الرابطة المحمدية للعلماء

مغاربة الخارج بين مقومات الهوية ومقتضيات الاندماج

د.بوصوف: الانتماء للمذهب المالكي لا
يعني بالضرورة التبعية الثقافية لبلد ما!

قال د. عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس
الجالية المغربية في الخارج، إن الجانب الغربي لم يبذل الجهد بما فيه الكفاية من أجل التعرف على الإسلام
والمسلمين الذين يعيشون بداخله، كما أن جهود المسلمين قليلة جدا في التعريف بأنفسهم
أو الاطلاع على الآخرين.
 
كما أشار بوصوف، الذي كان يتحدث أمس في حوار حي مع موقع الرابطة المحمدية للعلماء في موضوع: “الجالية
المغربية في الخارج بين الحفاظ على الهوية والاندماج الإيجابي في ثقافات المجتمعات المستقبلة”،
إلى أن تمسك الجالية المغربية بهويتها الخاصة لا يعني بالضرورة الصدام مع المجتمع
أو مع الوسط الذي نتعيش فيه. فبالعكس تماما، يضيف بوصوف، فإن الاختلاف في الانتماء
الثقافي يكون عاملا مهما في إثراء المجتمع وإغنائه. ويؤكد بوصوف هذا الأمر بقوله: “لا يجب
أن نجعل من هوياتنا المختلفة دروعا نتحصن بها ضد الآخرين، وإنما يجب أن نجعل منها جسورا تربطنا بغيرنا وتضمن
لنا تواصلا بناء مع محيطنا”.
 
وبخصوص مسألة الحرص على أن تكون الجالية
المغربية بالخارج منسجمة مع ثوابت الهوية المغربية الدينية، وما إن كان هذا الأمر
يتعارض مع طبيعة المجتمعات الغربية، أوضح بوصوف أن المجتمع الديمقراطي والمنفتح لا
يعني بالضرورة الميوعة في قضية الانتماء المذهبي والعقائدي، ولا يعني ترك جاليتنا لكل من هب ودب للحديث في
هذا الأمر، كما أكد أن الانتماء المذهبي والعقائدي أمر حساس لأنه مرتبط بمآل الناس في آخرتهم.
 
وذهب بوصوف بعيدا في هذه المسألة حين اعتبر أن الإسلام
في المجتمعات الغربية في أشد الحاجة إلى التمذهب والوضوح في الانتماء العقائدي.
 
وفي نفس السياق شدد بوصوف على أن الانتماء
للمذهب المالكي لا يعني بالضرورة التبعية الثقافية لبلد ما، باعتبار أن المذهب منتشر في مختلف
بلدان العالم. وبالنسبة لأوروبا -يضيف بوصوف- فهو الأقرب ذهنيا لتلك البلدان لأن هذا المذهب
نمى وترعرع في الأندلس الإسلامية التي هي جزء من أوروبا، وبالتالي فإن الأخذ به لا يعني أكثر من
رجوع إلى الأصل بالنسبة للمسلمين في أوروبا.
 
من ناحية أخرى قال بوصوف إن مجلس الجالية
المغربية سيقوم بدعم كل المبادرات التي تعمل على تحقيق تواصل بناء مع المجتمعات الغربية،
مؤكدا أن تحقيق الاندماج الايجابي للجاليات المغاربية والإفريقية مرتبط أساسا
بالمجهود الذي تبذله هذه الجاليات نفسها، وبقدرتها على التعامل مع المجتمع
عبر تفاعل تام مع آماله وآلامه، والانخراط فيه بشكل يجعل العناصر المهاجرة من عوامل
استقرار وأمن وازدهار المجتمعات التي يعيشون فيها.
 
كما أنه مرتبط أيضا بمدى قدرة المجتمعات الغربية على
استيعاب الوافد الجديد بإعطائه حق المواطنة كاملا غير منقوص، والتعامل معه على قدم
المساواة ككل المواطنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق