مركز ابن أبي الربيع السبتي للدراسات اللغوية والأدبيةدراسات عامة

محاضرات في فقه اللغة

 

تقديم عام: 
فقه اللغة فرع من فروع المعرفة اللغوية، له موضوعه ومنهجه، وإشكالاته ومقاصده، ومؤلفاته ومسائله. 
ولا بد للوقوف على معنى فقه اللغة وضبط مجاله ومقاصده، من الوقوف على مراحل تطور هذا المفهوم في التراث العربي، لاستجلاء معالمه، وتبين مساره. 
إرهاصات المفهوم. 
ظهر مصطلح فقه اللغة في القرن الرابع الهجري، وهذا الظهور المتأخر للمصطلح له أسباب منهجية، ودواع معرفية، ترجع بالأساس إلى كون مباحثه لم تكتمل سوى في مطلع هذا القرن، الذي سبقه إرهاصات ومقدمات كانت ممهدة لظهوره. 
والناظر في اتجاهات التأليف في اللغة في التراث العربي قبل القرن الرابع، يجد أن التأليف قد امتد إلى ضروب من المعرفة اللغوية، يمكن تصنيفها إلى ضربين: 
الأول: مؤلفات ذات طابع منهجي مضبوط، على رأسها التآليف في النحو والصرف والمعجم والبلاغة والأدب، وقد اشتملت هذه التآليف على معالجة الظواهر اللغوية المنتمية لهذه المعارف، معالجة ذات طابع منهجي، وبعد معرفي، بحيث تترتب مسائلها وجزئياتها داخل نسق منظم في الجملة، وقد تطرقت هذه المؤلفات أثناء معالجتها للمادة المعرفية إلى أبواب من البحث اللغوي، وأشاروا إلى مهمات من المباحث، كمسألة الوضع وأولية اللغة، وخصائص العربية، وسنن أهلها في الكلام، ومسألة الترادف والاشتراك ومسألة اللهجات العربية والقول في أصل اللغة والاشتقاق والفروق بين المعاني وضروب الاختلاف الكامنة بين الأساليب، إلى غير ذلك. 
 الثاني: مؤلفات في المسائل المفردة لا يجمعها نسق تأليفي محدد، كالتأليف في الاشتقاق والأضداد والوضع اللغوي، والمولد والمعرب والألغاز اللغوية والإتباع والفروق اللغوية ونحو ذلك.   
وهذه المباحث لم يكن ينتظمها باب جامع، ولا فن مفرد، وإنما هي مسائل متفرقة، ونبذ مختلفة، اشتملت عليها الكتب المصنفة، وتفرقت في التآليف. 
فلما نجم القرن الرابع، كانت هذه المباحث قد كثرت وتشعبت، وتهذبت مناحيها وكثرت مسائلها، بيد أنها لا ينتظمها علم ولا يجمعها كتاب مفرد. 
وانتهت إلى زمان كان فيه كبار أئمة اللغة، مثل ابن دريد ت321هـ ونفطويه ت323هـ وأبي بكر الأنباري ت328هـ وأبي الطيب اللغوي ت351هـ وابن خالويه ت370هـ وأبي علي الفارسي ت377هـ وابن جني ت392هـ وابن فارس ت 395هـ وغيرهم من لغويي القرن الرابع الهجري. 
فتدوولت في مصنفاتهم تلك المسائل، وهذبوها وصنفوا فيها تصانيف؛ 
فصنف ابن خالويه كتاب ليس، وأسماء الأسد، والاشتقاق، وغير ذلك.
وصنف أبو علي الفارسي كتبه النحوية كالتذكرة والإيضاح وغيرها، ونبه فيها على مسائل وأصول. 
وصنف نفطويه كتاب الرد على من يزعم أن العرب يشتق كلامها بعضه من بعض، وكتاب الرد على المفضل بن سلمة في نقضه على الخليل في أن العرب تتكلم طبعاً لا تعلماً. 
وصنف أبو الطيب اللغوي كتابا في الإتباع وكتاب الإبدال وكتاب شجر الدر.
وصنف ابن جني كتابه الماتع الموسوم بالخصائص وكتاب سر صناعة الإعراب وتعاقب العربية والمحاسن في العربية وغيرها. 
وهؤلاء في تصانيفهم قد حاموا حول هذا المفهوم، وعبروا عنه بعبارات قريبة، كالخصائص وسر العربية ونحو ذلك. 
وكان معهم في هذه الطبقة أبو الحسين بن فارس، فوقف على تلك المباحث والمسائل المتفرقة، وهذبها وحرر مسائلها ولخصها في تأليف جامع سماه: “فقه اللغة”
وقد كتب ابن فارس كتابه في آخر حياته، وعنوان الكتاب يشير إلى أنه يعني به نوعين من الدراسة، الأول فقه اللغة والثاني سنن العرب في كلامها.
فكان هذا العمل منه بداية التوظيف لهذا المصطلح، وأول ما استعمل منه، وصار كتابه بعد ذلك عمدة الناظر في هذا الفن، والمرجع الذي لا غنى عنه لطالب العربية. 
ظهور المصطلح. 
ظهر هذا المصطلح كما سلف، في القرن الرابع الهجري عند اللغوي العربي ابن فارس، ت(395هـ)، الذي جعله عنوانا لكتاب المسمى: “الصاحبي في فقه اللغة العربية وسنن العرب في كلامها” وهو المعروف اختصارا ب”الصاحبي”، نسبة للصاحب بن عباد ت(385هـ)1.
وبذلك ظهر مصطلح فقه اللغة لأول مرة في التراث العربي عنوانًا لكتاب، وتسمية لفرع من فروع المعرفة اللغوية. 
وغالب الظن أن يكون ابن فارس هو المقترح لهذه التسمية، ونتساءل هنا عن المعنى الذي أراده بهذه التسمية، وعن الحمولة الدلالية لهذا المصطلح، وعن سبب اختيار مصطلح فقه اللغة وتقديمه على غيره، وقد قال الجاحظ : ولكل صناعة ألفاط قد حصلت لأهلها بعد امتحان سواها فلم تلزق بصناعتهم إلا بعد أن كانت مشاكلا بينها وبين تلك الصناعة .2
وأسماء العلوم والمعارف هي عناوين ملخصة وكلمات جامعة، تختزل مطالب ذلك العلم ومقاصده، وتحقيق معانيها أول مدارج النظر، وآكد مسالك الايتداء. 
وللجواب نعتمد المداخل التالية: 
أولا: معنى لفظة الفقه عند ابن فارس: 
نجد تعريف لفظة الفقه عند ابن فارس، في كتبه التالية مجمل اللغة ومعجم مقاييس اللغة، وحلية الفقهاء، والتعريف الذي ذكره في هذه المصادر الثلاثة، يرجع لمعنى واحد عنده.  
قال في مقاييس اللغة: (فقه) الفاء والقاف والهاء أصل واحد صحيح، يدل على إدراك الشيء والعلم به. تقول: فقهت الحديث أفقهه. وكل علم بشيء فهو فقه. يقولون: لا يفقه ولا ينقه. ثم اختص بذلك علم الشريعة، فقيل لكل عالم بالحلال والحرام: فقيه. وأفقهتك الشيء، إذا بينته لك.3 وقال في حلية الفقهاء: “فقهت الشيء: إذا أدركته، وإدراكك علم الشيء فقه”4
ثانيا: ابن فارس والثقافة الفقهية. 
ذكر في ترجمة ابن فارس؛ أنه كان فقيها على مذهب الشافعي، ثم تحول عنه إلى المذهب المالكي، وأنه كان يناظر في الفقه.
ثالثا: اهتمامه باللغة الفقهية. 
صنف ابن فارس كتابا لطيفا سماه: فتيا فقيه العرب. وهذا النوع من التصنيف راجع إلى اللغة من حيث لطائفها وملحها5وهو قائم على ضرب من الألغاز. كما صنف معجما كتابا في الفقه هو: حلية الفقهاء، وهو معجم للكلمات الفقهية الدائرة على لسان الفقهاء. وكل من كتاب حلية الفقهاء وفتيا فقيه العرب، تنبئان عن التصور الذي كان يصدر عنه ابن فارس، وهو أن الفقه لا بد له من اللغة، وأن الفقهاء بدون معرفتهم باللغة معرفة دقيقة، لا يمكن لهم أن يفهموا مراد الشرع على وجهه. 
رابعا: مناظرته للفقهاء في اللغة. 
ذكر في ترجمة ابن فارس أنه “كان يحث الفقهاء دائما على معرفة اللغة ويلقى عليهم مسائل، ذكرها فى كتاب سماه كتاب فتيافقيه العرب، ويخجلهم بذلك؛ ليكون خجلهم داعيا إلى حفظ اللغة ويقول: من قصّر علمه عن اللغة وغولط غلط”.6    ومن أمثلة ذلك قول ابن فارس: ولقد كلمت بعض من يذهب بنفسه ويراها من فقه الشافعي بالرتبة العليا في القياس، فقلت له: ما حقيقة القياس ومعناه، ومن أي شيء هو? فقال: ليس علي هذا وإنما علي إقامة الدليل على صحته.
فقل الآن في رجل يروم إقامة الدليل على صحة شيء لا يعرف معناه، ولا يدري ما هو. ونعوذ بالله من سوء الاختيار.7
خامسا: مقدمة كتاب فقه اللغة لابن فارس: 
قال الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس أدام الله تأييده: هذا الكتاب “الصاحبي” في فقه اللغة العربية وسنن العرب في كلامها، وإنما عنونته بهذا الاسم، لأني لما ألفته أودعته خزانة الصاحب الجليل كافي الكفاة، -عمَر الله عراصَ العلم والأدب والخير والعدل بطول عمره-، تجملا بذلك وتحسنا، إذ كان ما يقبله كافي الكفاة من علم وأدب مرضيا مقبولا، وما يرذُلُه أو ينفيه منفيا مرذولا، ولأن أحسن ما في كتابنا هذا مأخوذ عنه ومفاد منه. فأقول:
إن لعلم العرب أصلا وفرعا: أما الفرع فمعرفة الأسماء والصفات كقولنا: “رجل” و”فرس” و”طويل” و”قصير”. وهذا هو الذي يبدأ به عند التعلم.
وأما الأصل فالقول على موضوع اللغة وأوليتها ومنشئها، ثم على رسوم العرب في مخاطبتها، وما لها من الافتنان تحقيقا ومجازا.
والناس في ذلك رجلان: رجل شغل بالفرع فلا يعرف غيره، وآخر جمع الأمرين معا، وهذه هي الرتبة العليا، لأن بها يعلم خطاب القرآن والسنة، وعليها يعول أهل النظر والفتيا، وذلك أن طالب العلم العُلْوِي، يكتفي من أسماء “الطويل” باسم الطويل، ولا يضيره أن لا يعرف “الأشَقَّ” و”الأمَقَّ” وإن كان في علم ذلك زيادة فضل.
وإنما لم يضره خفاء ذلك عليه، لأنه لا يكاد يجد منه في كتاب الله جل ثناؤه شيئا، فيُحْوَجَ إلى علمه؛ ويقِلُّ مثلُه أيضا في ألفاظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ كانت ألفاظه -صلى الله عليه وسلم- هي السهلة العذبة.
ولو أنه لم يعلم توسع العرب في مخاطباتها، لَعَيَّ بكثير من علم محكم الكتاب والسنة، ألا تسمع قول الله جل ثناؤه: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} إلى أخر الآية. فسِرُّ هذه الآية في نطقها، لا يكون بمعرفة غريب اللغة والوحشي من الكلام، وإنما معرفته بغير ذلك مما لعل كتابنا هذا يأتي على أكثره بعون الله تعالى.
والفرق بين معرفة الفروع ومعرفة الأصول أن متوسما بالأدب لو سئل عن “الجزم والتسويد” في علاج النوق، فتوقف أو عَيَّ به أو لم يعرفه، لم ينقصه ذلك عند أهل المعرفة نقصا شائنا، لأن كلام العرب أكثر من أن يحصى.
ولو قيل له: هل تتكلم العرب في النفي بما لا تتكلم به في الإثبات، ثم لم يعلمه لنقصه ذلك في شريعة الأدب عند أهل الأدب، لا أن ذلك يُردِدْ دينَه أو يجره لمأثم. فهذا الفصل بين الأمرين.
والذي جمعناه في مؤلفنا هذا؛ مفرق في أصناف العلماء المتقدمين رضي الله عنهم وجزاهم عنا أفضل الجزاء. وإنما لنا فيه اختصار مبسوط، أو بسط مختصر، أو شرح مشكل، أو جمع متفرق. اهـ 
وهذه المقدمة تشتمل على غرض التأليف وسببه الداعي إليه والموضوع الذي يتناوله. وهذه المطالب الثلاثة عليها مدار الكتاب. 
فالغرض من التأليف جمع المسائل المتفرقة في الكتاب، ونظمها تحت باب واحد. 
والسبب هو حاجة الناس إلى علم يضبط لهم فهم الكتاب والسنة، فهما صحيحا. 
والموضوع هو أصول اللغة لا فروعها. 
ومن الواضح أنه يقصد بالفروع درس الألفاظ اللغوية على طريقة المعاجم، أما الأصول وسنن العربية فيعني بها دراسة القوانين العامة، التي تنتظم اللغة، ولعله يعني بفقه اللغة القضايا العامة التي تخضع لها حياة اللغة أما سنن العربية فهي القوانين التي تسير وفقها الاستعمالات اللغوية8.  
وأغلب الظن أن هذا العنوان مأخوذ من لفظة الفقه بمعناها الاصطلاحي وبمعناها اللغوي فقد كان الرجل فقيها فضلا عن الصلة التي كان يراها ابن فارس وغيره من اللغويين العرب بين اللغة والدين على العموم، وبينها وبين الفقه على وجه الخصوص9
سادسا: مواضيع الكتاب: 
اشتمل الكتاب على 33 بابا، وتنوعت مواضيعها، ويمكن تقسيمها إلى قسمين: 
القسم الأول: قضايا لغوية عامة تنزل منزلة الأصول الكلية، تحدث فيها عن أولية اللغة العربية ووضعها وسعة ألفاظها وفضلها وخصائصها وما يتعلق بذلك من التعريف بالخط العربي ومراحله ولهجات العربية.
القسم الثاني: مسائل نحوية وصرفية وصوتية ودلالية وأسلوبية وبلاغية10، تحدث فيها عن أصول هذه الصناعة، وعن عللها ومقاصدها. 
ويمكن القول بأن فقه اللغة عند ابن فارس، هو الدراسة التي تعنى باللغة من حيث أصولها التاريخية، وضوابطها الصوتية، وقضاياها الدلالية وفنونها التعبيرية، وبنيتها التركبيبة. ويكون الغرض من دراستها الوقوف على القوانين الضابطة، والأصول الكلية، والقضايا العامة، والظواهر التي تصاحب اللغة وتؤثر فيها. 
امتداد المصطلح: 
لم ينتشر هذا المصطلح إلا بقدر محدود، وأشهر من استخدمه بعد ابن فارس- لغوي أديب هو الثعالبي، فقد سمى كتابه “فقه اللغة وسر العربية”. 
وبقي المصطلح محدود التوظيف، مقتصرا على هذين الكتابين، ولم يسم به كتاب آخر فيما يظن.
نجد مصطلح فقه اللغة بعد ابن فارس عنوانا لكتاب آخر، ألفه أبو منصور الثعالبي،ت(429هـ) وسماه ب فقه اللغة وسر العربية. 
ولا شك أن الثعالبي قد وقف على كتاب ابن فارس، واعتمده في جملة مصادره11 وينبغي التنبيه إلى أن تسمية الكتاب بفقه اللغة ليس من وضعه، بل هي من وضع الأمير أبي الفضل الميكالي، ت(436هـ) كما تدل عليه عبارة الثعالبي في مقفدمة كتابه فقه اللغة وسر العربية حيث يقول: وقد اخترت لترجمته وما أجعله عنوان معرفته ما اختاره أدام الله توفيقه من “فقه اللغة” وشَفَعْتُهُ بـ “سر العربية” ليكون اسما يوافق مسمَّاه ولفظا يطابق معناه.12 ومعنى هذا أن الثعالبي قد وافق على تسمية كتابه بفقه اللغة، رعاية لمقام صاحبه، وقد زاد عليه بعد ذلك عبارة أخرى في العنوان وهي سر العربية. 
وأبو الفضل الميكالي من الأدباء العلماء، وقد لقي أبا الحسين بن فارس وسمع منه13، وكان له عناية بالمسائل التي ينتظمها فقه اللغة، وكان الثعالبي ممن يحضر مجلسه، ووصفه بأنه “كانت تجري في مجلسه – آنسه الله – نُكَتٌ من أقاويل أئمَّة الأدب في أسرار اللغة وجوامعها ولطائفها وخصائصها مما لم يتنبَّهوا لجمع شمله ولم يتوصَّلوا إلى نظم عقده وإنما اتجهت لهم في أثناء التأليفات وتضاعيف التصنيفات لُمَعٌ يسيرة كالتوقيعات وفِقَرٌ خفيفة كالإشارات”14
وبعد الثعالبي لا نجد ذكرا لهذا المصطلح ولا استعمالا له، وهذا أمر غريب، لكون المصطلح من شأنه تلقيه بالقبول، وهذا إشكال وارد، ندع الحديث عنه إلى حينه. 
ونجد مع ذلك ظهور مصطلحات أخرى مصاحبة، كالخصائص وأسرار العربية15 وأصول النحو16.
وهذه التسمية التي اختارها ابن فارس، هي التي أوحت إلى المحدثين استعمال فقه اللغة في مقابل philology على خلاف في المنهج بين استعمال الغربيين واستعمال العرب.17 
الهوامش:
1وزير غلب عليه الأدب، فكان من نوادر الدهر علما وفضلا وتدبيرا وجودة رأي. استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي ثم أخوه فخر الدولة.ولقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة من صباه، فكان بدعوه بذلك. ترجمه غير واحد، ينظر الأعلام للزركلي 1/316. 
2 الحيوان للجاحظ 3/368. 
3 مقاييس اللغة لابن فارس 4/442.  والعبارة نفسها في كتابه مجمل 1/703. 
4 حلية الفقهاء لابن فارس ص23. 
5 ينظر المزهر للسيوطي 1/9. 
6 إنباه الرواة للقفطي 1/129. 
7ا لصاحبي لابن فارس ص 35. 
8 نفسه 44.
9  نفسه .42.
  10 فقه اللغة للراجحي ص45. 
 11فقه اللغة للثعالبي ص21. 
12 فقه اللغة للثعالبي ص24. 
13 تنظر ترجمته ومشيخته في الوافي بالوفيات للصفدي 19/231. 
14 فقه اللغة وسر العربية للثعالبي ص20. 
15 أسرار العربية لأبي البركات ابن الأنباري. وينظر وفيات الأعيان لابن خلكان 3/139. 
 16يعرف السيوطي أصول النحو بقوله: علم يبحث فيه عن أدلة النحو الإجمالية , من حيث هي أدلته , وكيفية الاستدلال بها , وحال المستدل. ينظر الاقتراح في أصول النحو للسيوطي ص21. 
 17فقه اللغة في الكتب العربية لعبده الراجحي ص41. 

تقديم عام: 

فقه اللغة فرع من فروع المعرفة اللغوية، له موضوعه ومنهجه، وإشكالاته ومقاصده، ومؤلفاته ومسائله.

 ولا بد للوقوف على معنى فقه اللغة وضبط مجاله ومقاصده، من الوقوف على مراحل تطور هذا المفهوم في التراث العربي، لاستجلاء معالمه، وتبين مساره. 

إرهاصات المفهوم. 

ظهر مصطلح فقه اللغة في القرن الرابع الهجري، وهذا الظهور المتأخر للمصطلح له أسباب منهجية، ودواع معرفية، ترجع بالأساس إلى كون مباحثه لم تكتمل سوى في مطلع هذا القرن، الذي سبقه إرهاصات ومقدمات كانت ممهدة لظهوره. 

والناظر في اتجاهات التأليف في اللغة في التراث العربي قبل القرن الرابع، يجد أن التأليف قد امتد إلى ضروب من المعرفة اللغوية، يمكن تصنيفها إلى ضربين:

 الأول:

مؤلفات ذات طابع منهجي مضبوط، على رأسها التآليف في النحو والصرف والمعجم والبلاغة والأدب، وقد اشتملت هذه التآليف على معالجة الظواهر اللغوية المنتمية لهذه المعارف، معالجة ذات طابع منهجي، وبعد معرفي، بحيث تترتب مسائلها وجزئياتها داخل نسق منظم في الجملة، وقد تطرقت هذه المؤلفات أثناء معالجتها للمادة المعرفية إلى أبواب من البحث اللغوي، وأشاروا إلى مهمات من المباحث، كمسألة الوضع وأولية اللغة، وخصائص العربية، وسنن أهلها في الكلام، ومسألة الترادف والاشتراك ومسألة اللهجات العربية والقول في أصل اللغة والاشتقاق والفروق بين المعاني وضروب الاختلاف الكامنة بين الأساليب، إلى غير ذلك. 

 الثاني:

مؤلفات في المسائل المفردة لا يجمعها نسق تأليفي محدد، كالتأليف في الاشتقاق والأضداد والوضع اللغوي، والمولد والمعرب والألغاز اللغوية والإتباع والفروق اللغوية ونحو ذلك.   وهذه المباحث لم يكن ينتظمها باب جامع، ولا فن مفرد، وإنما هي مسائل متفرقة، ونبذ مختلفة، اشتملت عليها الكتب المصنفة، وتفرقت في التآليف. فلما نجم القرن الرابع، كانت هذه المباحث قد كثرت وتشعبت، وتهذبت مناحيها وكثرت مسائلها، بيد أنها لا ينتظمها علم ولا يجمعها كتاب مفرد. وانتهت إلى زمان كان فيه كبار أئمة اللغة، مثل ابن دريد ت321هـ ونفطويه ت323هـ وأبي بكر الأنباري ت328هـ وأبي الطيب اللغوي ت351هـ وابن خالويه ت370هـ وأبي علي الفارسي ت377هـ وابن جني ت392هـ وابن فارس ت 395هـ وغيرهم من لغويي القرن الرابع الهجري.

 فتدوولت في مصنفاتهم تلك المسائل، وهذبوها وصنفوا فيها تصانيف؛ فصنف ابن خالويه كتاب ليس، وأسماء الأسد، والاشتقاق، وغير ذلك.وصنف أبو علي الفارسي كتبه النحوية كالتذكرة والإيضاح وغيرها، ونبه فيها على مسائل وأصول. وصنف نفطويه كتاب الرد على من يزعم أن العرب يشتق كلامها بعضه من بعض، وكتاب الرد على المفضل بن سلمة في نقضه على الخليل في أن العرب تتكلم طبعاً لا تعلماً. وصنف أبو الطيب اللغوي كتابا في الإتباع وكتاب الإبدال وكتاب شجر الدر.وصنف ابن جني كتابه الماتع الموسوم بالخصائص وكتاب سر صناعة الإعراب وتعاقب العربية والمحاسن في العربية وغيرها. وهؤلاء في تصانيفهم قد حاموا حول هذا المفهوم، وعبروا عنه بعبارات قريبة، كالخصائص وسر العربية ونحو ذلك.

 وكان معهم في هذه الطبقة أبو الحسين بن فارس، فوقف على تلك المباحث والمسائل المتفرقة، وهذبها وحرر مسائلها ولخصها في تأليف جامع سماه: “فقه اللغة”وقد كتب ابن فارس كتابه في آخر حياته، وعنوان الكتاب يشير إلى أنه يعني به نوعين من الدراسة، الأول فقه اللغة والثاني سنن العرب في كلامها.فكان هذا العمل منه بداية التوظيف لهذا المصطلح، وأول ما استعمل منه، وصار كتابه بعد ذلك عمدة الناظر في هذا الفن، والمرجع الذي لا غنى عنه لطالب العربية.  ظهور المصطلح. ظهر هذا المصطلح كما سلف، في القرن الرابع الهجري عند اللغوي العربي ابن فارس، ت(395هـ)، الذي جعله عنوانا لكتاب المسمى: “الصاحبي في فقه اللغة العربية وسنن العرب في كلامها” وهو المعروف اختصارا ب”الصاحبي”، نسبة للصاحب بن عباد ت(385هـ)1.

وبذلك ظهر مصطلح فقه اللغة لأول مرة في التراث العربي عنوانًا لكتاب، وتسمية لفرع من فروع المعرفة اللغوية. وغالب الظن أن يكون ابن فارس هو المقترح لهذه التسمية، ونتساءل هنا عن المعنى الذي أراده بهذه التسمية، وعن الحمولة الدلالية لهذا المصطلح، وعن سبب اختيار مصطلح فقه اللغة وتقديمه على غيره، وقد قال الجاحظ : ولكل صناعة ألفاط قد حصلت لأهلها بعد امتحان سواها فلم تلزق بصناعتهم إلا بعد أن كانت مشاكلا بينها وبين تلك الصناعة .2وأسماء العلوم والمعارف هي عناوين ملخصة وكلمات جامعة، تختزل مطالب ذلك العلم ومقاصده، وتحقيق معانيها أول مدارج النظر، وآكد مسالك الايتداء. وللجواب نعتمد المداخل التالية: 

أولا: معنى لفظة الفقه عند ابن فارس: نجد تعريف لفظة الفقه عند ابن فارس، في كتبه التالية مجمل اللغة ومعجم مقاييس اللغة، وحلية الفقهاء، والتعريف الذي ذكره في هذه المصادر الثلاثة، يرجع لمعنى واحد عنده.  قال في مقاييس اللغة: (فقه) الفاء والقاف والهاء أصل واحد صحيح، يدل على إدراك الشيء والعلم به. تقول: فقهت الحديث أفقهه. وكل علم بشيء فهو فقه. يقولون: لا يفقه ولا ينقه. ثم اختص بذلك علم الشريعة، فقيل لكل عالم بالحلال والحرام: فقيه. وأفقهتك الشيء، إذا بينته لك.3 وقال في حلية الفقهاء: “فقهت الشيء: إذا أدركته، وإدراكك علم الشيء فقه”4•

 ثانيا: ابن فارس والثقافة الفقهية. ذكر في ترجمة ابن فارس؛ أنه كان فقيها على مذهب الشافعي، ثم تحول عنه إلى المذهب المالكي، وأنه كان يناظر في الفقه.•

ثالثا: اهتمامه باللغة الفقهية. صنف ابن فارس كتابا لطيفا سماه: فتيا فقيه العرب.

وهذا النوع من التصنيف راجع إلى اللغة من حيث لطائفها وملحها5وهو قائم على ضرب من الألغاز. كما صنف معجما كتابا في الفقه هو: حلية الفقهاء، وهو معجم للكلمات الفقهية الدائرة على لسان الفقهاء. وكل من كتاب حلية الفقهاء وفتيا فقيه العرب، تنبئان عن التصور الذي كان يصدر عنه ابن فارس، وهو أن الفقه لا بد له من اللغة، وأن الفقهاء بدون معرفتهم باللغة معرفة دقيقة، لا يمكن لهم أن يفهموا مراد الشرع على وجهه. 

رابعا: مناظرته للفقهاء في اللغة. ذكر في ترجمة ابن فارس أنه “كان يحث الفقهاء دائما على معرفة اللغة ويلقى عليهم مسائل، ذكرها فى كتاب سماه كتاب فتيافقيه العرب، ويخجلهم بذلك؛ ليكون خجلهم داعيا إلى حفظ اللغة ويقول: من قصّر علمه عن اللغة وغولط غلط”.6  

 ومن أمثلة ذلك قول ابن فارس: ولقد كلمت بعض من يذهب بنفسه ويراها من فقه الشافعي بالرتبة العليا في القياس، فقلت له: ما حقيقة القياس ومعناه، ومن أي شيء هو? فقال: ليس علي هذا وإنما علي إقامة الدليل على صحته.فقل الآن في رجل يروم إقامة الدليل على صحة شيء لا يعرف معناه، ولا يدري ما هو. ونعوذ بالله من سوء الاختيار.7• خامسا: مقدمة كتاب فقه اللغة لابن فارس: 

قال الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس أدام الله تأييده: هذا الكتاب “الصاحبي” في فقه اللغة العربية وسنن العرب في كلامها، وإنما عنونته بهذا الاسم، لأني لما ألفته أودعته خزانة الصاحب الجليل كافي الكفاة، -عمَر الله عراصَ العلم والأدب والخير والعدل بطول عمره-، تجملا بذلك وتحسنا، إذ كان ما يقبله كافي الكفاة من علم وأدب مرضيا مقبولا، وما يرذُلُه أو ينفيه منفيا مرذولا، ولأن أحسن ما في كتابنا هذا مأخوذ عنه ومفاد منه. فأقول:إن لعلم العرب أصلا وفرعا: أما الفرع فمعرفة الأسماء والصفات كقولنا: “رجل” و”فرس” و”طويل” و”قصير”. وهذا هو الذي يبدأ به عند التعلم.

وأما الأصل فالقول على موضوع اللغة وأوليتها ومنشئها، ثم على رسوم العرب في مخاطبتها، وما لها من الافتنان تحقيقا ومجازا.والناس في ذلك رجلان: رجل شغل بالفرع فلا يعرف غيره، وآخر جمع الأمرين معا، وهذه هي الرتبة العليا، لأن بها يعلم خطاب القرآن والسنة، وعليها يعول أهل النظر والفتيا، وذلك أن طالب العلم العُلْوِي، يكتفي من أسماء “الطويل” باسم الطويل، ولا يضيره أن لا يعرف “الأشَقَّ” و”الأمَقَّ” وإن كان في علم ذلك زيادة فضل.وإنما لم يضره خفاء ذلك عليه، لأنه لا يكاد يجد منه في كتاب الله جل ثناؤه شيئا، فيُحْوَجَ إلى علمه؛ ويقِلُّ مثلُه أيضا في ألفاظ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ كانت ألفاظه -صلى الله عليه وسلم- هي السهلة العذبة.ولو أنه لم يعلم توسع العرب في مخاطباتها، لَعَيَّ بكثير من علم محكم الكتاب والسنة، ألا تسمع قول الله جل ثناؤه: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} إلى أخر الآية. فسِرُّ هذه الآية في نطقها، لا يكون بمعرفة غريب اللغة والوحشي من الكلام، وإنما معرفته بغير ذلك مما لعل كتابنا هذا يأتي على أكثره بعون الله تعالى.والفرق بين معرفة الفروع ومعرفة الأصول أن متوسما بالأدب لو سئل عن “الجزم والتسويد” في علاج النوق، فتوقف أو عَيَّ به أو لم يعرفه، لم ينقصه ذلك عند أهل المعرفة نقصا شائنا، لأن كلام العرب أكثر من أن يحصى.ولو قيل له: هل تتكلم العرب في النفي بما لا تتكلم به في الإثبات، ثم لم يعلمه لنقصه ذلك في شريعة الأدب عند أهل الأدب، لا أن ذلك يُردِدْ دينَه أو يجره لمأثم. فهذا الفصل بين الأمرين.والذي جمعناه في مؤلفنا هذا؛ مفرق في أصناف العلماء المتقدمين رضي الله عنهم وجزاهم عنا أفضل الجزاء.

وإنما لنا فيه اختصار مبسوط، أو بسط مختصر، أو شرح مشكل، أو جمع متفرق. اهـ وهذه المقدمة تشتمل على غرض التأليف وسببه الداعي إليه والموضوع الذي يتناوله. وهذه المطالب الثلاثة عليها مدار الكتاب. فالغرض من التأليف جمع المسائل المتفرقة في الكتاب، ونظمها تحت باب واحد. والسبب هو حاجة الناس إلى علم يضبط لهم فهم الكتاب والسنة، فهما صحيحا. والموضوع هو أصول اللغة لا فروعها. ومن الواضح أنه يقصد بالفروع درس الألفاظ اللغوية على طريقة المعاجم، أما الأصول وسنن العربية فيعني بها دراسة القوانين العامة، التي تنتظم اللغة، ولعله يعني بفقه اللغة القضايا العامة التي تخضع لها حياة اللغة أما سنن العربية فهي القوانين التي تسير وفقها الاستعمالات اللغوية8.

 وأغلب الظن أن هذا العنوان مأخوذ من لفظة الفقه بمعناها الاصطلاحي وبمعناها اللغوي فقد كان الرجل فقيها فضلا عن الصلة التي كان يراها ابن فارس وغيره من اللغويين العرب بين اللغة والدين على العموم، وبينها وبين الفقه على وجه الخصوص9•

سادسا: مواضيع الكتاب:

 اشتمل الكتاب على 33 بابا، وتنوعت مواضيعها، ويمكن تقسيمها إلى قسمين:

القسم الأول: قضايا لغوية عامة تنزل منزلة الأصول الكلية، تحدث فيها عن أولية اللغة العربية ووضعها وسعة ألفاظها وفضلها وخصائصها وما يتعلق بذلك من التعريف بالخط العربي ومراحله ولهجات العربية.

القسم الثاني: مسائل نحوية وصرفية وصوتية ودلالية وأسلوبية وبلاغية10، تحدث فيها عن أصول هذه الصناعة، وعن عللها ومقاصدها. ويمكن القول بأن فقه اللغة عند ابن فارس، هو الدراسة التي تعنى باللغة من حيث أصولها التاريخية، وضوابطها الصوتية، وقضاياها الدلالية وفنونها التعبيرية، وبنيتها التركبيبة. ويكون الغرض من دراستها الوقوف على القوانين الضابطة، والأصول الكلية، والقضايا العامة، والظواهر التي تصاحب اللغة وتؤثر فيها. 

امتداد المصطلح: 

لم ينتشر هذا المصطلح إلا بقدر محدود، وأشهر من استخدمه بعد ابن فارس- لغوي أديب هو الثعالبي، فقد سمى كتابه “فقه اللغة وسر العربية”. وبقي المصطلح محدود التوظيف، مقتصرا على هذين الكتابين، ولم يسم به كتاب آخر فيما يظن.نجد مصطلح فقه اللغة بعد ابن فارس عنوانا لكتاب آخر، ألفه أبو منصور الثعالبي،ت(429هـ) وسماه ب فقه اللغة وسر العربية. ولا شك أن الثعالبي قد وقف على كتاب ابن فارس، واعتمده في جملة مصادره11 وينبغي التنبيه إلى أن تسمية الكتاب بفقه اللغة ليس من وضعه، بل هي من وضع الأمير أبي الفضل الميكالي، ت(436هـ) كما تدل عليه عبارة الثعالبي في مقفدمة كتابه فقه اللغة وسر العربية حيث يقول: وقد اخترت لترجمته وما أجعله عنوان معرفته ما اختاره أدام الله توفيقه من “فقه اللغة” وشَفَعْتُهُ بـ “سر العربية” ليكون اسما يوافق مسمَّاه ولفظا يطابق معناه.12 ومعنى هذا أن الثعالبي قد وافق على تسمية كتابه بفقه اللغة، رعاية لمقام صاحبه، وقد زاد عليه بعد ذلك عبارة أخرى في العنوان وهي سر العربية. وأبو الفضل الميكالي من الأدباء العلماء، وقد لقي أبا الحسين بن فارس وسمع منه13، وكان له عناية بالمسائل التي ينتظمها فقه اللغة، وكان الثعالبي ممن يحضر مجلسه، ووصفه بأنه “كانت تجري في مجلسه – آنسه الله – نُكَتٌ من أقاويل أئمَّة الأدب في أسرار اللغة وجوامعها ولطائفها وخصائصها مما لم يتنبَّهوا لجمع شمله ولم يتوصَّلوا إلى نظم عقده وإنما اتجهت لهم في أثناء التأليفات وتضاعيف التصنيفات لُمَعٌ يسيرة كالتوقيعات وفِقَرٌ خفيفة كالإشارات”14وبعد الثعالبي لا نجد ذكرا لهذا المصطلح ولا استعمالا له، وهذا أمر غريب، لكون المصطلح من شأنه تلقيه بالقبول، وهذا إشكال وارد، ندع الحديث عنه إلى حينه. ونجد مع ذلك ظهور مصطلحات أخرى مصاحبة، كالخصائص وأسرار العربية15 وأصول النحو16.وهذه التسمية التي اختارها ابن فارس، هي التي أوحت إلى المحدثين استعمال فقه اللغة في مقابل philology على خلاف في المنهج بين استعمال الغربيين واستعمال العرب.17 

الهوامش:

 

1وزير غلب عليه الأدب، فكان من نوادر الدهر علما وفضلا وتدبيرا وجودة رأي. استوزره مؤيد الدولة ابن بويه الديلمي ثم أخوه فخر الدولة.ولقب بالصاحب لصحبته مؤيد الدولة من صباه، فكان بدعوه بذلك. ترجمه غير واحد، ينظر الأعلام للزركلي 1/316. 

2 الحيوان للجاحظ 3/368. 

3 مقاييس اللغة لابن فارس 4/442.  والعبارة نفسها في كتابه مجمل 1/703. 

4 حلية الفقهاء لابن فارس ص23. 

5 ينظر المزهر للسيوطي 1/9. 

6 إنباه الرواة للقفطي 1/129. 

7ا لصاحبي لابن فارس ص 35. 

8 نفسه 44.

9  نفسه .42.

  10 فقه اللغة للراجحي ص45. 

 11فقه اللغة للثعالبي ص21. 

12 فقه اللغة للثعالبي ص24. 

13 تنظر ترجمته ومشيخته في الوافي بالوفيات للصفدي 19/231. 

14 فقه اللغة وسر العربية للثعالبي ص20. 

15 أسرار العربية لأبي البركات ابن الأنباري. وينظر وفيات الأعيان لابن خلكان 3/139. 

 16يعرف السيوطي أصول النحو بقوله: علم يبحث فيه عن أدلة النحو الإجمالية , من حيث هي أدلته , وكيفية الاستدلال بها , وحال المستدل. ينظر الاقتراح في أصول النحو للسيوطي ص21. 

 17فقه اللغة في الكتب العربية لعبده الراجحي ص41. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق