الرابطة المحمدية للعلماء

مسلمو ألمانيا ينددون بنشر ملصقات تشوه صورة الإسلام

نددت أربع منظمات إسلامية رئيسية في ألمانيا بنشر ملصقات تشوه صورة الإسلام والمسلمين وتهدف إلى مكافحة ما يسمى بـ”انتشار التطرف الديني” بين الشبيبة المسلمة في البلاد.

وانضم حزبا الخضر والاشتراكي الديمقراطي المعارضان والهيئة الألمانية لمكافحة التمييز والحزب الديمقراطي الحر -الذي يعد الشريك الثاني في حكومة المستشارة أنجيلا ميركل- مع المجلس الأعلى للمسلمين وهيئة الشؤون الدينية التركية واتحاد المراكز الثقافية الإسلامية والجمعية الإسلامية البوسنية، في انتقاداتهم لحملة الملصقات الأمنية، وطالبوا بإلغاء الحملة فورا.

وكلفت حملة الملصقات المثيرة للجدل مبلغ 300 ألف يورو وتم نشرها على مواقع بالأنترنت وفي بعض الصحف الألمانية، وتعتزم وزارة الداخلية تعميمها بالصحف التركية الصادرة في ألمانيا وبمحطات الترام والمترو والأماكن العامة في الأحياء التي يتركز فيها المسلمون بالمدن الألمانية الكبرى مثل برلين وهامبورغ وبون.

وتطالب الحملة أولياء أمور وأسر الشبيبة المسلمة بالتواصل بهيئة جديدة لمكافحة ما أسمته “التطرف الإسلامي” أسستها وزارة الداخلية الألمانية بهدف تقديم استشارات متخصصة لحماية وإنقاذ الشبان المسلمين من الانزلاق إلى التطرف الديني.

وحملت الملصقات عنوانا بارزا هو (مفقود)، وفيها صور لثلاثة شبان مسلمين وشابة ترتدي الحجاب، يتوسطها صورة لشاب اسمه أحمد كتب أسفلها “هذا ابننا أحمد تغير وظهرت عليه علامات التطرف والانعزال، وأصبح غريبا علينا ونخشى من فقده تماما وانزلاقه مع التيارات المتطرفة والجماعات الإرهابية”، بجانب بيانات الاتصال بالهيئة الجديدة لمكافحة التطرف.

وذكرت متحدثة باسم الداخلية الألمانية أن المنظمات الإسلامية الأربع على علم بملصقات حملة مكافحة التطرف، إلا أن المنظمات نفت إطلاعها على هذه الملصقات أو تلقيها من الداخلية أي مخاطبة كتابية بشأنها.
وقالت المنظمات في بيان لها “إن الملصقات هي مشروع أحادي لوزارة الداخلية التي تجاهلت انتقادات سابقة أبدتها تجاه الحملة وتغاضت عن مقترحات قدمتها المنظمات إليها بشأن مكافحة التطرف”، وأضافت “تصوير الملصقات للمسلمين كأشخاص مشتبه فيهم، يهدد بإثارة نزاعات جديدة من لا شيء وإشاعة سوء الظن والشكوك وتهديد التعايش السلمي داخل المجتمع الألماني”.

وأكد نديم إلياس، رئيس مجلس أمناء المجلس الأعلى للمسلمين، أن الحملة تستوجب اعتذار الوزير فريدريش عنها بسبب تجاوزها الحدود وإيحائها لكل من يراها بأن الخطر المحدق بالمجتمع يكمن في المسلمين، مستغربا دعوة الوزير مسلمي البلاد للتعاون مع وزارته ضد التطرف اليميني والإرهاب، في الوقت الذي يتبنى فيه برامج تحول الأقلية المسلمة التي تعرضت لجرائم اليمين المتطرف إلى مجرمين ومشتبه فيهم، وقال “إن ربط حملة الملصقات بين الإسلام والعنف وتهديد الأمن يقدم رسالة خاطئة للمجتمع من شأنها إثارة أجواء عدائية ضد المسلمين”.

من جانبه توقع علي كيزلكايا رئيس المجلس الإسلامي الألماني أن تسهم حملة الملصقات الأمنية في زيادة انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا، وفقا للجزيرة نت.

أما أيدين أوزوغوز نائبة رئيس الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض فأكدت أن ملصقات الداخلية “مكلفة وغير متصورة ومشكوك في جدواها وجاءت بوقت ساد فيه توقع بإطلاق حملة لمكافحة انتشار التيارات اليمينية المتطرفة”، وأنها تحمل مخاطر تمييز ضد المسلمين وتوحي بأن كل مسلم لطيف المظهر يخفي وراءه إرهابيا محتملا.

مفكرة الإسلام بتصرف

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق