وحدة المملكة المغربية علم وعمرانمعالم

مساجد مدينة مكناس من خلال إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس لابن زيدان الحلقة الثانية: مسجد الأنوار

ومن تأسيسات مولانا إسماعيل بمدينة مكناس، مسجد الأنوار الذي يتميز بمعماره الفريد، وصحنه البديع، وأمر  المولى إسماعيل بإحضار علماء التوقيت، الذين استعملوا البحث والنظر بطرق علماء الفن والاسطرلاب….

وقال ابن زيدان في إتحاف أعلام الناس: ” ومن منشآته أيضا مسجد الأنوار المعروف في العصر الحاضر  (زمن ابن زيدان) بمسجد سوق السباط، ويدل لذلك ما هو منقوش في لوح خشب ببعض جدرانه ولفظه:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما، الحمد لله الذي جعل أهل العلم أنجما يقتدى بهم في كل وقت وزمان، وزين بالاهتداء لهم كل مكان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ومولانا محمد سيد ولد عدنان، وعلى آله وأصحابه ما تتابع الملوان.

هذا وإن مولانا المؤيد بالله الهمام محيي الملة والدين، وسالك سبيل الأئمة المهتدين، المجاهدين في سبيل رب العالمين، أمير المؤمنين مولانا إسماعيل ابن الشريف الحسني أيده الله ونصره، لما أنهى إليه أمر المسجد الذي أنشأه الناظر الأسعد، الموفق الأرشد، أبو عبد الله سيدي محمد بن محمد الكاتب القيسي الأندلسي أصلا ونجارا، الفاسي نشأة ودارا، المسمى بمسجد الأنوار أمر نصره الله بإحضار علماء التوقيت العارفين بدلائل القبلة وهم السيد محمد بن عبد الرحمن المرابط والسيد العربي بن عبد السلام الفاسي والسيد حسيت الكامل، والسيد محمد بن سليمان العونى وحضروا بالمسجد المذكور واستعملوا البحث والنظر بطرق علماء الفن والأسطرلابات والدائرة ومقاييس الشمس… [1].

و جامع الأنوار المعروف بهذا الاسم إلى الزمان الحاضر (زمن ابن زيدان) الذي بابه الأكبر عن يمين الداخل للقصبة الإسماعلية من باب منصور العلج، ففي “زهر البستان”. في نسب أخوال سيدنا زيدان بن مولانا إسماعيل، أن مما شيده مولانا إسماعيل مسجد الأنوار الذي هو لأشتات المحاسن جامع، فمن سوارى رخامية يقارب عددها المائتين، ومن صحن بديع الشكل بهى المنظر رجب المتسع عدم النظير بالعدوتين، بوسطه قبة ارتفعت عن أن تقاس بمثال، قائمة على أعمدة من الرخام مختلفة الأشكال، بزواياها الأربع شبابيك مصنوعة من الخشب أمسكت بصفائح مذهبة أركانها، أرضها مفروشة بالرخام، وسماؤها وشيت من خشب ملون منقوش بأبهى من طرق الحمام، يدخل إليها من جهاتها الأربع وبداخلها خصة رخام لم ير الراؤون مثلها في ضخامة الشكل وسعة الدائرة وإحكام صنعة ترصيف ما أحدق بها من الرخام، وبإزاء القبة بئر أحدق به أربع خصص صغار وإلى جنب كل خصة حوض يمتلئ منها، وبإزاء الصحن المذكور بالركن الذي التقى فيه الربع الشرقى بالربع القبلى منار يرقى فيه بغير مدارج، بل بترصيف مستوى المعارج، مطبق الأعلى فلا يصيب فيه المؤذن حر شمس ولا مطر، ولا ينال بصره من محارم المسلمين قطاف وطر ومن محاسن هذا الجامع أن أسند إليه بربعه القبلى من حيث اتصاله بالربع الشرقى خزانة الكتب مشملة على قبتين قائمة حلقتها على أربعة قوائم من الرخام، وبها من الكتب العلمية ألوف عديدة … إلخ[2]

[1] – إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس ج 1 ص  163 الطبعة الثانية  1990م.

[2] – إتحاف أعلام الناس بجمال حاضرة مكناس ج 1 ص  160 الطبعة الثانية  1990م.

ذة. رشيدة برياط

باحثة بمركز علم وعمران

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق