الرابطة المحمدية للعلماء

كوب 22، دليل على التزام المغرب الراسخ من أجل البيئة والتنمية

أكد عبد الرحمن الفولادي، الخبير المغربي الكندي في مجال المناخ، ومؤسس شركة “جيو بلانيت سوليسيون كندا”، أن المؤتمر الـ22 للدول الأطراف في الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول تغير المناخ الذي سينعقد بمراكش من 7 إلى 18 نونبر، يمثل دليلا آخر على الالتزام الراسخ للمغرب من أجل حماية البيئة والتنمية المستدامة.

وأوضح السيد الفولادي، في حديث صحفي أدلى به أخيرا لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء بمونريال، أن “تنظيم المغرب لكوب 22 يأتي ليكرس، مرة أخرى، الالتزام الراسخ والجهود الجبارة التي تبذلها المملكة لحماية البيئة، ومكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري، وتعزيز التنمية المستدامة”.

وأضاف أن احتضان المغرب لهذه التظاهرة الكونية، التي تمثل “منعطفا حاسما” في جهود المجموعة الدولية لتفعيل وتنفيذ مقتضيات اتفاق باريس، المنبثق عن كوب 21، “يعكس أيضا الثقة والتقدير الكبير الذي تتمتع به المملكة في جميع أنحاء العالم في المجال البيئي، من أجل المساهمة في بروز اقتصاد أخضر جديد، وتعزيز النمو النظيف”.

وفي هذا الإطار، أشاد بالمبادرات الهامة ومتعددة الأبعاد والاستراتيجيات التي نفذتها المملكة للحفاظ على البيئة وتنمية الاقتصاد الأخضر، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك في إطار مقاربة شاملة تروم التوفيق بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها البلاد إكراهات حماية البيئة، مع الحرص على تعزيز مكانة المملكة على الصعيد الدولي، لاسيما في مجال الطاقات المتجددة.

واعتبر أنه “إذا كان مؤتمر كوب 21، بفضل اتفاق باريس الذي سيدخل حيز التنفيذ يوم 4 نونبر، عرف كيف ينظم جزءا كبيرا من إشكالية تخفيف آثار التغيرات المناخية، خاصة عبر الالتزامات المتخذة من طرف الدول الموقعة على خفض الانبعاثات الغازية المسببة للاحتباس الحراري وتطوير الطاقات النظيفة، فإنه مهد الطريق في الجانب المتعلق بالتأقلم لمؤتمر كوب 22، مما سيجعل من مؤتمر مراكش بحق مؤتمر -العمل على كافة الاصعدة– من أجل الرفع من المقاومة، والسماح بتكيف الأنظمة والبيئة والبشر مع المخاطر المتعلقة بالمناخ”.

كما لاحظ السيد الفولادي أن تنظيم المغرب لهذا الحدث الكبير سيكون مناسبة بالنسبة للمملكة لتضطلع بدور المتحدث باسم القارة الإفريقية والدفاع عن القضايا البيئية طيلة فترة رئاستها لهذا المؤتمر على طول السنة، مشيرا إلى أن المملكة التي التزمت بعزم لصالح التنمية الاقتصادية والاجتماعية ببلدان القارة الإفريقية والنهوض بالتعاون جنوب – جنوب، ستعمل على تعزيز الوعي العالمي حول ضرورة متابعة الالتزام الجماعي لمواجهة التغيرات المناخية وحشد كافة السبل والاعتمادات الضرورية من أجل مساعدة البلدان الإفريقية والأمريكية والبلدان الجزرية الصغيرة الأكثر عرضة لمخاطر التغيرات المناخية، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة المنشودة.

وأبرز أن “الرئاسة المغربية لمؤتمر كوب 22 ستكون مناسبة للاستماع إلى الأشقاء الأفارقة، والعمل بدون كلل معهم من أجل تنفيذ القرارات المنتظرة من هذا المؤتمر. فالمغرب سيكون، بالفعل، في مركز قيادي في التحضير للعمل المشترك لقمة كوب 23”.

وبعيدا عن المبادرات الموجودة سلفا في جدول أعمال كوب 22، شدد الخبير على أنه من المحمود أن تعمل الوفود المشاركة على قضية “اللاجئين المناخيين”، مبرزا ضرورة توحيد الطاقات من أجل التحرك لإحقاق “العدالة المناخية”، لأن الاحتباس الحراري سيتسبب في هجرات، قد تخلق مزيدا من اللاجئين أكثر من الحروب.

وقال إن “الأمل كبير في أن يثير موضوع الهجرات المناخية مزيدا من انتباه الدول خلال مؤتمر كوب 22، فالبلدان الأكثر تضررا من هذه الظاهرة هي الأقل تسببا في الاحتباس الحراري بكوكب الأرض”.

في هذا السياق، أوضح السيد الفولادي أنه خلال العقود المقبلة، قد تواجه المملكة، التي تعتبر آخر حصن بين الهجرات المناخية ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء وأوروبا، ظاهرة الهجرة الجديدة هاته، حيث تبرز ضرورة تحديد الاستراتيجيات وتعبئة الموارد الضرورية من أجل التصدي لأي حركات جماعية كبيرة للمواطنين القادمين من جنوب الصحراء، فرارا من التغيرات المناخية”.

وأعرب في الختام عن الأمل في أن “تدخل كوب 22 بمراكش التاريخ، بفضل التوصل إلى اتفاق، يشكل على الأقل مبادرة جادة للدفاع عن قضية المهاجرين واللاجئين المناخيين”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق