مركز دراس بن إسماعيل لتقريب المذهب والعقيدة والسلوكمفاهيم

مصطلح التقوى2

ذ.ة أسماء المصمودي 

باحثة بمركز دراس بن إسماعيل         

       

أما في الحديث النبوي الشريف فقد روى مسلم في الصحيح من حديث ابن عون وغيره – (أخبرنا) أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو بكر بن اسحاق أنبأ أبو المثنى ومحمد بن عيسى بن السكن وهشام بن علي قالوا ثنا عبد الله بن مسلمة القعنبى ثنا داود بن قيس عن أبى سعيد مولى عامر بن كريز عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :” لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تناجشوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى هاهنا يشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه”[1] . أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بمجموعة من القيم التي يجب أن تراعى في المعاملة بين الناس، وذلك باجتناب  كل النقائص والرذائل التي من شأنها أن تسير بالمجتمع الإنساني عامة والإسلامي خاصة إلى التفكك والانحراف، فجاء الحديث فيه بعد إصلاحي ضابطه التقوى التي موضعها القلب، ومن ثمة تغدو حالا يستقر في تلك المضغة الصغيرة التي إذا صلحت صلح بها الجسد والجوارح، فيصبح أمرها قائما بأوامر الله منتهيا عن عصيانه سواء في الأعمال  الظاهرة أو الأحوال الباطنية.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال : جاء رجل إلى النبي  صلى الله عليه وسلم، فقال : أوصني. فقال له : عليك بتقوى الله، فإنه جماع كل خير، وعليك بالجهاد، فإنه رهبانية المسلم، وعليك بذكر الله، فإنه نور لك ” .وردت التقوى في الحديث النبوي الشريف بمفهوم  العمل الذي  يجلب كل خير، إلى جانب الجهاد الذي يحقق للمسلم الجمع بين معاشرة الناس والتفرغ عن عمل الدنيا والاشتغال بما فيه سنام الدين، ثم الذكر الذي تعد حلقه من رياض الجنة بأنوارها وتجلياتها، كل هذه الثمار من شأنها أن تحقق لممتثلي هذه الأعمال من المسلمين، والمتنعمين بأفضالها بلوغ مكارم الأخلاق التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ثمّ التجلي والتحليق في سماء الفضائل مكلّلين بتاج التقوى .ومن كثرة ما حث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه على التقوى في مواقف عديدة جعلها الصحابة ـ ذاتهم ـ وصية لبعضهم البعض اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما غنموا من الخيرات إثر التشبت بعراها، فقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا محمد بن طاهر بن يحيى حدثنى أبى ثنا محمد بن أبى خالد القراء ثنا أبي ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:” إن أكيس الكيس التقوى وأحمق الحمق الفجور”[2] . من خلالا الأحاديث النبوية الشريفة وقول أبي بكر الصديق رضي الله عنه نستشف بأن التقوى حصن المؤمن في أعماله و ورياضه الذي يرتاع منه كل الخيرات في أعماله وأحواله ، وكلاهما يسمو بإنسانيته إلى أفق الطمأنينة واليقين. 

 

 


[1] (رواه مسلم في الصحيح عن القعنبى السنن الكبرى للبيهقي ج2ص92)

[2] سنن الكبرى للبيهقي ج6/353 الشاملة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق