مركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصةدراسات عامة

مجالس شيوخ القرآن والقراءات من خلال “برنامج” العلامة القاسم بن يوسف التجيبي (ت‍ 730 ه‍) المجلس الثاني: تلقِّي أصول قراءة نافع بمضمَّن القصيدة الحصرية على الشيخ أبي زيد عبد الرحمان القصري الشهير بابن صاب رزقه

الحمد لله رب العالمين وبه نستعين، وصلوات ربنا وسلامه على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه والتابعين.

وبعد؛

فهذه إشارات إسنادية جلية، متعلقة بمشيخة العلامة القاسم التجيبي (ت‍ 730 ه‍)، في باب تلقي القرآن بقراءاته المعتبرة وأوجهه المقررة، وذلك أنه بعدما جمع القرآن الكريم فأتقن حفظه على الشيخ الضابط ابن صاب رزقه، سَمَتْ به همَّتُه إلى الشـروع في أخذ الروايات الأربع عشـرة المشتهرة عن القراء السبعة أئمة الأقطار، فابتدأ بقراءة الإمام نافع المدني (ت‍ 169 ه‍)، جريا على نهج المغاربة في ترتيب تلقي القراءات عن الشيوخ، إذ جريان العمل عندهم في باب القراءة وتحصيلها؛ على أنه لابد لمريد القراءات والمتجرد لها من الاستعانة على ذلك بالشيخ المتقن الضابط، وذلك لوقفه على وجه الحق في التلقين، لأن القراءة سنة متبعة، يرويها الآخر عن الأول، كما لابد له من حفظ كتاب معتبر جامع لمسائل الخلف القرائي، حتى يأمن التخليط في الاصطلاح ويتجنّب معرّة التركيب بين الطرق والأوجه أو ما أشبه، فلذلك فقد جرى العلامة التجيبي (ت‍ 730 ه‍) على نهج أسلافه في حفظ القرآن الكريم عن شيخ متقن موقف، ثم شرع بعد ذلك بتلقي أصول قراءة نافع وذلك بمضمَّن القصيدة الحصـرية للعلامة المقرئ أبي الحسن علي بن عبد الغني الحصـري القيرواني (ت‍ 488 ه‍)، أحد رواد المدرسة القيروانية العتيدة وفرسانها النجب:   

قال العلامة القاسم التجيبي (ت‍ 730 ه‍): ( … مِنْ مروياتي عن مشايخي الثقات المسندين [[1]] … قصيدة المقرئ الأديب، أبي الحسن علي بن عبد الغني، الفهري القروي الحصري، رحمه الله تعالى، في قراءة نافع رحمه الله، عرضْتها عن ظهر قلب بالمَكْتَب [[2]]، على سيدي الخطيب الصالح،زيد بن صاب رزقه رحمه الله، مرات ذوات عدد، وهي مائتا بيت وتسعة أبيات، وأجازها لنا في الجملة …) [[3]].

فقه المجلس:

والكلام في هذا المجلس من وجهين:

الوجه الأول: تقديم مقرإ الإمام نافع على سائر المقارئ، أصل متبع بالقطر المغربي

وبيان ذلك؛ أن الله سبحانه لما كتب الحفظ لهذا الكتاب المنزل، هيأ له عُصبة أولي بقية، تجردوا لضبط حروفه واختصوا بتصحيح ألفاظه وكلمه، كما تلقوه من النبي صلى الله عليه وسلم ثرّاً غضّا، إذ لم يهملوا منه حركة ولا سكونا ولا إثباتا ولا حذفا ولا داخلهم في شيء منه شك أو ريبة أو ما شابه، فكثر لأجل ذلك القراء والنقاد فامتدَّ حبل عنايتهم حتى طاول الأعصـر والأمكنة، فخلفهم جيل بعد جيل، عرفت طبقاتهم ومنازلهم، إذ كان منهم المتقن للتلاوة الجامع بين الرواية والدراية، كما كان منهم المقتصر على نعوت من ذلك مع وفور الديانة،فكان من جميل الموافقات السماوية وجزيل الاختصاصات الربانية؛ أن حظيت بعض الأقطار بشـرف التَّقدمة لخدمة الكتاب العزيز على بعض، واتفقت الأمة على الانتهاض لقبول قراءات بأعيانها وتركها لأخرى، وفق أصول مقررة في الاختيار، وضوابط محررة في الانتصار، فلذلك قُدّم أبناء المدينة النبوية، على صاحبها أزكى الصلواتوأتمّ التسليم، وأعقبتها مكة المشرفة، ثم سائر أقطار المسلمين، فكان القصد في تقديم قراء المدينة النبوية، والبداءة بهم في دواوين علم القراءات ومصنفاته كنافع؛كمنٌ في جُمَل المعاقد الآتية:

قصد التيمُّن بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومهاجره،قال ابن مجاهد (ت‍ 324 ه‍): (فأول من أبتدئ بذكره من أئمة الأمصار؛ من قام بالقراءة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما بدأت بذكر أهل المدينة، لأنها مهاجَر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعدن الأكابر من صحابته، وبهاحفظ عنه الآخر من أمره،فكان الإمام الذي قام بالقراءة بمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التابعين) [[4]].

وعلى ذلك جرت سنة قدامى المصنفين ومحدثيهم (في السبع أو العشـر، إفرادا أو جمعا)،تصديرامنهم لأسانيد قراء المدينة النبوية وتقديما، وذكر من اشتهر منهم وذاع صيتهوفضله كنافع بن أبي نعيم(ت‍ 169 ه‍) وشيوخه.

تصدرهالمبكّر مجالس الإقراء بالمسجد النبوي في حياة أكابر شيوخه، فقد أخذ القراءة عن رؤوس منجلَّةالتابعين، قد ناهز عددهم السبعين، قال الإمامنافع: (قرأت على سبعين من التابعين أو اثني وسبعين، فنظرت ما اجتمع عليه اثنان؛ أخذته، وما شذ فيه واحد؛ تركته، حتى ألفت هذه القراءات)[[5]]،واشتهر منهم: عبد الرحمان بن هرمز الأعرج المدنيالمتوفى سنة 117 ه‍، (قرأ على أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهما)، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني المتوفى سنة 130 ه‍ (قرأ على أبي هريرة وابن عباس وعبد الله بن عياش المخزومي رضي الله عنهم)، وشيبة بن نصاح المتوفي سنة 130 ه‍ (خَتَن أبي جعفر على ابنته ميمونة) وقد كان أدرك عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما، ومسلم بن جندب الهذلي المتوفي بعد سنة 110(روى عن الزبير بن العوام وابن عمر رضي الله عنهما)، ويزيد بن رومان المدني المتوفى سنة ت‍130ه‍ (عرض على عبد الله بن عياش وابن عباس رضي الله عنهما)، فهؤلاء وغيرهم الذين ذكر نافع أنه أدركهم بالمدينة من الأئمة في القرآن [[6]]قال الأصمعي: مررت بالمدينة رأس مائة؛ ونافع رأس في القراءة [[7]]، وقال الليث بن سعد: قدمت المدينة؛ ونافع إمام الناس في القراءة لا ينازع وشيبة حي[[8]]، وقال ابن وهب: قراءة أهل المدينة سنة، قيل له قراءة نافع ؟ قال: نعم [[9]]،وغير ذلك من الآثار الدالة على مكانة الإمام نافع وعلو منزلته.

استمساكه في اختياراته بالنقل والرواية دون الاستحسان أو النظر، فتلك شريعة أكابر القراء والمجودين، إذ ملاك الأمر عندهم على الأخذ من أفواه الأشياخ المتقدمين، ومعارضة الأئمة المعتبرين،قال الونشريسي (ت‍ 914ه‍): (قال الإمام أبو بكر بن مجاهد في كتاب جامع القراءات: ولم أر أحدا ممن أدركت، من القراء وأهل العلم باللغة وأئمة العربية؛ يرخصون لأحد في أن يقرأ بحرف لم يقرأ به أحد من الأئمة الماضين، وإن كان جائزا في العربية، بل رأيتهم يشددون في ذلك وينهون عنه، ويرون الكراهية له عمن تقدم من مشايخهم، ليلاَّ يجْسـر على القول في القرآن بالرأي أهل الزيغ، وينسبون من فعله إلى البدعة، والخروج على الجماعة، ومفارقة أهل القبلةومخالفة الأمة، قال أبو بكر بن مجاهد: ومتى ما طمع أهل الزيغ في تغيير الحرف والحرفين، غيروا أكثر من ذلك، وعسى أن يتطاول الزمان كذلك، فينشأ قوم فيقول بعضهم: لم يقرأ هذه إلا وله أصل) [[10]].

الوجه الآخر: القصيدة الحصـرية [[11]]في قراءة نافع وامتداد أثرها الأدائي في الأقطار (المغرب والأندلس والمشرق)

الحصرية: وهي قصيدة رائية على بحر الطويل في قراءة الإمام نافع، أحد القراء السبعة، أئمة الأمصار، وقد جرى فيها ناظمها الحصـري على رصد مسائل الخلاف (أصولا وفرشا) بين ورش وقالون، مع تقديم الأول على الآخر، خلافا للسائد المعروف في مدرسة الإمام أبي عمرو الداني ومن سلك نهج اختياراته وطرقه في الترتيب أو التبويب.

وقد انتظمت القصيدة الأصول الأدائية مرتبة في أبوابها على النمط الآتي:

باب التعوذ والبسملة، ذكر فاتحة الكتاب وميم الجمع، ذكر هاء الإضمار، ذكر المد والقصر، ذكر الهمزتين المتفقتين والمختلفتين من كلمة ومن كلمتين، ذكر نقل الحركة إلى الساكن قبلها، ذكر ترتيب الهمزة الساكنة، ذكر إدغام [قد]ولام [هل] و[بل] وتاء التأنيث وإظهارها، ذكر حروف قربت مخارجها، ذكر النون الساكنة والتنوين، ذكر الروم والإشمام، ذكر الإمالة والفتح، ذكر الراءات، ذكر اللامات،ذكر فرش الحروف، ذكر الزوائد.

فهذه جملة أبواب الأصول الأدائية التي اشتملت عليها القصيدة، ويلاحظ أنها تستجيب – في مجملها – لما يحتاج إليه القارئ أولا وفرشا، إلا ما كان من مخالفتها للوضع الذي جرى عليه القراء في تصنيفاهم.

ومن بديع صنعه في هذا القصيد، أنه جعل بين يدي مطلوبه مقدمتين، الأولى نثرية والأخرى نظمية، إذ ضمّن النثرية غرضه من هذا النظم، وأنه عارض بها قصيدة أبي مزاحم الخاقاني(ت‍ 325 ه‍)بالذي يُزري بها ويبذُّها،ويجلّي من قدر قصيدته الحصريةومشمولاتها ويبرز مكانها في باب القول (شعرا وقراءة)، هذا مع ما ألمع به من عرض منهجه في ضبط الخلاف ورصده وما إليه،وأن للناظر فيها والحافظ جداءً وغناءً بها عن غيرها من المصنفات، كما أعرب في المقدمة النظمية عن مقاصده من النظم، وأنه اقتفى نهج التقريب والتدميث لمسائل القراءات وما يتصل به، مع إلحاحه على ركنية فن العربية والإحاطة بفنونها خاصة لمريد التصدر والتفوق وما أشبه، ثم لم يفُتْه جرد أسانيد شيوخه الذين أخذ عنهم، وذكر شيوخ شيوخه مسلسلين، وذلك جريا على عادة المصنفين النظار في هذا العلم الشريف.

قيمتها الأدائية ومنزلتها عند شيوخ الإقراء:

يمكن استجلاء قيمة القصيدة الحصريةوتحسُّسرَجْع صداها القرائي؛من بُعد صيت صاحبها أبي الحسن،الذي تملّك ناصية البيان الشعري وحاز قافية الأداء القرائي، وعقد لواء المدرسة القيروانية وبعث أنفاس اختياراتها،ورفع ذكر مذاهبها وما إليه، وذلك بعد أن كادت آثارها تندرس، وأوشكت بنودها أن تنتكس؛بإثْر الحملة الغاشمة لبني هلال سنة 449ه‍، والتي أتت على نفائس القيروان وأعلاقها،فنسفتْكرائم مجدهاوصدّعتودائع ارتفاع حصونها،فجعلتها أشباه الرميم، فتفرّق أبناء القيروان وشالتْ نعامتهم، فإذ ذاك قيَّض الله الكريم بمنّه قارئنا الملهَم الحصـري بنفْس خفاقة أبيّة، وشاعرية مرهفة حديدة، فَراشَ سهام النتاج العلمي (خاصة في الشعر والقراءة)، وفَوَّقها منتخبةً من كنانة السعد،فردَّ الاعتبار لهذا القطر العلمي المكين، بتجديد أنفاس المدرسة القيروانية وأرواحها،وإرساء أعمدتها وإحياء سمتها الأدائي المتفرد، كما تنطق به شواهد القصيدة ومباحثها، من المخالفة الصـريحة في المقرإ والاختيار،والمشاكسة الجهيرة في التمذهب،مقابل مقررات مدرسة أبي عمرو الداني ومن لفَّ لِفّه كالشاطبي وغيره، فتلقاها الناس بالقبول، وسارت بها ركبانهم لتشمل سائر الأقطار (مغربا ومشرقا وأندلسا)، لما  تعاطوها بالبحث والشـرح والنظر بل والمعارضة أو المحاذاة وما إليه.

على أنه بالإمكان رصد نبذ من معالم الاحتفال بالحصري وقصيدته، وما لقياه من التوقير والعناية بروايتها عن طريق الإسناد المتصل (عرضا أو سماعا أو مناولة أو إجازة … وغيرها مما تقوى به الحجة)مسلسلا إلى ناظمها، كما تشهد لذلك دواوين البرامج والفهارس والمشيخات والمسلسلات …، وهذه نماذج منها:

فقد قال ابن خير الإشبيلي(ت‍ 575 ه‍)في فهرسته [[12]]: (ذكْر ما رويته عن شيوخي رحمهم الله من الدواوين المؤلفة في علوم القرآن، من ذلك القراآت وما يتصل بها … قصيدة أبي الحسن علي بن عبد الغني الفهري الحصري المقرئ الضرير، رحمه الله في قراءة نافع، حدثني بها الشيخ الإمام أبو داود سليمان بن يحيى بن سعيد المعافري المقرئ، رحمه الله، قراءة مني عليه في مسجده بقرطبة، في المحرم من سنة تسع وثلاثين وخمس مئة، وحدثني بها عن ناظمها أبي الحسن الحصري المذكور، قراءة مني عليه بمدينة طنجة حرسها الله.

ورواها كذلك ابن الجزري(ت‍ 833 ه‍)في نشره [[13]]قالرحمه الله: (وها أنا أقدم أولا كيف روايتي للكتب التي رويت منها هذه القراءات نصا ثم أتبع ذلك بالأداء المتصل بشرطه … القصيدة الحصرية في قراءة نافع، نظم الإمام المقرئ الأديب، أبي الحسن علي بن عبد الغني الحصري؛ أخبرنا بها شيخنا أبو المعالي محمد بن أحمد بن اللبان سماعا لبعضها وتلاوة لجميع القرآن …) ثم ساق شيوخ شيوخه في تلقيها مسندة إلى صاحبها، ورواها العلامة أبو عبد الله المنتوري المقرئ الأندلسـي (ت‍ 834 ه‍) [[14]] عن شيخه الراوية أبي زكريا يحيى بن أحمد بن السراج، وهوعن شيوخه إلى الناظم رحم الله الجميع، وغير هؤلاء الأشياخ المعتنين بحمل متن الحصرية بالأسانيد المتصلة ممن لم يذكر.

وقد بقي إسناد روايتها رَخِيّاً ممدودا بين أصحاب هذا الشأن القرائي بجميع الأقطار إلى زمن بعيد، حتى ظهر الإمام ابن بري(ت‍ 730 ه‍)ناظم الدرر اللوامع في مقرإ نافع فانصرف الناس عن الحصرية فأقبلوا على البرية، لأنهم أَلْفَوا فيها رغبتهم وبلغوا بها مأمنهم، نظرا لعدم تسليمهم لبعض المباحث من الحصـرية وأبوابها، لأنها خرجت عما هم عليه من جهة الأداء، إذ كانوا متبعين لاختيارات مدرسة الداني ومذاهبه في الجملة، ولذلك كانوا كلما بلغوا باب الراءات من الحصـرية خاصة، استنكفوا عنه فانقلبوا إلى تيسير الإمام الداني، لضعف مآخذ أحكام الراءات (ترقيقا وتفخيما)أو ما أشبه،كما أشار الجعبري في الكنز، قال ابن القاضي رحمه الله: (وباب الراءات؛ مما غلط فيه كثير من الأساتيذ والأئمة، ولم يحيطوا بها، وأحسنها ما في التيسير، ثم تبعه صاحب الحرز ثم الناظم، وكان الناس بفاس يقرأون حرف نافع من الحصرية، قبل قدوم الناظم إليها وقبل قدوم تأليفه، حتى باب الراءات فيقرأونها من الحرز) [[15]].وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبع


[1]البرنامج ص 33.

[2]المَكْتب: جمع كتاتيب ومكاتب، وهو موضع التعليم (اللسان مادة ك ت ب).

[3] البرنامج ص 42.

[4]كتاب السبعة ص 53.

[5]الكامل ص 42.

[6]السبعة ص 61.

[7]الكامل للهذلي ص 42.

[8]السبعة ص 63.

[9]السبعة ص 62.

[10] المعيار 12/162.

[11] يرجع إلى الدراسة النافعة التي بذلها الدكتوران الفذَّان: الأستاذ عبد الهادي حميتو (قراءة نافع عند المغاربة 2/13) والأستاذ توفيق العبقري (دراسة وتحقيق منح الفريدة الحمصية لابن عظيمة الإشبيلي ت‍ 543 ه‍) شكر الله سعيهما وأجزل مثوبتهما.

[12] ص 109 طبعة بشار عواد.

[13] 1/96.

[14] فهرسة المنتوري ص 84 – 85، طبعة بنشريفة رحمه الله.

[15] الفجر الساطع 3/332 (القول في الترقيق للراءات).

د.مولاي مصطفى بوهلال

    • باحث بمركز الإمام أبي عمرو الداني للدراسات والبحوث القرائية المتخصصة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق