مركز الأبحاث والدراسات في القيمدراسات وأبحاث
مقتطفات من كتاب: “المنهاج التربوي بالمدرسة المغربية زمن الحماية” للأستاذ محمد بلكبير
خرافة قيم التحديث وتطوير الذهنية المغربية في الفكر الكولونيالي الفرنسي 1/6
أجمعت أغلب الكتابات الحضارية والتربوية الكولونيالية على أن الذهنية المغربية لاعقلانية، وأنها ما قبل منطقية. ولذلك ارتأت أنه من الضروري العمل على إنشاء مدرة جديدة لتطوير هذه الذهنية وتحديثها لجعلها تساير المنطق العقلاني الكوني. ومن أبرز التوصيفات التي وسمت بها الكتابات الكولونيالية الذهنية المغربية أن المغاربة تفصلهم هوة سحيقة جدا عن سكان العالم المتحضر. لأن المغرب ، في نظر هذه الكتابات بعيد كل البعد عن الحضارة، لأن المغربي لا يمتلك آليات التفكير السليم، ولا يستقيم له التأمل والاستدلال، ولا يعرف مبادئ السببية. إنه أسطوري في تفكيره يؤمن بالصدفة والجبرية، وذلك لطبيعة المغرب الذي لم يخرج من مجال عوالم الماضي السحيق (A. chevrillon, « Marrakech dans les palmes » 1990)
وفي هذا الإطار يرى هاردي (G. Hardy, l’ame maroccaine) أن المغرب لا يمت بأية صلة إلى عالم العقل الحديث، فهو ليس سوى شاهد تاريخي على عالم انقرض. ويعمم هذا الحكم حينما يقول: "هذا هو الانطباع الذي يخامر أغلب من يزور هذا البلد الطاعن في السن".
ويضيف شيفريون أن تفكير المغاربة يتسم بالسذاجة والمحدودية، بعيدا عن اعتماد الفكر العلمي والأحكام إلى الأفكار الكونية التي مصدرها العقل والمنفعة. إن الخضوع الأعمى للطبيعة، والاستسلام لها، وعدم القدرة على قراءتها، وفك ألغازها ولد عند المغاربة معتقدات وأفكار قبلية وأوهاما. ثم يقول "يعتبر المغرب بدون شك، ومعه بعض المملكات الأسيوية، آخر مثال حي متكامل لحضارة مغرقة في القدم".
الأستاذ محمد أعمار
باحث بمركز الدراسات والأبحاث في القيم