مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

مظاهر البلاغة في سورة الفاتحة، من خلال كتاب نظم الدرر في تناسب الآيات والسور لبرهان الدين البقاعي

«إن القرآن العظيم كان ولا يزال نبعا فياضا ينهل منه طلاب العلم، فلا هم يرتوون ولا هو ينضب، ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، يزيدهم علما ويقينا كلما زادوه نظرا وفكرا». فهو الخطاب الرباني الذي «لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ َبيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ». فصلت ، الآية 41. تكفل الله بحفظه من أي تحريف أو تصحيف سهوا أو عمدا، فقال في محكم كتابه: « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ». الحجر الآية9. «وهو الخطاب المعجِز الذي تحدى الله به خلقه أن يأتوا بمثله «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ والجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ٍظَهِيرا». الإسراء، الآية 88. فصدق الله ولم يستطع أعلام البيان في عصر الفصاحة إلى ذلك سبيلا، وإن هم عجزوا فسواهم أعجز. وإن من جوانب الخطاب الإلهي ما اشتمل عليه من تفنن في أساليب البيان، وفخامة التعبير، وكثيرة هي الكتب التي تتحدث عن جزالة لفظه ودقة معناه وبراعة أسلوبه».[1]
«إن علم البلاغة من أجلّ العلوم التي تُضرب لها أكباد الإبل وينقب عنها في البلاد، فالبلاغة وثيقة الصلة بإعجاز الكتاب الكريم، بل هي أظهر وجوه إعجازه، وإنما يشرف العلم بشرف ما يبحث فيه، فكان لعلم البلاغة فضيلة وشرف ومزية، حازها لعنايته بأسرار الكلام الكريم وخصائص التعبير في الذكر الحكيم. وعلم بلاغة القرآن علم عظيم النفع جليل القدر، اعتنى به علماء العربية على مختلف مقاصدهم، وحفلت به كتب التفسير وأغنت به كتب علوم القرآن. والقرآن الكريم هو أعلى أسلوب وأسمى كلام تحققت فيه غاية البلاغة وذروة البيان، وهو أجل ما يمكن أن يبحث فيه عن أسرار الجمال اللغوي، وقد كثر في كتاب الله تعالى تعدد الأساليب وتنوعها مراعاة لما تقتضيه أحوال المخاطبين، إذ كان خطابا للبشر مؤمنهم وكافرهم وكانت تتنزل فيه الآيات على مقتضى اختلاف تلك الأحوال».[2]
ومن هذا المنطلق نتطرق إلى الحديث عن الوجوه البلاغية التي وردت في سورة الفاتحة، وهي موضوع هذا العرض.
دلالات التســــــــــــــــــمية: سورة الفاتحــــــــــــــــــــــة.
سورة الفاتحة من السور ذات الأسماء الكثيرة أنهاها صاحب الاتقان إلى نيف وعشرين بين  ألقاب وصفات جرت على ألسنة القراء من عهد السلف، فأما تسميتها فاتحة الكتاب فقد ثبتت في السنة في أحاديث كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم :«لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتِحة الكِتابِ» [3]. وفاتحة مشتقة من الفتح وهو إزالة حاجز عن مقصود، ولوجه فصيغتها تقتضي أن موصوفها شيء يزيل حاجزا، وليس مستعملا في حقيقته بل مستعملا في معنى أول الشيء تشبيها للأول بالفاتح؛ لأن الفاتح للباب هو أول من يدخل، فقيل الفاتحة في الأصل مصدر بمعنى الفتح كالكاذبة، وإنما سمي أول الشيء بالفاتحة إما تسمية للمفعول بالمصدر الآتي على وزن مبدأ المصدر، وإما على اعتبار الفاتحة اسم فاعل ثم جعلت اسما لأول الشيء؛ إذ بذلك الأول يتعلق الفتح بالمجموع، فالأصل فاتح الكتاب وأدخلت عليه هاء التأنيث دلالة على النقل من الوصفية إلى الاسمية، أي إلى معاملة الاسم في الدلالة على ذات معينة لا على ذي وصف مثل الغائبة في قوله تعالى: «وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين». النمل77.[4]
ففاتحة الكتاب وَصْف وُصِف به مبدأ القرآن وعومل معاملة الأسماء الجنسية، ثم أضيف إلى الكتاب ثم صار هذا المركب علما بالعلمية على هذه السورة.[5]
وقد سميت بأم القرآن، وذكروا لتسميتها بذلك وجوها ثلاثة: «أحدها أنها مبدأ القرآن ومُفتَتَحه فكأنما هي  أصله ومنشؤه، يعني افتتاحه الذي هو وجود أول أجزاء القرآن قد ظهر فيها، فجعلت كالأم للولد في أنها الأصل والمنشأ، الثاني أن محتوياتها تشتمل على أنواع مقاصد القرآن، وهي ثلاثة أنواع: الثناء على الله ثناء جامعا لوصفه بجميع المحامد وتنزيهه من جميع النقائص، ولإثبات تفرده بالإلهية وإثبات البعث والجزاء، وذلك من قوله ( الحمد لله) إلى قوله ( ملك يوم الدين)، والأوامر والنواهي من قوله ( صراط الذين) إلى آخرها»[6]. «الثالث أنها تشتمل معانيها على  جميع معاني القرآن من الحكم النظرية والأحكام العملية، فإن معاني القرآن إما علوم تقصد معرفتها، وإما أحكام يقصد منها العمل بها. وأما تسميتها بالسبع المثاني فهي تسمية ثبتت بالسنة، ففي صحيح البخاري عن أبي  سعيد ابن المعلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الحمد لله رب العالمين” هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. ووجه تسميتها بذلك أنها سبع آيات باتفاق القراء والمفسرين».[7]
وقد وضعت سورة الفاتحة في أول السور لأنها تنزل منها منزل ديباجة الخطبة أو الكتاب مع ما تضمنته من أصول مقاصد القرآن، وذلك شأن الديباجة من براعة الاستهلال. وهي سورة مكية وآياتها سبع ؛ حيث إنها أول القرآن في الترتيب لا في النزول، «وهي على قصرها ووجازتها قد حوت معاني القرآن العظيم واشتملت على مقاصده الأساسية بالإجمال، فهي تتناول أصول الدين وفروعه، تتناول العقيدة والعبادة والتشريع والاعتقاد باليوم الآخر، والإيمان بصفات الله الحسنى وإفراده بالعبادة، والاستعانة والدعاء والتوجه إليه عز وجل بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان  ونهج سبيل الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم ولا الضالين، وفيها الأخبار عن قصص  الأمم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء ومنازل الأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه، إلى غيرها من المقاصد والأغراض والأهداف».[8]
سورة الفاتحة وأوجه الإعجاز البلاغي:
ابتدأت السورة الكريمة بالبسملة، «وهي اسم لكلمة باسم الله، صيغ هذا الاسم على مادة مؤلفة من حروف الكلمتين ( باسم) و ( الله) على طريقة تسمى النحت، وهو صوغ فعل ماضٍ على زنة فعلل مؤلفة مادته من حروف جملة، أو حروف مركب إضافي مما ينطق به الناس، اختصارا عن ذكر الجملة كلها، بقصد التخفيف لكثرة دوران ذلك على الألسنة».[9]
وأشار البقاعي ( ت 885 هــــــــــــ) في كتابه  نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: إلى قولة للحرالي، في تفسيره في  غريب ألفاظ البسملة حيث قال :«إن الباء معناها أظهره الله سبحانه من حكمة التسبيب “الاسم”؛ ظهور ما غاب أو غمض للقلوب بواسطة الآذان على صورة الأفراد، (الله) اسم ما تعنو إليه القلوب عند موقف العقول فتأله فيه أي تتحير فتتألهه وتلهو به، أي تغني به عن كل شيء ،( الرَّحمن) شامل الرحمة لكافة ما تناولته الربوبية، ( الرحيم) خاص الرحمة بما ترضاه الإلهية».[ 10] ولما أثبت بقوله:  «(الحمدُ للهِ) أنه المستحق لجميع المحامد لا لشيء غير ذاته الحائز لجميع الكمالات، أشار إلى أنه يستحقه أيضا من حيث كونه ربا مالكا منعما فقال ( رب)»[11] ، فالحمد لله جملة خبرية لفظا إنشائية معنى[12]، وفي قوله ( لله) فن الاختصاص للدلالة على أن جميع المحامد مختصة به.[13]  فلما كان الحال بهذه المثابة استعمل لفظ الحمد لتوسطه مع الغيبة في الخبر، ولم يقل الحمد لك [ 14]. وأشار بقوله:« (العالمين) إلى ابتداء الخلق تنبيها على الاستدلالات بالمصنوع على الصانع وبالبداءة على الإعادة كما ابتدأ التوراة بذلك»[ 15]، «وهو وصف لاسم الجلالة، فإنه بعد أن أسند الحمد إلى اسم ذاته تعالى تنبيها على الاستحقاق الذي عقب بالوصف وهو الرب ليكون الوصف متعلقا به أيضا لأن وصف المتعلق متعلق أيضا».[ 16]
ولما كانت مرتبة الربوبية لا تستجمع الصلاح إلا بالرحمة أَتْبع ذلك بصفتي: « ( الرحمن الرحيم) وهما وصفان مشتقان من رحم» [ 17]، وذلك ترغيبا في لزوم حمده وهي تتضمن تثنية تفصيل ما شمله الحمد أصلا[ 18]. فأصل الرحمة من مقولة الانفعال وآثارها من مقولة الفعل، «فإذا وُصِف موصوف بالرحمة كان معناه حصول الانفعال المذكور، وإذا أخبر عنه بأنه رحم غيره فهو على معنى صدر عنه أثر من آثار الرحمة، إذ لا تكون تعدية فعل رحم إلى المرحوم إلا  على هذا المعنى فليس لماهية الرحمة جزئيات وجودية، فوصف الله تعالى بصفات الرحمة في اللغات ناشئ على مقدار عقائد أهلها فيما يجوز على الله ويستحيل، وبهذا الصدد قال الجمهور: «إن الرحمان أبلغ من الرحيم بناء على أن زيادة المبنى تؤذن بزيادة المعنى».[19]  ولما كان الرب المنعوت بالرحمة قد لا يكون مالكا، وكانت الربوبية لا تتم إلا بالملك المفيد لتمام التصرف، وكان المالك قد لا يكون مالكا، ولا يتم ملكه إلا بالملك المفيد للعزة، المقرون بالهيبة المثمرة للبطش والقهر، المنتج لنفوذ الأمر أتبع ذلك بقوله ( ملك يوم الدين) ترهيبا من سطوات مجده،[20] وذلك إشارة إلى أنه ولي التصرف في الدنيا والآخرة ، وكلمة ملك ترجع تصاريفها إلى معنى الشدة والضبط[21] ويوم الدين في الظاهر هو يوم ظهور انفراد الحق، بإمضاء المجازاة حيث تسقط دعوى المدعين، وهو أول يوم الحشر إلى الخلود فالأبد. فلما استجمع الأمر استحقاقا وتحبيبا وترغيبا وترهيبا، كان من شأن كل ذي لب الإقبال عليه وقصر الهمم عليه، فقال عادلا عن أسلوب الغيبة، إلى الخطاب لهذا مقدما للوسيلة على طلب الحاجة لأنه أجدر بالاجابة ( إيّاك)؛ أي يا من هذه الصفات صفاته نعبد إرشادا لهم إلى ذلك[22]، وقد كان قوله تعالى: « ( إياك نعبد) التفاتا لأن ما سبق من أول السورة إلى قوله إياك نعبد، تعبير بالاسم الظاهر وهو اسم الجلالة وصفاته ، ولأهل البلاغة عناية بالالتفات لأن فيه تجديد أسلوب التعبير عن المعنى بعينه»[23]. ومعنى (نعبد) كما ورد في قولة الحرالي:« تبلغ الغاية في أنحاء التذلل»[24]، وأعقبه بقوله مكررا للضمير حثًّا على المبالغة في طلب العون ( وإياك نستعين) إشارة إلى أن عبادته لا تتهيأ إلا بمعونته وإلى أن ملاك هذه الهداية بيده. فانظر كيف ابتدأ سبحانه بالذات ثم دل عليه بالأفعال ثم رقي إلى الصفات ثم رجع إلى الذات إيماء إلى أنه الأول والآخر المحيط، «فلما حصل الوصول إلى شعبة من علم الأفعال والصفات علم الاستحقاق للأفراد بالعبادة فعلم العجز عن الوفاء بالحق فطلب الاعانة» [25]. وقد قدم الضميرلحصر العبادة والاستعانة بالهة وحده وقدمت العبادة على الاستعانة لأن الاستعانة ثمرتها، وإعادة إياك مع الفعل الثاني تفيد أن كلا من العبادة والاستعانة مقصود بالذات [26]. وقد أتى بنون الجمع في ( نعبد ) و ( نستعين) والمتكلم واحد. وأشار بقوله:( اهدنا الصراط المستقيم) «تلقينا لأهل لطفه وتنبيها على محل السلوك الذي لا وصول بدونه، وهذا الصراط الأكمل وهو المحيط المترتب على الضلال الذي يعبر به عن حال من لا وجهة له» [27]، والصراط مستعار لمعنى الحق الذي يبلغ به مدركه إلى الفوز برضى الله، والمستقيم اسم فاعل وهو الذي لا عوج فيه، [28] وهنا استعارة تصريحية حيث شبه الدين الحق بالصراط المستقيم الذي ليس به أدق انحراف، «ووجه الشبه بينهما أن الله سبحانه وتعالى وإن كان متعاليا عن الأمكنة لكن العبد الطالب الوصول لا بد له من قطع المسافات، ومس الآفات ليكرم بالوصول  والموافاة» [ 29]. ثم أكد سبحانه وتعالى الإخبار بأن ذلك لن يكون إلا بإنعامه منبها بهذا التأكيد الذي أفاده الابدال على عظمة هذا الطريق، فقال: «( صراط الذين أنعمت عليهم) أشار هنا إلى أن الاعتصام به في اتباع رسله، ولما كان سبحانه عام النعمة لكل موجود عدوا كان أو وليا، وكان حذف المنعم به لإرادة التعميم من باب تقليل اللفظ لتكثير المعنى،  فكان من المعلوم أن محط السؤال بعض أهل النعمة وهم أهل الخصوصية»[30]، ثم إن اختيار وصف الصراط المستقيم بأنه صراط الذين أنعمت عليهم دون بقية أوصافه ، وذلك تمهيد البساط للإجابة وهذا ما يسمى بالتفسير بعد الإبهام. ثم أتبع «( غير المغضوب عليهم) أي الذين تعاملهم معاملة الغضبان لمن وقع عليه غضبه وتعرفت ” غير” لتكون صفة للذين بإضافتها إلى الضد فكان مثل الحركة غير السكون، ولما كان المقصود من “غير ” النفي لأن السياق له، وإنما عبر بها دون أداة استثناء دلالة على بناء الكلام بادئ بدء ، على إخراج المتلبس بالصفة وصونا للكلام عن إفهام أن ما يعد أقل ودون لا، ( ولا الضالين) علم مقدار النعمة على القسم الأول وأنه لا نجاة إلا باتباعهم، وأن من حاد عن سبيلهم عامدا أو مخطئا شقي ليشمر أولو الجد عن ساق العزم وساعد الجهد في اقتفاء آثارهم للفوز بحسن جوارهم في سيرهم وقرارهم».[31] فلما صار يذكر الغضب جاء باللفظ منحرفا عن ذكر الغاضب فأسند إليه النعمة لفظا وروي عنه لفظ الغضب تحننا ولطفا. ونجد في السورة حضورا للتسجيع من قبيل (الرحيم/ المستقيم) ( نستعين / الضالين)، ثم الفواصل المؤثرة في النفس القائمة على اتفاق مخارج الحروف أحيانا ( الرحمن/ الدين/ نستعين، حيث يوجد تنويع في فواصل السورة من قبل الحروف ما بين النون والميم .
وقد اشتملت كلمات السورة وتراكيبها على أسرار بلاغية جعلتها في قمة البلاغة والإعجاز

«إن القرآن العظيم كان ولا يزال نبعا فياضا ينهل منه طلاب العلم، فلا هم يرتوون ولا هو ينضب، ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه، يزيدهم علما ويقينا كلما زادوه نظرا وفكرا». فهو الخطاب الرباني الذي «لا يَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ َبيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ». فصلت ، الآية 41. تكفل الله بحفظه من أي تحريف أو تصحيف سهوا أو عمدا، فقال في محكم كتابه: « إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ». الحجر الآية9. «وهو الخطاب المعجِز الذي تحدى الله به خلقه أن يأتوا بمثله «قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ والجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ٍظَهِيرا». الإسراء، الآية 88. فصدق الله ولم يستطع أعلام البيان في عصر الفصاحة إلى ذلك سبيلا، وإن هم عجزوا فسواهم أعجز.

وإن من جوانب الخطاب الإلهي ما اشتمل عليه من تفنن في أساليب البيان، وفخامة التعبير، وكثيرة هي الكتب التي تتحدث عن جزالة لفظه ودقة معناه وبراعة أسلوبه».[1]«إن علم البلاغة من أجلّ العلوم التي تُضرب لها أكباد الإبل وينقب عنها في البلاد، فالبلاغة وثيقة الصلة بإعجاز الكتاب الكريم، بل هي أظهر وجوه إعجازه، وإنما يشرف العلم بشرف ما يبحث فيه، فكان لعلم البلاغة فضيلة وشرف ومزية، حازها لعنايته بأسرار الكلام الكريم وخصائص التعبير في الذكر الحكيم. وعلم بلاغة القرآن علم عظيم النفع جليل القدر، اعتنى به علماء العربية على مختلف مقاصدهم، وحفلت به كتب التفسير وأغنت به كتب علوم القرآن.

والقرآن الكريم هو أعلى أسلوب وأسمى كلام تحققت فيه غاية البلاغة وذروة البيان، وهو أجل ما يمكن أن يبحث فيه عن أسرار الجمال اللغوي، وقد كثر في كتاب الله تعالى تعدد الأساليب وتنوعها مراعاة لما تقتضيه أحوال المخاطبين، إذ كان خطابا للبشر مؤمنهم وكافرهم وكانت تتنزل فيه الآيات على مقتضى اختلاف تلك الأحوال».[2]

ومن هذا المنطلق نتطرق إلى الحديث عن الوجوه البلاغية التي وردت في سورة الفاتحة، وهي موضوع هذا العرض.

دلالات التسمية: سورة الفاتحـة:

سورة الفاتحة من السور ذات الأسماء الكثيرة أنهاها صاحب الاتقان إلى نيف وعشرين بين  ألقاب وصفات جرت على ألسنة القراء من عهد السلف، فأما تسميتها فاتحة الكتاب فقد ثبتت في السنة في أحاديث كثيرة منها قول النبي صلى الله عليه وسلم :«لا صلاة لمن لا يقرأ بفاتِحة الكِتابِ» [3]. وفاتحة مشتقة من الفتح وهو إزالة حاجز عن مقصود، ولوجه فصيغتها تقتضي أن موصوفها شيء يزيل حاجزا، وليس مستعملا في حقيقته بل مستعملا في معنى أول الشيء تشبيها للأول بالفاتح؛ لأن الفاتح للباب هو أول من يدخل، فقيل الفاتحة في الأصل مصدر بمعنى الفتح كالكاذبة، وإنما سمي أول الشيء بالفاتحة إما تسمية للمفعول بالمصدر الآتي على وزن مبدأ المصدر، وإما على اعتبار الفاتحة اسم فاعل ثم جعلت اسما لأول الشيء؛ إذ بذلك الأول يتعلق الفتح بالمجموع، فالأصل فاتح الكتاب وأدخلت عليه هاء التأنيث دلالة على النقل من الوصفية إلى الاسمية، أي إلى معاملة الاسم في الدلالة على ذات معينة لا على ذي وصف مثل الغائبة في قوله تعالى: «وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين». النمل77.[4]

ففاتحة الكتاب وَصْف وُصِف به مبدأ القرآن وعومل معاملة الأسماء الجنسية، ثم أضيف إلى الكتاب ثم صار هذا المركب علما بالعلمية على هذه السورة.[5]وقد سميت بأم القرآن، وذكروا لتسميتها بذلك وجوها ثلاثة: «أحدها أنها مبدأ القرآن ومُفتَتَحه فكأنما هي  أصله ومنشؤه، يعني افتتاحه الذي هو وجود أول أجزاء القرآن قد ظهر فيها، فجعلت كالأم للولد في أنها الأصل والمنشأ.

الثاني أن محتوياتها تشتمل على أنواع مقاصد القرآن، وهي ثلاثة أنواع: الثناء على الله ثناء جامعا لوصفه بجميع المحامد وتنزيهه من جميع النقائص، ولإثبات تفرده بالإلهية وإثبات البعث والجزاء، وذلك من قوله ( الحمد لله) إلى قوله ( ملك يوم الدين)، والأوامر والنواهي من قوله ( صراط الذين) إلى آخرها»[6].

«الثالث أنها تشتمل معانيها على  جميع معاني القرآن من الحكم النظرية والأحكام العملية، فإن معاني القرآن إما علوم تقصد معرفتها، وإما أحكام يقصد منها العمل بها. وأما تسميتها بالسبع المثاني فهي تسمية ثبتت بالسنة، ففي صحيح البخاري عن أبي  سعيد ابن المعلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الحمد لله رب العالمين” هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته. ووجه تسميتها بذلك أنها سبع آيات باتفاق القراء والمفسرين».[7]

وقد وضعت سورة الفاتحة في أول السور لأنها تنزل منها منزل ديباجة الخطبة أو الكتاب مع ما تضمنته من أصول مقاصد القرآن، وذلك شأن الديباجة من براعة الاستهلال. وهي سورة مكية وآياتها سبع ؛ حيث إنها أول القرآن في الترتيب لا في النزول، «وهي على قصرها ووجازتها قد حوت معاني القرآن العظيم واشتملت على مقاصده الأساسية بالإجمال، فهي تتناول أصول الدين وفروعه، تتناول العقيدة والعبادة والتشريع والاعتقاد باليوم الآخر، والإيمان بصفات الله الحسنى وإفراده بالعبادة، والاستعانة والدعاء والتوجه إليه عز وجل بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان  ونهج سبيل الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم ولا الضالين، وفيها الأخبار عن قصص  الأمم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء ومنازل الأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه، إلى غيرها من المقاصد والأغراض والأهداف».[8]سورة الفاتحة

سورة الفاتحة وأوجه الإعجاز البلاغي:

ابتدأت السورة الكريمة بالبسملة، «وهي اسم لكلمة باسم الله، صيغ هذا الاسم على مادة مؤلفة من حروف الكلمتين ( باسم) و ( الله) على طريقة تسمى النحت، وهو صوغ فعل ماضٍ على زنة فعلل مؤلفة مادته من حروف جملة، أو حروف مركب إضافي مما ينطق به الناس، اختصارا عن ذكر الجملة كلها، بقصد التخفيف لكثرة دوران ذلك على الألسنة».[9]

وأشار البقاعي ( ت 885 هـ) في كتابه  نظم الدرر في تناسب الآيات والسور: إلى قولة للحرالي، في تفسيره في  غريب ألفاظ البسملة حيث قال :«إن الباء معناها أظهره الله سبحانه من حكمة التسبيب “الاسم”؛ ظهور ما غاب أو غمض للقلوب بواسطة الآذان على صورة الأفراد، (الله) اسم ما تعنو إليه القلوب عند موقف العقول فتأله فيه أي تتحير فتتألهه وتلهو به، أي تغني به عن كل شيء ،( الرَّحمن) شامل الرحمة لكافة ما تناولته الربوبية، ( الرحيم) خاص الرحمة بما ترضاه الإلهية».[ 10]

ولما أثبت بقوله:  «(الحمدُ للهِ) أنه المستحق لجميع المحامد لا لشيء غير ذاته الحائز لجميع الكمالات، أشار إلى أنه يستحقه أيضا من حيث كونه ربا مالكا منعما فقال ( رب)»[11] ، فالحمد لله جملة خبرية لفظا إنشائية معنى[12]، وفي قوله ( لله) فن الاختصاص للدلالة على أن جميع المحامد مختصة به.[13]  فلما كان الحال بهذه المثابة استعمل لفظ الحمد لتوسطه مع الغيبة في الخبر، ولم يقل الحمد لك [ 14].

وأشار بقوله:« (العالمين) إلى ابتداء الخلق تنبيها على الاستدلالات بالمصنوع على الصانع وبالبداءة على الإعادة كما ابتدأ التوراة بذلك»[ 15]، «وهو وصف لاسم الجلالة، فإنه بعد أن أسند الحمد إلى اسم ذاته تعالى تنبيها على الاستحقاق الذي عقب بالوصف وهو الرب ليكون الوصف متعلقا به أيضا لأن وصف المتعلق متعلق أيضا».[ 16]ولما كانت مرتبة الربوبية لا تستجمع الصلاح إلا بالرحمة أَتْبع ذلك بصفتي: « ( الرحمن الرحيم) وهما وصفان مشتقان من رحم» [ 17]، وذلك ترغيبا في لزوم حمده وهي تتضمن تثنية تفصيل ما شمله الحمد أصلا[ 18]. فأصل الرحمة من مقولة الانفعال وآثارها من مقولة الفعل، «فإذا وُصِف موصوف بالرحمة كان معناه حصول الانفعال المذكور، وإذا أخبر عنه بأنه رحم غيره فهو على معنى صدر عنه أثر من آثار الرحمة، إذ لا تكون تعدية فعل رحم إلى المرحوم إلا  على هذا المعنى فليس لماهية الرحمة جزئيات وجودية، فوصف الله تعالى بصفات الرحمة في اللغات ناشئ على مقدار عقائد أهلها فيما يجوز على الله ويستحيل، وبهذا الصدد قال الجمهور: «إن الرحمان أبلغ من الرحيم بناء على أن زيادة المبنى تؤذن بزيادة المعنى».[19]

 ولما كان الرب المنعوت بالرحمة قد لا يكون مالكا، وكانت الربوبية لا تتم إلا بالملك المفيد لتمام التصرف، وكان المالك قد لا يكون مالكا، ولا يتم ملكه إلا بالملك المفيد للعزة، المقرون بالهيبة المثمرة للبطش والقهر، المنتج لنفوذ الأمر أتبع ذلك بقوله ( ملك يوم الدين) ترهيبا من سطوات مجده،[20] وذلك إشارة إلى أنه ولي التصرف في الدنيا والآخرة ، وكلمة ملك ترجع تصاريفها إلى معنى الشدة والضبط[21] ويوم الدين في الظاهر هو يوم ظهور انفراد الحق، بإمضاء المجازاة حيث تسقط دعوى المدعين، وهو أول يوم الحشر إلى الخلود فالأبد. فلما استجمع الأمر استحقاقا وتحبيبا وترغيبا وترهيبا، كان من شأن كل ذي لب الإقبال عليه وقصر الهمم عليه، فقال عادلا عن أسلوب الغيبة، إلى الخطاب لهذا مقدما للوسيلة على طلب الحاجة لأنه أجدر بالاجابة ( إيّاك)؛ أي يا من هذه الصفات صفاته نعبد إرشادا لهم إلى ذلك[22]، وقد كان قوله تعالى: « ( إياك نعبد) التفاتا لأن ما سبق من أول السورة إلى قوله إياك نعبد، تعبير بالاسم الظاهر وهو اسم الجلالة وصفاته ، ولأهل البلاغة عناية بالالتفات لأن فيه تجديد أسلوب التعبير عن المعنى بعينه»[23]. ومعنى (نعبد) كما ورد في قولة الحرالي:« تبلغ الغاية في أنحاء التذلل»[24]، وأعقبه بقوله مكررا للضمير حثًّا على المبالغة في طلب العون ( وإياك نستعين) إشارة إلى أن عبادته لا تتهيأ إلا بمعونته وإلى أن ملاك هذه الهداية بيده. فانظر كيف ابتدأ سبحانه بالذات ثم دل عليه بالأفعال ثم رقي إلى الصفات ثم رجع إلى الذات إيماء إلى أنه الأول والآخر المحيط، «فلما حصل الوصول إلى شعبة من علم الأفعال والصفات علم الاستحقاق للأفراد بالعبادة فعلم العجز عن الوفاء بالحق فطلب الاعانة» [25].

وقد قدم الضميرلحصر العبادة والاستعانة بالهة وحده وقدمت العبادة على الاستعانة لأن الاستعانة ثمرتها، وإعادة إياك مع الفعل الثاني تفيد أن كلا من العبادة والاستعانة مقصود بالذات [26]. وقد أتى بنون الجمع في ( نعبد ) و ( نستعين) والمتكلم واحد. وأشار بقوله:( اهدنا الصراط المستقيم) «تلقينا لأهل لطفه وتنبيها على محل السلوك الذي لا وصول بدونه، وهذا الصراط الأكمل وهو المحيط المترتب على الضلال الذي يعبر به عن حال من لا وجهة له» [27]، والصراط مستعار لمعنى الحق الذي يبلغ به مدركه إلى الفوز برضى الله، والمستقيم اسم فاعل وهو الذي لا عوج فيه، [28] وهنا استعارة تصريحية حيث شبه الدين الحق بالصراط المستقيم الذي ليس به أدق انحراف، «ووجه الشبه بينهما أن الله سبحانه وتعالى وإن كان متعاليا عن الأمكنة لكن العبد الطالب الوصول لا بد له من قطع المسافات، ومس الآفات ليكرم بالوصول  والموافاة» [ 29].

ثم أكد سبحانه وتعالى الإخبار بأن ذلك لن يكون إلا بإنعامه منبها بهذا التأكيد الذي أفاده الابدال على عظمة هذا الطريق، فقال: «( صراط الذين أنعمت عليهم) أشار هنا إلى أن الاعتصام به في اتباع رسله، ولما كان سبحانه عام النعمة لكل موجود عدوا كان أو وليا، وكان حذف المنعم به لإرادة التعميم من باب تقليل اللفظ لتكثير المعنى،  فكان من المعلوم أن محط السؤال بعض أهل النعمة وهم أهل الخصوصية»[30]، ثم إن اختيار وصف الصراط المستقيم بأنه صراط الذين أنعمت عليهم دون بقية أوصافه ، وذلك تمهيد البساط للإجابة وهذا ما يسمى بالتفسير بعد الإبهام. ثم أتبع «( غير المغضوب عليهم) أي الذين تعاملهم معاملة الغضبان لمن وقع عليه غضبه وتعرفت ” غير” لتكون صفة للذين بإضافتها إلى الضد فكان مثل الحركة غير السكون، ولما كان المقصود من “غير ” النفي لأن السياق له، وإنما عبر بها دون أداة استثناء دلالة على بناء الكلام بادئ بدء ، على إخراج المتلبس بالصفة وصونا للكلام عن إفهام أن ما يعد أقل ودون لا، ( ولا الضالين) علم مقدار النعمة على القسم الأول وأنه لا نجاة إلا باتباعهم، وأن من حاد عن سبيلهم عامدا أو مخطئا شقي ليشمر أولو الجد عن ساق العزم وساعد الجهد في اقتفاء آثارهم للفوز بحسن جوارهم في سيرهم وقرارهم».[31] فلما صار يذكر الغضب جاء باللفظ منحرفا عن ذكر الغاضب فأسند إليه النعمة لفظا وروي عنه لفظ الغضب تحننا ولطفا.

ونجد في السورة حضورا للتسجيع من قبيل (الرحيم/ المستقيم) ( نستعين / الضالين)، ثم الفواصل المؤثرة في النفس القائمة على اتفاق مخارج الحروف أحيانا ( الرحمن/ الدين/ نستعين، حيث يوجد تنويع في فواصل السورة من قبل الحروف ما بين النون والميم .وقد اشتملت كلمات السورة وتراكيبها على أسرار بلاغية جعلتها في قمة البلاغة والإعجاز.

1- مقدمة كتاب اتساع الدلالة في الخطاب القرآني، د/ محمد نور الدين المنجد، ص: 15/16..

2-  من كتاب بلاغة القرآن الكريم، ظافر بن غرمان العمري، ص: 4.

3- أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الآذان، باب: ” وجوب القراءة للإمام والمأموم كلها” حديث رقم 756. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب “الصلاة”، باب: “وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة”، حديث رقم 394.الراوي: عبادة بن الصامت.

4 –  التحرير والتنوير، تأليف الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور، ص: 131

5- نفسه، ص: 132.

6 –  التحرير والتنوير، ص: 133

7 –  نفسه: ص: 135

8- صفوة التفاسير، ج1، ص: 24.

9-التحرير والتنوير، ص: 137.

10 – نظم الدرر في تناسب الآيات والسور، ص: 13

11-  نفسه، ص: 14.

12 –  صفوة التفاسير، ص: 26.

13- إعراب القرآن الكريم وبيانه، محيي الدين الدرويش، ج1، ص: 30.

14 – نفسه، ص: 32

15- نظم الدرر، ص: 14.

16- التحرير والتنوير، ص: 166

17- التحرير والتنوير، ص: 169

18- نظم الدرر، ص: 14

19- التحرير والتنوير، ص:169/170/171

20- نظم الدرر، ص: 14.

21- التحرير، ص: 175

22- نظم الدرر، ص: 16

23- التحرير والتنوير، ص: 179

24- نظم الدرر، ص: 16

25- نظم الدرر، ص: 16

26- إعراب القرآن الكريم، ص:31 

27- نظم الدرر، ص: 17/18

28- التحرير، ص: 191

29- إعراب القرآن الكريم، ص:33

30- نظم الدرر، ص: 18

31- نفسه، ص: 18.

– اتساع الدلالة في الخطاب القرآني.د. محمد نور الدين المنجد، تقديم الأستاذ الدكتور سعيد الأيوبي. الطبعة الأولى 1431/2010.

– إعراب القرآن الكريم وبيانه، تأليف الأستاذ محيي الدين الدرويش، المجلد1. دار اليمامة، دمشق بيروت. دار ابن كثير، دمشق بيروت. دار الإرشاد للشؤون الجامعية، حمصسورية. الطبعة الحادية عشرة. 1432/2011.

– بلاغة القرآن الكريم: دراسة في أسرار العدول في استعمال صيغ الفعل.د/ ظافر بن غرمان العمري. الطبعة الأولى. 1429/ 2008.

– تفسير التحرير والتنوير، تأليف سماحة الأستاذ الإمام الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور. المجلد1. دار سحنون للنشر والتوزيع.

– صفوة التفاسير، تأليف محمد علي الصابوني. ج1، دار القرآن الكريم  بيروت.

– نظم الدرر في تناسب الآيات والسور. للإمام برهان الدين أبي الحسن إبراهيم بن عمر البقاعي ( المتوفى سنة 885 هـ). خرج آياته وأحاديثه ووضع حواشيه عبد الرزاق غالب المهدي. ج1، الطبعة الثالثة. دار الكتب العلمية. 1427/ 2006.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق