مركز أبي الحسن الأشعري للدراسات والبحوت العقديةقراءة في كتاب

كتاب “قواعد العقائد” للإمام أبي حامد الغزالي ت.505هـ

هو محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الإمام الجليل أبو حامد الغزالي حجة الاسلام ومحجة الدين[1].
تفقه ببلده أولا، ثم تحول إلى نيسابور في مرافقة جماعة من الطلبة، فلازم إمام الحرمين، فبرع في الفقه في مدة قريبة، ومهر في الكلام والجدل، حتى صار  عين المناظرين، وأعاد للطلبة، وشرع في التصنيف[2]، ثم فوض إليه الوزير التدريس في مدرسته النظامية بمدينة بغداد، فجاءها وباشر إلقاء الدروس بها، وذلك في جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وأرعمائة، وأعجب به أهل العراق وارتفعت عندهم منزلته[3].
وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة، وقيل سنة إحدى وخمسين بالطابران، وتوفي يوم الإثنين الرابع عشر من جمادى الآخرة، سنة خمس وخمسمائة (505هـ)[4].

مؤلفاته:

ـ المستصفى في علم أصول الفقه.
ـ الوسيط في فقه الإمام الشافعي.
ـ معيار العلم في المنطق.
ـ مقاصد الفلاسفة.
ـ تهافت الفلاسفة.
ـ بغية المريد في مسائل التوحيد.
ـ إلجام العوام عن علم الكلام.
ـ المقصد الأسنى شرح أسماء الله الحسنى.
ـ فضائح الباطنية.
ـ القسطاس المستقيم.
ـ فيصل التفرقة بين الإسلام والزندقة.
ـ الاقتصاد في الاعتقاد.
ـ قواعد العقائد.

موضوعه:

يشتمل الكتاب على مباحث العقيدة الثلاثة من إلهيات ونبوات وسمعيات، وهي من المسائل التي يشتغل عليها الباحثون عن سلامة الاعتقاد، وخلوه من الشبه والآراء الفاسدة، وحتى ينشأ النشء على تربية إسلامية بهذه العقيدة الشريفة، يرى الشيخ أحمد زروق البرنسي الفاسي، أن الفصل الذي ورد في هذه الرسالة، والذي تحدث عن وجه التدريج إلى الإرشاد في ترتيب درجات الاعتقاد، من أهم ما ينبغي أن يعرف بعد تحقيق الاعتقاد لأنه منبه على وجه كماله وطريق تكميله[5].
وينقل عن الإمام الغزالي توجيهاته التربوية في هذا الصدد بقوله في “قواعد العقائد”:
“اعلم أن ما ذكرناه في ترجمة العقيدة ينبغي أن يقدم إلى الصبي في أول نشوه ليحفظه حفظا ثم لا يزال ينكشف له معناه في كبره شيئا فشيئا، فابتداؤه الحفظ ثم الفهم ثم الاعتقاد والإيقان والتصديق به، وذلك مما يحصل في الصبي بغير برهان. فمن فضل الله سبحانه على قلب الإنسان أن شرحه في أول نشوه للإيمان من غير حاجة إلى حجة وبرهان، وكيف ينكر ذلك وجميع عقائد العوام مباديها التلقين المجرد والتقليد المحض؟ نعم يكون الاعتقاد الحاصل بمجرد التقليد غير خال عن نوع من الضعف في الابتداء على معنى أنه يقبل الإزالة بنقيضه لو ألقى إليه فلا بد من تقويته وإثباته في نفس الصبي والعامي حتى يترسخ ولا يتزلزل. وليس الطريق في تقويته وإثباته أن يعلم صنعة الجدل والكلام بل يشتغل بتلاوة القرآن وتفسيره وقراءة الحديث ومعانيه. ويشتغل بوظائف العبادات فلا يزال اعتقاده يزداد رسوخا بما يقرع سمعه من أدلة القرآن وحججه وبما يرد عليه من شواهد الأحاديث وفوائدها وبما يسطع عليه من أنوار العبادات ووظائفها وبما يسرى إليه من مشاهدة الصالحين ومجالستهم وسيماهم وسماعهم وهيآتهم في الخضوع لله عز وجل والخوف منه والاستكانة له فيكون أول التلقين كإلقاء بذر في الصدر، وتكون هذه الأسباب كالسقى والتربية له حتى ينمو ذلك البذر يقوى ويرتفع شجرة طيبة راسخة أصلها ثابت وفرعها في السماء….”[6].
ونستخلص من هذا الكتاب أهميته التي يراها السيد محمد عقيل بن علي المهدلي صاحب دراسة في كتاب “قواعد العقائد”، وهي أن هناك أسبابا جعلته يختار دراسة هذا الكتاب ويقوم بشرحه، ومنها[7]:
1 ـ أهمية هذا الكتاب في الدراسات الكلامية على عقيدة أهل السنة لأنه أساس الدراسات في العقيدة الإسلامية، وهو صالح للصغار والمبتدئين في العقيدة، بعد ذلك ينتقل الدارس إلى كتاب” الرسالة القدسية في قواعد العقائد”، ثم إلى دراسة كتاب “الاقتصاد في الاعتقاد”، وليس بعد هذه الكتب دراسة إلا كتب المتخصصين في الدراسات الكلامية.
2 ـ معرفة الاصطلاحات الأساسية في علم الكلام، لأن الغزالي ذكر في هذا الكتاب اصطلاحات كلامية هامة لا يستغنى عنها الدارس لفهم علم الكلام.
3 ـ معرفة منهج الغزالي في الكتابة والتعليم، لأن الغزالي وضع كتبه الكثيرة بمناهج مختلفة، فظن بعض الناس أنه متناقض في كتاباته، والأمر ليس كذلك لأن الغزالي كتب بناء على مستوى الطلاب والدارسين في أيامه.

محتوياته:

كتاب “قواعد العقائد” وفيه أربعة فصول:
الفصل الأول: في ترجمة عقيدة أهل السنة في كلمتي الشهادة.
الفصل الثاني: في وجه التدريج إلى الإرشاد وترتيب درجات الاعتقاد.
الفصل الثالث: في لوامع الأدلة للعقيدة المترجم بالقدس المراد به “الرسالة القدسية في قواعد العقائد”.
الفصل الرابع: في قواعد العقائد في الإيمان والإسلام وما بينهما من الاتصال.

شروحه:

ـ الرسالة القدسية في قواعد العقائد، لأبي حامد الغزالي، وهو مختصر  لكتابه “قواعد العقائد”، أشار “إليها الغزالي منفردة في “رسالة إلى أبي الفتح أحمد بن سلامة الدممي” وهي المسماة باسم ” الرسالة الوعظية”،ص 159 (الجواهر الغوالي القاهرة سنة 1343)، وفي “التهافت” (ص 78س6من نشرة بويج)[8].
ـ شرح عقيدة الإمام الغزالي، للشيخ أحمد زروق، تحقيق محمد عبد القادر نصار، الطبعة الأولى، طبعة دارة الكرز، سنة1428هـ ـ  2007م.  
ـ اغتنام الفوائد في شرح قواعد العقائد، للشيخ أحمد بن أحمد بن محمد  بن عيسى بن زروق الفاسي البرنسي المتوفى سنة 899هـ، تحقيق محمد عبد القادر نصار، طبعة دارة الكرز، سنة 1431هـ ـ 2010م. وطبعة بتحقيق شريف المرسي. – القاهرة : دار الآفاق العربية، 1432 هـ ـ 2011م.
ـ شرح قواعد العقائد للغزالي، لركن الدين الحسن بن رضي الدين محمد بن شرفنشاه الحسيني الأستراباذي المتوفى سنة 715هـ (هدية العارفين 1: 283).
ـ شرح قواعد العقائد، لمحمد أمين بن صدر الدين الشيرواني الحنفي المتوفى سنة 1036هـ (هدية العارفين 2: 275).

طبعاته:

ـ طبع ضمن كتاب إحياء علوم الدين، بطبعاته العديدة، وهو الكتاب الثاني من ربع العبادات، وهناك طبعة دار الحديث القاهرة سنة 1425هـ ـ 2004م، بتحقيق سيدي عمران.
ـ طبع ضمن مجموعة رسائل الغزالي، بتحقيق إبراهيم أمين محمد، طبعة المكتبة التوفيقية، بدون تاريخ.
ـ طبع ضمن مجموعة رسائل الإمام الغزالي، سنة 1427هـ ـ 2006م، طبعة دار الكتب العلمية.
 ـ طبع ضمن (RECUEIL DES MISSIVES DE L’IMAM AL-GHAZZALY) مجموعة رسائل الإمام الغزالي، سنة1419هـ ـ 1999م، تحقيق Mohamed Cheikh Mahmou، طبعة دار الكتب العلمية، مترجم إلى اللغة الفرنسية.
ـ طبع ضمن مجموعة رسائل الإمام الغزالي، سنة 1414هـ ـ 1994م، طعبة دار الكتب العلمية.
 ـ قواعد العقائد، طبعة شركة كتاب للوسائط المتعددة (IKITAB)، سنة 1433هـ ـ 2012م.
ـ قواعد العقائد، تحقيق سعيد زايد، طبعة القاهرة، 1960م.‏
ـ قواعد العقائد، تقديم رضوان السيد، طبعة إقرأ للنشر والتوزيع، سنة 1403هـ ـ 1983م.
ـ قواعد العقائد عقيدة الإمام أبي حامد الغزالي، لأبي الفضل العراقي، سنة 1412 هـ ـ 1992م ، تحقيق بسام عبد الوهاب الجابي.
ـ قواعد العقائد، سنة 1419هـ ـ  1998م، طبعة مصطفى البابي الحلبي.
ـ قواعد العقائد فى التوحيد، سنة 1425هـ ـ   2005م، طبعة دار الحديث.
ـ قواعد العقائد،  سنة 1405هـ ـ 1985م، تحقيق موسى محمد علي، طبعة عالم الكتب للطباعة والنشر والتوزيع.
ـ قواعد العقائد في التوحيد، للإمام حجة الاسلام الغزالي رحمه الله، دراسة نصية للسيد محمد عقيل بن علي المهدلي، طبعة دار الحديث القاهرة، الطبعة الثانية، سنة 1996م.

 

 

الهوامش:

[1] ـ طبقات الشافعية ـ السبكي، الطبعة الأولى بالمطبعة الحسينية المصرية  سنة 1324هـ، ج 4 ص 101.
[2] ـ  سير أعلام النبلاء، شمس الدين الذهبي، تحقيق شعيب الأرنؤوط و محمد نعيم العرقسوسي، مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى سنة 1405هـ /1984م،  ج 19 ص 323.
[3] ـ   وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لأبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلكان(ت 608ـ681هـ)، حققه الدكتور إحسان عباس، دار صادر بيروت،  ج 4 ص 217
[4] ـ نفس المصدر ج 4 ص 218.
[5] ـ شرح عقيدة الإمام الغزالي، للشيخ أحمد زروق، تحقيق محمد عبد القادر نصار، الطبعة الأولى، طبعة دارة الكرز، سنة1428هـ ـ  2007م، ص 165.
[6] ـ إحياء علوم الدين ـ لأبي حامد الغزالي، تحقيق سيدي عمران، طبعة دار الحديث القاهرة سنة 1425هـ ـ 2004م، ج1ص126.
[7] ـ قواعد العقائد في التوحيد، للإمام حجة الاسلام الغزالي رحمه الله، دراسة نصية للسيد محمد عقيل بن علي المهدلي، طبعة دار الحديث القاهرة، الطبعة الثانية، سنة 1996م، ص 9.
[8] ـ مؤلفات الغزالي ـ عبد الرحمن بدوي، طبعة وكالة المطبوعات ـ الكويت،  الطبعة الثانية، سنة 1977م  ص 89.

روابط الكتاب:

كتاب “قواعد العقائد في التوحيد” للإمام الغزالي، ضمن مجموعة من الكتب المصورة في الأسطوانة الأولى (الفلسفة والمنطق):

http://www.kt-b.com/articles-action-show-id-1301.htm

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق