صاحب كتاب الوهمي والحقيقي في سيرة عمر بن الخطاب أورد خبرا آخر ليدلّل على سوء تعامل أبي حفص مع الصّحابة وهو:

 (عن الأوزاعي أنّه بلغه أنّ عمر بن  الخطّاب كان لا يلقى عكرمة بن أبي جهل إلا شتم أبا جهل، فأتى عكرمة رسول الله عليه السلام فذكر ذلك له، فقال رسول الله عليه السلام: لا يسبّنّ  الهالك يؤذى به الحيّ)^([1]). وعزاه للجامع في الحديث ج2 ص481 تحت رقم 365.

قلت: والجامع لعبد الله بن وهب بن مسلم القرشي المصري (ت 197هـ) قال فيه: وأخبرني من سمع الأوزاعي يقول: بلغني أن عمر بن الخطاب..)^([2]).

وهذا السّند فيه انقطاع من جهتين:

• الأولى: أن ابن وهب لم يُسمّ من أخبره.
• الثّانية: الأوزاعي كذلك لم يُسمّ من أخبره.

إذن السّند غير صحيح. ولا عبرة بمتنه.

فهل بمثل هذه الأخبار نَزِنُ مكانة عمر في تعامله مع الأصحاب رضي الله عنهم؟ اللهم هذا بهتان عظيم.

والله الموفّق لإيضاح الحقّ.

-------------------------------------------------------------------------------------

([1]) الوهمي والحقيقي 432.

([2])  الجامع 2/481. رقم: 365.