
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: أَحِبُّوا الْمَسَاكِينَ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مِسْكِينًا وَأَمِتْنِي مِسْكِينًا وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ الْمَسَاكِينِ.
مساكين ذِكْرٍ عند شيخ وهــادي /// علاَ فِعْلُ مَنْ جَلاَّهُمُ للعباد
مساكين ما عاشوا وإن هم تواردوا /// شَعُوبَ ويوم الخوفِ عند التنادي
مساكينُ فيهمْ أودع القلبُ سِرَّهُ /// وأوصى بأمرين: الفِدا والمُفَادي
مساكين إن قاموا وإن قعدوا وإن /// تَكَسَّرَ تحت القُرْبِ سِفْرُ البِعَاد
مساكينُ في الظل الظليل فؤادهمْ /// كأنَّ الأواني فيهمُ مِنْ رمادِ
مساكينُ قد أَنْضَوْا جُسُوماً عليلةً /// وأحيوا نفوسا بين قافٍ وصادِ
مساكينُ أحببتُ النَّدَى في عيونهمْ /// نهارا، وأحببتُ السَّدَى في الفؤادِ
مساكينُ قد أفنوا معاني الحروف في /// مداد القلوب قبل خلق المدادِ
مساكينُ يرجون النجاةَ وعندهمْ /// رحيقُ الهوى صِرْفاً وزاد المعادِ
مساكينُ إن تطلبهمُ فالردى همُ /// وإن تَشْهَدِ النجوى فشهد الشِّهادِ
مساكين سُكْرٌ في الحبيب أعزهم /// وعز السكارى مُسْلِسٌ للقيادِ
مساكينُ والمرآةُ ترفع صوتهم /// فيرعى به البردينِ بَرْكُ الغِمادِ
مساكين تحدوهمْ حُدَاةٌ وعَبْرَةٌ /// فيرضَى الذي يرضَى بدمع وحادي
مساكينُ يطوون البلاد سُرًى كما /// طوى حِفْظُ كعبٍ سرَّ عهدِ سعادِ