مركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصةأعلام

محمد بن العربي الأدوزي (ت1323هـ)

د. مصطفى بوزغيبة

باحث بمركز الإمام الجنيد للدراسات والبحوث الصوفية المتخصصة

اسمه ونسبه

محمد بن العربي بن إبراهيم بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن يعقوب السملالي الأدوزي السوسي، الفقيه العلامة المشارك، غزير العلم، وهو من أسرة علمية فاضلة. [1]

مولده ونشأته 

ولد سنة 1248هـ وقيل سنة 1249هـ بقرية “ولتيتة” بسوس، وسكن مراكش مدة كوالده شارح الألفية المسمى: “أيسر المسالك إلى ألفية ابن مالك”، أما جده فشرح: “المرشد المعين على الضروري من علوم الدين” للعلامة عبد الواحد ابن عاشر رحمه الله.

 أخذ محمد بن العربي الأدوزي عن والده فنون العلم وحفظ القرآن الكريم، كما أخذ عن  السيد الحسن بن أحمد التمكدشتي، وقد اضطلع الشيخ محمد بن العربي الأدوزي بمهمة التدريس بالمدرسة الأدوزية بعد وفاة والده، وكانت له همة عالية في التدريس والإفادة، مما جعل وفود طلاب العلم تأتيه من كل أنحاء البلاد، وحرص في دروسه على الرفق بالطلاب وحضهم على العلم، فانتفع به خلق كثير منهم: عبد العزيز الأدوزي، والمحفوظ الأدوزي، والحاج الحسن التاموديزتي، والشيخ الإلغي، والفقيه سيدي الحسن التياسينتي وآخرون.

إسهاماته العلمية والمجتمعية

 ألف كتبا جمة ودواوين عديدة، تشهد له بعلو الكعب وهمة عالية، منها: “حاشية (أيسر المسالك) الذي ألفه والده شرحا على الألفية”، و”الرحلة إلى الحمراء”، و”شرح الرحلة” لم يتم، و”تأليف في بيع الثنيا”، و”تأليف حرر فيه القبلة”، و”نظم في السيرة”، “تشحيذ الأذهان في الأحاجي” و”براءة الذمة في قول بعض الأئمة”، و”حكم اللحن في القرآن” و”أنوار الربيع بأزهار البديع في فن البديع”، و”شرحه”، و”الرسالة المختصرة في فوائد الاستعارات المحررة” و”شرح عليها”، وله نظم على الحكم العطائية.[2]

وما يتميز به الشيخ محمد بن العربي الأَدُوزِي عن معاصريه إتقانه لجملة من الصناعات  اليدوية؛ كالبناء والزخرفة والنجارة والتجليد والطباعة، يقول عنه الزركلي: “وأُولع بإتقان الصناعات اليدوية، فزاول البناء والنجارة والتزويق والتسفير (التجليد) والطباعة والميكانيك، وصنف في هذا كتاب “الحيل” وهو اسمها القديم في العربية”.[3]

كانت له همة في إصلاح المجتمع وتوجيه السلوك العام؛ منها انتقاداته لبعض سلوك الصوفية، وألف في ذلك رسالة، يقول صاحب روضة الأفنان: “كان رحمه الله رجلاً ناسكاً خاشعاً، معرضاً عن الدنيا وذويها، مقبلا على الآخرة وأهاليها، كثير البكاء عند المذاكرة، شديد الشكيمة على أهل البدع (…) وكان آية في حفظ السير، والتنقيب على أخبار الصالحين وأحوال السلف الصالح”،[4] وهو ناصري الطريقة، أخذ الطريقة الناصرية الصوفية على يد والده، وعن القطب سيدي الحسْن بن أحمد، وعليه تدور الطائفة الناصرية.[5]

وفاتــه

توفي محمد بن العربي الأدوزي في 25 من ذي الحجة عام 1323هـ ودفن بلصق أبيه بمقبرة تمشت بأدوز، وقد رثاه مجموعة من العلماء منهم، العلامة السيد الطاهر الإفراني:[6]

قضى المجد حزنا مذ قضي العالم الرضا       وأظلم أفق الديـن من بعد أن أضا

وصرح نبت الدين وانقـض نجمــه        وولى رعيل المكـرُمــات وقوضا

وفاضت دموع العلـم إذ فاض ربهـا        وأصلى الأسى أحشاءه جمرة الغضا

قضى عالم الدنيـا الأدوزي نحبــه         فخلَّف وجدا دائما ما له انقــضا

المصادر المعتمدة:

• الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام، العباس بن إبراهيم السملالي المراكشي، المطبعة الملكية، الرباط، الطبعة الثالثة، 1428هـ/ 2007م.

• المعسول، محمد المختار السوسي، مطبعة النجاح، بدون ط ت.

• الأعلام (قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب والمستعربين والمستشرقين)، لخير الدين الزركلي، دار العلم للملايين، بيروت، لبنان، الطبعة السابعة عشرة، أغسطس، 2007م.

• روضة الأفنان في وفيات الأعيان وأخبار العين وتخطيط ما فيها من عجيب البنيان، تحقيق: حمدي أنوش، منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية أكادير، الطبعة الأولى، 1998م.

• موسوعة أعلام المغرب، تنسيق وتحقيق: محمد حجي، دار الغرب الإسلامي، تونس، الطبعة الثانية، 2008م.

 

 

[1] تنظر ترجمته في: المعسول، 5/ 149-221، الإعلام للمراكشي، 7/ 138-139، موسوعة أعلام المغرب، 2840/7، روضة الأفنان في وفيات الأعيان، 174-186، الأعلام، للزركلي،  266/6.

[2] ينظر: المعسول، 185/5.

[3] الإعلام، للزركلي، 266/6.

[4] روضة الأفنان، 174.

[5] المصدر السابق، 175.

[6] الإعلام، المراكشي، 139/7.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق