مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراثأعلام

محمد الفاسي

يعتبر العلامة محمد بن عبد الواحد الفاسي واحداً من الذين أسسوا للنهضة المعرفية والأدبية الحديثة بالمغرب بعد الاستقلال.
ولد سنة (1908م) بفاس، وبدأ تعليمه بها ثم التحق بفرنسا فحصل على الإجازة من جامعة السُّربون، ثم دبلوم الدراسات العليا من معهد الدراسات الشرقية بباريس، وكان متشبعا بروح الوطنية، والدفاع عن قضايا المغرب ضد الاستعمار الفرنسي، فأسس هو وجماعة من رفاقه الطلبة جمعية للدفاع عن قضية بلاده، وكان معهم من المؤسسين لمجلة “maghreb”مغرب” بتنسيق مع المتعاطفين مع القضية الوطنية من الفرنسيين، كما ساهم في تأسيس «جمعية طلبة شمال إفريقيا» التي كان لها دور كبير في توعية الشباب وتثقيفه إذ ذاك، وكان هو ومجموعة من الطلبة أمثال محمد بن الحسن الوزاني، والحاج عمر بن عبد الجليل ضمن اللجنة التحضيرية للمؤتمر الثالث لطلبة شمال إفريقيا المسلمين سنة (1933م)، مؤتمر كان له دور فعال في الاحتفال بعيد العرش في أنحاء المملكة، رغم تضييق رجال الحماية ومراقبيها، لحد سَجن البعض ممن يشاركون في حفلات ذكراه، وكان كذلك من المؤسسين لـ«جمعية الثقافة العربية» التي كان من أهدافها: تحقيق وحدة طلبة العرب من الخليج إلى الأطلس، ومر  بعض الوقت بجنيف، والتقى بالأمير شكيب أرسلان، وتعاون معه في الدفاع عن القضية العربية، وقضية المغرب بالأخص.

تقلب محمد الفاسي بعد رجوعه في عدة وظائف، وهكذا عُين على التوالي أستاذا بالدار البيضاء،وثانوية مولاي يوسف بالرباط، ثم بمعهد الدروس العليا، والمعهد المولوي الذي أنشأه المرحوم محمد الخامس لتعليم وتربية الأمراء، ومديرا لجامعة القرويين،  وكان أداة وصل بين محمد الخامس، وقيادة الحزب الوطني، فكانت الاجتماعات السرية تنعقد بين الجانبين، ونشأت عنها وثيقة  المطالبة بالاستقلال في 11يناير 1944، وكان من الموقعين عليها.

وبعد الاستقلال عُيّن وزيرا للتربية الوطنية والشبيبة والرياضة سنة 1955م، ثم رئيسا للجامعة المغربية والبحث العلمي سنة 1958م، وانتخب عضوا، ثم رئيسا للمجلس التنفيذي في اليونسكو 1958-1966، وكذلك في العديد من الجامعات الأسيوية والأمريكية، ثم عضوا بالديوان الملكي.

ولِعَ مترجمنا بأدب الرحلات المغربية تحقيقا ونشرا، وهكذا نشر العديد من الأعمال العلمية في هذا المجال: كتحقيق كتاب «أنس الفقير وعز الحقير» لأبي العباس بن قنفذ (ت810هـ)، وكتاب «الإكسير في فكاك الأسير» لأبي عبد الله محمد بن عثمان المكناسي (ت1212هـ)، وتحقيق كتاب «أنس الساري والسارب من أقطار المغارب إلى منتهى الآمال والمآرب والأعاجم والأعارب» لمؤلفه محمد بن أحمد القيسي السراج الملقب بابن مليح (ت1042هـ)، ورحلة العبدري المسماة الرحلة المغربية تحقيقاً وتعليقاً.

ومن مصنفاته كذلك أغاني فاس القديمة باللغة الفرنسية، إلى جانب العديد من المقالات والأبحاث المنشورة في المختلف المجلات المغربية.

وقيل: بلغ ما أنتجه المترجم أزيد من ثلاثمائة مابين مؤلفات، وأبحاث، ودراسات باللغتين العربية والفرنسية.
توفي رحمه الله سنة 1991م.

مصادر ترجمته: معجم المطبوعات المغربية لإدريس بن ماحي القيطوني (ص271)، التأليف ونهضته بالمغرب في القرن العشرين لعبد الله الجراري (ص206-207)، معلمة المغرب (19/6417).

إعداد: ذ. جمال القديم

Science

الدكتور جمال القديم

باحث مؤهل بمركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بالرابطة المحمدية للعلماء،

ومساعد رئيس مركز الدراسات والأبحاث وإحياء التراث بملحقة الدار البيضاء

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. اريد كتاب كامل محمد الفاسي : الموضوع : التعريب ووسائل تحقيقه ضمن مجلة الاصالة .العدد 18/17 نوفمبر/دجنبر 1973bdf

  2. السلام عليكم اريد منكم كتاب الفرنكفونية العدد 18/17 المجلة الاصالة التعريب ووسائل تحقيقه ضمن المجلة الاصالة PDF

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق