لغة القرآن وبلاغته من خلال كتاب: «معارج التفكر ودقائق التدبر» الشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني لطائف الخطاب في آيات الكتاب:سورة الأعلى أنموذجا «الحلقة الثلاثون»
إن وجوه إعجاز القرآن الكريم كثيرة ومتعددة، ولعل أهمها هو نظمه العجيب، وتأليفه المتناهي في البلاغة إلى الحد الذي يعلم منه عجز الخلق عنه، وفصاحته التي تعجز عنها قوى البشر، وأنه متناه في بيانه وبراعته وإعجاز آياته وسوره. وخطاب الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ورد بأنواع متعددة وبأساليب مختلفة وبحسب السياق والموضوع، وما تقتضيه بلاغة القرآن الكريم وفصاحته، فالقرآن الكريم خطاب شامل لجميع البشر، ولعلنا في هذا المقام سنتحدث عن سورة افتتحت بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسبح باسم ربه بالقول؛ فقد كان الخطاب موجها للنبي عليه الصلاة والسلام، وقد كانت هذه السورة أحب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كان يعدها من أفضل المسبِّحات وهي سورة الأعلى، وخير شاهد على ذلك ما أخرجه أَبُو عبيد عن تَميم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنِّي نسيت أفضل المسبحات فقال أُبيّ بن كَعْب فلعلها «سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى» قَالَ: نعم[1]، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها في أغلب صلواته، وكذلك كان يقرأ بها في صلاة الجمعة والعيدين، وإذا اجتمعت الجمعة والعيدين قرأ بها أيضا، فعن النُّعْمان بْنِ بَشير، قال: «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرأ في العِيدَيْن، وفي الجُمُعة بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى، وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ»، قال: «وإذا اجْتمَع العِيد والجُمُعة، في يَومٍ وَاحدٍ، يَقْرأُ بهما أيضا في الصَّلاتَيْن».[2]
وتشتمل سورة الأعلى على أربعة دروس متعانقة، وهي تكون في مجموعها موضوعا واحدا، وجذر هذا الموضوع «هذا الدين». وسنخص هذه الحلقة للحديث عن الدرس الأول في السورة مع تدبرآياته والكشف عن أسراره.
التدبر التحليلي للدرس الأول من السورة:
أما الدرس الأول فقد تضمن أمر الله لرسوله بأن ينزه صفات الرب الأعلى عما لا يليق بجلاله مع التنبيه على بعض آياته في كونه التي تدل على ربوبيته جل جلاله، وأمر الرسول يستتبع أمر كل موضوع في الحياة الدنيا موضع الامتحان، وهو الآيات التالية من السورة:
« سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى »[الأعلى: 1-5][3]، وفي هذا الدرس توجيه ضمني للرسول أن يشرح للناس القضايا التي اشتمل عليها. والافتتاح بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بأن يسبح اسم ربه بالقول، يؤذن بأنه سيلقي إليه عقبه بشارة وخيرا له ففيه براعة استهلال. وفعل الأمر هو الفعل الدال على الأمر بهيئة[4]، ويصاغ فعل الأمر من الفعل المبدوء بهمزة وصل على وزن «افعَل» بفتح عينه، على زنة «افعِل» بكسر عينه، نحو: أكرم: أكرم. وآمن: آمن، ومن الفعل الذي يكون ثاني مضارعه ساكن يصاغ على زنة المضارع بعد حذف حرف المضارعة، وإبداله بهمزة وصل مضمومة إذا أخذ من الثلاثي الذي عين مضارعه مضمومة بضمة أصلية لازمة، نحو: انصر واكتب واشرف، وإبداله بهمزة وصل مكسورة فيما عدا ذلك، نحو: استخرج واستقم وافتح واضرب واعلم، ومن الفعل الذي يكون ثاني مضارعه متحركا يصاغ على زنة المضارع بعد حذف حرف المضارعة، فيقال في يزخرف: زخرف، وفي يشارك: شارك.[5]
والتَّسبيح في استعمال العرب يطلق على كل ذكر لله، ويطلق على الصلاة، يقول القائل منهم: قَضَيْتُ سُبْحَتِي من الذكر، وقضيت سُبْحَتي من الصلاة، والتّسبيح في دلالات النصوص الشرعية يُحْمَل على معنى سَبْحِ اللِّسان والنَّفْس والفِكْر والقَلْب بذكر الله، فيكون بحَمْده والثَّناء عليه، ويكون بتَنْزيهه عن كل وصْف لا يَليق بجلاله، وعن كل وصف من أوصاف الحُدُوث، ويكون بتَعظيمه وتَكبيره جلّ وعَلا[6]. و«سَبِّحْ» فعل أمر وفاعله مستتر، تقديره: أنت، و«اسْمِ رَبِّكَ» مفعوله، وجعله الجلال مقحما[7] على حد قول لبيد: [8]
إلى الحَوْلِ ثمَّ اسمُ السّلاَمِ علَيكُما /// وَمَنْ يَبْكِ حَوْلاً كاملاً فقدِ اعتذرْ
وفعل «سَبَّح يُسَبِّح» يتعدى بنفسه فيقال: سبّح اللهَ، ويُسَبِّحُ الله، ويتعدّى باللّام الجارّة، فيقال: سَبَّحَ لله، ويُسَبِّحُ للهِ، وبهما جاء الاستعمال القرآني[9]، واختير هنا في خطاب الأمر بالتسبيح عبارة: « رَبِّكَ الأَعْلَى» لأن علاقة المخلوقات كلها بالله جل جلاله منحصرة بربوبيته لهم، لأن كلمة: «رَبِّ» هي في الأصل مصدر فعل « رَبَّ يَرُبُّ» و « الرَّبُّ، والتربيَةُ والتربيبُ» مصادر لأفعال مختلفة في صيغها ومعناها واحد، وهو الإنشاء المتدرج للشيء مع تعهده حالا فحالا، وطورا فطورا، حتى إبلاغه درجة كماله، أو حتى انتهاء مدة وجوده.[10]
وتعريف «اسم» بطريقة الإضافة إلى «ربك» دون تعريفه بالإضافة إلى علم الجلالة نحو: سبح اسم الله، لما يشعر به وصف رب من أنه الخالق المدبر، وأما إضافة «رب» إلى ضمير الرسول صلى الله عليه وسلم فلتشريفه بهذه الإضافة وأن يكون له حظ زائد على التكليف بالتسبيح[11]، وجاء وصف الرَّبِّ بصفة «الأَعْلَى» للثناء على الله بأنه هو الأعلى من كل ذي علو في الوجود، ولإبعاد توهم شمُول كلمة «رَبِّ» لما تُطْلق عليه في اللسان العربي هذه الكلمة: « كالمَلِك والأَمير والسَّيِّد المطاع»[12]، فهو سبحانه «العلي الأعلى» وهو الذي له العلو المطلق من جميع الوجوه، علو الذات، وعلو القدر والصفات، وعلو القهر، فهو الذي على العرش استوى، وعلى الملك احتوى، وبجميع صفات العظمة والكبرياء والجلال والجمال وغاية الكمال اتصف، وإليه فيها المنتهى.[13]
وقد أرشد هذا النص إلى أربع قضايا من آيات الله في كونه، وهي ظواهر الكون المشهود، وتجلت هذه القضايا في:
القضية الأولى: ظاهرة الخلق.
القضية الثانية: ظاهرة تسوية المخلوقات.
القضية الثالثة: ظاهرة تقدير المقادير، في كل صغير وكبير من هذا الكون الشاسع الواسع، من الذرة إلى المجرة، فإلى السماوات السبع فما فوقها.
القضية الرابعة: قضية هداية المخلوقات في حركاتها ومسيراتها وأعمالها، إلى القيام بما يحقق الغاية من خلقها.
أما ظاهرة الخَلْقِ التي دل عليها قول الله تعالى: « الَّذِي خَلَقَ»، فالخلق يأتي في اللغة للدلالة على أحد معنيين، أو للدلالة عليهما معا، فالمعنى الأول: التقدير العملي، وهو إعطاء أجزاء الشيء المؤلف من عناصر أو صور مختلفة مقاديرها بإحكام، ووفق هذا المعنى قال الله عز وجل لعيسى عليه السلام:« وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي»[المائدة: 110]، والمعنى الثاني: ابتداع الشيء بإيجاده على غير مثال سبق، والخلق على وفق هذا المعنى هو من خصائص الرب الخالق جل جلاله.[14]
وأما ظاهرة تسوية المخلوقات في كل ما خلق الله من شيء، والتي دل عليها قوله تعالى: «فَسَوَّى»؛ وسَوّاهُ تَسْوِيَةً وأسْواهُ: جَعَلَهُ سَوِيّاً؛ ومنه قولُه تَعالى: «فسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَواتٍ»[البقرة: 29]، قال الرَّاغبُ: تَسْوِيَةُ الشيءِ جَعْلَه سَواء إمَّا فِي الرّفْعَةِ أَو فِي الضِّعَةِ. وقوله تعالى: «الَّذِي خَلَقَكَ فسَوَّاكَ»، أَي جَعَلَ خَلْقَكَ على مَا اقْتَضت الحكمة. وقوله تَعالَى: «ونَفْس وَمَا سَوَّاها» إشارَة إِلَى القوى الَّتي جَعَلَها مُقَوِّيَة للنَّفْس فنَسَبَ الفعل إليها، وَقد ذكرَ في غيرِ هذا الموْضِع أنَّ الفِعل كما يَصح أَن يُنْسَبَ إلى الفاعل يصحُّ أَن يُنْسب إلى الآلَة وسائر ما يَفْتَقر الفعل إليه نحو: «سَيْفٌ قاطِعٌ» قالَ: وهذا الوجه أوْلى من قول مَنْ قال: أَراد «ونَفْس وَمَا سَوَّاها» يَعْني الله تعالى، فإنَّ ما لا يُعَبَّر به عن اللَّه تعالى إذْ هو موضوع للجِنْس وَلم يرد بِهِ سَمْع يَصح. وأمّا قوله عزّ وجلّ: «الَّذِي خَلَقَ فسَوَّى»، فالفعل مَنْسوب إليه؛ وكذا قوله: «فَإِذا سَوَّيْته ونَفَخْت فِيهِ مِن رُوحِي»، وقوله تعالى: «رَفَعَ سمْكَها فسَوَّاها»[النازعات: 28]، فَتَسْوِيَتُها يتضمّن بناءَها وتَزْيينها المذكور في قوله عزّ وجلّ: «إنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيَا بزِينَةِ الكَواكِبِ»[الصافات: 6][15]. وجملة «الذي خلق فسوى» اشتملت على وصفين؛ وصف الخَلْق ووصف تسوية الخلق، وحذف مفعول «خَلَقَ» فيجوز أن يقدر عاما، وهو ما قدره جمهور المفسرين، وهو شأن حذف المفعول إذا لم يدل عليه دليل، أي خلق كل مخلوق، فيكون كقوله تعالى حكاية عن قول موسى: «قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى»[طه: 50]، ويجوز أن يقدر خاصا، أي خلق الإنسان كما قدره الزجاج، أو خلق آدم كما روي عن الضحاك، أي بقرينة قرن فعل «خَلق» بفعل «سَوَّى» قال تعالى: «فَإِذا سَوَّيْته ونَفَخْت فِيهِ مِن رُوحِي»[16]. فقوله عز وجل: «الذي خلق فسوى» في غاية الإيجاز، مع المطابقة لحركة الصنع الرباني المتقن المحكم العجيب.
وأما ظاهرة تقدير المقادير، في كل صغير وكبير من هذا الكون كله، والتي دل عليه قول الله عز وجل: « وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى»، يقال لغة: قَدَّرَ الأمر وقَدَرَهُ، القَدَرُ: القَضَاءُ والحُكْمُ، وهو مَا يُقَدِّرُه الله عزّ وجلّ من القَضَاء ويَحْكُم به من الأُمور[17]، والتقدير هو تحديد المقادير، ويكون التقدير في كل شيء له أجزاء صغرى يتكون من اجتماع مقادير مختلفة منها كائنات مختلفات. فالذَّرَّات تختلف باختلاف مقادير أجزائها، إذ تتكون الذَّرَّة التي لا تُرى بالعين من نواة تتجمع فيها أعداد مما يسمى «نيوترونات» وأعداد مما يسمى: « بروتونات» وهي تختلف باختلاف العنصر الكيميائي، كالأكسجين، والهيدروجين، والفحم، والكبريت، وتدور حول نواة الذَّرَّة ألكترونات بعدد ما في نواتها من بروتونات، والبروتونات تحمل شحنات كهربائية موجبة، أما الألكترونات فتحمل شحنات كهربائية سالبة مماثلة في مقاديرها للشحنات الكهربائية الموجبة في البروتونات، وبذلك تتعادل الذرة كهربائيا، ويتحقق بذلك تسويتها، أما النيوترونات في النواة فلا تحمل أي شحنة كهربائية موجبة أو سالبة، فهي متعادلة بذاتها[18]. وتجري بحوث العلماء في عناصر الكون من هذا المنطلق القائم على اختلاف المقادير، في حكمة الخالق العليم الحكيم القدير، الذي خلق فسوى، والذي قدر فهدى.
وقرأ الكسائي قدَر بفتح الدال، وقرأ باقي القراء العشرة قدَّر بتشديد الدال. وقوله «فَهَدَى» هداه السبيل إما شاكرا وإما كفورا، وقال بعض النحويين: فهَدَى وأَضَلَّ، ولكن حذفت وأضل لأن في الكلام دليلا عليه، قال عز وجل: «يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاء»[النحل: 93] [19].
وأما ظاهرة هداية المخلوقات في حركاتها ومسيراتها وأعمالها إلى القيام بما يحقق الغاية منها، دل عليها قوله تعالى: « فَهَدَى»؛ الهِدَايَةُ دَلالةٌ بِلُطْفٍ، ومنه: الهَدِيَةُ، وهَوَادِي الوَحْش؛ أي: متقدّماتها الهَادِيَةُ لغيْرها، وخُصّ ما كان دلالةً بِهَدَيْتُ، وما كان إعطاء بأَهْدَيْتُ، نحو: أَهْدَيْتُ الهديّة، وهَدَيْتُ إلى البيت. إنْ قيل: كيْف جَعلْتَ الهِدايَةَ دَلالةً بلُطْف، وقد قال الله تعالى: «فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ» [الصافات: 23] ، «وَيَهْدِيهِ إِلى عَذابِ السَّعِيرِ»[الحج: 4] قيل: ذلك اسْتُعْمِلَ فيه اسْتِعْمال اللّفظ على التّهكُّم مبالغة في المعنى كقوله: «فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ» [آل عمران: 21] »[20]، وقول الشاعر: [21]
تَحِيَّةُ بَيْنِهم ضَرْبٌ وَجِيعُ
وهداية الله تعالى للإنسان تكون على أربعة أوجه:
الأوّل: الهداية التي عمّ بجنسها كلّ مكلّف من العقل، والفطنة، والمعارف الضّروريّة التي أعمّ منها كلّ شيء بقدر فيه حسب احتماله كما قال: «رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى»[طه: 50] .
الثاني: الهداية التي جعل للناس بدعائه إيّاهم على ألسنة الأنبياء، وإنزال القرآن ونحو ذلك، وهو المقصود بقوله تعالى: «وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا» [الأنبياء: 73] .
الثالث: التّوفيق الذي يختصّ به من اهتدى، وهو المعنيّ بقوله تعالى: «وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدىً» [محمد: 17]، وقوله عز وجل: «وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ» [التغابن: 11]، وقوله تعالى: «إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمانِهِمْ» [يونس: 9]، وقوله تعالى: « وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا» [العنكبوت: 69]، «وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً» [مريم:76] ، «فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا» [البقرة: 213]، «وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ».
الرّابع: الهداية في الآخرة إلى الجنّة المعنيّ بقوله: «سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بالَهُمْ» [محمد: 5]، «وَنَزَعْنا ما فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ» [الأعراف: 43] إلى قوله: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا»[22]، وهدايات الله للإنسان إلى ما لا يحد من مصالحه وما لا يحصر من حوائجه في أغذيته وأدويته، وفي أبواب دنياه ودينه، وإلهامات البهائم والطيور وهوام الأرض، باب واسع، لا يحيط به وصف واصف فسبحان ربي الأعلى[23]. وعلماء الكونيات يصفون من هذه الهداية ما فيه العجب العجاب، المحير لذوي الألباب، وكل الناس يلاحظون هداية كل مخلوق حي في أطوار نشأته إلى ما يفيده في نمائه، حتى يصير كائنا سويا بالغا الغاية المقضية لنوعه أو جنسه في خطة التكوين الحكيمة، يحدثنا العلماء الكونيون المختصون بالجراثيم المسبِّبة للأمراض في الأجساد الحيَّة، ووسائل مكافحة الأجساد لها بالمضادّات الجرثوميَّة، وتصنيع الغُدد اللّمفاوية في الأجساد لها، بعد التعرف عليها، وإجراء الاختبارات المختلفة للتوصُّل إلى المضادِّ الناجح للقضاء على الجرْثوم الدَّخيل، فإذا توصَّلَت إليه نَشِطَت في تصنيع هذا المضاد حتى تقضي فعلا على الجرثوم الدخيل، فَمَنْ هَدَى خلايا وغددا خاصة في الأجسام لمكافحة أعدائها من الجراثيم الداخلة إليها؟ إنه سبحانه الرب الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى[24]. وعطف «فَهَدى» على «قَدَّرَ» عطف المسبب أي: فهدى كل مقدر إلى ما قدر له، فهداية الإنسان وأنواع جنسه من الحيوان الذي له الإدراك والإرادة، هي هداية الإلهام إلى كيفية استعمال ما قدر فيه من المقادير والقوى فيما يناسب استعماله فيه، فكلما حصل شيء من آثار ذلك التقدير حصل بأثره الاهتداء إلى تنفيذه. ومفعول «هدى» محذوف لإفادة العموم وهو عام مخصوص بما فيه قابلية الهدي، فهو مخصوص بذوات الإدراك والإرادة وهي أنواع الحيوان، فإن الأنواع التي خلقها الله وقدر نظامها ولم يقدر لها الإدراك مثل تقدير الأثمار للشجر، وإنتاج الزريعة لتجدد الإنبات فذلك غير مراد من قوله «فهدى» لأنها مخلوقة ومقدرة ولكنها غير مهدية لعدم صلاحها للاهتداء، وإن جعل مفعول «خلق» خاصا وهو الإنسان كان مفعول قدر على وزانه، أي تقدير كمال قوى الإنسان، وكانت الهداية هداية خاصة وهي دلالة الإدراك والعقل.[25]
إن ظاهرات الخلق والتسوية والتقدير والهداية لها في الكون أمثلة بعدد ما في الكون من مخلوقات كبرى وصغرى، وبعدد أجزائها وعناصرها، وهي أدلة تحاصر الإنسان أين ما كان من هذا الكون، فتدله على أن له ربا خالقاً مُسَوِّيا مُقَدِّرًا هادِيًا. والاستدلال بهذه الظاهرات الكونية هو الاستدلال الذي استدل به موسى عليه السلام في مناظرته لفرعون، كما جاء في سورة طه: « قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يامُوسَى قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى»[طه: 49-50][26].
ولما كانت دلائل التوحيد تارة بالنفس وتارة بالآفاق، ونبه بآيات النفس، فلم يبق إلا آيات الآفاق، وكان النبات من آياتها أدل المخلوقات على البعث، قال عز وجل: « وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى»[الأعلى:4] والمراد إخراجه من الأرض وهو لإنباته، والمرعى هو النبت الذي ترعاه السوائم، وأصله: إما مصدر ميمي أطلق على الشيء المرعي من إطلاق المصدر على المفعول مثل الخلق بمعنى المخلوق، وإما اسم مكان الرعي الذي أطلق على ما ينبت فيه ويرعى إطلاقا مجازيا بعلاقة الحلول كما أطلق اسم الوادي على الماء الجاري فيه[27]، وفي التنبيه على إخراج المرعى نباتا من الأرض تقديم مثل من الأمثلة الكونية على كون الله عز وجل خَلَقَ فَسَوَّى وقَدّرَ فَهَدَى[28]، وإيثار كلمة المرعى دون لفظ النبات، لما يشعر به مادة الرعي من نفع الأنعام به ونفعها للناس الذين يتخذونها مع رعاية الفاصلة.
ولما كان إيباسه وتسويده بعد اخضراره ونموه في غاية الدلالة على تمام القدرة وكمال الاختيار بمعاقبة الأضداد على الذات الواحدة قال تعالى: « فَجَعَلَهُ غُثَاء أَحْوَى»[الأعلى:5]؛ أي جفَّفه حتى صَيَّره هشيما جافا كالغثاء الذي تراه فوق ماء السيل[29]، والغثاء هو ما يَطْفَحُ ويَتفَرَّق من النّبات اليَابس وزَبَد القِدْر ويضرب به المثل فيما يَضِيع ويَذهب غير مُعْتدِّ به، ويقال غَثَا الوادي غَثْوًا وغَثَتْ نفسُه تَغْثِي غثَيَانًا خَبُثَت[30]، وأَحْوَى هو ما خالط لونه سوادٌ بسبب جفافه وتحوله بعد خضرته ونضرته إلى الغثائِيّة، والأحوى: الأسود .وفي هذا تنبيه على نظام الله في الخلق، سواء أكان في الأحياء أم في النباتات، أم في غيرهما، إنه نظام صعود متدرج إلى مستوى كمال المخلوق، ثم هبوط وانحطاط إلى أرذل العُمُر في الأحياء، وإلى شبيه ذلك في النباتات حتى دَرَكَةِ الغثاء، وإلى شبيه ذلك في غيرهما من الأشياء[31]. وجملة «أخرج» صلة الذي، و«المرعى» مفعول به، فــ«جعله عطف» على «أخرج»، و«الهاء» مفعول به أول، و«غثاء» مفعول به ثان، و«أحوى» صفة لغثاء، لكن يشكل أن الغثاء هو اليابس كما ذكر محيي الدين الدرويش، والحُوَّةُ: خضرة دائمة، فيتناقضان، فالأولى أن يعرب أحوى حالا من المرعى، أي: أخرجه أحوى أسود من شدة الخضرة والريِّ، فجعله غثاء بعد حوّته[32]. قال الزمخشري: ويجوز أن يكون أحوى حالا من المرعى، أي: أخرجه أحوى أسود من شدة الخضرة والري، فجعله غثاء بعد حوّته[33]، وقال أبو البقاء قوله تعالى: «أَحْوَى» : قيل: هو نعت لغُثَاء. وقيل: هو حال من المَرْعَى؛ أي أَخْرَجَ المَرْعَى أَخْضَر، ثُمّ صَيَّرَه غُثَاء، فَقَدَّم بَعْضَ الصِّلَة[34]، وقال أبو حيان والظّاهر أَنَّ أَحْوَى صفة لغُثَاء، قال ابن عبَّاس: المعنى «فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى»: أي أَسْود، لأنَّ الغُثَاء إذا قَدُم وَأَصابَتْه الأمْطار اسْوَدَّ وتَعَفَّنَ فصار أَحْوَى. وقيل: أحْوَى حَالٌ من المَرْعى، أي أَخرج المَرْعَى أَحْوَى، أي للسَّوادِ من شدَّة خُضرَته ونَضارته لكثْرة رِيِّه، وحَسُنَ تأخير أَحْوَى لأجل الفواصل[35]، قال الشاعر:[36]
وَغَيْثٍ مِن الوَسْمِيِّ حُوٍّ تِلَاعُهُ /// تَبَطَّنْتُهُ بِشَيْظَمٍ صَلَتَانِ
وقال ابن خالويه «فجعله غثاء أحوى» أي جعل الله المرعى أحوى، والأحوى شديد الخُضرة يضرب إلى السَّواد لريِّه، ثم صَيَّره غُثاءً بعد ما يَبِس، فمعناه تقديم وتأخير. والحُوَّةُ حمرة تكون في الشَّفة تضرِب إلى السَّواد، والعرب تستحبُّ ذلك[37]، قال ذو الرمة: [38]
لَمْيَاءُ في شَفَتَيْهَا حُوَّةٌ لَعَسٌ /// وفي اللِّثاتِ وَفِي أَنْيَابِهَا شَنَبُ
صَفْرَاءُ فِي نَعَجٍ بَيْضَاءُ فِي دَعَجٍ /// كَأَنَّهَا فِضَّةُ قَدْ مَسَّهَا ذَهَبُ[39]
وأنشد أبو عبيدة لذي الرمة أيضًا في المرعى الأحوى:[40]
حَوَّاءُ قَرْحَاءُ أَشْرَاطِيَّةٌ وَكَفَتْ /// فِيهَا الذِّهَابُ وَحَفَّتْهَا البَرَاعِيمُ
القرحاءُ: البيضاء، يقال للغُرّةِ القُرْحَةُ، وأَشْراطيَّة: مُطِرَتْ بنَوْءِ الشَّرَطَيْنِ، والذِّهاب بكسر الذال المَطَرُ الخفيفُ، والبَراعِيم جَمعُ بُرْعومة وهي الوردة قبل أنْ تتفتَّح، ويقال لها الكِمُّ والجمع أَكْمَامٌ، قال الله تبارك وتعالى: « وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَام »[الرحمن: 11][41]، وقال ابن هشام في المغني اللبيب في ذكر الجهات التي يدخل الاعتراض على المعرب من جهتها: الرَّابِع عشر: قَول بَعضهم فِي «أحوى» إِنَّه صفة لغثاء، وهذا ليس بصحيح على الإطلاق، بل إذا فسّر الأحوى بالأسود من الجفاف واليبس، وأما إذا فسّر بالأسود من شدَّة الخضرة لكثْرة الرّيّ، كما فسّر «مُدْهَامَّتَانِ» فَجعله صفة لغثاء، كجعل قيمًا صفة لعوجا، وإنّما الوَاجِب: أَن تكون حَالا من المرعى، وأخر لتناسب الفواصل[42]، ويرى محيي الدين الدرويش أن ابن هشام حسم الخلاف فيما قرره.
وفي وصف إخراج الله المرعى وجعله غثاء أحوى مع ما سبقه من الأوصاف في سياق المناسبة بينها وبين الغرض المسوق له الكلام، وإيماء إلى تمثيل حال القرآن وهدايته وما اشتمل عليه من الشريعة التي تنفع الناس بحال الغيث الذي ينبت به المرعى فتنتفع به الدواب والأنعام، وإلى أن هذه الشريعة تكمل ويبلغ ما أراد الله فيها كما يكمل المرعى ويبلغ نضجه حين يصير غثاء أحوى، على طريقة تمثيلية مكنية رمز إليها بذكر لازم الغيث وهو المرعى، وقد جاء بيان هذا الإيماء وتفصيله بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ مَا بَعَثَنِي اللَّهُ بِهِ مِنَ الهُدَى وَالعِلْمِ، كَمَثَلِ الغَيْثِ الكَثِيرِ أَصَابَ أَرْضًا، فَكَانَ مِنْهَا نَقِيَّةٌ، قَبِلَتِ المَاءَ، فَأَنْبَتَتِ الكَلَأَ وَالعُشْبَ الكَثِيرَ، وَكَانَتْ مِنْهَا أَجَادِبُ، أَمْسَكَتِ المَاءَ، فَنَفَعَ اللَّهُ بِهَا النَّاسَ، فَشَرِبُوا وَسَقَوْا وَزَرَعُوا». ويجوز أن يكون المقصود من جملة «فجعله غثاء أحوى» إدماج العبارة بتصاريف ما أودع الله فيه المخلوقات من مختلف الأطوار من الشيء إلى ضده، للتذكير بالفناء بعد الحياة كما قال تعالى: « اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِير»[الروم: 54]، للإشارة إلى أن مدة نضارة الحياة للأشياء تشبه المدة القصيرة، فاستعير لعطف «جعله غثاء» الحرف الموضوع لعطف ما يحصل فيه حكم المعطوف عليه، ويكون ذلك من قبيل قوله تعالى: « إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ »[يونس: 24] إلى أن يقول: « فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ»[يونس: 24].[43]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
[1] الدر المنثور، عبد الرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي، 8/ 480، دار الفكر – بيروت.
[2] المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري، تحقيق: محمد فؤاد عبد البــــــــاقي، 2/ 598، حديث رقم: 878، دار إحياء التراث العربي – بيروت.
[3] معارج التفكر ودقائق التدبر، عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني، 1/ 440-441، دار القلم- دمشق، الطلعة: الأولى: 1420هـ- 2000م.
[4] مختصر الصرف، عبد الهادي الفضيلي، ص: 78، دار القلم- بيروت، لبنان.
[5] مختصر الصرف، ص: 78.
[6] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 443.
[7] إعراب القرآن الكريم وبيانه، محيي الدين الدرويش، 8/ 285، دار اليمامة: دمشق- بيروت، دار ابن كثير: دمشق- بيروت، الطبعة: الحادية عشرة: 1432هـ- 2011م.
[8] ديوان لبيد بن ربيعة العامري، لَبِيد بن ربيعة بن مالك، اعتنى به: حمدو طمّاس، ص: 51، دار المعرفة، الطبعة: الأولى، 1425 هـ - 2004 م.
[9] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 443.
[10] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 444.
[11] التحرير والتنوير، الطاهر بن عاشور، 30/274، دار سحنون للنشر والتوزيع- تونس.
[12] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 445.
[13] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي، تحقيق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق، ص: 946، مؤسسة الرسالة، الطبعة: الأولى 1420هـ -2000 م.
[14] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 446.
[15] تاج العروس من جواهر القاموس، الزَّبيدي ، تحقيق: مجمــــوعة من المحققـــــــين، 38/ 332، دار الهداية.
[16] التحرير والتتنوير، 30/ 275.
[17] تاج العروس من جواهر القاموس، الزَّبيدي، 13/ 370.
[18] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 448.
[19]معاني القرآن وإعرابه، الزجاج، شرح وتحقيق: عبد الجليل عبده شلبي، 5/ 241، دار الحديث- القاهرة، 1424هـ-2004م.
[20] المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، راجعه وقدم له: وائل أحمد عبد الرحمن، ص: 516، المكتبة التوفيقية.
[21] شعر عمرو بن معدي كرب الزبيدي، جمعه ونسقه: مطاع الطرابيشي، ص: 149، الطبعة الثانية: 1405هـ-1985م، وصدر هذا البيت:
وخَيْلٍ قَدْ دَلَفْتُ لَهَا بِخَيْلٍ
[22] المفردات في غريب القرآن، الراغب الأصفهاني، ص: 516.
[23] الكشاف، الزمخشري، رتــبه وضــبطه وصححه: محمــد عبــد الســلام شــاهين، 4/ 726، دار الكتب العلمية: بيروت- لبنان، الطبعة: الخامسة.
[24] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 448-449.
[25] التحرير والتنوير، 30/ 277.
[26] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 449.
[27] التحرير والتنوير، 30/ 278.
[28] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 450.
[29] معاني القرآن وإعرابه، الزجاج، 5/ 241.
[30] المفردات في غريب القرآن، ص: 360.
[31] معارج التفكر ودقائق التدبر، 1/ 450.
[32] إعراب القرآن الكريم وبيانه، 8/ 286.
[33] الكشاف، الزمخشري، 4/ 726.
[34] التبيان في إعراب القرآن، أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبري، تحقيق: علي محمد البجاوي، 2/1283، عيسى البابي الحلبي وشركاه.
[35] البحر المحيط في التفسير، أبو حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي، تحقيق: صدقي محمد جميل، 10/ 456، دار الفكر – بيروت، الطبعة: 1420 هـ.
[36] ديوان امرئ القيس، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، ص: 87، الطبعة الرابعة، دار المعارف.
[37] إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم، الحسين بن أحمد بن خالويه، أبو عبد الله، ص: 56، مطبعة دار الكتب المصرية، (1360هـ -1941م).
[38] ديوان ذي الرمة بشرح الخطيب التبريزي، كتب مقدمته وهوامشه وفهارسه: مجيد طراد، ص: 26، دار الكتاب العربي- بيروت، الطبعة الثانية: 1416هـ-1996م .
[39] ورد في صدر هذا البيت في الديوان: كَحْلَاءُ في بَرَجٍ صَفْرَاءُ في نَعَجٍ
[40] ديوان ذي الرمة، ص: 141.
[41] إعراب ثلاثين سورة من القرآن الكريم، ص: 56-57.
[42] مغني اللبيب عن كتب الأعاريب، عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله ابن يوسف، أبو محمد، جمال الدين، ابن هشام، تحقيق: د. مازن المبارك - محمد علي حمد الله، ص: 693، دار الفكر – دمشق، الطبعة: السادسة، 1985.
[43] التحرير والتنوير، 30/ 278-279، والحديث أخرجه البخاري في صحيحه، 1/27، رقم الحديث: 79، بتحقيق: محمد زهير بن ناصر الناصر، باب: فَضْلِ مَنْ عَلِمَ وَعَلَّمَ، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ. وأخرجه مسلم في صحيحه، 4/1787، رقم الحديث: 2282، بتحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، بَابُ بَيَانِ مَثَلِ مَا بُعِثَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْهُدَى وَالْعِلْمِ، دار إحياء التراث العربي – بيروت.
«الغيث»: المطر الذي يأتي عند الاحتياج إليه، «نقية» طيبة، «الكلأ»: نبات الأرض رطبا كان أم يابسا، «العشب»: النبات الرطب، «أجادب»: جمع أجدب وهي الأرض التي لا تشرب الماء ولا تنبت.