مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقدية

مركز أبي الحسن الأشعري يشارك في ندوتين دوليتين بتطوان

شارك مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان التابع للرابطة المحمدية للعلماء في الندوة الدولية في موضوع: “التعليم العالي والبحث العلمي في الدراسات الإسلامية رؤية استشرافية في ضوء التحولات المعاصرة” التي نظمها فريق البحث في القيم والمعرفة وماستر التربية والدراسات الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان بشراكة مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي والمركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية بمدينة تطوان خلال يومي 5-6 دجنبر الحالي.

وقد شارك الدكتور جمال علال البختي في جلسة العمل الرابعة والتي ترأسها د.محمد بولوز وكان محورها: ” بناء المناهج الجامعية في الدراسات الإسلامية في ضوء تحديات الواقع المعاصر” بمداخلة تحت عنوان: “الدرس العقدي: واقعه وآفاقه في الجامعات العربية”. تناول فيه بشيء من التفصيل عرض مناهج بعض الجامعات العربية بخصوص الدرس العقدي وآفاق توظيفه من وجهتين اثنتين البعد الرسالي والبعد التعليمي.. والتي كان من نتائجها التوصل إلى بعض الاستنتاجات هي:

1- أن الفكر الكلامي السني كان  وحتى نهاية القرن الخامس الهجري قوة متوقدة وأداة للبناء في وجه الخصوم من الفرق المتواجدة في الساحة الإسلامية التي واجهت المسلمين.

2- وأنه بداية من القرن السادس الهجري دخل علم الكلام في متاهات التراجع عن المواكبة وقصر عن الدفاع عن العقيدة الإسلامية بسبب لجوء مفكريه إلى التجريد بعيدا عن الواقع.

3- ثم في العصر الحالي وانطلاقا مما تم التوصل إليه من مقررات لمواد هذه المناهج بمختلف جامعات العالم العربي وبعض معاهد البحث العلمي فيه والتي اختصت بعلم الكلام الأشعري، يمكن القول إنها في مجملها اكتفت بإحياء المدونة العقدية الكلاسيكية دون الوقوف على الإشكاليات والقضايا المطروحة آنيا على الساحة الفكرية .

4- انطلاقا مما تقدم فإن جل هذه المناهج تعاني من أزمات معقدة ومركبة لارتباط موضوع بحثها بالمنحى النظري التجريدي وعدم تمكنها من الإبداع والتجديد المطلوبين لتنزيل هذه المعتقدات على واقع الناس اليوم.

5- ومن ثم وجب رصد حاجيات الناس اليوم والبحث في إيجاد الحلول لها، ومن ثم فالفكر العقدي الحديث مطالب باختيار المواضيع لحل المشاكل الإيديولوجية المعاصرة.

وقد خلص د.جمال علال البختي في نهاية مداخلته إلى ضرورة ابتكار اقتراحات شكلية ومنهجية سواء من حيث اللغة والمباني والأرضيات والمداخل لتقديم صورة لعلم الكلام المعاصر والكشف عن المداخل الجديدة إسهاما منه في تجديد الفكر الإسلامي وربطه بواقع الناس اليوم. 

وقد شارك في هذه الجلسة إلى جانب د. جمال البختي مجموعة من الباحثين من المغرب ومن خارجه بمواضيع آنية تصب في نفس الاتجاه؛ كموضوع: “الدرس العقدي في مقررات الدراسات الإسلامية”، وموضوع:”مناهج تدريس أصول الفقه في الجامعات العربية”، و”التعليم الإلكتروني في الدراسات الإسلامية”، و”مشكلة التعليم الديني في الجامعة العربية” وغيرها من المداخلات، ثم في الختام فتح باب النقاش أمام المتتبعين من طلبة الماستر والدكتوراة من الذين حضروا هذه الجلسة لإغناء هذا اللقاء العلمي الذي كان قد انطلق قبل يوم بجلسة افتتاحية قدمت خلالها كلمات: لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، ورئيس جامعة عبد المالك السعدي، وكلمة الأمين العام للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ثم كلمة اللجنة المنظمة.

كما شارك المركز في ندوة دولية أخرى حول تحولات الفكر الأندلسي، والتي نظمت من طرف الجمعية المغربية للدراسات الأندلسية بتطوان يومي 11-12 دجنبر تكريما للدكتور محمد رزوق، وذلك من خلال مداخلة الدكتور جمال علال البختي في الجلسة الثانية حول علم الكلام بالأندلس، بعنوان: “أشاعرة الأندلس على عهد المرابطين والموحدين: بحث في خصوصيات الفكر العقدي المغربي خلال القرنين الخامس والسادس”. 

والعمل في عمقه توصيف للتحولات الفكرية التي شهدتها الأندلس ابتداء من تبني المدرسة السنية السلفية إلى ترسيم العقيدة الأشعرية ثم الترويج لها عن طريق التأليف والتميز فيه، ونلخص ذلك في نقطتين بارزتين:

1- الأندلس بين السياسة والعقيدة: وقد عرض فيه د.جمال البختي للجانب التاريخي في اعتقاد الدولة الأموية بالأندلس حيث كان التوجه السلفي السني في العقيدة هو السائد إلى جانب المذهب المالكي في الفقه، والذي أفرز ذلك الموقف المتشدد في وجه علم الكلام والفلسفة. ثم تعزز هذا الاتجاه باتجاه سني آخر عرف بتبنيه منهج أهل الحديث بعد ظهور أشهر مناصريه بقي بن مخلد وابن وضاح.

2- تطورت المدرسة السنية الأندلسية في فترة المرابطين، حين حصل ذلك التقارب بين المدرستين السلفية والأشعرية من أجل مواجهة الفاطميين، ليتحول هذا التقارب إلى تحالف على عهد الموحدين، ومن ثم انتصر الجميع للمذهب الأشعري، مما سمح له بالانتشار والتميز داخل الأندلس والمغرب على حد سواء.

ونشير إلى أن الندوة شملت في جلساتها الحديث عن جوانب متعددة من الفكر الأندلسي إضافة إلى الجانب الكلامي منها: الفلسفة، التصوف، التصوف الفلسفي، الفكر العام والفكر السياسي، الفكر الأسطوري والتاريخي والجغرافي. كما جاء فيها أيضا الحديث عن تاريخ العلوم بالأندلس والكتابة الأدبية والديوانية واللغوية.

 

                                                          متابعة: ذ. منتصر الخطيب 


شارك مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوث العقدية بتطوان التابع للرابطة المحمدية للعلماء في الندوة الدولية في موضوع: 
“التعليم العالي والبحث العلمي في الدراسات الإسلامية رؤية استشرافية في ضوء التحولات المعاصرة”.
التي نظمها فريق البحث في القيم والمعرفة وماستر التربية والدراسات الإسلامية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان بشراكة مع المعهد العالمي للفكر الإسلامي والمركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية بمدينة تطوان خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين.
وقد شارك د. جمال علال البختي في جلسة العمل الرابعة والتي ترأسها د.محمد بولوز وكان محورها: ” بناء المناهج الجامعية في الدراسات الإسلامية في ضوء تحديات الواقع المعاصر” بمداخلة تحت عنوان: “الدرس العقدي: واقعه وآفاقه في الجامعات العربية”. تناول فيه بشيء من التفصيل عرض مناهج بعض الجامعات العربية بخصوص الدرس العقدي وآفاق توظيفه من وجهتين اثنتين البعد الرسالي والبعد التعليمي.. والتي كان من نتائجها التوصل إلى بعض الاستنتاجات هي:
1- أن الفكر الكلامي السني كان  وحتى نهاية القرن الخامس الهجري قوة متوقدة وأداة للبناء في وجه الخصوم من الفرق المتواجدة في الساحة الإسلامية التي واجهت المسلمين.
2- وأنه بداية من القرن السادس الهجري دخل علم الكلام في متاهات التراجع عن المواكبة وقصر عن الدفاع عن العقيدة الإسلامية بسبب لجوء مفكريه إلى التجريد بعيدا عن الواقع.
3- ثم في العصر الحالي وانطلاقا مما تم التوصل إليه من مقررات لمواد هذه المناهج بمختلف جامعات العالم العربي وبعض معاهد البحث العلمي فيه والتي اختصت بعلم الكلام الأشعري، يمكن القول إنها في مجملها اكتفت بإحياء المدونة العقدية الكلاسيكية دون الوقوف على الإشكاليات والقضايا المطروحة آنيا على الساحة الفكرية .
4- انطلاقا مما تقدم فإن جل هذه المناهج تعاني من أزمات معقدة ومركبة لارتباط موضوع بحثها بالمنحى النظري التجريدي وعدم تمكنها من الإبداع والتجديد المطلوبين لتنزيل هذه المعتقدات على واقع الناس اليوم.
5- ومن ثم وجب رصد حاجيات الناس اليوم والبحث في إيجاد الحلول لها، ومن ثم فالفكر العقدي الحديث مطالب باختيار المواضيع لحل المشاكل الإيديولوجية المعاصرة.
وقد خلص د.جمال علال البختي في نهاية مداخلته إلى ضرورة ابتكار اقتراحات شكلية ومنهجية سواء من حيث اللغة والمباني والأرضيات والمداخل لتقديم صورة لعلم الكلام المعاصر والكشف عن المداخل الجديدة إسهاما منه في تجديد الفكر الإسلامي وربطه بواقع الناس اليوم. 
وقد شارك في هذه الجلسة إلى جانب د. جمال البختي مجموعة من الباحثين من المغرب ومن خارجه بمواضيع آنية تصب في نفس الاتجاه؛ كموضوع: “الدرس العقدي في مقررات الدراسات الإسلامية”، وموضوع:”مناهج تدريس أصول الفقه في الجامعات العربية”، و”التعليم الإلكتروني في الدراسات الإسلامية”، و”مشكلة التعليم الديني في الجامعة العربية” وغيرها من المداخلات، ثم في الختام فتح باب النقاش أمام المتتبعين من طلبة الماستر والدكتوراة من الذين حضروا هذه الجلسة لإغناء هذا اللقاء العلمي الذي كان قد انطلق قبل يوم بجلسة افتتاحية قدمت خلالها كلمات: لوزير التعليم العالي والبحث العلمي، ورئيس جامعة عبد المالك السعدي، وكلمة الأمين العام للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، ثم كلمة اللجنة المنظمة.
                                               متابعة: ذ. منتصر الخطيب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق