مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةقراءة في كتاب

مفاهيم التماسك والانسجام من خلال كتاب «نظم الدرر في تناسب الآيات والسور» لبرهان الدين البقاعي دور الإحالة الإشارية في تحقيق التماسك النصي «نماذج مختارة من سورة البقرة» «الحلقة 4»

تمهيد:

من الأدوات المهمة التي تسهم مع غيرها في تحقيق تماسك النص القرآني واتساقه، الإحالة «référence» التي تقوم بدور أساسي في ربط أجزاء الجملة الواحدة من ناحية، وربط عدة جمل بعضها ببعض من ناحية أخرى. وتنقسم الإحالة إلى قسمين: إحالة: نصية «endophora» وهي نوع من الإحالة الداخلية بمعنى العلاقات الإحالية داخل النص؛ سواء أكان بالرجوع إلى ما سبق، أم بالإشارة إلى ما سوف يأتي داخل النص،  ومعنى هذا أن هذا المصطلح يركز على العلاقات بين الأنماط الموجودة في النص ذاته ولا تعنى بالعلاقة بين هذه الأنماط والأشياء الخارجية عن النص وقد تكون بين ضمير وكلمة، أو كلمة وكلمة، أو عبارة، أو جملة وجملة، أو فقرة وفقرة … [1] وهي من المؤشرات التي يفترض السامع على أساسها علاقة للإعادة بين مجموعة من الجمل، وهي ذات طبيعة نحوية ودلالية تحقق تماسك النص، والإحالة الداخلية تربط العناصر الإحالية بالعناصر الإشارية، وهي عناصر مستكنة في النظام اللغوي، تنشأ في النص ذاته، [2] وهي عكس الإحالة الخارجية «exophora»خارج حدود النص؛ إذ يشير هذا المصطلح إلى الأنماط اللغوية التي تشير إلى الموقف الخارجي عن اللغة extralinguistic situation غير أن هذا الموقف يشارك الأقوال اللغوية، ونفهم مما سبق أن الإحالة تنقسم إلى قسمين نمثلها في الخطاطة التالية: [3]

وتتجسد الإحالة في مجموعة من الألفاظ التي ليس لها دلالة مستقلة في ذاتها ولا يتحدد معناها إلا بالعودة إلى ما تحيل إليه داخل النص أو خارجه، وهذا الترابط الحاصل بين العنصر المحيل والعنصر المحال إليه، لا يتم إلا من خلال مجموعة من الأدوات المتمثلة في الضمائر، وأسماء الإشارة، والأسماء الموصولة.

أدوات الاتساق الإحالية وحضورها في سورة البقرة:

1- أسماء الإشارة:

لأسماء الإشارة ميزة ليست لغيرها، وهي خاصية الإحالة الموسعة؛[4] فقد يحيل اسم الإشارة الواحد إلى جملة أو فقرة أو نص كامل، ولا خلاف في كون الإحاليات «الضمائر- أسماء الموصول- أسماء الإشارة» تُعدُّ أهمَّ العناصر التي تسبك النص؛ حيث تشكل جسور تواصل بين أجزائه، فتقرب المسافات، وتجلي المعاني، وتوضح الدلالات، وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن مدى إسهامها في تماسك النص القرآني بشكل عام، وسورة البقرة بشكل خاص، وهذا ما سنحاول الوقوف عليه في هذا المقال، محاولين الإجابة عن دور الإحالات الإشارية في تحقيق التماسك النصي من خلال نماذج من سورة البقرة.

1- أسماء الإشارة التي حققت التماسك بين أكثر من آيتين:

– قال تعالى«أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِين»[البقرة:16]

– قال تعالى«أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون »[البقرة:157]

– قال تعالى:« كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون »[البقرة:242]

– قال تعالى:« تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِين»[البقرة:252]

ففي قوله تعالى:«أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِين»[البقرة:16] اسم الإشارة الدال على الجمع المذكر البعيد«أولئك»محال به إحالة نصية موسعة إلى مذكور سابق في قوله تعالى:« وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِين [البقرة:8] وقوله تعالى: «يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُون» [البقرة:9] وقوله تعالى:« فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُون» [البقرة:10] وقوله تعالى:« وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُون» [البقرة:11] وقوله تعالى:« أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـكِن لاَّ يَشْعُرُون» [البقرة:12] وقوله تعالى:«وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُواْ أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاء أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاء وَلَـكِن لاَّ يَعْلَمُون» [البقرة:13] وقوله تعالى:«وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُون» [البقرة:14] وقوله تعالى:«اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُون» [البقرة:15] حيث أسهم اسم الإشارة «أولئك» في تحقيق التماسك النصي بين تسع آيات كاملة، وفي هذا الصدد بيَّن الطاهر بن عاشور أن  الإشارة إلى من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر، وما عطف على صلته من صفاتهم وجيء باسم إشارة الجمع لأن ما صدق«من» هو فريق من الناس، وفصلت الجملة عن التي قبلها لتفيد تقرير معنى« «وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ [الْبَقَرَة: 15]»  فمضمونها بمنزلة التوكيد، وذلك مما يقتضي الفصل، ولتفيد تعليل مضمون جملة «ويمدهم في طغيانهم يعمهون» فتكون استئنافا بيانيا لسائل عن العلة، واسْم الْإشارة هنا غير مشار به إلى ذوات ولكن إلى صنف اجتمعت فيهم الصفات الماضية فانكشفت أحوالهم حتى صاروا كالحاضرين تجاه السامع بحيث يشار إليهم وهذا استعمال كثير الورود في الكلام البليغ، وليس في هذه الإشارة إشعار ببعد أو قرب حتى تفيد تحقيرا ناشئا عن البعد، لأن هذا من أسماء الإشارة الغالبة في كلام العرب فلا عدول فيها حتى يكون العدول لمقصد.[5] كما فسر ابن العثيمين قوله تعالى: «أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى» بلمسة بيانية حيث قال:«أولاء» اسم إشارة؛ والمشار إليهم المنافقون؛ وجاءت الإشارة بصيغة البعد لبعد منزلة المنافق سفولا؛ «واشتروا» أي اختاروا؛و«الضلالة»: العماية وهي ما ساروا عليه من النفاق، و«بالهدى» الباء هنا للعوض؛ أخذوا الضلالة وأعطوا الهدى [6]

 

وفي قوله تعالى:«أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُون »[البقرة:157] هذه الآية اشتملت على اسمي إشارة دالين على الجمع المذكر البعيد «أولئك-أولئك» وأشير بهما إلى مذكور سابق في قوله تعالى: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِين  الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعون »[البقرة:155-156] فتحقق التماسك النصي بين ثلاث آيات، والمشار إليه وفق ما أشار إليه الطاهر بن عاشور «والإتيان باسم الإشارة في قوله: «أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ»، للتنبيه على أن المشار إليه هو ذلك الموصوف بجميع الصفات السابقة على اسم الإشارة، وأن الحكم الذي يرد بعد اسم الإشارة مترتب على تلك الأوصاف مثل: أُولئِكَ عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ [الْبَقَرَة: 5]  وهذا بيان لجزاء صبرهم» [7] ، وقال الطيبي في تفسيره «والنكتة في تكرير «أُوْلَئِكَ»: التنبيه على إناطة كل بما يناسبه، وأن ما بعده جدير بمن قبله لاكتسابه الخلال المرضية، فقوله: «أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ» مترتب على قوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ» إلى آخر الآيتين، وقوله: «وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ» على قوله: «وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ» إلى قوله: «إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ» يدل عليه قوله: «وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ» لطريق الصواب حيث استرجعوا وسلموا لأمر الله»، فمن استعان بالله بالصبر والصلاة والجهاد كفاه الله أمور دنياه ما عاش، بأن يؤويه إلى ضلال رأفته رأفة بعد رأفة، ويمنحه مناه في عقباه ليطير فوق منتهى بسطته رحمة أي رحمة.[8]

 وفي قوله تعالى:« كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون »[البقرة:242] تحقق التماسك النصي عن طريق الإحالة النصية الموسعة التي قام بها اسم الإشارة الدال على المفرد المذكر البعيد«ذلك» إلى مذكور سابق في عشرين آية كاملة ابتداءا من قوله تعالى: «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين »[البقرة:222]وقوله تعالى« نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِين»[البقرة:223] وقوله تعالى «وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيم »[البقرة:224]وقوله تعالى: «لاَّ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِيَ أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ حَلِيم »[البقرة:225]،وقوله تعالى «لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَآئِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَآؤُوا فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم »[البقرة:226]،وقوله تعالى «وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيم »[البقرة:227]، وقوله تعالى:«وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيم»[البقرة:228]،وقوله تعالى: «الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُون »[البقرة:229]، وقوله تعالى «فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُون »[البقرة:230]، وقوله تعالى« وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم »[البقرة:231] وقوله تعالى «وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون »[البقرة:232] وقوله تعالى« وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير»[البقرة:233]، وقوله تعالى«وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِير »[البقرة:234]، وقوله تعالى« وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَـكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيم»[البقرة:235]، وقوله تعالى «لاَّ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن طَلَّقْتُمُ النِّسَاء مَا لَمْ تَمَسُّوهُنُّ أَوْ تَفْرِضُواْ لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدْرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِين »[البقرة:236]،وقوله: «وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إَلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير »[البقرة:237] وقوله تعالى «حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِين »[البقرة:238]، وقوله تعالى« فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُون»[البقرة:239] وقوله تعالى«وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِيَ أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيم»[البقرة:240]، وقوله تعالى« وَلِلْمُطَلَّقَاتِ مَتَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِين»[البقرة:241] [البقرة: 222-241]قال ابن عطية الأندلسي في تفسيره موضحا تفسير ورود اسم الإشارة «ذلك» بقوله:« و«ذلك» إشارة إلى هذا الشرع والتنويع الذي وقع في النساء وإلى إلزام المتعة لهن، أي كبيانه هذه القصة يبين سائر آياته، ولَعَلَّكُمْ ترجّ في حق البشر، أي من رأى هذا المبين له رجا أن يعقل ما يبين له»[9]

وفي قوله تعالى:« تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِين»[البقرة:252] تحقق التماسك النصي باسم الإشارة الدال على المفرد المؤنث البعيد«تلك» وقام بوظيفة الربط بين تسع عشرة آية كاملة، حيث أحيل به إحالة نصية موسعة إلى مرجوع سابق وهو قوله تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُون »[البقرة:243] وقوله تعالى« وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيم»[البقرة:244] وقوله تعالى:«مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُون »وقوله تعالى [البقرة:245] «أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلاَّ تُقَاتِلُواْ قَالُواْ وَمَا لَنَا أَلاَّ نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَآئِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْاْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ وَاللّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِين» وقوله تعالى[البقرة:246] وقوله تعالى«وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيم»[البقرة:247] وقوله تعالى«وَقَالَ لَهُمْ نِبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلآئِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِين »[البقرة:248] وقوله تعالى«فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ فَمَن شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَن لَّمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ قَالُواْ لاَ طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو اللّهِ كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِين»[البقرة:249] وقوله تعالى «وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين »[البقرة:250] وقوله تعالى«فَهَزَمُوهُم بِإِذْنِ اللّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاء وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِين »[البقرة:251] وفي قوله تعالى:« تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِين»[البقرة:252]»إشارة إلى ما تضمنته القصص الماضية وما فيها من العبر، ولكن الحكم العالية في قوله تعالى: «وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ» [الْبَقَرَة: 251] وقد نزلها منزلة المشاهد لوضوحها وبيانها وجعلت آيات، لأنها دلائل على عظم تصرف الله تعالى وعلى سعة علم، وقوله: «وإنك لمن المرسلين» خطاب للرسول صلى الله عليه وسلم تنويها بشأنه وتثبيتا لقلبه، وتعريضا بالمنكرين رسالته، وتأكيد الجملة بإن للاهتمام بهذا الخبر، وجيء بقوله «من المرسلين» دون أن يقول: وإنك لرسول الله، للرد على المنكرين بتذكيرهم أنه ما كان بدعا من الرسل، وأنه أرسله كما أرسل من قبله، وليس في حاله ما ينقص عن أحوالهم.[10] كما أشار البقاعي في تفسيره لهذه الآية بقوله:« ولما علت هذه الآيات عن أقصى ما يعرفه البصراء البلغاء من الغايات، وتجاوزت إلى حد تعجز العقول عن مناله، وتضاءل نوافذ الأفهام عن الإتيان بشيء من مثاله، نبه سبحانه وتعالى على ذلك بقوله: «تلك» أي الآيات المعجزات لمن شمخت أنوفهم، وتعالت في مراتب الكبر هممهم ونفوسهم؛ والإشارة إلى ما ذكر في هذه السورة ولاسيما هذه القصة من أخبار بني إسرائيل والعبارة عن ذلك في هذه الأساليب الباهرة والأفانين  المعجزة القاهرة «آيات الله» أي الذي علت عظمته وتمت قدرته وقوته، ولما كانت الجلالة من حيث إنها اسم للذات جامعة لصفات الكمال والجمال ونعوت الجلال» لفت القول إلى مظهر العظمة إشارة إلى إعجازهم عن هذا النظم بنعوت الكبر والتعالي فقال: «نتلوها» أي ننزلها شيئاً في إثر شيء بما لنا من العظمة «عليك» تثبيتاً لدعائم الكتاب الذي هو الهدى، وتشييداً لقواعده.[11] قال الزمخشري في تفسيره:« تِلْكَ آياتُ اللَّهِ؛ يعنى القصص التي اقتصها، من حديث الألوف وإماتتهم وإحيائهم، وتمليك طالوت وإظهاره بالآية التي هي نزول التابوت من السماء، وغلبة الجبابرة على يد صبى بِالْحَقِّ باليقين الذي لا يشك فيه أهل الكتاب لأنه في كتبهم كذلك، «وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ» حيث تخبر بها من غير أن تعرف بقراءة كتاب ولا سماع أخبار» [12]

وهذه الآيات ا التي تطرقنا إليها في هذا المقال نعرضُها في جدول بياني على النحو التالي:

الآية الإحالة نوعها المحال إليه
16 «أولئك» إحالة داخلية إلى سابق آيات المنافقين«من الآية: 8إلى الآية 15»
157 «أولئك» إحالة داخلية إلى سابق الصابرين«الآيتان: 155-156»
242 «كذلك» إحالة داخلية إلى سابق إحالة إلى جميع أصناف النساء المذكورة «من الآية 222 إلى الآية 241»
252 «تلك» إحالة داخلية إلى سابق القصص السابقة المذكورة من الآية 243 إلى الآية 251

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الهوامش:

[1] علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق، دراسة تطبيقية على السور المكية، صبحي إبراهيم الفقي 1/40-41  لسانيات النص «مدخل إلى انسجام الخطاب»، محمد خطابي، الطبعة الأولى 1991، المركز الثقافي العربي ص16/17.

[2] مفاهيم لسانيات النص وتحليل الخطاب في قراءة التراث اللغوي والبلاغي قضايا الاستثمار وإشكالاتها، كتاب الندوة الدولية التي نظمتها فرقة البحث الأدبي والسيميائي، «الربط الإحالي عند عبد القاهر، عبد الرحمن إكيدر»،  تنسيق: د عبد الرحمن بودرع، جامعة عبد المالك السعدي تطوان.

[3] علم اللغة النصي بين النظرية والتطبيق 1/40-41 [] لسانيات النص، مدخل إلى انسجام الخطاب ص16/17

[4] لسانيات النص، مدخل إلى انسجام الخطاب ص: 18-19

[5] تفسير التحرير والتنوير، محمد الطاهر ابن عاشور، منشورات دار سحنون للنشر والتوزيع تونس، المجلد الأول 1/297

[6] تفسير القرآن الكريم، محمد بن صالح العثيمن، دار ابن الجوزي، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ محمد بن صالح العثيمن الخيرية 1/ 60.

[7] التحرير والتنوير 2/57.

[8] فتوح الغيب في الكشف عن قناع الريب، شرف الدين الحسين بن عبد الله الطيبي، الناشر: جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، الطبعة الأولى: 1434-2013،   3/169.

[9] المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي، المحقق: عبد السلام عبد الشافي محمد، دار الكتب العلمية  بيروت، الطبعة: الأولى – 1422 هـ1/327.

[10] التحرير والتنوير 2/503.

 [11] نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، للبقاعي، خرج آياته وأحاديثه ووضع حواشيه عبد الرزاق غالب المهدي، الطبعة الثالثة: 1427هـ/ 2006م، منشورات: دار الكتب العلمية، بيروت، المجلد الأول ص:7.

[12]الكشاف،عن حقائق غوامض التنزيل،  أبو القاسم محمود بن عمرو بن أحمد، الزمخشري جار الله، دار الكتاب العربي بيروت،الطبعة: الثالثة – 1407 هـ، 1/296.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق