسرة في القرآن الكريم: حصن بالعدل وحضن للفضل” واصلا فيها بين منظومات القيم الثلاث ابتداء من قيم الفرد ومرورا بقيم الأسر وانتهاء بقيم الأمة، إذ إن قيام كل حلقة لا اعتبار له إلا بقيامه على القيم، ليخلص في بنائه العلمي  للموضوع إلى قاعدة في الاجتماع العمراني وهي. لا قيام للأمم إلا بقيام الأُسَر على القِيَم.

كما عزز الدكتور عبد الكريم بناني موضوعات هذا الملف بدراسة ثانية، اختار لها عنوان “مقصِدية نظام الزَّكَاة في الإِسْلاَم: دراسةفي البعد القِيَمي للفريضة” مبرزا المقاصد القيمية لفريضة الزكاة، إمكانات معالجتها لأوضاع مجتمعية ما تزال تشكل هاجسا إنسانيا.

وتوسيعا لمدارك القيم في صلتها بالمقاصد زيّن العدد بدراسة الدكتور هشام تهتاه “التشوف إلى إحكام الصلة بين المقاصد والتصوف: دراسة في تقصيد الدرس الصوفي” اجتهد فيه لإحكام الصلة والعلاقة بين البعد الصوفي والدرس المقاصدي، من خلال أعمال أحد رواد التصوف بالمغرب الإسلامي وهو العلامة أحمد زروق رحمه.

كما توّجت هذه الباقة من البحوث والدراسات بدراسة “القيم الإنسانية والمقاصد الكلية: دراسة في الوصل والفصل” للدكتور الحسان شهيد دفع فيها باستحالة غياب القيم النبيلة والأخلاق الشريفة عن أهم الكليات المقاصدية الكبرى، بل هي من صميمها وجوهرها، واقفا عند محاولات التقصيد القيمي المعاصر.

   وفي القسم الثالث الموسوم بقراءات ومراجعات، كنا أوفياء لما سنناه في العدد الثاني بقراءة للعدد السابق من “قضايا مقاصدية”، قدّمها الأستاذ الحسين المهداوي، الذي أنجز لنا تقريرا موسعا عن ملخص الأفكار التي حملتها دراسات العدد الثاني، وكل ذلك لمن فاته الاطلاع على مضامينه.

أما القسم الرابع والأخير ضمن مواد العدد، والمتعلق بباب الإصدارات، فقد رصد لنا الباحث الأستاذ إبراهيم بوحولين أهم الإصدارات الخاصة بموضوع القيم، مذكرا  بأهم ما صدر في الحقل البحثي من أعمال لها صلة بمقاصد الشريعة، باختياره لتسعة تآليف في هذا الباب.

الكتاب الرابع “المقاصدُ، والقيمُ الإنسانيةُ: رؤىً تربوية و معرفيةٌ”

بعد تحرير ملف العدد الثالث من كتابنا الواعد “قضايا مقاصدية” والذي خصصناه لملف عنوانه “المقاصد والقيم الإنسانية رؤى فقهية وأصولية” باتت الحاجة في خاطر هيئة تحرير الكتاب إلى استكمال النظر في الملف القيم، بتخصيص ملف جديد يعالجها من الجوانب التربوية والمعرفية، فأردفته بهذا العدد الرابع الذي اختارت له عنوان “المقاصدُ، والقيمُ الإنسانيةُ: رؤىً تربوية و معرفيةٌ”

فتكفل باحثوها الفضلاء بالنظر في تلك الجوانب المهمة، التي أضحت تؤرق العقل الإسلامي خصوصا مع الثورات العلمية والثقافية والتقنية المعاصرة، ويعد المدخل المقاصدي مسلكا رفيعا في استثمار المنظومة القيمية، لأجل إنقاذ البشرية من الفقر الأخلاقي والعوز القيمي الجاثم على صدر الإنسانية، ولم تكن الشريعة بدعا من التمثلات الأخلاقية والقيمية، بل إنها جاءت بمقاصد إكمالية للجانب الأخلاقي وبغايات إتمامية للبعد القيمي. وهو ما تنطق به جوامع الكلم النبوية كقوله صلى الله عليه وسلم “إنما بعث لأتمم صالح الأخلاق” – الأدب المفرد للبخاري-.

وعالمنا اليوم في صلب الضرورات الحضارية لإعادة النظر في منظومته الأخلاقية والقيمية، التي لا تبشر مآلاته العملية والواقعية بالبشرى والخيرية، إذْ أضحى الإنسان الأكثر عرضة للخطر من كل المخلوقات الكونية،  مما يتحتم عليه البحث عن سبل ومسالك إنقاذ ما يمكن إنقاذه. بما توسل به من وسائل علمية أو معرفية أو غيرهما.

ورغم الجهود التي بذلها الباحثون الفضلاء في رصد تلك الوشائج بين القيم والبصائر التربوية والأنظار المعرفية، فإن البحث يبقى فيها مفتوحا لما يتصل بها قضايا معقدة، وقد تم انتقاء دراسات – هذا العدد – بناءً على شرط الارتباط الموضوعي :

فبعد القسم الأول المتعلق بكلمة التحرير، تلاه القسم الثاني ملف العدد، الذي استهللناه بدراسة مهمة لفضيلة الدكتور محمد رشيد كهوس عنوانها “التسامح الديني في السيرة النبوية: دراسة مقاصدية” عالج فيها تجليات سماحة النبي صلى الله عليه وسلم وتمثلاتها العملية بقصد اعتبارها في مواقع وجود الأمة المعاصرة.

     وأما الدراسة الثانية “الإعلام والقيم، رؤية في المعرفة والمقاصد” فقد أبينا إلا أن يسهم بها معنا أحد المتخصصين في القيم وتحولاتها وهو الدكتور هشام المكي، وقد فكك فيها الإعلام المعاصر متوقفا عند قضاياه وثوابته في صلته بالقيم، منبها على استحالة تجرده من قيم وخلفيات موجهة.

كما أسهم في هذا العدد الأستاذ مصطفى بوهبوه بموضوع “المقاصد التربوية، لتحقيق التكافل الاجتماعي في الإسلام” مبرزا فيه أهم المعاني التربوية والمقاصد القيمية للتكافل الاجتماعي في ضوء النظرة الاسلامية، مع وضع مقترحات لتفعيل تلك القيم التربوية والاجتماعية.

 فيما سعدنا بدراسة أخرى، وهي للأستاذ  محمد لفرم، وهو من أهل الاختصاص التربوي، حيث تناول “المقاصد والقيم التربوية: ترابط مستمر، وتكامل مثمر” مبدعا في طرق الموضوع بمنهجية بيداغوجية خاصة تعين المدرس على استثمار الدرس المقاصدي في التربية والتعليم.

كما توّجت هذه الباقة من البحوث والدراسات بدراسة الدكتور أحمد الفراك التي اختار لها عنوان “فلسفة العمران وقيمه الكلية في التفكير الإسلامي” مبرزا فيها مقاصد العمران من خلال القرآن الكريم، باستعراض مضامينها المعرفية والكلية ومتوقفا عند تجلياتها، رصدا وبيانا لها في التفكير الإسلامي.  

   وفي القسم الثالث الموسوم بقراءات ومراجعات، أدرجنا مقالة للأستاذ محمد حماني قام فيها بتقديـم كتاب:”الإنسان والقيم دراسة في ضوء التدافع الحضاري المعاصر” الصادر أخيرا للباحث الحسان شهيد، مشيرا فيه إلى مجمل محتويات و مضامين الكتاب.

        وإذ نهدي – للقارئ الكريم – هذه الباقة من الدراسات، والأبحاث، والمراجعات، والقراءات، نتقدم بموفور الشكر إلى كافة الأساتذة والباحثين والدارسين الفضلاء، الذين أثثوا بدراساتهم القيمة أقسام هذا العدد المميز، آملين بهذا العمل أن يسهم قدر الإمكان في تحصيل تراكم معرفي؛ يسعف في تحقيق ما قصدناه من هذه المطبوعة.

  كما لا يفوتنا بهذه المناسبة؛ أن نقدّم اعتذارنا إلى القارئ الكريم مِنْ تأخر الجمعية في إصدار العددين، شاكرين كل من قدّم لنا توجيها، أو أسدى لنا نصحا، أو قدم لنا دعما علميا، “فالعلم رحم بين أهله”.

التحرير

[email protected]

[email protected]

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق