الرابطة المحمدية للعلماء

مجلة هندية: المغرب.. “معجزة إفريقية رائدة”

أعدت المجلة الاقتصادية الهندية المتخصصة (أفروآسيان)، ضمن عددها الأخير، ملفا خاصا حول المغرب، تحت عنوان “المغرب معجزة إفريقية رائدة تمهد الطريق لمزيد من التقارب بين الهند وإفريقيا”، استعرضت فيه أوجه التعاون التي تربط المغرب بالهند، والتي تمثل بالنسبة لنيودلهي عاملا لا محيد عنه للانفتاح على أسواق القارة السمراء.

وضمنت المجلة غلافها مقتطفا من رسالة وجهها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في افتتاح الاجتماع ال25 لمنتدى (كرانس مونتانا) الذي نظم بالرباط، قال فيه جلالته “وإننا لواثقون بأن قارتنا، بما تزخر به من موارد طبيعية متكاملة، وبما يتوفر عليه الإنسان الإفريقي من مؤهلات، لقادرة على خلق “معجزة إفريقية”، قوامها ضمان الأمن والاستقرار، والنهوض بالتنمية البشرية، وتحقيق التقدم والازدهار لشعوبها”.

وأشارت المجلة إلى أن المملكة المغربية، بجمالها المتميز وساكنتها النشيطة، ترتبط بالعديد من الوشائج الحضارية والعلاقات التجارية مع الهند، مبرزة أن المغرب يتوفر على أوجه كثيرة للتعاون مع الهند، بحكم أنه يوفر موقعا جغرافيا مناسبا وبيئة سياسية ملائمة، وهو ما يمكن أن يشجع على استغلال أمثل للمؤهلات الصناعية والخدماتية التي تضطلع بها الهند، التي تعتبر المغرب قاعدة رئيسية لتقارب أكبر مع البلدان الإفريقية.

وفي هذا الإطار، أكدت المجلة أنه مع وجود بلد رائد كالمغرب على الساحة الإفريقية، فإن مخاوف المستثمرين الهنود بشأن انعدام الأمن والاستقرار ستتلاشى نهائيا، إذ سيجدون موطئ قدم سيمكنهم من انفتاح أفضل على باقي الأسواق الإفريقية.

وذكرت المجلة بأن الهند تعد، منذ فترة طويلة، واحدة من الأسواق الرئيسية للفوسفاط المغربي ومشتقاته، بالإضافة إلى عناصر رئيسية أخرى تتمثل في خامات المعادن والمتلاشيات والمنتجات شبه المصنعة والمواد الكيميائية غير العضوية. أما المواد الرئيسية التي تصدر من الهند إلى المغرب، فتشمل القطن والألياف الصناعية ومعدات النقل والمواد الصيدلانية والأدوات الزراعية والمواد الكيميائية والتوابل.

وأشارت، في هذا الصدد، إلى أن الميزان التجاري هو لصالح المغرب بسبب حجم صادراته من الحمض الفوسفوري والفوسفاط الصخري إلى الهند.

وبخصوص أوجه التعاون بين البلدين، أبرزت المجلة أنه تم تأسيس مشروع مشترك بين الهند والمغرب في قطاع الأسمدة في المغرب يدعى “الشركة الهندية المغربية للفوسفور” (إيماسيد) والتي تقع في الجرف الأصفر، (نحو 150 كلم جنوب الدارالبيضاء)، في نونبر 1999 من قبل شركة شامبال للأسمدة والكيماويات المحدودة التابعة لمجموعة “بيرلا” والمكتب الشريف للفوسفاط من الجانب المغربي، من أجل إنتاج الحمض الفوسفوري.

وفي عام 2005، انضمت شركة “طاطا للكيماويات” المحدودة كشريك ثالث متساو في هذا المشروع المشترك، الذي يعرف إنتاج نحو 430 ألف طن سنويا من الحمض الفوسفوري في الوقت الحاضر.

واستعرضت المجلة نماذج أخرى من التعاون المغربي الهندي في المجال الاقتصادي، منها على الخصوص، إقامة شركة “طاطا موتورز” لمصنع في الدارالبيضاء مختص في هياكل الحافلات، وتفعيل شركة “رانباكسي” لتعاون تقني مع شركة “أفريقيا فار” من أجل توزيع منتجاتها، بعد أن أقامت لهذا الغرض مصنعا بمدينة الدار البيضاء لإنتاج الأدوية فيما نالت شركة “بيبسي كو- الهند” امتياز تعبئة المشروبات في المغرب.

ولفتت المجلة الانتباه إلى أن السيد عبد اللطيف معزوز، وزير التجارة الخارجية سابقا والرئيس المشترك للجنة الاقتصادية المغربية الهندية، كان قد دعا إلى توطيد العلاقات مع نيودلهي من خلال تنويع أكبر للتجارة بين البلدين، عبر الاتفاق على التعاون في مجالات جديدة مثل النسيج والملابس وتكنولوجيا المعلوميات والاتصالات، والسيارات وصناعة الأدوية والصناعات الغذائية، مؤكدا أنه ينبغي تقوية الروابط بين المغرب والهند، بإرساء شراكات بين البلدين تعمل على الاستثمار في المشاريع الهيكلية الكبرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق